السبت، 12 مايو 2012

المراة الحضرميه 15



[SIZE="5"]المراة الحضرميه 15
دندنه الحضارم
ربما تبتعد خطواتنا حينا عن السير في رباط الموضوع وقد نرتبط به في احيان كثيره على طريقه الراعي يرعى حول الحمى و يوشك أن يوقع فيه واذ نرسم طريقنا في تتبع جزء بسيط من هذا التوجه فاننا لا نكاد نبتعد حتى نعود واذا ابتعدنا لحظات فانما لكي نخرج من حديثنا الاساسي عن المراة لكي نشمل المجتمع الحضرمي فيه رجالا ونساء شيبا وشبانا و واطفالا انني وانا اعود بذاكرتي للخلف وفي سياق البحث ربما عرضت على فكري استنتاجيه تقول ان الحضارم من اكثر شعوب الارض قاطبه غناء على فقر ودندنه على شظف وفرح على تعسف واستلاب حريهم ومواردهم فالحضارم من الجنسين هم اكثر من يمتلكون مخزونا وارث فني وفلكلوري تشهد بذلك معيشتهم التي مزجوها مزجا بالفلكلور والغناء والشعر بحيث التصقت بهم في جميع احوالهم وربما اظلم الموضوع وانا فاعل لا محاله عندما امر عليه مرور الكرام ضمن سياق موضوع المراه الحضرميه في السابق على وجه الخصوص وجهادها وعملها والواقع انني اقر بالعجز في عدم قدرتي على التحقيق والبحث الدقيق الذي يحتاج الى مختصين في شئون التراث الحضرمي مستقرئين ما كتبه الوصافون وما خطته ايدي البحاثه والمدونين والمؤرخين وما سجلته ذاكره الناس الكبار منهم والمخضرمين وما اثبه المستشرقون الذين قامو بزيارات الى حضرموت في ازمنه سابقه وسجلو مشاهداتهم هذا الامر يحتاج الى متفرغين ومختصين لكي يسبروا غوره ويفتشوا على مجهوله وسيجدون كنوزا من التاريخ الجميل حول دندنه الحضارم في مسيرة حياتهم( ان صحت الجمله وصدق التعبير ) وكما ترون اننا وقد بدانا في الحديث فاننا بلغنا في التعبير عنه مبلغا لا باس به دون ان نمسه او ندلف من بوابته او بواباته الواسعه المفتوحه-
لقد اثبتنا في حلقات رمضان في عينات كما كبيرا من ترازيح الاطفال والنساء والقحيطه ومراجز البنات في شهر الصيام وكلها عيّنات مختصره مما يقوم به الحضارم في شهر واحد ونكاد نقطع بالجزم اننا قدمنا فقط عيّنات موجزه ولم نتجاوزها فالامر اوسع من ذلك بكثير ولن نعود لتكرار الحديث واستجرار ما سبق لنا اثباته-
ان بدايه الخطوه الاولى في هذا الحديث هي اصعب جزء منه وكلما اردت الدخول احتار من اين ابداء ولعلها سانحه ان اضع الرابط التالي ايذانا بالبداء

نبداء من ضعون المراه المتزوجه وهم ذاهبون بها الى زوجها قبل ان تكثر السيارات ويستحدثون تلك البهرجه من ارتال السيارات التي تطلق الزمامير في منتصف الليل دائره في شوارع البلده الهادئه لكي يقلقون منام اهلها ويجعلون هدوئها صياحا وزعيقا باصوات المواتر ممزوجا ببعض ما ثبتوا عليه من تراث واهازيج وقد كانو سابقا وهم يذهبون بالعروس يرددون بيت شعر واحد ويبنون عليه بقيه الكلمات في اشارات يرغبون فيها ان تصل الى اسماع العروسه كدلاله على بدايه حياه اخرى يتمنونها سعيده لها فيسير الركب الراجل من الضاعنات ( من الضعون) وهو مسرى الليل في مجموعه من النساء يحملن بقيه اثاث وملابس الزوجه من بيت والديها الى بيت زوجها وهن يرددن ( الا يا الطير يالاخضر وين ممساك الليله – انا ممساي عند اهلي وانتم مساك بالغيله) اذا لا بد ان تعرف العروس الاشارات التي ترغب قريباتها من النساء ان تعرفها فهم يوشرون لها بالطير الاخضر وذلك لكونها قد اكتست بالملابس الخضراء بحسب قوانينهم في تلك الليله ثم يسالونها اين ممساها الليله واين ستنامين ومع من ثم يعودون لكي يوكدون لها امر اخر بانهم سيعودون الى منازل اهلهم ويرركونها ( كما هو المثل المصري الذي يقول - العروسه للعريس والجري للمتاعيس) ولكن الاشاره الاقوى التي يريدون ان يوصلونها لها هي ان ممساها ومنامها سيكون في هذه اليليه هو( الغيلة ) والغيله كما تعارف عليها الحضارم هي غرفه النوم الصغيره التي يجمتع العروس بالعروسه فيها للنوم وتخصص لهم ولم يكن اطلاق اسم المرواح سابقا يشير الى غرفه نوم الازواج بل كان اسم الغيله هو الاسم الصحيح واما اسم المرواح فانه للغرف الكبيره المرتفعه المخصصه لجلوس الجميع فيها – ولهذا فان النساء العاملات في جز القضب وهن يقمن بهذا العمل الذي يتطلب السرعه والقوه كن يرردن في تناغم بين العمل اليدوي وبين اللفظ الغنائي الممزوج بالطرفه والاشارات الذهنيه التي تساعد على نسيان التعب ومتابعه العمل كن يرردن (ياحيا بالليله ساليين الليله ساليه = لية سمر بالغيله = ساليين الليله ساليه) وهو بيت شعر فيه ايحاءات جنسيه كدليل على ان الليله سيكون هناك لقاء بين الزوج والزوجه في الغيله الرابط التالي ايضا قد يشرح بعضا مما نود قوله وان كنا سنستمر في الفضفضه والدندنه -

– استقبلت احد ابناء عمي القادم من ممباسا في سنوات مضت وبعد الترحيب والجلوس وعندما اراد ان ياخذ نصيبه من الراحه وكنا قد افردنا له ولزوجته المرافقه له وجهزنا موقعا جيدا وحماما فقال لي وين الغيله حتي وقال اسم الغيله كمن يقول وين الغاله حقي وقد احترت في الامر الا انني استدركت من قريب وعلمت انه يقصد اين الغيله أي الغرفه التي سوف تكون سكنا خصاص لي ولزوجتي فارشدناه عليها وعلى الحمام المرفق بها – هذه الحكايه توكد بان اسم غرفه النوم هو الغيله وليس المرواح وتسمى المراويح ايضا القصور العاليه وهذا حداد بن حسن يقول روح الخاطر عشيه – يرتعد واهل الهوى في قصر عالي وايضا يقال لها المقاصير العلاليه ويوكد هذا ايضا حداد وهو يقول (والوقوت اللوليه = لي تقضت بيننا والقلب سالي*في المقاصير العليه = عالسلا لي مر يالاعيان صبين)ويقول ايضا هَـيَّضِــن قلبــي حــــين ما غنّــــــين =فـي قصـر متعِلِّــــــــــي = غنَّــت حَمامِــه والعنَــــــق ردَّيـــــــــن = بـانغــام لـي تشجــــــي وهكذا يمكن استلهام تسميه المرواح والقصر وفصلها عن الغيله=
عندالزواج يرتفع صوت الشحائه ( من الشحيث أي رفع الصوت كما اعتقد) وهي تقول بصوت عالي النبرات مسموع لدى الحاضرين ومعها مدخنه او كانون صغير وان كانت المدخنه ذات اللون الاسود المصنوعه من الفخار عي التي تحرص تلك النسائ وفي بعض الاحيان الرجال على جملها بعد اذكاء الجمر فيها ووضع كثير من اللبان والمر فوق جمرها فيرتفع الدخان الى عنان السماء طاردا الجن والشياطين ومخزيا عيون الحسد بحسب ظنهم وتردد بصوت جهوري قائله بما يشبه المرجز او الدندنه او الغناء ( الصلاة على محمد الصلاة على محمد – واذكر النبي يا عاشق النبي = من القلوب الظمانه والعيون الحاسدين = وهي تصلي على النبي ويشجع الحاضرين على هذا الامر فاهل حضرموت يعتقدون ان ذكر النبي يبطل الحسد ولذلك ترى أي شخص اذا ما رايته قد تكلم بكلام فيه مظنة حسد تقول له اذكر نبيك لكي يفسد عيد الحسد واحسب الكلمه التي كانت تقال ( من القلوب الظمانه ومن عيون الحاسدين) اما القلوب الظمانه وهي القلوب التي يعتقدون انها مظلمه غير مرويه بالحب والدين والتي من الممكن ان تحسد وتحقد وتضر الغير ان تلك الكلمات تقال وفق اسلوب غنائي اكثر من اسلوب تعبدي وفي اثناء ذلك يصلي على النبي من التزم بمبداء
الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ " . ولهذا فهناك من يردد كلمه البخيل من لا يصلي على النبي ايضا تقال بطريقه فيها تكرار وفيها جانب من الرجز اكثر منه التنبيه كما يقولون على العريس وهم يدورون المنهوه ( المهفه )المزركشه قائلين باختصار( صلو محمد ) وبطريقه تراتبيه ويقصدون القول ( صلوا على محمد) وكانت المنهوه مخصوصه فقد لمن ادعو انهم من ذريه الامام الحسين ابن علي وقد منعوا غيرهم من ذكر النبي محمد في زواجات ابنائهم واختصمتهم اسره من عينات ثم مع تقدم الزمن انتهت تلك السيطره كما ستنتهي أي سيطره اخرى من اية فئه او قوم على البشر فاصبح الجميع يقول ما يشاء في زواجاتهم وان كانت بعض الاسر لا زالت تحت التفكير السلبي تميز نفسها بمميزات يعتقد بعض الجهله من الناس ان هناك فصائل افضل من غيرها كما قام بذلك اللمجوس في ارض الفرس والبراهمه في الهند وهلتر في المانيا معتبرا ان الالمان دمهم ازرق وكما يقوم به اليهود معتبرين انهم شعب الله المختار ثم دخلت علينا في تفاصيل مختلفه تلك الافكار المختله فاصبحت تفرق بين المسلمين وفقا ولما سبقنا من الديانات المنحرفه وهذا من مبداء الخطاء فالمسلم اخو المسلم والرسول قال لابنته بما معناه لا اغني عنك من الله شيئا ورب العزه قال ({يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13فمن يرى نفسه افضل الخلق غير رسول الله او بالتقوى كما قال الله وهو امر ليس له علاقه بنا وبتوصيفنا بل حكر على رب الارباب ان من يعتقد نفسه افضل من غيره فاننا نحكم عليه بالجهل والغباوه والتطرف والعنصريه وليست من دين الله بل ابتدعها المبتدعون –
لا شك ان من مهام المراه الحضرميه حتى لا نترك السياق يقودنا الى حيث لا ندري بل نعود للمجرى بين حين واخر ان من مهامها غير الاحتطاب وسقي الماء واطعام الانعام والدواجين وتنظيف البيت امور اخرى منها تكسير العجم أي النوي على الضاحه والضاحه كانت موجوده في اغلبيه منازل الحضارم تجدها في زاويه من زوايا الضيقه او مدخل البيت وهي عباره عن حجر اصم كبير مسطح من اعلاه يحفر له في الارضيه ويثبت مع محظة البيت ومرفق به مرضاحه وهي عباره عن حجر بحجم يزيد عن قبضة اليد يمكن للمراه البالغه ان تقبض عليها باصابع يديها وتمسك بها مسكة قويه وتقرب العجم او النوى مع الحشف الذي تم جمعه بعد عمليه قطع ثمار النخيل وبعد تقليف التمر وهي عمليه اخراج النوى من التمر اما لجعله ثمرا شرقه أي ثمر مشروق بدون نوى ويوضع في ادنى زير او جحله التمر وهو اخر ما ياكلونه من التمر في نهايه العام قبل ان تثمر شجيرات النخيل مره اخرى فلا بد ان يستمر وجود التمر في البيت الحضرمي في كل الاوقات ويكون تمر الشرقه مخلوطا بالرب وهو عسل التمر وفوقه المربوب وتسميته ايضا اتت من كلمه الرب فالمربوب يكون فوق الشرقه ومنهما يتكون الرب او عسل التمر وفوقهم التمر الصيم وهذا ايضا نوع يتطلب اخراج النوى منه ولعلنا عرضنا صور عن كيفيه رزامة التمر الصيم – اذا النوى يكثر في بيوت الحضارم بسبب حبهم وحرصهم على وجود التمر في بيوتهم في كل الاوزقات بل انه يعتبر الوجبه الاولى وفي كثير من الاحيان وجبه رئيسيه لكثير من الناس فالمراه تبداء في تجميع النوى ولا تفرط الحضرميه فيه بتاتا وعندما تقل مؤنه الاغنام من الرضيح والذي هو عباره عن نوى وحشف تمر مخلووط مكسر ويستعمل لاطعام الاغنام وله تاثير هام على تسمين الاغنام وعلى جوده ولذه طعم لحومها فانها عندما تجد الفرصه تباشر جمع كميه محدده تقدرها بذكائها الفطري لكي تكفي الاغنام فتره محدده وتوازن بين الوقت المحدد لها وبين عمل اخر ستقوم به فتبداء في امساك المرضاحه وهي الحصاه المدوره كالكره بين يديها وبين الضاحه وهي الحصاه الكبيره المغروسه في الارض وبين يدها الثانيه التي تحمل كميه من النوى وتضعها على الضاحه ثم تنزل بقوه بالمرضاحه على النوى فتكسره وتفتته الى فتات صغيره بحيث تستطيع الاغنام بعد تشريبه بالماء ان تلتهمنه وفي اثناء ذلك ترتجز بمراجز مختلفه وهي تقوم بهذا العمل ومنها هذا القول( يالله يالله يا رحمن يا رحيم = بدينا باسمك والقران العظيم) تقول هذا المرجز وهي تناغم بين ما تلفظه من قول وبين يدها اليسرى وهي تضع حبيبات من النوى ويدها اليمنى وهي تنزل بقوه على النوى وتحطمه وفي كل مره ترتفع فيها يدها او تنخفظ فانما تتبع مذهبا من مذاهب الغناء ووضع النغمات فتجعل المرضاحه تنزل في لحظه معينه كلي تكتسب الكلمات نعمة اخرى متنغمه مع دقه المرضاحه على الضاحه فتترابط الكلمات مع النغمات وكان هناك معني وضارب ايقاع يقومان بدوريهما في نفس الوقت وهو ايضا مذهب المراه التي تدق بالهاون او بالمنحاز أي غرض من اغرض البين فان دقه القصره في المنحاز لا تذهب الا ضمن نغمات وكلمات منمقه تقال في تلك الحاله للاسف ليس هناك طريقه لكي تجعلني اقدمها واختصر الكثير من الشرح الذي ربما لن يكون موفقا في بعض الاحيان لمن لا يعرف طبيعه المراة الحضرميه سنتابع هذا الامر لاحقا ونرجوا ان لا نجعله منفصلا عن سيرنا في جهد وجهاد المراه الحضرميه وان كنا سنحاول اثبات ان الحضارم رجالا ونساء هم اكثر شعوب الارض ترثا فلكلوريا وهذا دلاله عن عراقه وتمكن

[/SIZE]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق