الثلاثاء، 17 يوليو 2012

الجهل والجهاله


الجهل والجهاله
كان لا بد من البحث وتقديم هذا المحتوى عن الجهل والجهاله بسبب ان هذه الكلمه وردت ضمن خطاب لي قلت فيه (يعتقد بعض الجهله من الناس ان هناك فصائل افضل من غيرها كما قام بذلك اللمجوس في ارض الفرس والبراهمه في الهند وهلتر في المانيا معتبرا ان الالمان دمهم ازرق وكما يقوم به اليهود معتبرين انهم شعب الله المختار ثم دخلت علينا في تفاصيل مختلفه تلك الافكار المختله فاصبحت تفرق بين المسلمين وفقا ولما سبقنا من الديانات المنحرفه وهذا من مبداء الخطاء فالمسلم اخو المسلم والرسول قال لابنته بما معناه لا اغني عنك من الله شيئا ورب العزه قال ({يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13فمن يرى نفسه افضل الخلق غير رسول الله او بالتقوى كما قال الله وهو امر ليس له علاقه بنا وبتوصيفنا بل حكر على رب الارباب ان من يعتقد نفسه افضل من غيره فاننا نحكم عليه بالجهل والغباوه والتطرف والعنصريه وليست من دين الله بل ابتدعها المبتدعون (–وقد تحرك اهل العصبيه ومن يؤيدهم موقفا عجيبا من خلال عقد لقاءات التعصب اففئوي والطبقي في مجالسهم ومواقع تجمعهم واوصلو ما يفكرون به وليس الواقع تدليسا الى جماعات لا يجمعها الا رابطه الفئويه المطلقه التي ترى انها هي الفئه العظيمه الخارجه من النار الداخله للجنه وللاسف فقد تبعهم بعض الافراد من طبقة اخرى دافعوا عنهم دفاع المستميت ضنا منهم ان بعض اولائك البشر لديهم صفاة ذكر الاحسان والجميل وهم في ذلك مخطئون وقد قالو قديما من علمك القسمه فقال عين الذيب التي فقئت نتيجه للحق وسوف ياتي يوم من الايام لا نراه بعيدا حتى يتضح لهم انهم انما وقفوا مع الضبع او الذئب الذي لا يؤتمن لهم وسوف يرددون قول الشاعر (من  حيث لا ينفع الندم على تضييع الصداقه الحقه من اجل متلبسين بالافضليه ناكرين للجود والجميل والاحسان كاذبين مدلسين عرفتهم معرفة العارف بهم )( حكى أن احد الأعراب وجد ذئبا ً صغيراً قد ولد للتو ... فحن عليه وأخذه ورباه .. وكان يطعمه من حليب شاة ٍ عنده .. وكانت الشاة بمثابة الأم لذلك الذئب .
وبعد مرور الوقت كبُر الذئب الصغير .. وعاد الأعرابي يوماً إلى بيته فوجد ان الذئب قد هجم على الشاة وأكلها ..
فحزن الأعرابي على صنيع الذئب اللئيم الذي عرف طبعه بالفطرة .. .. فأنشد بحزن قائلاً :
بقرت شويهتي وفجعت قلبي = وانت لشاتنا أبن ربيب ُ
غذيت بدرها ونشأت معها =  فمن أنباك ان أباك ذيب ُ
إذا كان الطباع طباع سوء = فلا أدب ٌ يفيد ولا أديب ُ

وهكذا اللئام في كل عصر ومصر .. لايفوون الجميل ولا يراعون حرمة الخليل ... ولايردون المعروف ولا يرهبون الحتوف ..


وانني واذ صدر مني هذا القول وهو قول حق ولا يراد به باطل بل يراد به توضيح لصوره من صور الجهل المتفشي في الناس وخصوصا في مجتمعنا الحضرمي الذي هجّن ودجّن على طرق غير سويه وقد افسدت تلك الطرق على اهلنا حياتهم فامتلئت المعيشه بالفقر والجهل والمرض بينما حققت بعض الفئات الاخرى التي كانت من مسببات ذلك حققت الزعامه والرئاسه والمال الوفير فوحدها هي المالكه للارض والثمر والشجر ووحدها هي المتصرفه بالحكم ووحدها هي المتحكمه في الفكر والعلم ووحدها هي التي تعرف الدين وتوصل الناس اليه وقد قالو ونهم اخرجو الناس من الجهل والجهاله وللاسف فقد صدق هذا القول جماعات من الناس ايضا بسبب الجهل فحضرموت كانت معقلا للعلماء والفقهاء وقد كانت طلائعهم التي وردت على النبي  في عام الوفود مفرحة لقلبه صلى الله عليه وسلم وكانت زرافات وجماعات الرجال الذين انخرطوا تلبية للجهاد ونشر الدين القويم دليلا على ان الحضارم اهل علم وكان ذلك قبل ان نعرف من قدمو من خراج الارض الحضرميه سواء قدمو من البصر هاو من الشام او من القوقاز لا يهمنا من اين قدمو ولكن يهمنا انهم بطرق شتى استطاعو ان يسيطرون على مفاصل حركه الحياه ما يتعلق بها بالدنيا وما يتعلق بها بالدين لقد كانت تلك الفئه تعمل وفق مصالحها في اطار ممنهج ذكي لا يتبعه الا اشخاص خبروا الحياه وكانت لديهم استراتيجيات وتخطيط وما اعطت لنا نحن اصحاب الارض الا الفتات وما تقدمه للبعض بالقطاره بحسب حاجتها للفرد وخدماته ففشى الفقر والجهل والمرض في المجتمع فهل علينا ان لا نحاكم تلك الفتره واننا هنا نبرئ اهل هذا الزمان من تبعات الماضي الا ما ارتبط بتاييد ومحاوله لاعادة عقارب الساعه للوراء من قبل أي فئه او قبيله او طبقه وهي محاولة فاشله فشلت في الماضي القريب وستفشل كلما عنّ لاي سفيه او جاهل او معتوه ان يحاول اعادة الماضي  قال المحضار(إعادة الماضي الى الحاضر محال )
) اذا ستبوء بالفشل ايه محاولات لاعاده الناس الى حضيره الجهل والتجهيل لقد طارت الطيور بارزاقها وسيبقى في الارض يندب حظه كل من تسول له نفسه الاعتقاد بانه افضل الخلق وان الناس خلقو لكي يخدمونه فتبا لمثل اولائك القوم ومن شاكلهم في الفكر
ولان بعض الطارئين الماكرين الناكرين للجود والجميل والاحسان ومن في حكمهم ومن يمالئهم ويماشيهم رغبه ورهبه قد حاولوا ظهار ما قلته بانه من منكرات القول وانه موجه لفئه محدده وانه برغبة افساد المجتمع وتاليب بعضه على بعضه ولانني اعتقد ان بعض الجهلة ايضا يسيرون في هذا المسار لقلة العلم او لزيادة المخزون الطبقي والعنصري في نفوسهم فانني ساحيل أي شخص يطالبني بتوضيح عن كلامي هذا الى هذا الموضوع وهو بعنوان الجهل والجهاله –
وسوف ابتداء بتوضيح بعض معاني الجهل والجهاله وهي كلمات لا تعني سبا او شتما في حق احد الا اذا كان جهله مركبا وجهالته متعمده عندئذ يكون مستحقا لمعانيها الاخرى الداله عليها نبتدء اولا بالايات الكريمه التي ذكر فيها الجهل والجاهلين
(قال تعالى - اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }البقرة67
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }الأنعام35
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199
{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }هود46
{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }يوسف33
{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ }القصص55
{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة273
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }الأنعام35
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63
{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ }الزمر64
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل119
{وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام54
{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء17
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾[الأحزاب:72]»


وفي الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنه- قالسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا."  قال القاضي عياض-رحمه الله-: وقد وجد ذلك في زماننا كما أخبر به عليه الصلاة والسلام قال الشيخ قطب الدين قلت هذا قوله مع توفر العلماء في زمانه فكيف بزماننا؟! قال العبد الضعيف هذا قوله مع كثرة الفقهاء والعلماء من المذاهب الأربعة والمحدثين الكبار في زمانه فكيف بزماننا الذي خلت البلاد عنهم وتصدرت الجهال بالإفتاء والتعين في المجالس والتدريس في المدارس فنسأل السلامة والعافية.
رحمة الله على علمائنا الأفاضل إذا كان هذا حال زمانهم فماذا نقول عن هذا الزمان الذي نحن فيه
فقد كان من دعاء النبي- صلى الله عليه وسلم: "رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي.
وقد روى الترمذي) عن عمر بن عبد العزيز قال: زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم قالت: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وهو محتضن أحد ابني ابنته وهو يقول: « إنكم لتبخلون وتجبنون وتجهلون ، وإنكم لمن ريحان الله » قال الترمذي

واستعاذ منه فعن أم سلمة-رضي الله عنها- قالت: ما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال " اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي"وفي حديث اخر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رُبَّ عَابِدٍ جَاهِلٍ ، وَرُبَّ عَالمٍ فَاجِرٍ ، فَاحْذَرُوا الجُهَّالَ مِنَ العُبَّادِ ، والفُجَّارَ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، فَإِنَّ أُولَئِكَ فِتْنَةُ الفُتَنَاءِ " . قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو سَعِيدٍ بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ .
.وفي الحديث الشريف: (ان من العلم جهلاً.) وهو ان يتكلف العالم الى علم ما لا يعلمه فًيجهله ً ذلك. وفي الحديث :انك أمرؤ فيك جاهلية.وهنا المقصود الحال التي كانت عليها العرب قبل الاسلام من الجهل بالله والرسول والشرائع والمفاخرة والتجبر.
فالانسان الجاهل ليس جاهلا لأن ذهنه يخلوا من كل معرفة بل هو كذلك لان لديه معارف خاطئة. والجاهلية أصطلاح مستحدث ظهر بظهور الاسلام،وقد اطلق على حال قبل الاسلام تمييزاً وتعريفاً لها عن الحال التي صار عليها العرب بظهور الرسالة من العلم.

وإن عناء أن تفهم جاهلا = فيحسب جهلا أنه منك أفهم
أتانا أن سهلا ذم جهلا = علوما ليس يعرفهن سهل
علوما لو دراها ما قلاها = ولكن الرضى بالجهل سهل

لعله بعد ان استعرضنا بعض من أي الذكر الحكيم التي ذكرت فيها الجهل والجهالة فاننا نود ان نشرح معاني الجهل والجهالة في اللغه العربيه اصطلاحا لكي تنقشع الغمه عن بعض الناس الذي ما دابو ينتقدون ما سطرناه سابقا وبالتاكيد فان كلمة الجهل والجهاله لا تصبح مسبه وذما الا اذا كان الشخص الذي وصم بها يعلم بانه جاهل وبرغم ذلك يجادل او انه يعلم بالحق فيتبع الباطل هنا تصبح الكلمه وصما له بانه على جهالة وتصبح الكلمه من مجرد وصف لجهل بسيط يحمله كل البشر بحكم انهم لا يعلمون الا اليسرير من الامور وفق ما قدره الله تعالى حيث قال سبحانه({وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85) اذا فكون البشر ناصي علم فانه يصح ان يوصفون بانهم جهلاء بعلوم لم يعرفونها واذا ما خاطبك شخص وتحدث في امر لا يعرف مداخله ومخارجه فانت تقول له اصمت انك جاهل بما تتحدث فيه لهذا فاننا سنحيل أي تساؤل يقدم الينا حول ما قناه سابقا الى هذا الموضوع ابتغاء الفائده وهربا من تكرار التساؤل ان حصل ودلالة على المدونه وما فيها-
ولا شك ان الموضوع قد اشبع بحثا وتمحيصا حتى ان الشاعر الجاهلي المشهور وهو عمرو ابن كلثوم التغلبي  يقول في معلقته المشهوره التي يقول في في مبتدءاها( الا هبي بصحنك فاصبحينا = ولا تبقي خمور الاندرينا)
حيث يقول فيها ( ألا لا يجهلن أحد علينا = فنجهل فوق جهل الجاهلينا )
والجهل في اللغه على قسمين : الأول جهلٌ بسيطٌ , والثاني جهلٌ مركبٌ ...

الجهل البسيط :
أن يجهل الإنسان شيئاً , وهو يدري أنه لا يدري , يقال له مثلاً: ما حكم التيمم ؟ فيقول لا أدري , هذا يسمونه جهل بسيط .

الجهل المركب :
هو أن يجهل الإنسان ولكنه يجهل انه لا يجهل أو يجهل أنه جاهل فهو جاهل ولكن عند نفسه هو عالم فيُسأل عن حكم التيمم مثلاً فيقول : لا يجوز مع اعتقاده أنه لا يجوز .
ولذلك قيل:
جهلت وما تدري بأنك جاهل - ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري
قال الشافعي :
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعةً = تجرَّعَ ذُلَّ الجهل طولَ حياتهِ
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ = فكبِّر عليه أربعاً لوفاتهِ
وَذَاتُ الْفَتَى واللَّهِ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى = إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ

فقال الخليل بن أحمد لابنه:

لو كنتَ تعلم ما أقول عذرتني =أو كنتُ أعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني= وعلمتُ أنكَ جاهل فعذرتكا
يقول أنت لا تعرف ماذا أفعل؟ وأنا لا أعرف أنك سفيه، فأنت تعذلني وأنا أعذرك ، هذا معنى كلامه .ويقول أيضاً : الناس أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري ، والثاني: يدري ولا يدري أنه يدري ، والثالث: لا يدري ويدري أنه لا يدري ، والرابع لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ، يقول: هذه أقسام الناس.فأما الأول قال: فهو عالم فاسألوه، إنسان يدري ويدري أنه يدري .
أما الثاني: غافل فنبهوه، أي رجل غافل عنده علم ولكن لا يدري بذلك .أما الثالث: فهذا جاهل فعلموه ، لا وهو يدري أنه لا يدري .وأما الرابع: فهو الطامة الكبرى التي لا مناصَ منها : وهو الذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ,فهذا أحمق فاجتنبوه . وهو الجاهل المركب .
يقول أحد الشعراء وهو يسب أعداء ابن تيمية :
ولو أنه جهلٌ بسيطٌ عذرته= ولكنه يدلي بجهل مركبُ
الجهل عند أهل اللغة هو نقيض العلم يقال جهله فلان جهلا وجهالة وجهل عليه وتجاهل أظهر الجهل، وتجاهل أرى من نفسه الجهل وليس به واستجهله عده جاهلا.
ومنه التجهيل وهو أن تنسبه إلى الجهل ويقال جهل فلان حق فلان، وجهل فلان علي، وجهل بهذا الأمر، يقال جهلته أي  نسبته إلى الجهل، واستجهلته وجدته جاهلا، وأجهلته جعلته جاهلا, والجهالة أن تفعل فعلا بغير العلم، جَهِلْتُ الشيء جهلاً وجهالةً خلاف علمته، وجهلت الحق أضاعه فهو جَاهِلٌ.ويجمع على جُهْلٌ وجُهُلٌ وجُهَّل وجُهَّال وجُهَلاء وهو منقول عن سيبويه قال: شَبَّهوه بِفَعيل كما شبهوا فاعلاً بفَعُول, وقالوا في جمعه جهلاء حملاً له على ضده قاله ابن جني نقلاً عن أهل العلم, والمجهلة ما يحملك على الجهل ومنه الحديث:" إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة محزنة." فالجهل عدم معرفة الشيء يقال جهلت الشيء إذا لم تعرفه تقول مثلي لا يجهل مثلك, ومن هذا الباب قوله -سبحانه وتعالى-:﴿ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً﴾ [ البقرة:273], يعني: الجاهل بحالهم ولم يرد الجاهل الذي هو ضد العاقل إنما أراد الجهل الذي هو ضد الخبرة يقال هو يجهل ذلك أي لا يعرفه، ومنه قوله -عز وجل-: ﴿ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [هود:46 ]وفي الحديث:" إن من العلم جهلا. " قيل: وهو أن يتعلم ما لا يحتاج إليه كالنجوم وعلوم الأوائل، ويدع ما يحتاج إليه في دينه من علم القرآن والسنة، وقيل: هو أن يتكلف العالم إلى علم ما لا يعلمه فيجهله ذلك، والجاهلية زمن الفترة ولا إسلام.
ومن هذا الباب أيضا قولهم: الجاهلية الجهلاء فقولهم: جهلاء محمولة على المبالغة.
والجاهلية هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكبر والتجبر وغير ذلك،ومنه ما ورد في الحديث:" إنك امرؤ فيك جاهلية..."  ما الفرق بين الجاهلية والإسلام ؟ سؤال دقيق، الحقيقة الجاهلية إما من الجهل وإما من الجهالة، الجهل أن تعتقد بخرافات لا أصل لها، والجهالة أن تخرج عن طريق الحق فتأخذ ما ليس لك، الجهالة هي السفه والجهل ضد العلم، والجاهلية التي كانت قبل الإسلام جاهلية جهلاء، وسيدنا جعفر ابن أبي طالب قال حينما خاطب النجاشيكنا أهلاً ذات جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونؤذي الجوار حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته وصدقه وعفافه ونسبه، فدعانا إلى الله كي نعبده ونوحده ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الأصنام والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم، والكف عن المحارم والدماء.
وقد قيل في الجهل الكثير من ابيات الشعر ومنها.
اليوم قد أضحى على عاداته =فرداً ينادي جملة الجهـــّالِ
زنادقة أرادت كسب مال = من الجُهّال فاتخذته سوقا
لقلة الكرماء أنت مُضيَّعٌ =ولكثرة الجُهّال أنت غريب
وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه =هانت عليه ملامــة الجُهّــالِ
قد غدا الجُهّال أسياداً = يسوسون الرعيــــة
ولازمته أمور السوء وازدحمت = عليه أهوية الجُهّال والسِفَــلِ
ومن يصحب الجُهّال يذرى بنفسه =ومن جانب المجنوب يشقى بثاره
يا حق من أجلك الجُهّال تشتمني =وفي سبيلك تؤذيني فأضطربُ
فمن عاتب الجُهّــال أتعب نفسهُ = ومن لام من لا يعرف اللوم أتعبا
وما زمرة الجُهّـال إلا غياهبٌ = سيخرق نور الفجر ليل الغياهبِ
قال أحد الحكماء في الإنصات إذا جالست الجهال فأنصت لهم... وإذا جالست العلماء فأنصت لهم ..فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم ، وإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم
والجهال اسم لاطفالنا نقولها صباح مساء ولا نقصد بهذا سوء بل نقصد ان عقولهم لم تنضج بعد.، ومن الصّعب بمكانٍ أن تنيرَ بالإفهام مَنْ ظنّ لجهله أنّ فهمه يعلو كلّ فهم، وأنّه ينفرد بالحقّ دون سائر البشر، وهذا -بلا شك- من أعظم آفات العلوم، قال ابن حزمٍ -رحمه الله-: «لا آفةَ على العلوم وأهلها أضرُّ من الدخلاء فيها وهم مِن غيرِ أهلها، فإنّهم يجهلون ويظنّون أنهم يعلمون، ويُفْسِدون ويقدّرون أنّهم يُصْلِحُون»«الأخلاق والسِّيَر في مداواة النفوس» لابن حزم: (23)
قال الشّاعر:
وَإِذَا بُلِيتُ بِجَاهِلٍ مُتَحَامِلٍ يَجِدُ الْمُحَالَ مِنَ الأُمُورِ صَوَابًا
أَوْلَيْتُهُ مِنِّي السُّكُوتَ وَرُبَّمَا كَانَ السُّكُوتُ عَلَى الجَوَابِ جَوَابًا
وصدق الإمامُ الشّافعي -رحمه الله- القائلُ:
أَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِ السَّفِيهِ فَكُلُّ مَا قَالَ فَهْوَ فِيهِ
قال الشاعر :
الحق شمس و العيون نواظر=و لكنها تخفى على العميان
و قال آخر :
قَدْ تُنْكِرُ العَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ وَيُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ المَاءِ مِنْ سَقَمِ
و قال الشّاعر:
وَإِنَّ عَنَاءً أَنْ تُفَهِّمَ جَاهِلاً فَيَحْسَبَ –جَهْلاً- أَنَّهُ مِنْكَ أَفْهَمُ
مَتَى يَبْلُغُ البُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ
مَتَى يَنْتَهِي عَنْ سَيِّئٍ مَنْ أَتَى بِهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْهُ عَلَيْهِ تَنَدُّمُ
ورحم الله ابن القيّم القائلَ: «فإذا ظفرتَ برجلٍ واحدٍ من أولي العلم طالبٍ للدّليلِ مُحَكِّمٍ له مُتَّبِعٍ للحقّ حيث كان وأين كان ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة ولو خالفك فإنّه يخالفك ويعذرك، والجاهلُ الظالم يخالفك بلا حجّةٍ ويكفِّرك أو يبدِّعك بلا حجّة، وذنبُك رغبتُك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذّميمة، فلا تغترّ بكثرة هذا الضّرب. وإنّ الآلاف المؤلَّفةَ منهم لا يُعْدَلُونَ بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يُعْدَلُ بملء الأرض منهم . وكما قيل: «لا تحدّثِ العلمَ غيرَ أهله فتجهلَ، ولا تمنعِ العلمَ أهلهَ فتأثمَ»( «جامع بيان العلم»:
و مع هذا فهناك نوع من الجدال مشروع حتى يستبين أمر المجرمين ، و الجدال المشروع هو ما كان من أهل الحق و بالضوابط الشرعية فهو من أعظم ما ينصر به الحق ، قال تعالى : ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل:125]، و قال تعالى : ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [ العنكبوت 46].


والأخلاء هم الأصدقاء في الدنيا . وقال ابن عبد القوي) :

وصــاحب إذا صــاحبت كــل مــوفق  * * * ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه  * * * فكــــل قـــرين بالمقـــارن يقتـــدي
************
وهذا أمر مشاهد ، فيعرف كل إنسان بجلسائه ، ومما يروى عن علي :

فلا تصحـب أخـا الجـهل = وإيـــــــــــاك وإيـــــــــــاه
فكــم مـن جـاهل أردى = حليمــــا حــــين آخـــاه
يقـــاس المـــرء بــالمرء = إذا مـــا المـــرء ماشــاه
وللشيء على الشيء = مقــــــاييس وأشـــــباه
وفي العين غنى للعين = ان تنطق افواه

مما قيل في الجهل
و لما رأيت الجهل في الناس فاشيا = تجاهلت حتى ظن أني جاهل --- أبو العلاء المعري
فقر الجهول بلا عقل إلى أدب = فقر الحمار بلا رأس إلى رسن --- المتنبي
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله = و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم --- المتنبي
كم يرفع العلم أشخاصا إلى رتب  و يخفض الجهل أشرافا بلا أدب --- الإمام الشافعي
النوع الخامس والعشرون من التشبُّه بأعداء الله - تعالى -:
ما يفعله كثير من الجهَّال من التصفيق في المجالس والمجامع عند رؤية ما يعجبهم من الأفعال، وعند سماع ما يستحسنونه من الخطب والأشعار، وعند مجيء الملوك والرؤساء إليهم، وهذا التصفيق سخَف ورعونة ومنكر مردود من عدَّة أوجه:
ذات يوم ذهب رجل الى احد الحكماء وطلب منه معرفة معنى الجهل فرحب الحكيم بالرجل وقال له
هناك مفهوم للجهل سائدة بين الناس هو الشخص الذى لا يجيد القراءة والكتابة وهذا ليس معنى الحقيقى للجهل هذا معناه امى
فسال الرجل اذا ماذاتعنى كلمة جهل
الحكيم الجهل انواع مختلفة
الرجل هل استطيع معرفتها
الحكيم نعم ساحكى لك
اولا * جهل القراءة والكتابة وهذا هو الامى
ثانيا* جهل الغرور وهو الشخص الذى يعتقد نفسة عالم بكل شى
ثالثا* جهل العلم وهو الشخص الذى يملك نوع من انواع العلم ولا يسيتفيد به ولا يفيد
رابعا*جهل الحكم وهو الشخص الذى يقود قومه الى التهلك لفرض السيطرة عليهم
خامسا *جهل المال وهو الشخص الذى يملك المال ولا يستفيده به فى اشياء صالحة
سادسا*جهل الصحة وهو الشخص الذى يدمر صحته بدون علم فرحا بقوته الموقت
سابعا*جهل الطبيعة وهو الشخص الذى يدمر الطبيعة بغبائه وعدم اداركه اهميتها
ثامنا* جهل الدين وهو الشخص الذى لا يعلم امور دينه
وهناك جهل السمع والبصر والهواء والماء كل شى موجود فى الدنيا تحتوى على الجهل اذا اساءاستخدامها الشخص المميز هو الذى يملك اقل كمية من الجهل وليس هناك شخص لا يملك نوع من الجهل
فقال الرجل اذا ايها الحكيم انت جاهل باشياء قال نعم
وهنا خرج الرجل وامامه هدف وهو تغير نفسه ليصبح ذو قيمة
لعل هذا الموضوع يصح ان يكون ردا مفحما على بعض من لا يعرفون معاني الكلمات ومرامي الحديث ويدلسون على الناس ويختلقون معارك وخلافات لامور في نفوسهم المريضه وغاياتهم المتسخه وسوف يعرف الاشخاص المعنيون هذه الكلمات ويسقطونها على انفسهم فهم خير من يطبق المثل كل وعاء بما فيه ينضح فتبا للجهل اذا ساق للضغينه والحقد والحسد
alenati