الثلاثاء، 25 مارس 2014

متابعات رقم الموضوع 6

العزيز talal157 نشكرك على التواصل ونؤجل الرد عليه -
ونعود الى تكمله الرد على التساؤل الاول معتقدين انه ربما يكون في تسائلك عن اسباب ماحصل ويحصل مدعاة للتجول بين الاحداث عبر الكتب ويمكن الخروج من الامر ببساطه بان نقول انها اراده المولى سبحانه وحكمته الا اننا نعمل عقولنا قليلا لكي نبحث عن اسباب ما حصل بين المسلمين ونستطيع ان نضع بعض المؤشرات لهذا الامر – لقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصعدت روحه الطاهره الى الرفيق الاعلى بعد ان اكمل الله الدين للبشريه وبعد ان اكمل الرسول ما ارسل من اجله فقال الله سبحانه
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة 67 وقال تعالى {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة 3
وقد ترك رسول الله امته على راي علمائنا ولم يوص او يرشح اماما او خليفه او حاكما بعده تركهم لدنياهم يسيسونها وفق ظروف حياتهم المتغيره ويقول العلماء في ذلك كدليل على ان الرسول ترك هذا الامر لنا حيث يقولون ( علمنا رسول الله في ديننا كل شيئ حتى الخرئه وكيف نقضيها ولا يقول لنا في امر خطير من هو خليفته )فلو كان يريد ذلك لاعلمنا - لقد ترك رسول الله الامر للناس لاختيار حكامهم هكذا نقول الا ان غيرنا يقولون غير ذلك – عند وفاة الرسول تجمع الانصار في سقيفه بني ساعده وكانو على وشك ان يجعلوا سعد ابن عباده رضي الله عنه خليفة بعد رسول الله ولكن المهاجرين كان لهم راي اخر فرشح ابو بكر الصديق والقصه لمن يطلبها مدروكه في عده من كتب التاريخ برويات مختلفه ومتعدده بعضها غلب عليه الهوى وبعضها غلب عليه العنصريه وبعضها نقل الرويات كما قراءها او سمعها ولم يهتم بتنقيحها او عرضها على المنطق ولا شك ان تعدد الروايات في كثير من جوانب تسجيل التاريخ قد ترك اثر سلبي في جاب واثر ايجابي في جانب اخر اما عن تاثيره الايجابي فهو ناشي عن كون العرب امه علم كلام وهذا فنهم وصنعتهم ولا يجاريهم فيها احد ولهذا فان صياغه الروايات قضيه سهله بالنسبه لمن كان ملما بادواتها – اما الجانب السلبي فانه تمثل في اصطياد الروايات المختلفه التي خطت في مجاميع عديده من الكتب في شتى انحاء المعموره ولم تكن في ذلك الزمن مهيئه للناس لتفرقها وتوزعها على محيط كبير الا انه في عصر اصبح الناس فيه يعيشون بقريه واصبحت الروايه تصل اليك بكبسه زر فان تجميع الروايات والاطلاع على تباينها واختلافها اصبح ذلك كالمعول يحاول به من في قلبه مرض او كره نحو الاسلام والمسلمين ان يهدم به مسلمات وقيم وهيهات هيهات فالامر لا بد ان ينتهي بالحكم المنطقي على الروايات وليس بمضمونها ولا بنوايا من خطها-
سقيفه بني ساعده
وبينما كان كان جسد رسول الله مسجى بعد ان فارقت روحه الطاهر الى الرفيق الاعلى وكان لا بد من القيام بتغسيله وتكفينه بحسب سنته صلى الله عليه وسلم وقد انبرى لها من ذكر في الروايه ادناه ويبدوا انهم منعوا غيرهم بدليل طلب اوس بن خولي بن عوف الذي ناشد علي ابن ابي طالب يرجوه ان يدخله معهم ففعل كما تقول هذه الروايه

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبدالله بن أبي بكر وكثير بن عبدالله وغيرهما من اصحابه عمن يحدثه عن عبدالله بن عباس أن علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم هم الذين تولوا غسله وإن أوس بن خولي أحد بني عوف بن الخزرج قال لعلي بن أبي طالب أنشدك الله يا علي وحظنا من رسول الله وكان أوس من أصحاب بدر وقال ادخل فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره وكان العباس والفضل وقثم هم الذين يقلبونه معه وكان أسامة بن زيد وشقران مولياه هما اللذان يصبان الماء وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه من ورائه لا يفضي بيده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلي يقول بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا ولم ير من رسول الله شيء مما يرى من الميت
وفي نفس الزمن والوقت وفي موقع اخر وهو موقع سقيفه بني ساعده يتم ابرام امر اخر كبير سيكون له اكبر تاثير على المسلمين وعلى مسيره حياتهم وتماسكهم وما ان عرف الانصار بموت رسول الله حتى تجمعوا في دار الصحابي سعد ابن عباده او في مكان يدعى بسقيفه بني ساعده وتحكي الرويات ان سعد ابن عباده قام خطيبا في الانصار قائلا-
بعد أن حمد الله وأثنى عليه: "يا معشر الأنصار، لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب؛ إن محمدًا لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأنداد والأوثان فما آمن به من قومه إلا رجال قليل، وتوفاه الله وهو عنكم راضٍ وبكم قرير عين، استبدوا بالأمر دون الناس؛ فإنه لكم دون الناس".-
قال ابن إسحاق : ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، واعتزل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة ، وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر ، وانحاز معهم أسيد بن حضير ، في بني عبد الأشهل، فأتى آت إلى أبي بكر وعمر ، فقال : إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، قد انحازوا إليه ، فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا قبل أن يتفاقم أمرهم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم يفرغ من أمره قد أغلق دونه الباب أهله . قال عمر : فقلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، حتى ننظر ما هم عليه

وخلاصه القصة كما ذكرها الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، وحسنها بن تيمية، أنه بعد وفاة النبي اجتمع الأنصار في سقيفة "بني ساعدة" والتفوا حول سعد بن عبادة منادين بأن يكون خليفة رسول الله من الأنصار، ولكن عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح رأيا أن "أبا بكر" أحق بالخلافة بعد رسول الله.
فجاء "أبو بكر" وتكلم فلم يترك شيئًا جميلًا أُنزل في الأنصار ولا ذكره الرسول من شأنهم إلا ذكره، وقال: "لقد علمتم أن رسول قال: لو سلك الناس واديًا، وسلكت الأنصار واديًا سلكت وادي الأنصار، ولقد علمت يا "سعد" أن رسول الله قال -وأنت قاعد- : قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم".
فقال له "سعد": صدقت نحن الوزراء وأنت الأمراء.

لقد حصل خلاف بين صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته على خلافته وانقسم الناس الى ثلاث اراء الراي الاول تبناه فئة الانصار الذين باردو الى عقد اللقاء في سقيفه بني ساعده وكانو على وشك مبايعه سعد ابن عباده وكانو يعتقدون انهم احق بالامر من غيرهم والراي الثاني كان راي المهاجرون وقد تمثل في مسارعه ابو بكر وعمر وبو عبيده وغيرهم من المهاجرين خشيه ان يبت الانصار في الامر فيشق ذلك امر المسلمين اما بان يطاوعوهم واما بان يرفضوا ما قامو به فيبرز الخلاف وقد كان راي المهاجرين بان المهاجرين هم الامراء والانصار هم الوزراه وقد طرح راي للتقريب بالقول منا امير ومنكم امير -
وقال الإمام أحمد:: لما قبض رسول الله قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.
وبهذا تمت البيعه لابي بكر الصديق في هذا المجلس الا ان هناك راي ثالث تكون حيث ان الامام علي ابن ابي طالب وبعض ال النبي لم يكونوا حاضرين لانشغالهم في جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذ العده لدفن جسده الطاهر فلما بلغه امر البيعه لم يرض عنها ويرون ان الخلافه يجب ان تكون في ال البيت واقرب الناس الى النبي وهم اما عمه العباس او ابن عمه علي ابن ابي طالب وبما ان علي كان اسبق للاسلام من عمه فهو الاحق بها – ولا نريد ان ننقل كثير الرويات وبعضها رويات نسجها الاخباريون والمؤرخون حول هذه الواقعه كثير منها اخبار باطله وروايات مفتعله تصور الصحابه رضوان الله عليهم بانهم متناحرين طامعين خلف السلطه ويتصارعون ويلعن بعضهم بعضا في سبيل ذلك يقول احد الكتاب ان من اباطيل المؤرخين في خبر السقيفه ما ساقه اليعقوبي والمسعودي وابن الاثير في تواريخهم عن هذه الحوادث وانقل هذا الكلام على ذمه من كتبه لانني لم اطلع شخصيا على تلك التواريخ وحتى لو اطلعت فانني اقر بالعجز عن ادراك الخلل فالامر يحققه اصحاب الخبره لا اصحاب الفضول مثلي –على اننا نستطيع القول بان اصحاب رسول الله هم خلاصه من البشر اختارهم الله لكي يكونو تلاميذ لرسوله محمد ابن عبد الله وقد رباهم وعلمهم فهل يعتقد من في قلبه مرض انهم اصحاب هوى ودنيا وهم من وضعوا ارواحهم واموالهم واولادهم في سبيل التوحيد – لقد تخلف علي ابن ابي طالب لفتره قرابه سته اشهر ولم يبايع ابو بكر حتى توفيت فاطمة الزهراء عليها رضوان الله وممن مالو مع علي عمه العباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس والزبير بن العوام وخالد بن سعيد والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وابوذر الغفاري وعمار ابن ياسر والبراءبن عاز ب وابي بن كعب- وقد بايعوا ابي بكر بعد ذلك جميعهم -اما من رفض ان يبايع من الانصار فهو الصحابي الجليل سعد ابن عباده -وهذا الامر ايضا حصل بقضاء الله وعلى الانسان منا ان يلزم الادب ويعتبر ان الخلاف بين الصحابه وبين الناس امر قدره الله لحكمة بالغه قال تعالى ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ–*إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }هود119و118) ومن هنا فان علينا الا نسوغ لانفسنا ان ننكره وان نترقى فيه وعلينا ان نبتعد بانفسنا عن تكفير من يقول ( لا اله الا الله محمد رسول الله )
ويدور سؤال في الذهن لماذ تصدر الانصار هذه المسائله ونعتقد ان لهذا اسباب عديده فهم رجال دين ودوله وهم رجال حرب وسلم وهم اصحاب السبق في نصره رسول الله الرجال في وقت المحن والشدائد ويتوفي رسول الله في بيته بيثرب ارض الانصار وموقع تجمعهم ويعلمون ان اي خلاف بعد وفاة رسول الله سيكون خلافا لا تحسب نتائجه فهم من جربوا الخلافات بينهم وهم المعروفين بالاوس والخزرج وكيف كانو في الجاهليه وكيف اصبحوا بعد الاسلام فهم يخافون ان يتشتت شملهم وتعود عداواتهم ويعود التوتر بينهم كما كان قبل دخولهم في الاسلام خصوصا انهم قد كانو على مشارف نزاع مسلح بينهم وفي وجود النبي صلى الله عليه وسلم لولى انه نزع فتيل الخلاف

على ما اخرجه ابن جرير في التفسير مفصلا عن زيد بن أسلم ، قال : مر شاس بن قيس - وكان شيخا قد عسا في الجاهلية ، عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم - على نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان منهم من العداوة في الجاهلية ، فقال : قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد ، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار ، فأمر فتى شابا من اليهود - وكان معه - فقال : اعمد إليهم فاجلس معهم وذكرهم يوم بعاث وما كان قبله . وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار ، وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج ، وكان الظفر للأوس على الخزرج، ففعل ، فتكلم القوم عند ذلك ، فتنازعوا وتفاخروا ، حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب - أوس بن قرظي أحد بني حارثة بن الحارث من الأوس وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج - فتقاولا ثم قال أحدهما لصاحبه : إن شئتم والله رددناها الآن جذعة ، وغضب الفريقان وقالوا : قد فعلنا ، السلاح السلاح ، موعدكم الظاهرة ، والظاهرة : الحرة ، فخرجوا إليها وتحاور الناس ، فانضمت الأوس بعضها إلى بعض والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم ، فقال : يا معشر المسلمين الله الله ، أتدعون بدعوى الجاهليــة وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر ، وألف به بينكم ، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا ! ؟ فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم ، فألقوا السلاح من أيديهم ، وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا ، ثم انصرفوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سامعين مطيعين ، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس وما صنع . قال ابن جرير : فأنزل الله في شاس بن قيس وما صنع : قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله إلى آخر الآيتين السابقتين ، قال : وأنزل الله - عز وجل - في أوس بن قرظي وجبار بن صخر ومن كان معهما من قومهما : يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب إلى قوله : لعلكم تهتدون وأورد صاحب الكشاف الرواية مختصرة ، وقال في آخرها : فما كان يوم أقبح أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم ، فعلى هذا تكون الآيتان السابقتان متصلتين بالآيات الآتية
ولهذا يعلمون انهم ان لم يجتمعون على رجل يسوسهم فان تجدد الخلافات قد يكون احتمالا واردا وحاشاهم ان يكونو من اصحاب الرغبات الدنيويه لقد كانو قبل بيعه العقبه الاولى على وشك ان يؤمرو وينصبواعليهم ملكا هو عبد الله ابن ابي ابن سلول ليكون ملكا وحاكما على المدينه ولم يتم ذلك بدخولهم الى الاسلام - وهم يعلمون وصايا رسولهم العظيم ومنها الامر بان لا يكون المسلمون دون امير -
روى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم)،

ثم ان الانصار علموا انه ليس لهم من الامر شيئ وان لهم الجنه وهذا وعد وعدهم به رسول الله كما جاء في رويات بيعه العقبه الثانيه ننقل ما سطره ابن كثير في كتابه البدايه والنهايه الجزء الثالث عن قصه بيعه العقبه الثانيه
وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عبد الله، عن أبي الزبير، عن جابر قال: كان العباس آخذا بيد رسول الله ورسول الله يواثقنا، فلما فرغنا قال رسول الله : «أخذت وأعطيت».
وقال البزار: حدثنا محمد بن معمر، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان - هو الثوري -، عن جابر - يعني: الجعفي - عن داود - وهو ابن أبي هند، - عن الشعبي، عن جابر - يعني: ابن عبد الله - قال: قال رسول الله للنقباء من الأنصار: «تؤوني وتمنعوني؟».
قالوا: نعم. قالوا: فما لنا؟ قال: «الجنة».
ثم قال: لا نعلمه يروي إلا بهذا الإسناد عن جابر.
ثم قال ابن إسحاق: عن معبد، عن عبد الله، عن أبيه كعب بن مالك قال: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله نتسلل تسلل القطا مستخفين حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة، ونحن ثلاثة وسبعون رجلا، ومعنا امرأتان من نسائنا: نسيبة بنت كعب، أم عمارة، إحدى نساء بني مازن بن النجار، وأسماء ابنة عمرو بن عدي بن نابي إحدى نساء بني سلمة وهي: أم منيع.
وقد صرح ابن إسحاق - في رواية يونس بن بكير عنه - بأسمائهم وأنسابهم وما ورد في بعض الأحاديث: أنهم كانوا سبعين، والعرب كثيرا ما تحذف الكسر.
وقال عروة بن الزبير، وموسى بن عقبة: كانوا سبعين رجلا وامرأة واحدة، قال: منهم أربعون من ذوي أسنانهم، وثلاثون من شبابهم، قال: وأصغرهم أبو مسعود وجابر بن عبد الله.
قال كعب بن مالك: فلما اجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله حتى جاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له.
فلما جلس كان أول متكلم العباس بن عبد المطلب، فقال: يا معشر الخزرج، - قال: وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج خزرجها وأوسها - إن محمدا منا حيث علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عزة من قومه، ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الإنحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عزة ومنعة من قومه وبلده.
قال: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت: فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت، قال: فتكلم رسول الله فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب في الإسلام.
قال: «أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم».
قال: فأخذ البراء بن معرور بيده وقال: نعم! فوالذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر.
قال: فاعترض القول، والبراء يكلم رسول الله ، أبو الهيثم بن التيهان فقال يا رسول الله: إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها - يعني: اليهود - فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟
قال: فتبسم رسول الله ثم قال: «بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم».

اذا فان نصيب الانصار هو ان يكون رسول الله بينهم حيا وميتا (ولعل هذه القضيه تتكرر في حديث اخر عندما قسم رسول الله الغنائم بعد غزوه حنين )فهم يعلمون ان لهم الجنه فهل بعد ذلك جزاء اوفى - بقي ان نعرف في القسم القادم بقضيه السقيفه وكيف وردت في بعض المصادر وموقف علي ابن ابي طالب وموقف الصحابي سعد ابن عباده الذي يعتبره بعض المحققين بانه اول معارض في الاسلام لكي نكمل الجواب على السئوال الاول-

سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد – الكويت الاثنين 13/1/2014 ( alenati)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق