السبت، 12 مايو 2012

المراة الحضرميه ( 13 )



المراة الحضرميه ( 13 )
( عانيت عصر اليوم الاربعاء 18/4/2011 من عارض صحي بسيط عباره عن شعور بحمه خفيفه فلم اذهب لدوام العصر بالعمل فانتهزت الفرصه لكي اكتب هذه الحلقه)
قي مسيرتنا المتمهله الهادئه لمتابعه المراه الحضرميه قديما التي اطلقنا عليها انها ثلاثه ارباع المجتمع من خلال ما تقوم به من دور كبير في زمن شديد الجفاف خشن الظروف قليل العطاء وفي ظروف بيئه شديده الحراره شديده البروده قليله الرطوبه هذا بالنسبه لمن سكن في حضرموت الداخل وعزيره الرطوبه لمن سكن في حضرموت الساحل وفي ظل هذه البيئه كان الرجل عاملا في اعمال صعبه او مسافرا ومن لا يعملون هم من ينظرون الى العمل بنظرة الفوقيه وينظرون للعامل بنظرة الدونيه ولسنا هنا في تتبع لهم فتتبعنا لمن يشقى ويتعب مصداقا لقول الحق سبحانه 
({فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى }طه117) فالشقاء مكتوب على ادم عليه السلام وورثه ابنائه – وفي ذلك الزمن الصعب لم يكن هناك ذكر للبطاله فالرجل يعمل والمراة تعمل والطفل يعمل وللاسف فقد استوردنا افكار غريبه وصبغناها بصبغه دينيه ما انزل الله بها من سلطان فابعدنا النساء عن العمل وقد كن حتى زمن قريب يكدحن مساعدات اسرهن واصبحت النساء العاملات وفقا ولهذه المعادله غير عاملات وليتهن اكتفين بهذه بل دخلن في اطار النساء المسرفات المنفقات واصبح لهن دور سلبي كبير جدا في المجتمع من خلال تقليد واستيراد العادات السابقه التي كانت محدوده وتقام في اوقات متباعده فاصبحت تلك العادات هي المسيطره على المجتمع ولم يعد بقدرة الرجل ان يتملص منها تحت قوة ضغط النساء الهائله *
اننا بلا شك نتابع في هذا السياق مسيرة المراه العامله في بيتها التي ليس لها ارتباط بعمل خاص ومحدد تقووم به فهذه المراه سوف نتحدث عنها مليا في وقت لا حق وقد اثبتنا في الحلقه السابقه كيف ان ربة البيت استفادت من جريان سيل سواء في مسيله الوادي او بالخندوق او بمسيله عدم لتجميع كميه من الفقاش تكفيها لفتره عام او اكثر ويتم خزن تلك الكميه في أي دس من دسوس المنزل وهو عادة فجوه صعيره تحت الرقاد وفيها يقولون الحضارم لمن يرغبون في اشعاره بانهم اقدر على ان لا يعلمونه بما يريد فيقولون( دخلتك من دس الى دس وخرجتك بلا حس ) وكما قلنا فان المراه بحسها بما هو مطلوب منها للقيام به في شئون المنزل توازن بين كل الطلبات والمتطلبات فان كان الوقت يضايقها جمعت الفقاش ثم تقوم في ايام لا حقه بنقلها – ان حاجة المنزل تختلف ايضا فالمراه تحتاج الى جمع الحطب من اجل اشعال التنار

http://a5.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...17006835_n.jpg
واقرب شجره تستعمل في هذا الامر هي شجره (العصبه )لكي يعطي تنارها الحياه فالتنار الذي قد تستعمله في الصباح وفي المساء لانضاج خبز الصبوح والعشاء وفي بعض الاحيان الغداء ايضا يحتاج الى مئونه كبيره من الحطب والحطب متوفر في مسيله الوادي وفي مسيله عدم وفي كل موقع به ارض غير مزروعه وفي بعض الاحيان في الاراضي التي يتم زراعتها غير انهم يقومون بتخليص التربه من تلك الشجره وشجرة العصبه تشبه كثيرا شجرة السيسبان غير انها اصغر وربما هي من نفس الفصيله ولها ثمر نسميه خشخاش وكانت متوفره بكثره في كل موقع في البلد وتقوم المراه الحضرميه بنفس ما قامت به عند جمع الفقاش اذا رات ان وقتها مضغوط فانها تجمع كميه من الاشجار التي تنقرها من الارض وتجمعها في ركم كبيره اذا علمت بحدسها ان الانواء الجويه لن تاتي برياح شديده قد تفتت ما جمعتها فيتناثر في المسل ( جمع مسيله) وكل ما يحتاج اليه لعمل كبد ( والكبد هو كميه من الاشجار تربط مع بعضها وفي النهايه تكون هذه الكميه ما تستطيعه المراه في حملها بعد ربطها على راسها ذاهبة بها الى قرب منزلها ( يقولون في اغاني القدماء في زمن محدد – كبدي فوق راسي وجبته من الوادي = وبعته بخمسيه ولا جاب لي عشويه )( الخمسيه عمله نقديه نحاسيه )وتحتاج المراه عند ذهابها لجمع العصبه الى عدة اشياء اولها عصى في راسها مشعاب والمشعاب عباره عن عود قوي من اعواد شجرة العلب او السلم بحيث يكون في طرفها فرعان على شكل اصبعيك السبابه والوسطى اذا ظممت بقية الاصابع وفردتهم تماما كما يفعل الشخص الذي يشير بعلامة النصر 
http://www.mekshat.com/pix/upload05/...573_555555.jpg
وتحمل معها ايصا مزحات( أي مسحات) وشريم
المزحاة ( المسحاه)

http://www.alrassxp.com/uploaded13/8731/81301140939.jpg
الشريم ( المحش)
http://www7.0zz0.com/2010/06/23/06/221916266.jpg
http://up.a7bk-a.com/img1/tbu86769.jpg
وتمر اولا على اول عشه هي تجمع لعدد من النخيل او اول نخله تصادفها وتطقع بالشريع عدد سعفتين طويلتين ثم تذهب الى الموقع القريب الذي يحتوي على اشجار العصبه وهي شجره ترتفع عن الارض بمقدار 50 الى 60 سم وتستعمل المشعاب لكي تميل الشجره على جانب ثم تضرب بالمزحات على عرق الشجره فتنفصل الشجره بسهوله عن الارض بعد ان تجمع كميه من الاشجار تعرف من خلال خبرتها السابقه بان الكميه تكلفي لعمل كبد (ثم تقوم بزع لحاء السعف وهو الغلاف الخارجي الاخصر وتربطهما في ثلاث خيوط وتضعهم على الارض ثم تضع عود السعفه عليهم ثم تثوم بتجميع الشخر او العصبه التي قامت بتجميعها على عود السعفه بطريقه تجيدها بحيث يضمن ترابط الشجيرات مع بعضهم البعض وبعد الاكتمال تضع عود السعفه في الجزء العلوي على الكبد ثم تقوم بربط الكبد من ثلاثه اماكن الاطراف والنصف وتقوم اعواد السعف من ادني واعلى بمقام المحور الذي يحفظ للكبد ترابطه ثم تضع المشعاب في طرف الكبد ويمسك بالكبد من الطرف الاخر وتضعه على راسها بعد ان تضع قطعه قديمه من القماش على راسها حمايه له لان للعصبه شوك صغير حارق اذا ما لمست الشجره لا بد ان يدخل في يدك او اصابع يدك او رجليك بعض الشوك وينكسر الشوك بسهوله ويبقى الرشح في موقع غرز الشوكه يضايقك ولا تستطيع مه فكاكا الا اذا ما قمت باخراج الشوكه الصغيره ( يقول الشاعرعلي باغريب
المسمى الشريعه من قصيده طويله 


وان جيت للعصبه الحمرا = لي شوكها حار كالجمرا
الحمل شو قيمته مصرى = ينباع في داخل البندر


اذا وجدت نساء في الموقع فانهني يتساعدن في تحميل بعضهن البعض حمولتهن على رؤسهن وكم من امراه ذهبت وهي في شهر ولادتها وزفرت بطفل في موقع جمع الحطب ويتم لفه باي خرقه تتوفر بعد ان يتم صرها ثم تحمل طفلها وتذهب الى بيتها ثم يعلنون الولاده وبانها حصلت بالبيت وليس بموقع العمل-لقد كانت المراه تعمل ولا تتوقف عن العمل الا عند الولاده فقط او في اوقات قليله محدده تذهب الطيبه في طريق عودتها وهي تحمل ما لا يقل عن 15 كيلو قاطعه الطريق حتى تصل قرب بيتها حيث اعتادت على تجميع الحطب الذي تضعه في موضع معروف خارج البيت وهي تعلم انه بامان ولن يعتدي عليه احد واذا ما احتاجت احدى جاراتها الى شخر لخبز صبوح اوعشاء افراد اسرتها فانها تطلب منها كبد سلف وتقول لها خذيه وبعد ايام تعيد لها ما استلفته منها ويتم وع العصبه الخضراء في موضع مقابل للشمس بحيث تجف سريعا ثم ترص مع مجموعه الحطب وما ان تصل الى بيتها حتى يكون الرشح في ارجلها ويديها من شوك العصبه الحارق قد بلغ منها مبلغ الالم الحقيقي فانها تستدعي أي فرد في البيت ابنها او ابنتها او تقوم بنفسها اما بواسطه ( مخوط) ابره) او بواسطة ملقاط يتم صناعته عند ال باقطيانة او عمران بن قاسم او بامزروع مكون من ملقاط وابره ومنظف للادن فتقوم بالبحث عن الشوك الصغير في راحة اليد وفي اصابع اليد ين والقدمين فتبداء بالبحث ثم تجويف مواقع الشوك الصغير جدا الذي لا يظهر منه الا علامة سوداء صغيره جدا ولا يرتاح الفرد ما دامت الشوكه مغروسه في جسمه فلا بد من اخراجها
هذه مرحله من مراحل عديده نتعقبها من خلال ما نيتبينه ونتذكره وما نستحلبه من اعماق الماضي القريب البعيد ( ملاحظه بالتاكيد سيكون هناك كما من الاخطاء المطبعيه والاملائيه لانني اكتب مما تجود به الذاكره ولا اعود للمراجعه التي ربما اقوم بها في وقت لا حق وانا اعلم ان ذكاء المتلقي سوف يوضخ له المقصود فيما لو كان هناك خطاء ما واذا ما اشتكل الامر على احد من الابناء فان الوسيله الراجحه هي السئوال ( قال الشبامي حرك لسانك او ش
دقك)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق