الثلاثاء، 2 فبراير 2016

(علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل)1

(علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل)
أورد هذا الأثر صاحب كتاب كنز العمال عن مكحول أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الشام( أن علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية)
وجاء الحديث عن غير عمر رضي الله عنه ولا شك ان في اقوال رسول الله حول الرمي والسباحه وركوب الخيل احاديث متفرقه –
احاول بقدر الامكان التقليل والدخول الى وسائل التواصل لعدة اسباب احدها بسبب الانشغالات المستمره وثانيها وهو الاهم الخوف من يكون في ما اكتبه مدعاة لغضب او زعل اي شخص بالرغم من حرصي على ان لا اذكر بالسوء اسم اي فرد مهما عرفت من اخطائه وكلنا خطاؤن بل احرص على تبيان محامده وجميل حسناته وفقا وللقول على ما يظن بانه من حديث المصطفى او هو حديث ضعيف على اغلب الاقوال ( اذكروا محاسن موتاكم) وبرغم ذلك فان الظن وهو اكذب الحديث هو الذي غالبا ما يجعل البعض يستوهم ان قولا معينا يستقصدهم وبهذا تنشاء عداوات وبغضاء وكثير لا اتوافق مع طرح بعض الاحباب الا انني اتجاوز عنها فربما يكون فهمي قاصرا عن معرفه مقاصدهم - ان العزيز( خالد سعيد رمضان السليماني) ابو سعيد محب لمجتمعه تلبس برداء المحبه حتى اصبح الرداء متلبس به ولا ينفك عنه بل صار كجلده لا يستطيع خلعه وامثال ابو سعيد حفظه الله كثيرون من اهل بلدنا وابو سعيد وامثاله جعلوا انفسهم في وجه المدفع وكنا مثله في السابق وربما يغضب منه القريب والصديق في سبيل دفاعه ومحبته لمجتمعه وبلده وكنا كما نتصور في نفس موقعه الان ايام كنا في مثل سنه . لقد رايت مقطعا لقناص يحمل بندقيته ويردي بها عددا من وعول الزف من موقعه المشرف وكلما اصاب احد الوعول اتجه نحو الاخر فيصيبه في مقتل ويتدحرج الوعل من عالي الهضاب الى اسفل الوادي ولا اعلم لماذا يقوم امثاله بهذا الامر ان كان من اجل ان يحكم توجيه بندقه فان بامكانه ان يوجهها الى صم الجبال والى اعداء الاوطان وان كان من اجل اللحم فيكفيه واحد ليشبعه ومعه عشره اشخاص اخرين وان كان من اجل الشهره فحسبه ان يختار الاكبر ذوا القرنين فيستحق بذلك ان يتفاضل اما وقد اردى عدد كبير من الوعول فان هذا الامر مستهجن بل ومجرم - لقد رايت المقطع فانتابني الحزن لانني ربطت بين صائد طرائد وبين رجال يصنعون الفرح والسرور في مجتمعاتهم ولهذا فانني لا استحب القناصه الجائرة التي هدفها قتل الصيد مدعاة لاكل لحمه فقط وارى ان ابائنا وجدودنا العظام كانو اهل علم وخلق حتى وان كان اغلبهم لا يحسنون الكتابه والقراءه فقد كانت القناصه عندهم رجوله وشجاعه ومحبه والفه واشعر بكثير من الاسى ان كبار السن ينقرضون واحدا واحدا كاوراق الخريف دون ان ننهل من خبراتهم ونوثق ماضيهم وما سمعوه من ابائهم وجدودهم عن ايام خلت لقد انفصلنا عنهم بعدم معرفة تاريخهم المشرف واسباب تحركهم على بوصله وطرق محدده غلبت عليها حياتهم بعيدا عن التصرف العشوائي والاجتهادات التي لا يحتاجون اليها الا عند الضرورات القصوى فقد كانت حياتهم مبنيه على اسس محكومه – ربما نظرنا لها في وقت من الاوقات على انها قضايا غير سليمه وربما بدّعناها ورمينا اهلنا بالذل والمهانه لسبب انهم حافظوا على مسارات حياتهم وفق ترتيباتها المحكمه – والواقع ان الانسان منذ نعومه اظفاره تتلبسه فكره ان ابوه افضل واعظم واحسن واكمل الناس ويصبح كل عمل يقوم به ابوه في مقام الاعمال البطوليه ويعتبر المثل الاعلى له فيبداء الطفل– الا ان كل تصرف احبه في ابوه في وقت طفولته ينقلب الى النقيض تماما فتصبح المحبه مثلا احراجا 
له ويصبح السئوال تدخلا في حياته ويصبح القلق عليه تقييدا له وهكذا ينظر بعين مختلفه لكل تصرفات والده ويراها غير سليمه ويردد ان ابي ممتاز ولكن خلقه ضيق ثم في اعوام لا حقه يقول ان ابي كان لطيفاعندما كنت صغيرا واصبح اليوم حساسا ولا يتماشا مع الزمن والعصرالحالي ثم يقول ان ابي اصبح اكثر حده وصعوبه وفي بعض الاحيان يتسائل كيف استطاعت امي تحمل ابي ولن اسامحه على تعنيفي وزجري فهو يعترض على كل ما افعله ولا يعجبه شيئ من فعلي ولا يسمح لي باللعب او الذهاب في فسح وسفرات ومن الصعب ان اتفق مع فكره ولا اعلم كيف تعامل جدي مع ابي ويستمر هكذا الا ان يبلغ مبلغ الرجال ويصبح له اولادا فيبداء من جديد في ترتيب الامور وتتغير نظرته ويقول ابي رباني علىالخلق والدين وبكثير من الضوابط ولا بد ان اربي اولادي بنفس الطريقه لانها الطريقه المثلى ثم يصل الى التعجب فيقول كيف استطاع ابي ان يربينا وانا واخواني لانني اجد صعوبه في التحكم بابنائي وعرفت الان كم تكبد ابي من عناء لاجل ان يربينا ويحافظ علينال ولا شك ان ابي ذوا نظره بعيده وخطط لكل امور حياتنا لا شك ان ابي كان مميزا ولطيفا وهو الافضل حتى تتلبسه الفكره الاولى التي تلبسته في صغير من ان ابوه اعظم الناس( عدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) هكذا تنتابني فكره ان جدودنا كانوا من افاضل الناس ومن احسنهم ولم تكن حياتهم لهوابل جهدا وعطاء وتضحيه- بل كان لهوهم مقرونا بالخير ومربوطا بجوانب اخلاقيه واجتماعيه وانسانيه – ولنعد الى القناصه وما فيها من محامد ومحاسن ولنربطها بالاثر الذي وضعناه في بداية هذا الحديث – لقد حرص بدوا الصحراء على الدعوه لتعليم الابناء الرمايه- وركوب الخيل – والسباحه وقد كانوا في بعد شاسع عن البحر – انها دعوات لكي يشب الطفل في مواضع الرجوله ويتعلم مكارم الاخلاق ويشب على شظف العيش وصعوبه الحياه كانو يرسلون ابنائهم في صباهم الى خارج حواضرهم مع الباديه ليتثقفوا ويتعلموا ويترجلوا حتى نبينا ارسل مع حاضنته ووالدته من بعد حليمة السعديه – الا يحق لنا ان نربط القنيص بتلك المثل فقد كان حرص ابائنا على ان يشب ابنائهم رجالا لا مكان في حياتهم لفتره تسمى ( سن المرهقه) بل سن الرجوله وهذا ما يثبته قول ابو العلاء المعري حين قال( وينشاء ناشئ الفتيان منا = على ما كان علمه ابوه) لقد ضع ابائنا وجدودنا لكل عمل جماعي قيم وطرق محكمه ومنه ما وضع للقناصه من اهدافا تتجاوز الرغبه في اللهو والشروع في التسليه والحصول على لحوم وبواقي صيد الجبل والرغبه المستحكه في تقديم الفرح لكل اهل البلده والمناطق المجاوره ولهذا فقد احكموها بقوانين لا يجوز لاحد تجاوزها فسارت سنوات حياتهم جميله وصار قنيصهم كله جميله بكسر الجيم – هل نستطيع ان نضع امثله بالتاكيد يمكننا على رغبة في الايجاز وقد اطلنا ان نضع بعض الامثله – من منا لا يحب ان يمارس ابنه الرياضه ليصح جسمه وقد كان القنيص رياضه الرياضات ( سنتابع السير لنرى الى اين نصل وبالله التوفيق)
سعيد كرامه بن عبيد بن عبد – الكويت الاحد 17 يناير 2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق