السبت، 12 مايو 2012

المراه الحضرميه بديلا عن حلقه رقم 8



المراه الحضرميه ( 15 )
نسير بالركب من محطة الى اخرى مستانسين بما نتصيده من ذاكرتنا او من شذرات الكتب التي تمر علينا او من قوابس المعلومات التي قد نحصل عليها بطريق الصدف اثناء تصفحنا لبعض المواقع ولا ندعي الفعل لنا ولكن الفكره حتما هي خاصه بنا اما المعلومات فانها مستقاه من الواقع المعاش للمراه الحضرميه في سوابق ايامها ولواحقها ولا بد من التاكيد باننا سوف نوازن بين ما الزمنا انفسنا به من تقديم بعض اوجه التراث الانساني العميق في الفكر والوجدان الحضرمي من خلال تشبعه بالفلكلور الرمزي في بعض الاحيان والواضح الشديد الوضوح في بعض الاحيان حتى في مواطن يتحرج البعض في التعبير عنها فان الحضرمي من خلال سماحة النفس وبعد الظنون عن افعاله كان يتصرف على سجيته دون ان يفكر في ما قد يظن الناس به الم تلاحظون مثلا ان الداخل من ابناء المجتمع الحضرمي ممن يلبس قطعة من الكاره وهو قماش ابيض قوي يتحمل الشد والجذب ويصبح بعض فتره حليبي اللون من خلال ما يلتصق به من التراب وهو عمل العمال والفلاحين بشكل خاص ياتي الرجل قادما من عمله بعد ان انتهى منه او في اثنائه او قبل ان يذهب اليه ويستدعيه طارئ افراغ المثانتين ( البول) فيدخل الى اول طهاره لاقرب مسجد اليه ويتبول ثم يستنجي بفقشين ويبقي الفقش الثالث مرتبطا بعضوه المذكر ويلف يده التي تمسك بالفقش والذكر بالحزامه الكاره وهي قصيره اساسا ثم يسير باتجاه المسجد ويعبر طريقا كثيرا ما يقابله نساء او رجال ولا يتحرج أي فرد من الاخر بل الامور تسير بسلاسه ودون مظنه سواء ويتجه حيث يدخل الى المسجد ثم الى الجوابي ويجد هناك محفر صغير معلق ليضع الفقش فيه بعد ان استبراء وهو يعي ويدرك ابعاد حديث رسول الله حول عقاب غير المستبرئين من البول في قبورهم على اميته وجهله ثم يقوم بالوضوء من ماء الجابيه - كما ان المراه الحضرميه من بنات الباديه يمكنها ان تستقبل أي فرد ياتي اليها وتجلس معه وتتبادل الحديث بحسب القول ( تتغوى ) من الغيه او الهذره بمعنى اخر ولكنها تحتفظ بخط لا يجوز لا ي فرد مهما كان حتى وان ارتبطت بحب او عشق فلا يتم تجاوز هذا الخط وهو الانتقال من الغيه والكلام الى اللمس ولو في ابسط حالاته وهو لمس اليد وفي هذا يقول المحضار على لسان البنت التي احبت القروي في اوبريت بنت الباديه والتي غضبت من لمس يدها فذهبت صارخه في الحي خشيه ان يكون احد قد راها فيعيرها مدى الدهر فقال ابها ( وايش بك يالفلس تمسك يد بنتي حسبتها نافشه ماحد قداها )هذه القصتين لعلهما تكونان واجهتنا في تفسير بعض المواقف من كيفيه تعامل الحضارم وربما تكفياننا مزيد من الشرح ان وردت كلمات نابيه من هنا او هناك على لسان رجل او ولد او بنت او امراه – تستمر المراه في اداء مهامها في الفتره الصباحيه وهي اطول الفترات في اليوم وقد اثبتنا بعضا من تلك الاعمال ومنه طحن الحبوب على الرحى وفي سابق الايام كانت البيوتات الكبيره فيها مطاحن عديده كما هو في الصوره التاليه
http://a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...52034409_n.jpg


http://www.alshibami.net/shipic/93.jpg
وفي اغلب البيوت المتوسطه رحى وحيده فقط ولا زلت اذكر الرحى الموجوده في بيتنا القديم وهي رحى وعليها درج بنفس تفاصيل الرحي في الصوره غير ان ما في بيتنا رحى وحيده وكانت بعض النساء ياتين في اوقات مختلفه وتفتحن الباب ويدلفن الى غرفه الرحى القريبه من درع الغنم الصغير ثم يطحنّ ما لديهن من طعام على اختلاف انواعه وسوف نحاول لا حقا تقديم وصف للاطعمه التي تصنعها المراة الحضرميه عندما نجد ان الدور قد وصل- من غريب الامثال التي يتداولها الحضارم حول الرحى المثل الذي يقول ( من بغى رحاتنا يصبر على قبص عبد الله ) ومعناه واضح وجلي ولا يحتمل أي تاويل والرحى عباره عن حجرين يتم صناعتهم لدى ارباب المهنه ممن يتعاملون مع الحجاره والحصى وقد اشتهر بصناعه الرحى والالمرهي والعالي والمنحاز والقصره وكلها كانت تصنع من الحصى والحجاره الكبيره ويتم اختيار الحصى بعنايه فائقه واشهر من صنعها في عينات جد الصديق ابو براهيم – عمر محفوظ العبد بانصيب – وكانت الرحى بعد فتره تفقد قدرتها على الطحن بسبب الاحتكاك بين الحصاتين والعام او الحبوب المطلوب طحنها فيتم اخذها الى من صنعها لكي قوم بوقرها بالاداه الحديديه لديه بحيث يعمل فيها حفر صغيره جد بين كل خفره وحفره مسافه بسيطه فتصبح جانبا الرحي كمن اصيب بالجدري تماما – الرحى اداه صنعت من القدم وقد عرفت في اوربا وعمل لها شفرات من الخشب بحيث تدير تلك الشفرات الرياح اذا هبت وتدير معها الحصاتين الكبيرتين فيتم معها الطحن ومن اشهر الاعمال والاسماء اسم( دون كيشوت) اشهر مصارع طواحين الهواءوهو فارس وهمي كما اعتقد كان يخوض المعارك ضد طواحينالهواء اذ توهم ( ولم يكن شاهد مثلها من قبل!) انها شياطين ذات اذرع هائلة واعتقد انها مصدر الشر في الدنيا، ...ويطلق اسم الطواحين على منتخب هولندا وهي بلد هذا الفارس
وصوت الرحى يسمى جعجعه ولهذا قالو في الامثال لمن يهذر دون فعل ( جعجعه دون طحين )وقد قال الشاعر الجاهلي عمر ابن كلثوم في معلقته الشهيره الابيات التاليه
متى ننقل الى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا
يكون ثفالها شرقي نجد و لهوتها قضاعة اجمعينا
نزلتم منزل الاضياف منا فاعجلنا القرى ان تشتمونا
قريناكم فعجلنا قراكم قبيل الصبح مرادة طحونا
فقد ذكر الرحى بالاسم ثم ذكر الطحين وان كان الشاعر يؤشر على معركه قتال ثم قال كلمه في اول البيت الثاني حين قال يكون ثفالها ( والثفال هوخرقه او جلده توضع تحت الرحي ونقول للثفال نحن جمله الحضارم ( تفال بالتاء وليس الثاء ونصنعه من الخوص لتوفره بكثره في مجتمعاتنا مما ادى الى صناعه خوصيه ان صح التعبير وكانت للمراه فيها دور وسناتي على تفصيل لها في قادم الايام باذن المولى ايضا اللهوه كما يقولها الحضارم هي فتحة الرحي في المنتصف حيث يوضح الحب فيقول الحضارم ايضا لهاه او لهوه كما قال الشاعر الجاهلي تماما
ولولا خوفق اطاله لتوسعت في موضوع الرحى ولكن لعل مما يجب ذكره ان المراه تجلس على الدائره ثم تضع الحبوب في اللهاه ثم تبداء بتدوير الرحى بيدها اليمنى ثم تستلم عمود التدوير بيدها اليسرى وتتناوب بهذه الطريقه في تدوير الرحى وكلما نقص الحب والطعام في فم الفجوه دست يدها في الكيس او في القفه التي تحملها
http://www.h-mh.com/up/uploads/13152710971.jpg
واخرجت ملؤ قبضتها من الحبوب ووضعتها في الفجوه وهي مستمره في تدوير الرحي وفي اثناء ذلك تدندن ببعض الابيات المتعارف عليها للاسف لم اتذكر أي مرجز من مراجز النساء اثناء الطحين مما كانتى النساء تقولها اثناء طحن الحبوب وحضرت جانبا منه في بيتنا بعد وربما تتساعد امراتين في تدوير الرحى بسرعه اكبر فتنجزان طحينهما بوقت اسرع بالمشاركه في تدوير الرحى بشكل ميكانيكي تتبادلان تدويرها بينهما من يد الى اخرى – بعد الانتها من الطحين يتقوم المراه بجمع الطحين الذي تساقط في الحوض بيديها ثم تعمد الى مجوله ( مكنسه ) صغيره غالبا ما تكون موجوده بفتحه تحت الرحى تخصص لكنس وجمع ما تبقى من الطحين
http://www.bahrain.svalu.com/wp-cont...a7d6187ccc.jpg

ولا يتم القاء أي شيئ فحتى الطحين الذي يتبقى في الحوض ويختلط بالتراب فانه يتم جمعه ويتم بعد ذلك عجنه ويوكل وفي هذا الباب سوف نعرض مستقبلا لموضوع الرهي بالمرهي وكيف انه الطين يكون مكملا لغذاء الاسره وقد كانت المراه في اول ايام عهد الخليفه عمر ابن الخطاب تصبر ابنائها بوضع الحصى الصغيره في القدر ثم تشب النار عليها حتى ينامون على امل ان في القدر طعام والقصه مشهوره والحضرميه تقوم في بعض الاحيان بوضع بعض التراب في الطحين لكي يكفي العائله الكبيره وهذا من شدة الفقر وقد كان السابقون وربما الان واللاحقون من الاطفال اذا ترك لهم المجال قامو باكل الفقاش او ااذا وجدوا قطعه من مدره مكسوره وضعوها في فمهم واكلو منها وربما يحتاج الامر عندها ان تذهب المراه في الوقت الحالي بالطفل الذي ياكل الطين الى الطبيب لمعالجته
لقد حاولنا وسوناواصل ان نقدم في مسارنا جزء من تراث ومخزون الحضارم الغنائي في كل الحالات وقد بدانا في الحلقه السابقه وهي ترضح الرضحيح ( تكسر النوى ) ولا شك ان الامر مستمر مع الحضارم منذ ولادة الطفل عندهم فتراهم يدللون الطفل عندر رغبتهم في ان ينام فيقولون له وسنعتبر ان اسم الطفل سعيد ( سعيد جاء باينام والنوم نوم الحمام) بهذه الطريقه تهدهد الطفل ابنها وهي تحمله وتحركه من جانب الى اخر او تضعه على رجليها وتغني ل هذا المقطع بصوت جميل هادي وتضع راحتيها بحنان على حسمه ثم ترفعها وتعيد وضعها مره اخرى وهكذا دواليك وبهذه الطريقه ينام الطفل نوما عميقا ومما يثير العجب ان هذه الطريق في تنوميم الطفل سارت عليها اغلب المجتمعات العربيه والاجنبيه ولعل كتاب ) اغاني ترقيص الاطفال عند العرب منذ الجاهليه حتى نهايه العصر الاموري للكاتب احمد ابو سعد يعطي كثيرا من الامثله على ذلك مما اتعجب له شخصيا ان استعمال اسم الحمام في موضوع هدهدة الاطفال وتهيئتهم للنوم شائعه جدا والمراه في الشام مثلا ثقول لابنها نام يا ابني نام = لاذبحك لك جوزين حمام = ياحمام لا تصدق = عم كذب على ابني حتى ينام = المراه الحضرميه لم تذكر اسم ذبح الحمام ولا كلمه الكذب بل قالت مباشره نام والنوم نوم الحمام) ولعل الانسياق خلف هذا الباب يطيل الامر ولسنا في بحث عنه بل حسبنا ان نعطي امثله دلاليه
بعد ان يكبر الابن او الابنه يرقهما الام قائله للابن مثلا ( ياسليمان ضيعت الغنم في المسيله)= وترد على نفسها بلسانه قائله ( عادنا الا صغير بالحقب والسبيبه ) هذا المرجز يتم ترديده وكانك تغني اغنيه ابو بكر سالم بالفقيه ( يامروح بلادك ليل والشمس غابت ) والمسيله هي المرعي حيث تمر وتسير السيول وفسميت مسيله والحقب هو حزام حلدي يربط به الطفل في المنتصف في الماضي وربما وضعو خرقه عباره عن ساترا على عورته وعلقت بالحقب والسبيبه هي تسريحه شعر تماما كما هي تسريحات وتقليعات شباب هذه الايام حيث يحلق الراس من الجانبين ويترك خط من بدايه الصندله أي الجبهه حتى اخر الراس من الخلف
http://a5.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6614563_n.jpg

- واذا ما جلست البنات في صف واحد على دكه فانهني تبادرن ويتحركن بشكل متسق مع بعضهن البعض ناحية اليمين وناحية اليسار ويتراصصن بالاكتاف قائلات ( ديحن ديحن ديحن الحنبص ) وديحن تحني المداحنه أي ان شخصا يلتصق بك التصاقا شديدا والحنبص نوع من انواع الحبوب ربما يشبه حبه الحمص وهذا سبب في هذه التسميه-
ان المشوار سيطول وارجوا ان لا يتضايق احد من طوله وعن نفسي سوف ابذل جهدي في الاستمراريه برغم ما تتطلبه من استعداد بدني وفكري والله المستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق