الثلاثاء، 25 مارس 2014

متابعات رقم الموضوع 2

العزيز ( talal157 ) تفكرت مليا في ردك خصوصا القول( ولم يسلم احد في هذه الحقبة باعتقادي من الذم وذكر الشوائب وغض النظر عن المحاسن ..) وهي مقوله حفزتني اكثر للبحث والتحري فشكرا لك على الهامي للولوج في لجج ومساحات واسعه اكدت لي كم انني جاهل وفقير الى المعارف والتعلم – ان الحقبه التي وجد فيها الشاعر ابو العتاهيه هي حقبة غروب الدوله الامويه - او كما يقال عنها الدوله العروبيه التي فضلت العرب وجعلتهم الاسياد وخلقت الاعداء لها من قبل الموالي وخصوصا من الفرس وقد نشاء كما يقول الباحثون صراع حضاري بسبب الانتصارات التي احدثها المسلمون العرب جراء الفتوحات الاسلاميه فتكونت طبقات ثريه جدا من القبائل العربيه واستشعر الفرد العربي قوته وتفوقه بالقياس مع الشعوب التي فتحها وخضعت له واستقر بشكل متنامي في روع كثير من العرب بان العربي خلق ليسود وان غيره خلق لخدمته مما خلق طبقات اخرى منهم طبقات الموالي من غير العرب وكان عدد الموالي يزداد كلما فتحت بلاد او دخل في دين الله جماعات من غير العرب وكثير منهم كانت لهم اقدام راسخه في العلوم والادب والفنون وبرغم ذلك كانت النظره لهم نظره ازدراء واحتقار من قبل العرب حتى لقد لقد جرى العرف على التمييز البغيض بين المقاتلين في تعاملهم اثناء الجهاد والفتوحات فكان العربي يقاتل على الخيل بينما الموالي يقاتلون راجلين وفي الصفوف الخلفيه كما يقول د عز الدين اسماعيل في كتابه( الادب العباسي الرؤيه والفن)كما يقول ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد بان العرب في تلك الفتره كانو يقولون ( لا يقطع الصلاة الا ثلاثه حمار او كلب او مولى ) بل بلغ الامر الى منع زواح الموالي من العربيات وتطليق من تزوجت بالفعل وكثير من تلك الممارسات التي تنافي صحيح الدين الداعيه للمساواه كما ذكرت في ايات القران او في احاديث المصطفى –فهل تذكر كيف يقول اهلنا في حضرموت مثلا معرضين بالمولدين وهم ما يطلق عليهم من ولدو في بلد افريقيا حيث نسميه مولّد فالمثل الحضرمي يقول( ذولا ثلاثه ما يجون باليد الكلب والخنزير والمولّد) او القول الاخر ( ثلاثه لا تقاويهم الماء او السيل الجاري والثور والعبد) والعبد هنا معناه المولى يفسر هذا البيت الاخير من قصيدة سترد ادناه - فلا يوجد عبوديه ازليه الا لرب العباد الذي قال ({مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }فصلت46 ) وانما دخلت عبودية الفرد لغيره من الناس بسبب الحروب والفاقه والاستعداء على حقوق البشر ولا بد ان ان اهل حضرموت قد اتخذو حذرهم من الماء والثور والعبد كدليل على قوة الثلاثه وهذا قد يكون فيه مدح الا ان الهدف لم يكن المدح بل كان الاستعلاء والحط من قيمه بعض الافراد على ان الماء قد اوجدو له السدود والضمر لتخفيف قوته اما الثيران فانهم يقصدون بها الثيران النطاحه ولا بد انهم وجدو طرق شتى للحد من خطورتها سمعت احد الظرفاء وهو يحكي قصه حمار لدى اسره ما الا انه حمار شرير رفاس رماح لا يترك احد يمر من قربه الاب بادره بالرمح والرفس فاراد ان يبيعه بارخص الاثمان فلم يجد من يشتريه فوصفو له شخص يجيد تربيه الحمير فاستقدمه وقد قام هذا الجبير بربطه في ممر به منزلين لكل منزل ساس من الحصى والحجر على ارتفاع كبير واستمر هذا الخبير بعد ربط الحمار على نخسه والنخس هو طعن الدابه بالمنخاس او باي شيئ كالعصى مثلا في موخرتها او بين رجليها لكي تنشط – فكلما نخس الحمار بارد الحمار بالرفس الشديد فتصطدم رجليه بحصى الساس اينما وجه رفسته واستمر على هذا المنوال حتى تاذى الحمار فاصبح اذا نخسه نخسة قويه انتفض الحمار وهو في محله خوف ما يلاقيه من الرفس وصلح حال الحمار واصبح يخاف من الرفس ظنا منه ان الرفس سيؤدي الى ارتطام ارجله بالحصى-وعوده الى الموضوع فان امر التعالي يؤكد انها نفس النظره البغيضة والاستعلاء على الاخر ولا يشفع في تلك المقوله لمن يرغب في شرحها ويقول ان المولد هنا ليس القصد منه الشخص المولود في غير بلاد العرب بل المقصود هو المولود من الكلب والخنزير اي ابن الاثنين فهذا قول لا ينسجم مع ما رسخ في اذهان العامه - وللاسف فقد تفشت تلك الظاهره واستشرت حتى وصلت الى تفاضل العرب بينهم وبين بعضهم فاصبحو يمارسونها على الضعيف من قبائلهم والشواهد لا زالت محسوسه ومشاهده هذا التمايز هو ما اوغر القلوب على العرب ويقال ان احد من الموالي قد تزوج باعرابيه من بني سليم فعلم الشاعر محمد ابن بشير الخارجي بالامر فركب الى المدينه والى واليها ابراهيم بن هاشم ابن المغيره فاستعداه على المولى فارسل الوالي الى المولى واستقدمه ثم فرق بينه وبين زوجته وضربه مائتي صوت وحلق لحيته وشاربيه فقال الشاعر محمد ابن بشير في ذلك
شهدت غداة خصم بني سليم = وجوها من قضائك غير سود
قضيت بسنة وحكمت عدلا = ولم ترث الحكومة من بعيد
اذا غمز القنا وجدت لعمري = قناتك حين تغمز خير عود
اذا عض الثقاف بها اشمازت = اباء النفس بائنه الصعود
حمى جدبا لحوم بنات قوم = وهم تحت التراب ابو الوليد
وفي المئتين للمولى نكال = وفي سلب الحواجب والخدود
اذا كافئتهم ببنات كسرى = فهل يجد الموالي من مزيد
فاي الحق انصف للموالي = من اصهار العبيد الى العبيد
ولهذا الشاعر اشعار في الحط من شان الموالي مما يعني ان المزاج العام استمراها فهي تعبر عن نظره الفرد العادي والحكام ايضا وانظر اليه يقول
اذا افتقر المولى سعى لك جاهدا = لترضى وان نال الغنى عنك ادبرا
اليس هذا هو المثل الذي لا يزال يردده الغني على الفقير في ارضنا العربيه ( جوع كلبك يتبعك) فانظر الى المعنى في كلمة كلبك ان المعنى واضح في انها تدل على المولى المحتاج العامل العبد الفقير ولا تعني الكلب بتاتا فالكلب يسرح في ارض الله اذا جاع ولا ينتظر احسان بخيل متعالي- ولهذا فما ان يتغير الحال وتغيب دولة الاموين وتشرق شمس دوله العباسين على يد الرجل القوي ابو مسلم الخراساني وهو على حسب بعض الرويات احد احفاد اخر اكاسره الفرس وقد التف حوله الفرس والموالي بسبب ظلم الدوله الامويه لهم كافراد اضافة الى انكسار دوله الفرس العظيمه وما خلفه ذلك في نفوسهم من غل وحنق- وكان الخلفاء العباسيون ابتداء من الخليفه السفاح الى الخليفه المستعصم وعددهم 37 خليفه واغلب زوجاتهم وامهاتهم غير عربيات منهن 3 فقط عربيات هن اولا زوجه السفاح وهي ريطه بنت عبد الله الحارثي والثانيه زوجه المهدي وهي اروى بنت منصور الحميري والثالثه زوجه الرشيد وهي زبيده بنت جعفر العباسي – وفي هذا دلاله كبرى على تبدل الوضع فقد قرب الموالي واغلبهم من الفرس واصبحت امور الدوله بيدهم تقريبا فحصل انقلاب عكسي تبوء فيه الموالي امور الحكم فاصبحوا هم الفئه الاعلى والاكثر حظا وصارت لهم الغلبه فاستحقرو العرب ويرتبط هذا الامر بروابط ثقافيه ودينيه تختص بالفرس وحضارتهم واديانهم ولهذا فقد تاثر الجو العام بالحضاره الفارسيه وبذخها وفخامه قصورها وكل ما يتعلق بالطعام والملابس وغير ذلك بل لقد دخلت الثقافه الفارسيه بقوه على واقع الدوله العباسيه فانتشرت الشعوبيه (وهي تعظيم الفرس وتحقير العرب) والزندقه والديانات الفارسيه كالزردتشيه والمانويه والمزدكيه التي اتضح انها كانت متاصله في قلوب الكثيرون منهم كما يقال وانتشر اللهو والمجون والزندقه والكفر ومع كل ذلك نشطت ايضا حركة العلم والثقافه وانفتاحها على كل الحضارات فازدهرت اغلب العلوم في ذلك الزمن ومنها الشعر والادب لقد افاضت كتب التاريخ باخبار العصر العباسي وما جرى فيه وخصوصا ما يتعلق بموضوعنا وهو موضوع الزندقه وهي التهمه التي طالت العديد من كبار الشخصيات وتبارى المحققين قسما تولى نفي التهم او على الاقل تخفيفها على من شملتهم تلك التهمه والقسم الاخر تشدد والصقها بهم وكل ياتي بقرائنه والامر يطول وحسبنا ان ناخذ منه خلاصات لكي نوضح القصد ونلقي الضوء على هذا الامر – فما ن فشىت الدعوات الشعوبيه والقوميه وزادت النعرات التي دعمت الزندقه للكيد للاسلام بسبب بلوغها اقصى قوتها في ذلك العصر بسبب ان اغلب السلطات كانت بايدي الموالي والفرس واغلبهم تسترو باظهارالاسلام وهم يحاولون هدمه ومنهم فرقا سميت بالرونديه وهم من اتباع ابو مسلم وظهر منهم كبيرهم ابن الراوندي وهو شخصيه ملحده كافره غير سويه وله عدة كتب وفرقه اخرى سميت بالمقنعيه وفرقه اخرى تسمى بالخرميه وتعود اصولها الى ديانه فارسيه تسمى المزدكيه وهي ديانه تقوم على الاباحيه عدم وجود تكاليف والمشاركه في كل شيئ في النساء والمال ومن اشهر رجالها بابك الخرمي هو الذي ذكره الشاعر البردوني في قصيدته الشهيره ( فضيع جهل ما يجري = وافضع منه ان تدري ) حيث يقول فيها
شعاري اليوم يا مولاي = نحن نبات إخصابك
لأن غناك أركعنا = على أقدام أحبابك
فألهناك قلنا: الشمس = من أقباس أحسابك
فنم يا (بابك الخرمي) = على (بلقيس ) يا (بابك)
ذوائبها سرير هواك = بعض ذيول أربابك
وبسم الله جل الله = نحسو كأس أنخابك
وقد خرج على الخليفه المعتصم فارسل له قائد جيشه الافشين الذي قضى عليه ومن عجيب الامور ان يقتل الافشين بتهمه الزندقه ايضا وتعتبر الباطنيه هي الاطار العام للعديد من الفرق الهدامه مثل الطبيعيين والدهريين وغيرها والتي تقوم على ابطال الشريعه والتحلل من كل الاعراف والقيم ومنا المانويه وهي من الديانات التي تقوم على معتقد ان العالم مركب من اصلين قديمين هما النور والظلام - واستمر تصاعد تلك الحركات وغيرها مما حدى بالخليفه المهدي ان يتصدى لها وينشي ديوان الزنادقة، وجعل عليه شريك القاضي وعثمان بن نُهيك، وعمر الكَلْواذاني، ومحمد بن عيسى بن حمدويه وايضا فان شريك القاضي وهو من حكم على الكثيرون بالزندقه فقتلو فقد ذاق نفس السم على يد الهدي حين اتهمه بالزندقه على اساس حلم راه في نومه ولهذا قصه اخرى- ثم اوصى المهدي ابنه الخليفه الهادي من بعده بتتبع الزنادقه والفتك بهم –وقد كان لبعض الزنادقه دور هدام حتى في وضع الحديث عن رسول الله يقول حمدا بن زيد وضعت الزنادقه ما يزيد عن 12 الف حديث كذبا على رسول الله فقال له عبد الله ابن المبارك يرد عليها الجهابذه وقد أقر كثيراً من الزنادقه بوضع الأحاديث مثل قول عبدالكريم بن أبي العوجاء لما أراد محمد بن سليمان أن يضرب عنقه فقال: «والله لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث، أحرم فيها الحلال، وأحل فيها الحرام ولقد فطرتكم في يوم صومكم وصومتكم في يوم فطركم. وهذا المهدي يقول: أقر عندي رجل من الزنادقة أنه وضع أربعمائة حديث فهي تجول في أيدي الناس- ومن وقتها بداء علم الحديث واقسامه ومنها قسم الجرح والتعديل وهو علم عظيم واسع ومن هنا يحق لنا ان نتفهم ما حاق ببعض الزنادقه من تهم عوقب بعضهم عليها بالموت ونذكر ممن اتهم بالزندقه اواستنادا الى كتاب عبد الرحمن البدري الذي استند بدوره على بعض الكتب ومنها كتاب الفهرست لابن النديم وغيرها من كتب التاريخ الاخرى فان طايفه المانويه كان منهم ابو العوجاء السابق ذكره ومنهم ايضا صالح ابن عبد القدوس الذي له كثير من الاشعار نستخلص هنا ان الزنادقه افسدوا الا اننا نعود لكي نمحص مستدلين بما قام به المحققين من ان كثيرا من التهم كانت بسبب تغييب وازاحة الخصوم وهو امر لا زال متصلا حتى اليوم فاذا ما اردنا ازاحة خصم بسبب حقد او حسد رميناه بتهمه نحرك فيها عليه السلطات او الجهال او جمع القرابه والطبقه فيصيبه من ذلك ما يصيبه وقد قال الامام الشافعي شعر
(كل العداوات قد ترجى مودتها = إلا عداوة من عاداك عن حسد )
وهذا ليس دفاعا عن الزنادقه انما هو تدليل على فساد بعض النوايا ولان السير في هذا الطريق طويله فحسبنا ما تقدم من شرح لنشرح في هذا الباب عن بعض الزاندقه ولماذا وصمو بهذه الوصمه وخصوصا الشاعر ابو العتاهيه الذي كان سبب هذه المداخلات وهذا له باب اخر سوف استتبعه بهذا في القريب ان قدر الله وشاء
ملاحظه الماده ليست منقوله انما هي مقروئه من كتب التاريخ
سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد – الكويت الثلاثاء 10/12/2013 ( alenati)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق