الثلاثاء، 2 فبراير 2016

(علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل)2

(علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع 2
لا شك ان الهدف ليس سرد طريقه القناصه بتفاصيلها المختلفه لان قناصه الوعول بالخصوص تتيح للمشارك بها بان يصف من الموقف الواحد عشرات القصص كل يروي بحسب موقعه من اطار الرؤيه ومما شاهده ومما قام به هو او من معه فهي ادوار مختلفه وواجبات متعدده لهدف واحد فلو ضربنا مثلا بسيطا عن رامي اطلق الرصاصه على احد وعول الجبل من اسفل الوادي فان القصه عند الرامي تتنتهي عند رصده للوعل ثم تسديد الرصاصه له وبعد ذلك لا يعلم ماذا حصل حتى يتم وصول الغنيمه اليه - ولا بد للقصه من شاهد او شهود اخرين يروون كيف ترنح الوعل وكيف سار او جرى بكل قوته وامعائه تخرج من بطنه او هو يسحب رجله وغير ذلك وكيف سقط مضرجا بدمائه وكيف قاوم من اتى ليحز عنقه وكيف تمت تلك القتله وكيف تمت تنصوره الحاضرين( التنصوره فعل جماعي يقوم به ابناء القنيص فيقولون بشكل جماعي( الطوع والاوشار الزهييه نحنا دمار الصيده المربعيه واالا كهم واالا كهم وييييه) والطوع هو عود السعف الجاف الذي يتم نصبه في الارض ويتم في اعلاه وضع الطرف العلوي من الشبك بحيث يسقط عند اقل حركه وهو واحد من عدة اطواع بحسب طول الشبك- الاوشار تعني شباك الصيد التي يتم نصبها في الجبل – الصيده المربعيه هي الوعول اللتي تكون قشعها او قرونها مرتفعه للخلف دون انفراجه نحو اليمين واليسار بعكس غيره والا كهم هي تحريف لكلمة واللوم بهم اي اللوم على من لم يكن معنا في القناصه - كما اعتقد ) وهذه التنصوره موجوده لدى كافة القبائل وفي كل البلدان وتختلف باختلاف الموقع الا ان الجميع مجمع عليها تقال عند الزف وعند امقارعة الشعراء وعند الزواجات- وكيف تم دحسه وتقطيع لحمه او نقله من قبل ثلاثه او اربعه اشخاص من راس الجبل الى اسفل الوادي مقابل ان يحصل كل فرد منهم على حقه المتفق عليه وهو كراع الوعل مقابل النقل وسيروي الشهود كل من موقعه قصه مختلفه عما راه وشاهده الاخرين وسيتجمع الناس في حلقات لكي يسمعو القصه من فم هذا وذاك دون ان يتسرب اليهم الملل من سرد القصه لانها ببساطه ليس فيها تكرار لما قيل من قبل ذلك الشخص او من قبل هذا القانص - بل احداث جديده تكمل بعضها البعض في سمفونيه جميله اسمها قصص القنيص هذه السمفونيه لا تنتهي بتاتا لان هناك جوانب متعدده ضمن المراحل التاليه في تقسيم لحوم الصيد وجعله رواني( الراني هو قسم من اللحم يدخل فيه كل جزء من اجزاء الصيد) وطرق تقسيمها وتوزيعها ومن له حق فيها ثم في ارسال المبشرين بالجميله( بكرس الجيم) وتعني تبشير الناس بالظفر والحصول على الغنيمه وخصوصا اذا كانت القشعه ( اي قرون الوعل) تتعدى العدد المتفق عليه لجعله يستحق الروحه او حفل القنيص او لا يستحق سوى الدخله وهي زف القنيص عند الوصول وتتحدد ما بين الثمانيه عشر عروه في قرني الوعل او قشعته واكثر – ولهذا يطلق الحضارم على الشخص النبيه والذكي وصاحب الحركه والاجتهاد اسم القشعه فيقولون فلان الفلاني قشعه – وياتي بعد ذلك الدخول في افراح القنيص زفا وروحه وما يتعلق به من مراجز واشعار ورقص لا تكون مقصوره على اهل القناصه بل تشمل كل ساكني القريه او المدينه وما جاورها واحيانا ما بعد منها-
سقت هذا المثل الذي حرصت كما هو دابي ان املاء السطور بالتفاصيل التي يمكن من خلال الخوض فيها ان نسود عشرات الصفحات عن كل تفصيله – ولا اريد ان ادخل في تقديم شرح لكيفيه القناصه فقد سبق لي ان قدمت موضوعا طويلا حول قصه قنصه في خطمة جبليت ( الخطمه ) هي موقع محدد الجوانب في الجبل يتم قناصته واحكام السيطرة عليه واقفال مخارج وطرق الهروب فيه ودفع الصيد الى السير في طرق متعدده معروفه تقوده في النهايه الى مساحات ضيقه توجد فيها رماة ببنادقهم يرمون في اماكن واتجاهات محدده وايضا طرق تودي الى مواقع فيهااشباك منصوبه في اماكن مختاره في طريق عبور الصيد ويقوم اصحاب الشباك بالاختباء في مكامنهم التي تسمى مرابي بحيث لا يراهم الصيد ولا يكون امام الصيد خيارات فهو هارب من الضوضاء التي يثيرونها اصحاب الشنن وهم من يجفلون الصيد من اعالي الجبال باصواتهم المنفره فيقولون ( هوت هوت) او يغنون ويضربون على الدفوف او يتمازحون ويتصايحون ويتبادلون الحديث ما بين جنبه واخرى( الجنبه) تعني جانب من الجبل يقابله الجانب الاخر في الجهه الاخرى ويربط بينهم اشخاص متعددون يصطفون في اعالي الجبل يبدوان من الحجر وهو حز في اعلى الجبل يكون في المعتاد صعب والسير فيه مجهد ولهذا يتم اختيار الرجال او الشباب الاشداء ليمشطونه – ثم فوقهم مجاميع من الرجال يصطفون في صف واحد متوزاي لا يتقدم رجل عن اخر يكون ما بين الرجل وغير حوالي عدة امتار بحسب اعداد الذين ذهبو للقناصه وهذا المسار ما بين الحجر للحجر قد يتعدى الكيلو متر في بعض الاحيان يصطفون ابتداء من الرقه وهو سطح الجبل الادنى ثم يمتد صفهم الى الحاجب وهو مرتفع في الجبل يشكل مع الجبل منحنياته ولا بد من تنظيم السير فلا يجوز ان يسبق رجال الشنن في الرقه والحاجب رجال الشنن في الحجر ويضبظ تلك المساله الشخصين الذين يسمونهم ( مدهقين) اي يشرفون على اصحاب الحجر من اقصى مسافه في الرقه ثم المدهقين من الحاجب من اقصى مسافه في الحجر ولهذا فان اصحاب الشنن في جنبه من الجنب قد يجدون انفسهم مضطرين للجلوس ريثما ينتي اصحاب الحجر من استكشاف الشحر(مفردها شحره وهي حز في الجبل من اعلاه نخرته مياه الامطار وتمثل الشحر الطريق الوحيد امام مياه الامطار للوصول الى الوديان ) بحسب تفرعها واتساعها وهذا لكي لا يفاجئهم الصيد ويهرب منهم بعد ان يتخطونه – انها خطه عسكريه فيها الميمنه والميسره والقلب – يهرب الصيد من اصوات بنادقهم المدويه وهارب من الاشخاص الذين يتواجدون في طرق الهروب التي لا يستطيع غير الوعول الهروب منها بعضها شحر وبعضها معارق - وهارب من اصحاب البنادق التي يطلقونها عليه ايضا في اماكن ومواضع محدده ويتجه الى المخارج التي وضعت بها الشباك حيث يكمن اصحاب الشباك دون حس او حركه حتى اذا تعدتهم الوعول ثارو عليها بالصراح فتجفل اكثر ممن هي جافله فتتجه نحو الشباك ونظرتها الى الخلف نحو الثائرين عليها الحاملين شفراتهم وسكاكينهم فتقع في الشباك متخبطه ويتم ذبحها ثم اعادة نصب الشباك من جديد حتى يتم التاكد وفق نظام القنيص من ان الخطمه خاليه تماما من اي صيد وكلمة الصيد تعني الوعل او الغفر اوالصيده - والوعل القائد او كبير السن والغفر الصغير الذي بداء قرونه في الظهور والصيده هي انثي الوعل- ان هذا السرد لا يمثل الا تلخيصا في غايه القصر لما يحدث فعلا ولا اريد الاسترسال فلدي نية في كتابه قصة القناصه وقد بدات منذ سنتين او اكثر في تجميع الماده والتعليق على بعض الجوانب ولا زال ينقصني الكثير من الجوانب التي يجب علي ان اسد فرجها واكمل نواقصها خصوصا في وجود توثيق بالصوره ومعرفه وتحديد اسماء بعض المناطق ومكوناتها وقد وضعت ملفا متخما بالتفاصيل حول القنيص ان وفقني المولى فانني اعتقد انه سيكون كتابا من عدة اجزاء يحكي قصة القناصه وكيفيتها وما يتعلق بها ولانني لا ارغب في نقل المشاهد كما هي فانني اسير في خطوات لكي اضع في التفاصيل شيئ من نفسي وتفكيري الخاص وتحليلاتي المنبثقه من فهمي ورويتي لكيفيه واسباب كثير من الجوانب التي ترتبط بالقنيص ولا ينتبه لها الناس و ساحرص على وضع جانبا من تلك الرويه في هذا المقالات وسوف اضمها حتما الى ملف القنيص لتصبح جزاء منه بعد ذلك فكثير من الجوانب المتعلقه بالقنيص واهله مرتبطه بحكمه وتفكير اهل الراي والمشوره من جدودنا ولم تاتي نتيجه حظ بل انها وضعت لاسباب واهداف نبيله الا ان الناس في غالبهم لا يتفكرون فيها حسبهم الظواهر والتكرار مما انساهم الاسبا ب القويمه المخفيه في ذات العمل ولهذا فانه ولتقادم السنين ينسى الشباب وهم عماد القنيص بل وقد يتعمدون في تخريب وتجنب السير وفق ما سار عيله ابائهم وجدودهم ظنا منهم بان في بعض الجوانب اقلالا من شانهم او تكريما غير مبرر لبعض الناس ومن هنا تنشاء المشاكل وتختل الامور – والسئوال الذي يطرح نفسه لماذا حرص الجدود على القنيص وكيف جعلو تلك الرياضه الشاقه سبب في اسعاد اهل البلد وسببا في خنق الخلافات وسببا في واد العداوات وسببا في فرض السلم وبين القبائل والافراد المتقاتلين وكيف اخضعوا ابناء الباديه بعدم التعدي على حدود خطماتهم وكيف استطاعو على شظف العيش وقله ذات اليد وشيوع الفقر ان يسيروا القنيص الجماعي في العام الواحد عدة قنصات بعضها يتم التحضير له وبعضها يتم بسبب عيانه وتعني رويه شخص او اشخاص ثقه لجمع وعول في ناحيه من نواحي الجبال فيتم التحضير للقناصه في الموقع المحدد على عجل وكيف استطاعو تحقيق السلم والتعاون بينهم بعيدا عن الانانيه وكيف استطاعو متعاونيين ان يفرضوا هيمنتهم على جزء كبير من الجبال كل منطقه لها حدودها التي لا يحق لغيرهم ان يصطادوا فيها وكيف استطاعو التثبت من المواقع ووضعوا لها مسميات تجعل مرتاد الجبال منهم لا يضيع حسبه ان يتعرف على بعض الشواهد في جزء معين من الوادي او الشعب او في اعالي الجبال فيصبح لديه خارطه لطريق الذهاب او العوده ونحن نتحدث هنا عن مئات او الوف الكيلو مترات وعن مشاهد قد يظنها الغريب متشابهه ولكن اهلنا العظام كانو من دقة الملاحظه بحيث اصبحت الفروقات التي لا تكاد ترى هي رمز الشفره في معرفة طرق الجبال ومخابيها - وعرفوا مداخل ومخارج الخطم حتى وضعوا الخطه التي هي خطه عسكريه اكثر مما هي خطة قناصه – وكيف حددوا مواقيت القنيص ومواعيده وكيف توافقوا بكل جمعهم على تنفيذ القناصه بالرغم من اختلافهم فكريا وطبقيا وقبليا واجتماعيا وماليا وكيف يحتكمون للوثور المكتوبه في اوراق وهي قليله جدا للاسف الشديد فقد كان الحضارم كما هم العرب القدماء يغلب عليهم الاميه فلا يسجلون الاحداث الا ما ندر يقوم بذلك نخبه من القوم المتعلمين والمثقفين ولهذا يغيب عنا كثير من حقائق الماضي بسبب عدم العنايه بالتوثيق المكتوب وقد قيل سابقا ( كل سر جاوز الاثنين شاع – كل علم ليس في القرطاس ضاع) ويضيع كثير من قصص الماضي لانهم كانو يعتمدون على ذاكرة الناس ونقل المعلومه من الاب الى ابنه دون توثيق بل يتم تحكيم العرف وتوثيق الجواب الذي ياتي من كبير السن وللاسف فان عدم التوثيق قد يصاحبه النسيان او التوهم مما يضيع كثيرا من الجوانب الهامه في ثنايا التفاصيل المختلفه وللاسف لم يظهر من التوثيقات الا قله من الكتب خصوصا في موضوع القنيص منه ما كتبه ( هباش) احد افراد اسره ال بدر حيث وثق مواقع بعض الخطم وقد استفاد منها رواد القنيص ايما استفاده خصوصا بعد ان اقفل باب القنيص بقرار من الدوله في جمهوريه اليمن الديمقراطيه الشعبيه حيث توقفت القناصه لفتره زادت عن عشرين عاما منذ عام 1967 حتى بدايه الوحده المشئومه في عام 1990 – وهناك كتاب الوقائع للمعلم عبد الحق يشرح كثيرا من مواقف القنيص من خلال الشعر – واعتقد جازما ان هنك بعض من الوثور والاتفاقيات محفوظه لدى بعض الاشخاص من اصحاب الشان والمكانه ولا يريدون الافصاح عنها – ما يولم هو ان كبار السن بما استحفظوه من حوادث وبما نقله اليهم ابائهم وجدودهم من قبل اصبحوا في طريق الانقراظ دون ان نستفيد من تسجيل رواياتهم وحكاياتهم ونوثقها للمستقبل فلا مستقبلا بلا حاضر ولا حاضر بلا ماضي –
( سنتابع السير لنرى الى اين نصل وبالله التوفيق)
سعيد كرامه بن عبيد بن عبد – الكويت الثلاثاء 19 يناير 2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق