السبت، 12 مايو 2012

المرأة الحضرمية(7)


طفولة وشباب المرأة الحضرمية(7)
تلتصق البنت بأمها منذ ولادتها حتى وصولها سن السادسة آو السابعة من عمرها وفي تلك الرفقة منذ أن تبتدئ البنت تسير على رجليها ومنذ بداية تفتح عقلها الصغير واستشعار حواسها فان ذاكرتها تبدءا مبكرا في تسجيل وطبع كل ما تقوم به الأم في مخزون ارثي ستحتاج إليه في مستقبل حياتها وإذا كانت البنت تأخذ من جديها وخالاتها وعماتها وكل إفراد الأسرة الكثير من التفاصيل والمفردات وتخرنها فان ما تمتصه من آمها وتتشربه يفوق بمرات عديدة ما تختزنه من الغير فهي ملاصقه للام وفي الصغر ربما تذهب البنت الصغيرة مع آمها إلى كل موقع وتنام بحضنها حتى وألام تستعد لاستقبال الزوج بعد لحظات استقبال حميمي وفي الفترة الأولى من عمر الفتاه تتشكل فيها طباعها ويتضح لها وان في فتره لاحقه دورها المطلوب منها أن تفعله في حياتها بناء على ما قامت به والدتها إمامها فقد علمتها على النظافة والوضوء فإذا ما دخلت الوالدة للجابية أو ذهبت إلى بئر للغسل أو الوضوء وهي معها فإنها لا بد إن تأخذ نصيبها في دلو ماء ينسكب عليها فإذا ما مانعت في المرة الأولى فإنها تعرف أنها مجبره على تلقي دلو أو دلوين يصب على بدنها إن كانت ترغب في الالتصاق بآمها وكيف لا ترغب بذلك فرغبتها رغبه قويه في الالتصاق بالأم وعدم البعد عنها بل هي غريزة في النفس وتتعلم منها كيف تستعد للصلاة وتؤديها وتسكت عن الكلام إذا ما أقيمت الصلاة فإذا ما رفعت صوتها بالبكاء فان والدتها لا ترد عليها حتى تنقضي الصلاة وتتعلم من زيارات والدتها للأقارب والجيران كيفيه التخاطب بين النساء وكيفيه الأدب مع كبار السن والتعامل معهم وشم ( تقبيل ) أيدي كبار السن أو بعض الأسر التي جعلت ألقبله لهم على اليد من قبيل الطاعة والدين- وتتعرف على كيفيه القول أو الفعل في حاله الغضب والرد على قليلي الأدب وتتعرف على طرق التعامل مع الظروف ألقاهره عند وفاه شخص وكيفيه أداء التعازي أو في الأفراح وكيفيه إظهار الفرح والمشاركة في التصفيق والرقص من خلال حضور مفردات وتفاصيل الإعراس منذ إن تتعذرى البنت في البيت إلى أن تصبح في بيت زوجها وحتى الولادة وتتعرف كيفيه قيام الأم بواجبها في بيت أسرتها فهي التي تأتي بالماء من الوادي للشرب وهي التي تأتي بالماء القار من الآبار وهي التي تأتي بالعصبة والسعف والكرب والليف والحطب للخبز والطبخ وهي التي تطبخ وتخبز وترهى وتجرش وتتعلم كيفيه القيام بالعناية بالأغنام والدواجن وتنظيف البيت ورضح العجم ( أي النوى) لتقديمه للأغنام وعندما تبدءا في الكبر قليلا فان الأم تبدءا في إعطائها بعض الواجبات فتقوم بها راضيه سعيدة فرحه بهذه الثقة فيها فتبدءا بتنظيف درع الغنم وتبديل المياه لها في المركن آو السفيح أو اللقن وإعطاء الغنم آكلهم في مواعيده سواء الطعم أو القضب أو الرضيح ثم تستمر في تلقي واجبات أخرى اكبر واشمل فيعهد إليها أمور البيت الداخلية وتترك الأمور الخارجية للام وغالبا فان البنت تجد وقتا بعد ذلك عندما تصل إلى السابعة أو الثامنة لكي تنفصل عن آمها قليلا فتجد في اقرأنها تحت البيت مدرسه أخرى تتعلم منهم الكثير وتمارسن العاب البنات بكل تفصيلاتها وحسبما دار عليها الزمن فالألعاب في تلك الأوقات الماضية كانت العاب مواسم ولكل موسم لعبته ولا بد من المشاركة بها لان المجتمع بكامله مدفوع ومرتبط بتفاصيلها – تمضي البنت في السنوات ألثمان الأولى من حياتها كطفله ألا إنها ما أن تبدءا قامتها بالانتشار وتبدءا تفاصيل جسمها في الظهور وذلك بين الثامنة و التاسعة فان الأهل يبدءون في التركيز عليها بأنها كبرت ويبدؤون في إلباسها المخنق

http://www.cbkturath.com/wp-content/...82-400x267.jpg
*******************************
وهو غطاء للرأس يغطي رأس البنت ويلتف برقبتها ولا يترك ألا وجهها ظاهرا وهو من القماش الخفيف الأسود ويكون له خيط مرتبط فيه من الإمام من جهتي العينين تقوم البنت بإرجاعه على رأسها من الخلف فيقوم بعمل العقال بالنسبة للرجل ويحفظ المخنق آو البخنق كما يقول له أهل الخليج مرتبطا برأس البنت التي لا بد لها من اللعب والجري مع اقرأنها فلا يسقط عنها فيظهر شعر رأسها وتتعلم كيفيه مواجهة المشاكل العارضة من خلال تصرف أمها إذا ما وقعت مشكله بين إلام أو الزوج أو الجدة أو أي فرد من الأسرة أو من خارجها فإذا كانت الأم نزقه شديدة ردة الفعل سليطة اللسان نشأت البنت مقلدة لها والعكس صحيح ولذلك قد يبتعد بعض الأسر عند الارتباط بفتاه من خلال معرفتهم بسلاطة سلانا مها فيسقطون عليها المثل الشامي القائل ( اقلب القدرة على فمها = تطلع البنت لامها ) ولذلك على الأمهات الحرص حتى في هذا الزمن على أن يظهرن الوجه الحسن منهن رفقا ببناتهن - ثم تبدءا أحاديث نساء الأسرة موجهة لها بأنها قد كبرت ولا بد لها من ألتعذري أي الجلوس في البيت وتفهم بذكائها الفطري إن الاسرة آمها وقريباتها يعدونها لما هي مخلوقه من اجله بان تكون زوجه وأم وربة بيت وان هذه هي مدرستها ولان موضوع الدراسة في ذلك الزمن لا يستطيع إن يصل إليه إلا من أسعده الوقت في ذلك الزمان فكان من اسر محدودة معدودة هي التي تحرص على إن تعلم أبنائها وبعض بناتها وفقا ولثقافة الأب وألام فبعضهم كان يرى إن البنت يجب إن تكون خادمه ورهينة وجاريه مهمتها إرضاء الزوج وتربية الأبناء وكان العلم البدائي صعبا على الأطفال الذكور فكيف على البنات إلا إن لكل قاعدة شواذ وقد تعلمت بعض الفواضل من النساء على يد بعض الأفاضل من الرجال وبغض النظر عن من تعلم وكيف تعلم فان بعض البنات كان بإمكانهن فك الخط بصعوبة ومن خلال متابعة القارئات وكان يمكن للبعض منهن اللواتي قرئن بعض سور القران ويقران المولد النبوي بنسخه سواء البر زنجي أو الديبعي أو مولد عبد الله بن احمد الهدار لا حقا أو غيره أن يكن مبرزات بين تجمعات النساء إذا ما تزوجن لكي يقرءان للنساء مالا يستطعن قراءته -
وتستمر مسيره البنت في الأسرة وهم يطرحون على مسامعها انتي كبرتي ولا بد من ألتعذري وما إن تبلغ من العمر عشر سنوات حتى يكون الأوان قد أزف لكي تحبس البنت في البيت انتظار لزوج المستقبل الذي ربما كان اسمه معروفا من خلال جلسات الأمهات حينما يفصلن في أمر كبير كهذا دون مشورة الرجال ودون مشورة الأبناء بالطبع فتجدهن وقد عزمتا على إن يكون سعيد لسعيدة وهم في اللفة أو سنوات عمرهم الأولى وينتقل الكلام بين إفراد الأسرتين بان سعيدة لسعيد وينتقل الكلام بين الجيران حتى يبلغ أقاصي القرية وعندها يصبح كلام المرأتين وعدا بالزواج لا يجب مخالفته ويقترب اليوم الذي قررت فيه أم الفتاه على إن سعيدة ستتعذرى وسوف تحجز في البيت لا تخرج منه ألا إلى دار زوجها عندما يبتسم الحظ لها فتعلن الأمر بين الأقارب والجيران بالموعد المحدد لتلك الخطوة الكبيرة في حياة البنت والأسرة معا وتستعد الأسرة لذلك من خلال دق ورض وتحميس القهوة ثم التقاء النساء من كل حدب وصوب ممن هم أقارب البنت فأنهم اليوم سيحضون فقط برؤية سعيدة ومنذ الغد فان سعيدة سوف تحتجب عن الجميع عدى عن أمها وجدتها وأخواتها وخالاتها وعماتها ولن يرونها بعد ذلك إلى في يوم روحة عرسها تبدءا المشاورات بين الأقارب من النساء حول ماذا يقدم كل فرد لها في هذه المناسبة فقد كان المجتمع متعاونا متسامحا برغم الفقر والتعب وتتجمع النساء من الأقارب وكل منهن تحمل انيه من الأواني فبعضهن قد تشاورن مع القريبات فعرفن من خلال المشاورة ماذا عليهن إن يقدمن وفي واقع الأمر فان البنت التي تتعذرى في يومها تجد لديها في ذلك اليوم اغلب الأواني التي سوف تستعملها في بيت زوجها وتجد أيضا كثيرا من الثياب التي سوف تفصل لها عندما تصبح عروسا ويجمعون تلك الاواني والملابس لتبقى في الحفظ حتى يحين موعد الزواج – وكل بنت تتعذرى يحصل لها مثل هذا وهنا يمكن الحديث باستفاضة عن كيفيه تعاون الأسر في مساعدة بعضهم البعض ويتساعدون في سبيل توفير متطلبات زواج بناتهم وبرغم الفقر وشدة الحاجة فان كل امرأة تقدم ما تستطيعه ولا يمكن إن ينظر لها بازدراء فالجميع يعرف ظروف بعضهم البعض – تبقى البنت في البيت منذ العاشرة من عمرها حتى يحين موعد زواجها الذي لن يتأخر في اغلب الأوقات عن سن الثالثة عشر أو الرابعة عشر وربما إذا تأخرت حتى سن الخامسة عشر يظنون أنها سوف تبور أو تعنس – وتبدءا مرحله أخرى في حياة البنت الحضرمية بعد إن يتم تعذريها والحجر عليها داخل البيت( ملاحظه بعض الأسر يتم تعذري البيت فعلا إلا إن التشدد في إبقائها داخل البيت لا يكون بنفس ما يحصل عند غيرها خصوصا إذا كانت البنت تقوم بدور هام في مساعدة الأسرة سواء في المزرعة أو في غيرها من سبل المساعدة) ولعله بجدر بنا إن نحاول تفسير هذه العادة بما يتوفر لنا من معلومات حولها فقد جرت العادة عند أهل حضرموت إن البنت إذا تعذرت تغطى بالسواد ولا يحق لغير أقاربها الأقربون نساء أو رجالا من رويه وجهها حتى تتزوج ولا يحق لها مجالسه النساء أو التزين أو التعطر أي لا تتزين ولا تقرب العطور إلا خلسة ولا تجلس أو تدخل على النساء المتزوجات وتتباين النظرة سلبا وإيجابا لهذه العادة في وقتنا الحالي وهي أمر لا زال حتى ألان يمارس وان تم تفكيكه وعدم التقيد بكثير من تفاصيله فلم تعد البنت حبيسة البيت بل تخرج مع رفيقاتها وصويحباتها إلى المنادر والأفراح والتجمعات ولهن ارتباطات بواسطة الهواتف واللقاءات في أيام محدودة لا يحضرها سواهن ويشاركن من تتزوج منهن في فرحها إما في السابق فلم يكن الأمر بهذه ألبساطه كانت العذراء المتحجبة تقبع في البيت وتقوم بعمل البيت بكامله حيث تبدءا إلام بتعليمها أصول الطبخ والخبز والاعتناء بالبيت بكل تفاصيله وربما ساعدت إلام في تربية أخ لها ابن أو ابنه في غياب أمها وتستمر في جلوسها بالبيت وتأتي إليها صغيرات السن من اقرأنها لكي يلعبن في المنزل العاب البنات الحفيره وغيرها كما يتم توجيه البنت توجيها نفسيا للمرحلة القادمة مرحلة الزواج فتجد إن البنت تبدءا في تكوين العاب من الاعود وقطع الملابس فتبدءا في تكوين أسرتها الخاصة من ألعابها أو تهيئ في كرتون تسميه بيت الأسرة ألعابا على شكل عريس( كلان) وعروسه وأبناء وأقارب وتلبس العروس الجميل من الثياب من بقايا قطع القماش التي تخيط للعراوس والنساء والقطع المطلوبة صغيره قطعه مستطيله بحدود15 سم وعرض6 سم تطبق ألقطعه مناصفة ويتم عمل فتحه في منتصف القماش ليدخل به رأس أللعبه - ومن هنا تبدءا التربية والإيحاء النفسي لدى البنت بتلقي معلومات كثيرة في كيفيه معامله الزوج وإجلاسه على الجدري بقرب ألعروسه وإطعامه وإذا ما جمعت كل هذه التفاصيل ستجد أنها تصب في خدمه توجه الأسرة من اجل اليوم الذي يزفون فيه ابنتهم إلى بيت زوجهم وتبدءا البنت بالنضوج ما بين الاختباء من النساء إلى اللعب مع صويحباتها الصغيرات الواني لم يحتجبن بعد وياتين لمنزلها وما بين أداء واجباتها كأمله في البيت بحيث تعتمد الأم عليها بنسبه 100% في إعمال البيت الداخلية ومنها في بعض الأحيان تربيه إخوانها إثناء غياب إلام وما بين ألعابها وهي الفترة التي توازن نفسيتها مابين طفولتها التي توشك على تركها خلفها وحياتها القادمة وهي توشك على استقبالها وتنتهي مرحله من مراحل تربيه المراه الحضرمية التي منذ ولادتها وهي أمراه تتحمل المسئولية وفي واقع الحياة فان انتهاء مرحله من المراحل فإنما يعني ذلك استقبال مرحله أخرى جديدة مراحل متصلة لا تنفصل ويشهد الناس والأهل منها الكثير ولعل مراحل المراه الحضرمية فيه من التفاصيل ما يستحق إن نتابعه لاحقا*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق