الثلاثاء، 2 فبراير 2016

(3)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع

(3)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع 
لا نعلم لماذ افتتن ابائنا وجدودنا بالقناصه والقنيص هل لانها تمثل النشاط الرياضي الوحيد في ازمان غابره الا ان تواتر الاخبار يعلمنا ان اللهو البري والانشطه والالعاب كانت كثيره ونذكر ونحن جيل الخمسينات الكثير من تلك العاب والملاهي التي مارسناها صغارا وبعض من تلك العاب كان يمارسها كبار السن ولا مندوحه من القول بان كل من شب وترعرع وصلب عوده اتجه الى مساعدة اسرته وكون اسرته الصغيره في رباط لا ينفصم مع عائلته الاكبر حتى انه قد يكون في البيت الواحد اكثر من عشرين شخص وربما تعدى عدد المتزوجين منهم الخمسه او السته ازواج يسكنون منازل ضيقة ربما لا توجد فيها اكثر من ثلاث غرف وحمام واحد وبرغم ذلك تعايشوا بود واحترام كل منهم يعرف دوره وحدوده وبالرغم من هذا الضيق في المسكن الا ان النساء يحبلن ويلدن في كل عام ولا تدري كيف يتوافقون في ما بينهم لقضاء حاجاتهم الجنسيه وقد كانو ينامون جماعات في ايام الصيف والربيع والخريف في سطوح المنازل ويسمى السطح( الريم) وينامون في ايام الشتاء في الغرف الضيقه وقد كانت الغرف هي الضيقه المزدحمه فقط ولكن قلوبهم كانت اوسع من الفضاء الممتد على مدى العين المجرده – وربما كما قيل لي كانت الاشاره للزوج اذا اراد الخلوه بزوجته ان يقوم في عتيم الليل وكانه ذاهب لقضاء حاجته من بول او غائط ثم يتعمد اثناء قيامه ان يضغط باصبع رجله على رجل زوجته كاشاره لتلحق به – هكذا كانت حياتهم وربما لا يلتقي الزوج بزوجته في النهار فهو مشغول اما في مزرعه طبينه ( الطبين ) هو رب العمل او في انجاز اعمال اخرى كاجير او عامل او غير ذلك من مشاغل الحياه وهي سيشغلها عمل البيت من تنظيف الى الاعتناء بالاطفال والحيوانات والدواجن وتوفير الماء من ابعد الاماكن الى توفير الحطب والفقاش( الفقش هو طمي السيل او ترابه الدقيق بعد مرور السيل يرسب في مجاري الامطار والسيول ويترك لكي يجف ثم باسباب سخونة الجو وحرارةالشمس وتاثير الجفاف يتشقق ويتفلق الى قطع يترواح قطرها بين 20 الى30 سنتي متر مربع ثم يكسر الى قطع كل قطعه كقبظه اليد الواحده او اقل ولان عجينه الطين الدقيقه فيه مختلفه عن ارض المجرى فانه لا يلتصق بل يمكن رفع القطعه مباشره من الارض تقوم النساء بجمع كميات من تلك الطمي او الفقاش في محفر او زنبيل كبير لكي يكون اداه استنجاء يوضع في الطهارات او ما نسميه حاليا الحمامات او مواقع قضاء الحاجات ويساعد استعمال هذه الخاصيه اولا في استشعار النظافه فجسم الانسان الذي هو عباره عن تراب يتمازج مع التراب ثانيا يخفف من استعمال الماء للوضوء والماء عسيس اي صعب المنال يوتى به من اماكن بعيد على ظهور النساء في الغالب – ونعود للتساول لماذا افتتن ابائنا وجدودنا بالقناصه اولا كانت القناصه هي التعبير المباشر والصادق لتحمل المسئوليه ثانيا كانت المؤشر الاول على بلوغ الشباب مبلغ الرجوله الم تسمعوا ان الشباب في ادغال افريقيا اذا تحولوا من طفولتهم الى رجولتهم فانه مطلوب منهم قتل اسد – ان الحضارم كانو يميزون من بلغ سن الرشد بذهابه الى القنيص – ثم ان الافتتان بالقناصه امر عرفه الحضارم منذ غابر التاريخ عرفه ملوكم واقيالهم السابقه بل انهم في غفله من الزمن عبدو الوعل وقدسوه الا انهم كما يفعل العرب في الصحراء حين يصنعون اصنامهم من التمر ويعبدونها ثم اذا جاعو قسموها بينهم واكلوها وكذلك فعل العرب الحضارمه في الماضي السحيق يعبدون الوعل ويقدسونه ولكنهم ينظمون غزوات للامساك به وقتله وذبحه واكل لحمه ينظمون الجماعات ويحيكون الخطط ولا يبقى للوعل من رمزيه التقديس غير الاحتفال بالقشع او بالقرون ويفرحون اذا حصلت جميله بكسر الجيم وفيها وعل كبير يسمى وعل الظفر وفي هذا يقول المعلم عبد الحق(انصاف قسموها وخابرنا بها قانص حضر = قال اربعه ياللي تنشد منهم وعل الظفر ) وكلما ارتفع عدد عروات قرن الوعل زاد التعظيم له وزاد تقدير من قبض عليه ويعتبر الحضارم ان قتل الوعل في الشباك هو اكرم واعز له من قتله على يد قناص برصاصه من بندق ابو فتيله في السابق ويسمى اروم نسبه للروم وهم الاتراك الذين استقدمهم بدر بن عبد الله الكثيري مستعينا بهم في حروبه وكان ذلك في عام 936 هجريه وفي تلك العام عرف الحضارم السلاح الناري وفي اسم الروم يقول سلطان الشعر ابو بكر المحضار في قصيدته العصماء في وادي الحجيرات حيث التقينا = وحيث الصبا هب ريحه علينا = سقى الله وادي الحجيرات وشعوبه
= ياروم تصلح لشاجع سلوبه ) ولحقه البندق المسمى ابو صميل والبعض يسميه ابو ثلاث حلقات حتى ان الحضارم اوجدوا مثل على قله الحيله لبعض الناس فيقولون( ما قدروا ال با بنادق عا دالا ال باصمل ) والواقع ان البنادق هنا تعنى الميازر والصمل تعني بنادق اقل منها درجات الا انه شاع ان الصميل المشار اليه في المثل هو العصى الغليظه وعلى كل حال المعنى لايتغير ان اردنا القول بان الصميل بندقيه اقل من الميزر او اردنا بالصميل العصى الغليظه - و ربما تكونموتته من رصاصه طائشه من سلاح فتاك اخر انتشر بعد ذلك في حضرموت وهو الميزر نسبه الى الالماني باول بيتر موزر وهي سلاح فتاك مضاد للدروع يقول المحضار ايضا (يانا بذا طير عاشجره= لاهو حمامه ولا دره = ما بين سلوى ومن = ولفت بعينين لي حمره = اسرع من الميزر النبوت= مازلت ياطير متعلي ما تعرف الساحل القبلي من حيث يتحصل الياقوت (لفت اي التفت) ويقول (ميزر ابو مقصين حـــن= تعجب قروحــه مثل ضــرب المثـــانى= أحـــلا سلــب شاجـــع لــدن= بلجيــك ما با يسبق الطلقة بتدخين=رامــي وعامــد فـي مكـــن = يضرب علي في وســـط قلبي رماني= عقلي استلب منه وجــــن= راقب وخــاف الله ذي عشرة سنيــن)ويقول ايضا( عــــربي يماني=لا شــــــل ســـــيفه قــــــتل و الــــــعيلماني = من لحظ عينه شعل= خد لي أماني منه ومن سيفه القاطع البتار ‏‎frown‎‏ رمز تعبيري كلمه العيلماني تعني الالماني كما يلفظها افراد الباديه حيث يقال ميزر عيلماني أي الماني) والشاعر حسين عبد الله الكاف يقول (بني مغراه قلبي في العشقه معذب= ودمعي دم فوق الوجن والخد قد صــب= جفا نومي عيوني زعل منها وجنب = بلينا في المحبة يعـــــين الله من حــــــب(شبيه البدر وجهه ارى للحسن ينسب= وجـــــعده ليل داجي على امتانه مكــــثب = بماءالورد يغذيه والعــــود المطيـــب حريري البــــدن وردي الخدين اشنـــــب = لبيب الخصر ميزر ابو مقصين والبب = بطول الهجر قطع عرى كبدي وعــــذب = فلا لي نوم يحلو ولا مطعم ومشرب= حياتي حين يرضى وموتي حين يغضــب) ويقول حداد بن حسن(عيني على ميزر مخرج صنعته ملبوب =زين الحديده والمشط ما يمتسك خصره= ياليتنا با تلبسه بلقيه عمامه لاس=ياخير سلبه شلت الشهره = ولا تستاهل الا السلاطين))او من البندقيه الانجليزيه التي تسمى لي انفليد وفيها يقول المحضار(لازم في الراس به بره = باحط في بطنها عشره = من صنعة الانجلند = لكن نفسي ابت حره = القوت بالغصب ما هو قوت = ما زلت ياطير متعلي ما تعرف الساحل القبلي = من حيث يتحصل الياقوت) 
او من سلاح فتاك جديد غزى الاسواق وهو رشاش الكلاكنشوف نسبه الى صانعه الروسي ميخائيل كلاشنكوف - ولهذا فان مدلول قتل الوعل في الشباك لدى اهل القناصه يدل على سماحه القنيص وانه صافي ليس فيه خطاء ولا باس ولا ذيم بل هو قنيص نقا اي نقى من الخطوب والاخطاء وليس به ذيم اي مذمم - وفي ذيم القناصه يقول المعلم عبد الحق ( يرجع لمن خاطري منّهم مشتقّ = من ذيمهم شفت مقناص السنه بطال)وكانو يخافون من اللوم ومن كلمة يا لوماه - ولهذا عندما يسمعون ان وعلا ذبح في احد الاشباك يقولون –القنيص مسمّح- لقد افتتن ابائنا وجدودنا بالقنيص وبالوعل حتى ان كبار السن من الذين لم يعد في استطاعتهم الصعود للجبل او حتى الوصول الى المجحاف او المسيله تراهم اذا تواجدوا في زف القنيص او في روحته يطلبون القشعه ويتلمسونها بكل شوق وود بل ربما بكي احدهم من الحسفه ومن التوجع على ضعف الحال وعدم القدره على المواصله كما كان في شبته ورجولته وتجدهم وبعضهم قد انطفاء ضوء عينه من العمى وتراه وهو يتلمس القرون ويحسب العجرات حساب المستكشف الضليع ويقول عهوين على ايام الشباب ولعل المعلم عبد الحق الدموني يشرح ما به حين قال في احدى قصائده الجميله عندما قصرت همته عن الطلوع للقناصه مع جمع اهل القنيص (قال انت واجب تصل من قبل ما يوصلون = قبلك تحذو من الغرفه ومن سيئون- نصبوا وقتلوا وزفوا وانت في دمون= ما يحضر الركعه الا من وضوئه تام- عهوين همتي قصرت ذي السنه والعام) والقصيده جميله وهي من ديوان الوقائع – ولا شك ان افتتان الحضارم بالوعول مثل هاجسا كثير الرهبه لكل قانص فكانت الهيبه من ضياع او تسريب او خطاء ولم يقفوا موقف الاكبار بل مدحوا الوعول بما جادت به قرائحهم يقول المعلم في احدى قصائده(ونصبوا في الحقيقه من الله جات وهبه= خذو خمسه و قيدومهن خو فتح ذبه= كبير القوف لي مثل كعب الثور كعبه = ولو شيئ باب يبغا زوافر حل عربه= ضلوع الهشم تصلح زوافر له وعتبه = ولحيه فيه تصلح لصاحب عرس عذبه = قرونه زاد تصلح لمنبص يسل خشبه = وكرعانه لشبريه ايدّا ترتبع به) ولهذا فان المبشر اذا وصل من الجبال لا بد من ان يحمل معه ما يثبت كلامه وغالبا ما يكون معه كراع وعل الزف الذي يستطيع الخبراء ان يقدرون سن وعمر الوعل عبره لانه في الغالب يقوم اهل القنيص بالمبالغه في تحديد عجرات الوعل فاذا كان معهم حامل عشرين قالو معنا وعل يحمل ثلاثين وربما رفعوا الهامش ويقولون حامل اربعين وهذا رغبه في استحثاث الناس للمبادره بالاستقبال وحضور الزف والروحه وقد حصل ان جاء البشير الى سوق عينات حيث يتواجد بعض القناصه القدماء من اهل السوق وهم اهل الخبره ولا ينقص ذلك من ادوار بقيه اهل المنطقه فلكل شخص او حافه دور هام وما ان وصل واستبانوا منه عن قنيصهم وبشرهم بوعل زف حامل ثلاثين فقال له اين الدليل فاظهر له الكراع وهو ساق الوعل والكراع عباره عن عظم وديم وظلف اي ليس ثقيل الوزن حتى وان كبر حجمه -وما ان امسك بالكراع واستشعر كبر الوعل حتى فاضت قريحته فقال للحاضرين نصروا- لانه سوق يقول بيتا من الشعر وعليهم ترديده بطريقه الزف فقال ( قال بداع القوافي) وهي بادئه يستعملها الشعراء بكثره لكونها تعطي الانتباه الى ما سيقوله الشاعر وربما لا تقوم اي جمله اخرى مقام تلك الجمله بالرغم من انها تمثل نصف شطر البيت والشعراء يستعملون مثل هذه الطريقه باستفاظه فمنهم من يقول( قال الفتى الشاعر) ومنهم من يقول (ذا فصل والثاني )او يقول( خرج ذا فصل)ومنهم من يردد اسمه فيقول مثلا ( يحيى عمر قال ) او ( يقول خو علوي) او من يقول( قال ابو سالم) وهكذا حال الشعراء – امسك الشاعر بالكراع وقال بعدان رفع الحاضرون التنصوره - فقال على البديهه ( قال بداع القوافي رطل واربع في الكراع = غير مولى السوق ما حد كلهم بطحا وقاع) 
سنتابع السير لنرى الى اين نصل وبالله التوفيق
(بعض الاشعار ربما استشهدنا بها في مواضيع سابقه لنا فنعتذر عن التكرار)
سعيد كرامه بن عبيد بن عبد – الكويت الخميس 21 يناير 2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق