السبت، 12 مايو 2012

المراه الحضرميه (14)



المراه الحضرميه (14)
كانت ولا زالت المراه الحضرميه قائمه بمهام كثيره من اجل اسرتها واذا كانت المدنيه المتسربه الى مجتمعاتها قد اخلت بكثير من التفاصيل وجعلت المراه تستكين في بيتها وتنفض عنها اعباء كثيره من الاعباء التي كانت تقوم بها بطريقه ميكانيكيه وكانت تلك الحره توازن بين وقت الفراغ المتسع لها ما بين عمل وعمل وما بين طلبات الاسره وطلبات المجتمع دون ان يطغى جانب على اخر وكان لديها سكرتيره تنظم حياتها وتعلمها الى اين تتجه الان وما هو العمل الذي يمكن انجازه في فتره محدده بين انتهائها من عمل وبدائها عمل اخر فما بين العملين هناك عمل ثالث لقد كانت غالبيه النساء في حضرموت يحطبن ويقمن بتكسير شجيرات السلم والركن والعلب والراك المتهالكه التي عجزت وشاررفت على الموت والسقوط من الشجره الام كما تجمع أي سواقط من الخريب من القبال التي تكسرت كما يقمن بجمع العصبه وسعف النخيل وشجيرات الاركان ويضعن مؤنه كبيره من الاخشاب ومن العصبه تحت البيوت لعلمهن بان الطريق على تلك المؤونه في توفير وجبات الاكل للاسره والتي تعتمد على العصبه والسعف وشجيرات الركن في انضاج الخبز والسعف والحطب بشتى اشكاله لانضاج طبخ أي اكله يرغبونها ومن خلال ذلك تحصل الاسره ايضا على السخر او الصخر أي الفحم وله استعمالات في غلي القهوه وبعض الطبخات البسيطه واذا كان بعض النساء بسبب يسر حال ازواجهن او بسبب النظره الفوقيه لتلك الاسره رجالا ونساء بانه لابد ان يخدمون من قبل الغير وانه لا يجوز لمن هو في مثل حالهم (وفق رويتهم المشوهه )بان لا يخدمون وهي رؤية بعيده عن الدين والاستمساك بعروته كيف لا وحديث رسولنا الاعظم لابنته فاطمه واضح وجلي حين قالت له(

وفي رواية عند أبي داود: أنَّ عليًا -رضي الله عنه- قال لعلي بن أَغْيَد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ وكانت من أحبِّ أهله إليه، وكانت عندي، قلت: بلى قال: إنَّها جرَّت بالرحى حتى أثَّرت في يدها، واستقت بالقِربة حتى أثَّرت في نحرها، وكنست البيت حتى اغبَّرت ثيابها، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- خدم، فقلت: لو أتيتِ أباك، فسألته خادمًا، فأتته، فوجدتْ عنده حُدّاثًا- أي: قومًا يتحدَّثون-، فرجعت، فأتاها من الغد، فقال: (ما كان حاجتك؟)، فسكتت، فقلت: أنا أحدثك يا رسول الله، جرَّت بالرحى حتى أثَّرت في يدها، وحملت بالقِربة حتى أثَّرت في نحرها، فلمَّا أن جاء الخدم؛ أمرتها أن تأتيك، فتستخدمك خادمًا يقيها حرَّ ما هي فيه، قال - عليه الصلاة والسلام-: (اتق الله يا فاطمة، وأدِّي فريضة ربك، واعملي عمل أهلك، وإذا أخذتِ مضجعك؛ فسبِّحي ثلاثًا وثلاثين، واحمدي ثلاثًا وثلاثين، وكبِّري أربعًا وثلاثين، فتلك مائة، فهي خير لك من خادم)، قلتُ: رضيت عن الله وعن رسوله.
وجاء في بعض الروايات: فما اشتكت بعد ذلك، وجاء في رواية أنَّ عليًا قال: "فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلَّا ليلة صِفِّين -الحرب المشهورة -، فإنِّي ذكرتها من آخر الليل فقلتُها. 

ان من يرى نفسه افضل من فاطمه عليه ان ينظر في ايمانه وسلوكه – لقد تدرجت المراه الحضرميه في تقديم مهامها لاسرتها تدرجا واضحا فقد كانت وبرغم اميتها المفروضه عليها كغيرها ضمن جزء كبير من افراد المجتمع اما بسبب تجهيل متعمد او بسبب فقر مدقع او بسبب جهاله الاسر المستمده من جهاله المجتمع ومن يقوده والتي فرضت على اغلبيه الناس الجهل والتجهيل بل ربما جرتهم جر البهائم في طريق محفوف بالمخاطر حتى في بعض الاحيان في تعاليم تمس العقيده – وبرغم ان النساء كما قلنا قد تدرجن في نفض بعض الاعمال التقليديه عن اكتافهن اما بسبب تقدم في خدمات المجتمع فلم يعد هناك داعي بعد ان وصلت المياه الى المنازل ان تستقي المراه بالقرب وبسبب ذلك غارت اغلب الابار ولم تعد ترشح بالماء حين غاب خبط الدلاء فيها حيث ان خبط الدلاء يعمل تماما كما يعمل اليد في ضرع الناقه او الشاه حين تستحثها على الادرار – كما ان الحاجه للحطب قلت بعد ان توفرت انبوبات الغاز وان كان موضوع الحطب لم ينتهي بشكل تام فكثير من الاسر لا زالت نسائها تقوم بنفس الدور السابق في جمع الحطب والعصبه وعلى نفس المنوال دون تغير – ايضا بسبب الازمات المتواليه في نقص وزيادة اسعار المحروقات – كما ان عدد بسيط من الاسر لم تكن المراه فيها تقوم بدور في سقايه الاسر بالماء او جمع الحطب ويتم تكليف من يقوم بذلك في سقايه الماء غالبا ما تقوم نسوه بهذا الامر بحيث تدخل المنازل وتملو القرب والجحال دون حاجه لاستئذان واما الحطب والعصبه فقد يكلف جمال بالقيام بتوفير حمل من العصبه يكفي لعدة اشهر او يتم شراء عدد من لفائف العصبه من النساء والذي نسميه ( كبد) وقد راينا تدرج ثمنه فبعد ان كان بدريمات قليله ارتفع الى خمسه شلن وحاليا لا اعلم سعره – لقد كان لشجرة السيسبان وانتشارها في وديان ومسل حضرموت دور في التاثير على بعض نساء الاسر لكي يقمن بتحطيبها في فترات مختلفه وهي مناسبه جدا للدهره أي لانضاج الخبز وايضا لانضاج الاكل فوق التناصيب وايضا لعمل الصخر أي الفحم وهذا الامر تقوم بها بهض النساء حتى بالنسبه للاسر الميسوره او التي لها مغتربين وقادرين على ان يجنبون نسائهم هذا العمل الشاق – ان بعض افراد اسرتي لا زلن يقمن بتحطيب شجره السيسبان مع بعض نساء الاسر القريبه والجيران ولهن في ذلك مذهب فهن يجمعن الحطب والعصبه وهن ايضا يعتبنها نوعا من انواع النزهه والاستمتاع
السيسبان
او السنط او المسكيت
http://herbaria.plants.ox.ac.uk/VFH/...%5D_23023c.jpg
http://www.uhu.es/51038/images/fotos...1acacia-ta.jpg
ان العمل في فتره الصباح وهي الفتره الواقعه ما بين الانتهاء من صلاة الفجر واعداد الصبوح وتغذية الحيوانات والدواجن وتنظيف المنزل وحتى اذان الظهر وهي فتره قد تمتد ما بين 6 او 7 ساعات هذه الفتره الطويله تقضيها المراه في اجاز العديد من الاعمال وليس بالظروره ان تقوم يوميا بجمع الحطب او العصبه او الفقاش بل ان الامر راجع لادراكها كميه ما تحتاج له في فتره ثلاثة الى خمسه اشهر ايضا كثير من الاعمال تكون موسميه أي مرتبطه بمواسم محدده يتوفر فيها جانب معين لا يتوفر في غيره من المواسم فاذا ما جاء سيل مثلا في المسيله او الخندوق او من الوادي شمرت عن ساعديها يعينها الزوج هنا بحيث يقومون بوكب أي زراعة قطعه ارض مخصصه لهم سابقا ممن ادعوا احقيهم بالارض نتيجه بسط اليد بحكم القوه سواء قوه روحيه او قوه بشريه سواء كان المالك سيد او قبيلي او شيخ او غير ذلك اوما تم في فتره لاحقه نتيجه لحكم الدوله وهو حكم ايضا مقرون بالقوه والجبر وتقوم المراه مع زوجها بحفر الارض ودفن كميه بسيطه من حبوب الذره وحبوب البطيخ والفقوز والدباء ثم يتركون للارض بما اودعها الله من سر باخراج الثمار وبعد ان ترتفع السبوله وتكتمل فانهم يقطعونها مع الاغصان التي قد يبلغ ارتفاعيها متر ونصف ومترين وهناك ايضا يكثر الجحو والفقوز والبطيخ واي ثمار قامو بوضع بذرتها في الارض ويستفيدون في اكل الذره والفقوز والثمار كما يستفيدون من القصب وسيقانه واوراقه في اطعام الاغنام والجمال والحمير
http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...58014054_n.jpg

وقد نعود للاعمال الموسميه في فتره لا حقه الا اننا نود ان نوكد امر في غايه الاهميه وهو ان المراه الحضرميه وهي تقوم بكل اعمالها لم تكن لتمارس أي عمل صغير او كبير الا وكان مخزونها من التراث الشعري والغنائي معينا لها في الاخذ منه وفي ترديده وهذا يجعل الوقت يجري ولا تعلم به ويسهل عليها العمل في تسليه بريئه وللاسف فان كثير من تلك الغنائيات الجميله قد اختفى او اوشك على الاختفاء ويحتاج للدارس العالم بالتراث الانساني لكي يحفظه من الضياع واننا نستلهم همم الشباب وهناك بعض جداتنا لا زلن على قيد الحياه لكي ياخذو منهن ما بقي في الذاكره حتى لا ياتي يوم ويندثر هذا الباب كما اندثرت ابواب عديده من تراثنا الانساني الاصيل وعن نفسي فانني ربما بقي ذكر لكلمات قليله تتردد في اذن او ربما مرت على اثناء تصفحي لبعض المواقع او في صفحات الكتب بعض الرجز مما يقال اثناء الاعمال التي يقوم بها الرجل وتقوم بها المراه بعض تلك المراجز شاخصه بذكراها نعرف رنه ونغمه المرجز فيها وبعضها غابت عنا نغمتها الا ان رجزها بكلماته التي تختلف من مرقع الى اخر ثابت حتى الان يقاوم البلى والفناء سوف اتعرض لهذا الموضوع في بداية الحلقه القادمه وفق ما لدي من معلومات بسيطه عنه خوفا من اطاله هذه الحلقه فربما ان بداءت في الاسترسال قد يطول الامر فاقطعه ولا احب ان اقطع متصلا *


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق