الخميس، 1 سبتمبر 2011

رمضان في عينات قديما(16)رمضانيات

رمضان في عينات قديما(16)رمضانيات

الثلاثاء26 رمضان هذه الليله هي عقبه مسجد القبلي وغدا باذن الله سيكون الاحتفال بختم مسجد الفقيه المقدم اقدم مساجد عينات والذي يشرف على السوق

السهرات الليليه للرجال

ان سريات وسهرات ليالي رمضان تختلف في عينات عن غيرها من المدن بسبب ان عينات في مرحله ما نزح عنها سكانها الى مدن ساحل حضرموت كالشحر وغيرها مجاورين البحور والى بلدان العالم في جاوه وافريقيا حيث ذهب البعض الى ممباسا والبعض الى تنجانيجا ودار السلام وقد قام النازحون وهم من الرجال بتكوين اسر في تلك البلدان امتدت بالنسب الى الاسر التي تركونها في عينات ان من يعرف عينات القديمه وينظر الى اعداد البيوت المهجوره في البلاد والحوطه والنويدره وهي اكثر البيوت المجوره في عينات وكذلك في خنيدره والنخر وبعض البيوت في القوز والرمل هان من ينظر الى تلك البيوت وكثير منها هدم في الستينات والسبعينات واخذت احجارها وعودها واخشابها وايضا تم ضرب طينها كمدر ولم يعد لها وجو وان كانت البيوت في الجزء الشرقي من النويدره ابتداء من الارتفاعات في سفح الجبل حتى المنازل العاليه في البلاد هذه سلمت من الهدم وبقيت بعضها حتى اليوم مستفيد من موقعها الصعب الذي سوف يجعل من تعطى له يخسر خسائر كبيره ان ارد الاستفاده من موجوداتها مع العلم ان احجام البيوت القديمه عموما حجم صغير لا يصل الى احجام المنازل في هذا الوقت وبعض تلك البيوت لم يستطع تحمل عوامل التعريه الطبيعيه من هواء وشمس ورياح وامطار تتسرب الى الداخل فتفتك بالطين في وضع تجاهل لها-

كان لا بد من اعطاء تلك الصوره لكي نقول ان غالبيه تلك المنازل كانت في ليالي رمضان مملوئه بالحركه وتهتز جدرانها بالاصوات والضحكات من حلانها ومن زوارها ومن اصداء الليالي الرمضانيه التي تقام في سطوحها صيفا او غرفها شتاء*

كما سبق الاشاره الى ان الرجال تختلف توجهاتهم في ليالي رمضان فبعضهم لديه عمل ولا يمكن له السهر والبعض الاخر وهم الاغلبيه الذين حرصو على ان يكون الشهر شهر عباده وتراحم وزيارات وعبادات وعادات وايضا تجمعات ليليه –

اما كيف تكون تلك التجمعات فانني من واقع تفسيري الشخصي اقول انها كانت شبه طبقيه وربما يشذ هذا الوضع ان كان هناك شخص او شخصين ارتبطا بصداقه فجرت تلك الصداقه هذين الشخصين لمجموعه ما ان طبقة الحمالين والدلل واصحاب الصناعات اليدويه الذين يدعون بالمساكين مثلا لهم تجمعات خاصه والساده لهم تجمعات خاصه والقرار لهم تجمعات خاصه وقد يشذ عن هذه القاعده جانبا بسيط ليس له تاثير والاسباب في رايي ان السهر مع بعض الناس تتطلب التقارب الفكري والمعنوي فبعض كلمات العامه مثلا لا يمكن للشيوخ او الساده استعمالها والعكس صحيح في جانب اسلوب الحديث ايضا كما يقولون ان الطيور على اشكالها تقع وليس في ذلك مسبه بل انها والله هي دلائل صحة المعاني والامور

نبداء في طريقة التجمع وهي طريقه اشبه ما تكون بتجمع الربط وكل مجموعه تجتمع بناء على سوابق مضت وما ا ن يقترب الشهر الفضيل حتى تراهم يبداون في الحديث كل شيئ على ماهو أي مابيننا من سابق نوكد عليه بانه سيستمر والرد يكون اشتد أي اعتمد تكون السهرات والسمرات مختلفه بحسب الطبقه ربما بعض الطبقات يكون مجلسها للحديث السياسي او الديني او الصوفي او للتدارس اما غلبيه الناس من طبقة المساكين ويدخل معهم العمال والفرحين ان كان لدى احد منهم وقتا لذلك فتكون تجمعاتهم للعب القراطه( الجنجفه ) ويلعبون الكوت ابو ثمانيه كل فريق يلعب فيه اربعه اشخاص لكل فرد منهم ست ورق لعب منها اليكه والباشه والرانه والغلام والعشر والتسع والثمان والسبع والست والخمس والاربع والثلاث هذه 12 ورقه لكل شكل في الورقه أي 48 ورقه كامله لا يخرجون من اوراق اللعب سوى الاوراق التي تحمل رقم اثنين من كل شكل اضافه لاحد الجواكر والميكرين ويتم استبدال ورقه الست سبيك بالجاكر- لهم طريقه خاصه في اللعب وتشبه اللعبه لعبه الحكم او الكوت بوسته في دول الخليج عندما يتفوق فريق على اخر بحسب طريقه اللعب فان هناك فريق اخر جاهز للعب لكي تستمر اللعبه ويكون مملوئه بالحماس اولا بسبب انها لعبه حماسيه ثانيا بسبب ان من يخسر يخرج في انتظار خساره احد الفريقين وهكذا ليس هناك خصوم دائمين بل ان الامر يخصع الى القرعه ففي كل يوم يتم اختيار الفرثق بحسب القرعه حيث توضع اذا كان الحضور 8 اشخاص عدد 4 اوراق باللون الاسود واربع باللون الاحمر وتخلط الاوراق ويختار كل فرد واصحاب كل لون يشكلون فريقا في حاله وجود 3 فرق مثلا فانهم يضعون في هذه المره اوراق متشابهه بمعنى يكات اربع وباشات اربع ورانات اربع وتخلظ الاوراق وكل فرد يسحب فاصحاب الرانات معا وهكذا-

لعل التوافق الذي يضعونه بينهم هو من يستطيع ان يستقبل المجموعه في بيته ويكون هذا لليله واحده فقط من ليالي الشهر فاذا اخرجنا لالي الختومات وهي 9 ليالي واخرجا مثلا ليله العيد سواء حيث هناك تجمع اخر للربط والاستعداد للعيد فان مجموع الليالي التي يتجمعون فيها هي حوالي 19 ليله فاذا كان عددهم 16 فرد اي اربع فرق فان شخص او شخصين يتحملون يومين اضافيين تكون السهره او السمره في بيته مكرره يتم توزيع المنازل وفق نظام ايضا بحيث لا يكون بيت الشخص مشغولا في تلك الليله بزيارات او ترازيح نسائيه او بعزومات من خارج البلد –

يقوم المشتركون في السهرات بدفع مبالغ محدوده من كل فرد منهم ويتم شراء القاز والكاوسات وربما الكاشه اذا انكسرت كاشه كهربان وايضا الشاى و القهوه والسكر والزنجبيل واحيانا القيلا ( الحنضل ) والسخر أي الفحم وكل ما يحتاجون له يتم ذلك من خلال تاجر معين ياخذون منه حاجتهم كلها يوما بيوم ثم في نهاية الشهر يتم الحساب بينهم ويوزعن المبلغ ويدفعونه للتاجر ايضا اذا ارادو ان يكون هناك فلاح فان المبلغ يزيد بحسب ما قرروه وغالبا ما يكون العشاء عباره عن فته او عصيد وهي الغالب بسبب انها لا تحتاج الا الى سليط وسكر ودقيق وتمر وماء وحيدوان وكان يتواجد بكثره في اطراف الجبال (كنا ونحن اطفال نستطيع ان نلتقط شجيراته التي نجدها وقد قلعتها الرياح وتتحرك في الجبل بحسب هبوب الهواء وتكون على شكل كره كبيره من الاغصان المتشابكه وتحمل تلك الاغصان ثمار الحيدوان الصغيره فنجمعها )وكثير من الجهد يبذله اهل البيت في مقابل ان يتسحرون من االعصيد يبداء الساهرون بالتجمع بعد صلاة التراويح مباشره تقريبا الا لمن لديه عمل بسيط ينجزه ويكون الجميع متشوقون للحضور كما هو عادة كل من يلتقي باصحاب واصدقاء والبيت الذي عليه الدور على اهله ان يوفروا قربه ماء مبرده يعلقونها في المعلاق ويقربون ايضا اواني الشاي بكاملها وكذلم فرش عباره عم سلقه او حصير او سلامي داو شمل والشمله نوع من انواع الغزل المعمول من الصوف ولونه اسود او ما لديهم من الفرش الاخرى وينظفون الموقع من قبل ولا يرتبطون بهم او بسهرتهم وياتي الشخص المكلف بشراء المواد الخاصه بالسهره ومعه في اطراف عمامته او سباعيته عصوب فيها الشاي والسكر وبقية المواد التي يتم شراءها يوما بيوم ومن يحضر في البدءا يقوم من حضر برشن ا لتريك ثم رشن الفحم في الكانون ويضع الكتلي او الدله عليه وبعدها عندما يكتمل الجمع او يكاد يتم تعمير الشاهي وتوزيع القيلا وتبداء السهره بتوزيع الورق بين اللاعبين ولا تسمع الا صرخا واختلافا على لعب احدهم او ضحكا واستهزاء بشخص حكم حكما فلم ينجح في الحكم وخسر وهكذا تمضي الليله حتى يحين موعد السحور عندها يكون اهل البيت قد اعدوه في صحون ويقدم لهم واذا لم يكن هناك اتفاق على العشاء فانهم يذهبون مع سماع ضرب الطاسه الى منازلهم لتناول السحور ثم يذهبون الى المساجد لصلاه الفجر ثم العوده الى البيوت للنوم وهكذا تمضي ليالي رمضان في متعه روحيه ياخذونه من العبادات ولهم ايضا متعه حسيه في تجمعهم وتبادل الحديث والنكت واللعب بالورق لعبا خفيفا طريفا ليس فيه ما ينغز الحياه ولا يفكرون في مشاغل او مشاكل الغد ودائما يقولون ( بكره على مولى بكره* أي يوم غد على رب يوم الغد ) يذهبون للنوم وقد تعبدوا وافرحوا انفسهم ولم يقرضو عبادتهم من خلال الحديث الجانبي في الكلام على فلان وفلتان وهذا ما يمحق الحسنات

لقد وعيت على بعض تلك السهرات في بيت والدي غفر الله له ووعيت على عشاء العصيد وعلى صياح وصراخ واختلاف وربما غلبني النعاس فنمت نوما هنئيا في السطحه بنتظار ان يدق الطاسه الحانها ويتفرق الجمع وابقي في الريم حيث موقع نوم الاسره

سنواصل السلسله وغدا باذن الله سنعرض لطاسة الفلاح وبعده للزف وبعدها لاخر جمعه وفيها مايسمى بالخمسه الفروض-

alenati

الثلاثاء 23/رمضان 1432هجريه الموافق 23/8/2011م الساعه 00/1 ظهرا= الكويت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق