الخميس، 3 أبريل 2014

متابعات رقم الموضوع 23



2ايضا وقد زادها اهل الجهل جهلا وكتبوا الجهلاء ايضا جهلا الي ان وصلتنا في قرننا هذا القرن التعيس15 لا زلنا على الطريق نغوض ونخرج ببعض التفاصيل حول مكارم العرب وليس ذلك من اجل تفضيل العرب على غيرهم معاذ الله فالناس سواسيه كلهم ابناء ادم وكلهم خلق الله - واكرمهم عند الله اتقاهم لا نعترف باي تقسيم غير هذا سواء ابتدعته الامم المختلفه اوما كتب زورا وبهتانا في صحف بعض الاديان التي حرفها اهلها ولا ما خط  من حكايات وتفسيرات وتاويلات وترهات وحزايا وروايات  بعض اهل الاهواء ممن قالوا لا اله الا الله - الا انهم فرقوا بين المؤمنين وقسموهم بين سيد وعبد وفقير وغني وقبيلي وضعيف وهم في هذا لم يستندون على ايات الله التي جاءت واضحه جليه لا تترك المجال لتاويلها ولا لتفسيرها كلمات جعلها الله في وضوح الشمس في رابعه النهار يفهمها الجميع فهما دقيقا دون ان يحتاجوا لترجمان ولا لشيخ ولا لمفسر لها كلمات واضحه صريحه يفهمها حتى الصبي- قال تعالى ({وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71 وقال تعالى({إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10  وقال تعالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13 وهناك ايات بينا تعديده جاءت في كتاب الله كلها ترسم طريقا واحدا لا بديل له بان الانسان خلق الله وقد كرمه الله ({وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70والمخالفون سعوا بكل مذهب ارادوا لكي يثبتون امرا غير صحيح في تفضيل بعض الناس على بعض  وهو الامر الذي لم يحصل الا في حاله واحده فقط هي حاله الفوارق بالتقوى( وهي اطار يجمع العمل الصالح والعباده والاخلاص وغيرها من اوامر الله امتثالا ونواهيه امتناعا) وهم ايضا لم يستندون الى الاحاديث التي جاءت عن نبي الرحمه موافقه لتلك الايات  فلا تميز بين الاغنياء و الفقراء ؛ ولا في الانساب ولا في الاحساب ولا في الاموال  فالحسب والنسب اوالمال ليس بمعيار للتفاضل عند الله قال تعالى  } وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى{ [سبأ :37] ، وثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه  أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»[2].إنّ الناس يتفاضلون عند الله بالتقوى ، فقط فلا يوخذ  بحسب ، ولا بنسب ، ولا بجاه ، ولا بمكانة ، ولا بمال ، ولا بولد ، ولا برئاسةٍ ، فقط التميز  بكلمة (إن أكرمك عند الله أتقاكم{، التقوى ، ولا شيء سواها .أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ»[3]؟ قال أبو ذر  رضي الله عنه  : ثم سألني عن رجل من قريش ، قال :« هل تعرف فلاناً» ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : «فكيف تراه»؟  قلت : إذا سأل أُعطي ، وإذا حضر أُدخل» - لأن له جاهاً ومالاً - قال : ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال :«هل تعرف فلاناً» قلت : لا والله ما أعرفه يا رسول الله . فما زال يجليه وينعته حتى عرفته ، فقلت : قد عرفته يا رسول الله . قال :«فكيف تراه»  قلت : هو رجل مسكين من أهل الصفة . فقال :«هو خير من طِلاعِ الأرض من الآخر» .وطلاعها : ملؤها ، فلو امتلأت الأرض بمثل هذا القرشي لكان ذاك الفقير خيراً منهم .وشبيه بهذا خبر سهل  رضي الله عنه  ، قال : مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : «مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا» ؟ قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ . قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ :«مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا» ؟ قَالُوا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْتَمَعَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«هَذَا – يعني الفقير - خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا»
ومثله كذلك حديث الترمذي :«كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ، لَا يُؤْبَهُ لَهُ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ، مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ- أين العيب في فقرنا وإن الفقير من أهل الجنة ليدخلها قبل الغني بأعوام طويلة ؟ قال نبي الله صلى الله عليه وسلم :« يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِ مِائَةِ عَامٍ» واين العيب في احسابنا وانسابنا اذا كنا نعود في الاصل لرجل واحد وامراه واحده اطلبوا من أي فرد  من المغاليين في انفسهم  الذين يرون انفسهم فوق البشر ويرون احسابهم عاليه وانسابهم غاليه  وانهم افضل الناس ومثل هولاء في كل الامم والطوائف فلو طلب منهم القيام بتحليل الحمض النووي( الدي ان أي) فماذ سياتي به من نتائج ان من نتائجه ان تستوضح الحقائق وتنهار الادعاءات وسيكون الامر في بدايته كشف للانتماءات القريبه ثم تاكيد صادق وحيد لا بديل عنه ولا مراء فيه ولا يوجد غيره بان الناس جميعهم خلقوا من نفس واحده وهل نجد افضل مما قاله الامام علي ابن ابي طالب في هذا الشان لنسكت أي فكر يقول غير ذلك اذا لم يكن قد اقتنع اساسا بما اوردناه من ايات او بما سقناه من احاديث فربما فسرها واولها كما يريد فنزيد هذه الابيات الصريحه لكي نصعب الامور عليه – يقول الامام

الناس من جهة التمثيل أكفــــــاء= أبــــــوهم آدم والأم حــــــــــواء

نفس كنفس وأرواح مشاكـلـــــة = وأعظم خلقت فيها وأعضــــــاء

وإنما أمــــــهات الناس أوعيـــة = مستودعات وللأحساب آبــــــاء

فإن يكن لهم من أصلهم شــرف = يفاخرون به فالطين والمـــــــاء

ما الفضل إلا لأهل العلــــم إنهم = على الهدى لمن استـــهدى أدلاء

وقيمة المرء ما قد كان يحســـنه = وللرجال على الأفعال أسمـــــاء

وضد كل امرىء ما كان يجهلـه= والجاهلون لأهل العلم أعـــــداء

وإن أتيت بجود من ذوي نســب = فإن نســــبتنا جود وعليـــــــــاء

ففــز بعـــلم ولا تطـــلب به بدلا = فالناس موتى وأهل العلم أحــياء

 فاين التميز اذا واين ادعاء الافضليه فلا افضليه الا بالتقوى ومن خاصم في ذلك فانما استند الى فهم مغلوط وتفسير مكلوم لبعض الاحاديث التي اخرجوها من اطارها ثم استندوا عليها لتبرير ما يدعون اليه وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض - : إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب . وبهذا الدليل يظهر ضعف تنازعهم في مسألة الفقير الصابر والغني الشاكر او بقيه الاسباب ، وترجيح أحدهما على الآخر ، وأن التحقيق أن التفضيل لا يرجع إلى ذات الفقر والغنى ولا الامير ولا المامور ولا السيد ولا العبد هو امر لا بد من التسليم به والانقياد له وترك التفاضل وتشرق شمس الحقيقه على لسان خاتم الانبياء في خطبه حجة الوداع وهي بمثابه وصيه مفارق وهل مثل وصيه المفارق فانه يحملها كل نوازع الخير والحق  ومن مثل رسولنا الذي اوتي جوامع اكلمات ليسن لنا الطريق الواضح الذي لا نحتاج بعده الى تفسيرات التماولين فالطريق واضح المعالم يقول رسولنا في هذه الخطبه الجامعه في تاكيد على ان الانسانيه متساوية القيمة في أي إهاب تبرز، وعلى أية حالة تكون، وفَوْق أيِّ مستوى تتربع عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَال( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ: قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ، هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ) – ربما يلاحظ الاحباب شغفنا بموضوع الغلوا وهو من اكثر الامور التي تفرق بين المسلمين خصوصا كما فرقت بين الامم السابقه ولهذا فان الحديث عنه لا ينقطع ولن يتوقف كلما وجدنا سببا القينا بجذوه علنا نعيد شخصا الى الحق - ونعود لنربط ما قطعناه  في الحلقه السابقه حول الجزاء الحسن وما سقناه في جزاء سنمار -يقول الشاعر في جزاء سنمار(جزاني جزاه الله شرّ جزائه= جزاء سنّمار وما كان ذا ذنب)(سوى رصّه البنيان سبعين حجّة = يعلّى عليه بالقراميد والسكب)(فلما رأى البنيان تمّ سحوقه = وآض كمثل الطود ذي الباذخ الصعب)(وظنّ سنمّار به كلّ حبوة = وفاز لديه بالمودّة والقرب)(فقال اقذفوا بالعلج من رأس شاهق=  فذاك لعمر الله من أعظم الخطب)وسنمار هذا هو مهندس كبير بنى قصرا لاحد الامراء من المحققين من يقول انه للنعمان ومنهم من يقول لغيره ولا اعتقد ان النعمان العربي القح ينسى المعروف بل ويجازي عليه بالغدر فهذه ليست اخلاق العرب لا في الجاهليه ولا في الاسلام - وان كان فعل فان ان الامر حمال ولا يستدعي العجب او التنصل - فكما ان الاغلبيه من اهل الوفاء فلا يعدم القوم غدارا او غدارين وهو امر حدث ويحدث في كل الازمنه وما يحدث في واقعنا في هذا الزمن الردي التعيس على حسب قول ابننا طلال وما نلمسه بايدينا من وقائع وما نسمعه باذاننا من روايات ومانراه باعيننا من صور للغدر فاننا نعلم على التاكيد ان الغدر صنوان للكرم والاحسان ولن يموت الغدر ما دام الكرم والاحسان حيا والعكس صحيح ولولى الغدر ما عرفنا الاحسان فبكل منهم نعرف الضد – ويقال عن سنمار انه بعد بناء القصر العجيب ومعرفه صاحب القصر بانه من الاعاجيب والن فيه حجاره او طوبه لو نزعت من موقعها لانهار القصر بكامله فقد تم رمي سنمار على راسه من اعلى موقع في القصر الذي بناه ومات شر موته واصبحت قصته دليلا على الخسه ونكران الجميل بين الناس - والنفس البشرية السوية تحب من أحسن إليها بل وإن الإحسان يقلب مشاعرها العدوانية إلى موالاة حميمة، يقول تعالى {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34 الا ان الامر لا يطوله كل راغب بل لا بد من شروط حددها المولى ({وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }فصلت35-  لقد شاعت كلمه اتق شر من احسنت اليه حتى لقد ذهب بعض المغالين ان جعلوها من الحديث  ودائما ما تتردد هذه المقوله على السنه الناس كدليل حي على وجود الغدارين - كما شاعة كلمة خير تعمل شر تلقى وهي مثل الاولى تقال فقط حينما يكون الثواب معاكس للعمل وفي بعض الاحيان فان صاحب المعروف من خلال ما وصله من الغدر يتمنى ليس رد الجميل بل يتمنى فقط كف الاذى ممن احسن اليه فغدر ولعل قصه سنمار تعطي توصيفا دقيقا لهذا الامر - وللاسف  فان هذه الامثال في بعض  الاحيان تكون صادقه في حق بعض ( اقول بعض) من  الناكرين والا فان الاصل هو في قول الشاعر ( احسن الى الناس تستعبد قلوبهم = فطالما استعبد الانسان احسانا ) ويبدوا ان هذا البيت يشير فقط الى اصحاب القلوب الطيبه الذين ان اخطئوا عادوا من قريب فاعتذروا ولا تصح مع اصحاب القلوب اللئيمه الذين يصرون على النكران - إن النفس التي تنكر الجميل والإحسان وتتناساه هي نفس لئيمة وجحودة، فالكريم شكور أو مشكور واللئيم كفور أو مكفور. ويسمى هذا الأمر في حق الله تعالى: كفران النعم وجحودهاونكران الجميل من شيم اللئام، وقد وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه،"من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور". أما أن يحسن الناس إلى آخرين فلا يجدون إلا نكرانًا فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها؛ إذ النفوس الكريمة لا تعرف الغدر بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوي الإحسان بالفضل والإمتنان. أما اللئيم فإنه لا يزيده الإحسان والمعروف إلا تمردًا وما احسن قول الشاعر(إذا أنت أكرمت الكريم ملكته= وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)وقال أخر يرغب الناس في التشهير باسماء من ينكرون الجميل ومن يخونون العهود والعقود ومن يقومون بالافعال الشنيعه فيقول(ورب البوح باسم الشخص خيرٌ = ليبقى عبرةً عبر الزمانِ) الا ان غيره يرى غير ذلك فيقول(أرى التشهير ضعفا وانكسارا =وفعلا لن يحققَّ لي الأماني)(وكم وغدا سأذكر في حياتي =إذا أحصيت من سرقوا جناني)وقد ياتي الغدر ونكران الجميل من بعض اشخاص ممن تدثر زورا وبهتانا بلباس اهل الرئاسه او المكانه او الشرف او ممن  لبسوا ثياب المعالي او تشبهوا بها ثم ارتدوا ثوب الغدر والجحود فحاق بهم سوء عملهم وسقطوا سقطات ابانت عن حقاره نفوسهم يقول الشاعر (ابوك أبٌ حرٌّ وأمُّك حُرَّةٌ = وقد يلدُ الحرَّانِ غيرَ نجيبِ)(فلا يعجبنَّ الناسُ منك ومنهما = فما خَبَثٌ من فضةٍ بعجيبِ)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللَّهَ- ان الشكوى قد زادت في هذا الزمن من ناكري الجميل والمعروف الذين بفعلهم هذا يؤسسون لعالم يموت فيه فعل الخير بسبب افعالهم الشنيعه ولا يعود المرء الساعي لفعل الجميل ساعيا لهذا من كثر ما لاقاه من المنكرين ونعلم ان فعل المعروف سجيه لدى البعض وان فعل المعروف مكافئته من المولى عز وجل وليس من المخلوق الا ان النفس البشريه جبلت على الحسنى وما اجمل شكر المعروف اذا جاء فانه يزيد من قدرة الناس على مزيد من فعل المعروف اما الغدر فانه يجعل الناس تفكر الف مره قبل ان يقوموا بفعل المعروف خوفا من جزاء سنمار- لقد كانت قسوة القلب سمة بارزة في أهل الكتاب، لاسيما اليهود لكثرة نقضهم العهد والمواثيق، قال تعالىفَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [المائدة: 13-14 يقول احد الكتاب ((.ان الغدر ونكران الجميل والاحسان ونقض العهود فيه ضياع المروءة، وذهاب الهيبة، وتسليط الأعداء:ولا يقف العقاب الإلهي عند هذا الحد، بل يكون فيه التفريط و السيطرة على الأوطان من قبل الاعداء، واستنزاف الخيرات والثروات، وتغيير هوية الأمة وثقافتها وقيمها وأخلاقها، وسوم أبنائها سوء العذاب.قال تعالى( فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ [الفتح: 10].قال محمد بن كعب القرظي رضي الله تعالى عنه: (ثلاث خصال من كنَّ فيه، كنَّ عليه: البغي، والنكث  ، والمكر) . أنَّ الغدر يؤدي إلى خسائر بدنية أو نفسية، أو اجتماعية، أو اقتصادية وقد تكون هذه جميعًا، ولابد من ضمان التلف في جزاء يتولاه ولي الأمر أو نائبه، أو تتولاه الرعية حين يغدر ولي الأمر، فيضيع من هم في رعايته.وقد تبراء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الغدر:ذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم جاء بمنهاج يدعو إلى الوفاء مع الخالق، والمخلوق، ومع العدو، والصديق، بل حتى مع الدواب، والجمادات، ثم طبق ذلك عمليًّا على نفسه حين استبقى عليًّا مكانه في فراشه ليلة الهجرة، ليرد الودائع إلى أصحابها، ووفى بعهده مع اليهود، لولا أنهم غدروا، ووفى مع المشركين في مكة والطائف وغيرهما، لولا غدرهم وخيانتهم.ولاشك في حلول اللعنة على الغادر من الله، والملائكة، والناس أجمعين:ذلك أن الله يغار حين يرى العبد أكل نعمته، ثم غدر فاستخدمها في معصيته وحربه، وتمثل هذه الغيرة في حلول اللعنة، ومعه سبحانه الملائكة، والناس أجمعين برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم.وايضا الانتظام في سلك المنافقين:ذلك أنَّ الغادر أظهر شيئًا في الوقت الذي أبطن فيه خلافه، ومثل هذا الصنف من الناس يجب توقيه، والحذر منه؛ لأنه لم يعد محل ثقة ولا أمانة، إذ يظهر الموافقة على العهود والالتزام، ثم يخفي النقض والغدر.فلا بد من الفضيحة على رؤوس الأشهاد:ذلك أنَّ الله لا يُوقف عقابه للغادرين على الدنيا، بل يضمُّ إلى ذلك عقاب الآخرة، وأوَّله الفضيحة على رؤوس الأشهاد وما أعظمه وما أشده من عقاب. ))


والنفس البشرية السوية تحب من أحسن إليها بل وإن الإحسان يقلب مشاعرها العدوانية إلى موالاة حميمة، يقول تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، فصلت-34قال: معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني(أعلمه الرماية كل يـومٍ = فلمّا أشتد ساعده رماني)(وكم علمته نظم القوافي= فلمّا قال قافيةٍ هجانـي)والناس فيهم الكريم واللئيم فيهم من إذا أحسنت إليه شكرك وعرف لك الجميل وذكرك بالذكر الحسن وكافأك على المعروف متى ما سنحت له فرصة ولو بكلمة طيبة متبعا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه). رواه أبو داود.ومنهم اللئيم من إذا أحسنت إليه تمرد وكفر معروفك وأنكر جميلك وتناساك وجفاك إذا انتهت مصلحته وتمت فائدته ومثل هذا يسمونه في وقتنا الحالي ( انتهازي)ومثل هذا الشخص كثير في هذا الزمان والله المستعان.و مما قيل في الشعر عن نُكران المعروفقال الشاعر(ولو فَقِهَ الحقوق لكان دوماً =على بابي يوقرها أتاني)(فهذا النعل أشرف من سفيه= وأقسم بالمجيد وقد براني))وقال أخر (اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا=فدعه ولا تكثر عليه التأسفا)(ففي الناس أبدال وفي الترك راحة=وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا)(فلا كل من تهواه يهواك قلبه=ولا كل من صافيته لك قد صفا)(اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة=فلا خير في ود يجيء تكلفا)(ولا خير في خل يخون خليله=ويرميه من بعد المودة بالجفا)(سلام على الدنيا اذا لم يكن بها=صديق صدوق صادق الوعد منصفا)ان اغلب اهل النار من النساء بسبب كفران العشير أي نكران الاحسان و صفات أكثر أهل النار .. كفران العشير .. اللعن  جحود الإحسان .. نكران الجميل .. الإساءة والإيذاء بالفعل والقول ..عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ ، فَإِنَّ مَنْ أَثْنَى فَقَدْ شَكَرَ ، وَمَنْ كَتَمَ فَقَدْ كَفَر-ونعود لنسال انفسنا بصدق كم مره قدمت معروفا  لشخص فكان النسيان منه وكم مره قدمت احسانا لشخص فكان النكران مقرونا بالعداوه مكافئته اليك وقد يقدم الشخص معروفا بسيطا فينساه مع الايام الا ان من قدم له المعروف يجب عليه ان لا ينساه وقد يقدم الفرد معروفا لشخص لا يعرفه فيذهب معروفه الى مجاهل النسيان ولكن الله يثيب على ذلك الا ان من اشد الامور على النفس البشريه ان يكون غمط الجميل والاحسان من شخص ارتبطت معه بقرابه او مجوره او صداقه او علاقه طويله الامد عندها يكون الجرح رطبا لفترات طويله ولنتذكر موقف رسول الله يوم الفتح من عثمان بن طلحة حاجب الكعبة في الجاهلية، عندما طلب من علي - رضي الله عنه - ومفتاح الكعبة في يده أن يجمع لبني هاشم الحجابة مع السقاية فقال –صلى الله عليه وسلم-: «أين عثمان؟» فدُعي له فقال: «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء» فنكران الجميل  وعدم الوفاء من الغدر وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء يعرف به، فيقال هذه غدْرة فلان» رواه البخاري( والعذره كما هو معلوم هي الخراه او الغائط أو السلح)والوفاء هو أحد الفضائل التي يفتخر بها العرب وسجلت كتب التاريخ العديد من هذه الصور حتى أصبح العديد من أصحاب تلك القصص مضرب للأمثال قلوا ( أوفى من السمؤل بن عادياء) وكان من أمره أن امرؤ القبس بن حجر لما أراد الذهاب إلى قيصر استودع السمؤل دروعاً كانت له فلما مات امرؤ القيس غزاه مللك الحصن وقال له يا سمؤل هذا ابنك في يدي وقد علمت إن امرؤ القيس ابن عمي وأنا أحق بميراثه فادفع إلي الدروع وإلا ذبحت ابنك فجمع السمؤل أهل بيته وشاورهم فأشاروا عليه بدفع الدروع فخرج السمؤل وقال ليس لي بدفع الدروع سبيل فافعل ما أنت فاعله فذبح الملك ابنه ووفى السمؤل بالدروع فدفعها إلى ورثة امرؤ القيس  وقال(وفيت بأدرع الكندي إني = إذا ما خان أقوام وفيت)(وقالوا عنده كنز رغيب =  فلا وأبيك أغدر ما مشيت)(بنا لي عادياً حصناً حصيناً = وبئراً كلما شئت استقيت)ويقال أوفى من الحارث بن عباد وكان من وفائه أن أسر عدي بن ربيعة ( المهلهل الزير سالم ) ولم يعرفه فقال له دلني على عدي بن ربيعة ولك الأمان فقال أنا آمن إن دللتك عليه قال نعم قال أنا هو فخلاه الحارث وكما مدح الشعراء العرب الوفاء فانهم ذمو الغدر وهذه ابيات اخرى تقال عن ناكر الجميل ناكث العهد (ولما رأيتك لا فاسقاً = تهابُ ولا أنتَ بالزَّاهدِ)(وليسَ عَدُوّك بالمتقي = وليس صديقك بالحامدِ)(أتيت بك السوقَ سوقَ الرَّقيقِ = فناديتُ هل فيك من زائد)(على رجلٍ غادرٍ بالصديقِ = كفورٍ لنعمائهِ جاحد)(سوى رجلٍ حار منه الشقا = وحَلَّتْ به دَعْوةُ الوالد)(فما جاءني رجلٌ واحدٌ = يزيدُ على درهم واحد)(فبعتك منهُ بلا شاهدٍ = مَخَافَةَ أدرك بالشاهدِ)(وأبتُ إلى منزلي سالماً = وحَلَّ البلاءَ على الناقدِ)ان نكران الجميل ليست في الاشخاص فقط بل يتعدى الامر الى الجيران والمجتمعات ويصل الى الشعوب فكم من اناس بذلوا لجيرانهم او مجتمعاتهم الصغيره او شعوبهم او اممهم فلم يجدوا منهم الا الجحود والنكران ولعل هذا من افات هذا الزمان- نكرر السوال لك اخي المطلع  في من زاملتهم او صاحبتهم او عرفتهم او سمعت عنهم من اهل زمانك وعما سمعت من قصص الغدر والخيانه ونكران الجميل ونقض العهود ولو كانت على رؤس الاشهاد هل هم من ذكرناهم تخلقوا باخلاق اهل الجاهليه فنبذوا تلك الافات وان لا - فهل تخلقوا باخلاق الاسلام التي تحض على كل قيم الخير والحمد والشكر ام هم تركوا صفات جدودهم العرب ا(لا اذا كانو من غير العرب فلهم عند ذلك عذر ) فان كانو غير عرب فهلا تخلقوا باخلاق الاسلام ويشترك في ذلك كل الشعوب والامم فقد جاء الاسلام ليوحد المنهج وعند ذلك فليس لديهم عذر في ما اجترحته انفسهم كم من الاشخاص تعرفهم ويحملون تلك الصفات الذميمه الحساب عليك فاذا قدر الله لك ان تقول لا يوجد في حياتي شخص غادر فانت من السعداء المحظوظين فهنيئا لك-


وفي تحركنا حول سيره العربي وخلقه ومكارمه في الجاهليه فاننا لا نريد ان يفهم ايضا ان العربي لم يكن ذل خصال رديئه ولا امه العرب خاليه من الغلو والتعصب ولكننا طرقنا هذا الامر لكي نوازن بين العرب في الجاهليه والعرب في الاسلام خصوصا في عصر النبوه وكم كان التغيير والتبديل في انفس اولائك الصحب الكريم لرسول الله ممن تخلو طواعيه عن رجس الاوثان ومتع الحياه الجاهليه وارتضوا بتعاليم الاسلام التي جاءت لكي تخنق فيهم ما تعودوه من الغلو والعنصريه والفواحش والبوائق فيتخلون عنها راضيين مسلمين  فقد كانو وعاء للاسلام ومنطلقا للدعوه فلا بد من اشخاص تعودوا على قيم طيبه  وكريمه يثبتها الاسلام ثم يزرع فيهم قيما اخرى ويمسح عن نفوسهم كل نوزع الشر والغلو والكراهيه وما دخل في اطارها ومن اهم الخصال التي كانت فيهم وثبتها الاسلام  مكارم الاخلاق  حتى ان رسول الله ليقول في حديث صحيح  (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) مسند البزار عن أبي هريرة ايضا قال عليه الصلاة والسلام في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا ))الترمذي عن أبي هريرةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]قال الله تعالى لنبيه وحبيبه مثنياً عليه ومظهراً نعمته لديه "وإنك لعلى خلق عظيم" وقالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله خلقه القرآن وسأل رجل رسول الله عن حسن الخلق فتلا قوله تعالى "خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين": قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَكْرَمِ أَخْلاقِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ؟ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ , وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ , وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ -وقال أُقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق وجاء رجل إلى رسول الله ﭬ من بين يديه فقال: يا رسول الله ما الدين؟ قال "حسن الخلق" فأتاه من قبل يمينه فقال: يا رسول الله ما الدين؟ قال "حسن الخلق" ثم أتاه من قبل شماله فقال: ما الدين؟ فقال "حسن الخلق" ثم أتاه من ورائه فقال يا رسول الله ما الدين؟ فالتفت إليه وقال "أما تفقه؟ هو أن لا تغضب وقيل "يا رسول الله ما الشؤم؟ قال "سوء الخلق وقال رجل لرسول الله أوصني فقال "اتق الله حيثما كنت" قال زدني قال "أتبع السيئة تمحها" قال زدني قال "خالق الناس بخلق حسن وسئل عليه السلام: أي الأعمال أفضل؟ قال "خلق حسن" وقال ما حسن الله خلق عبد وخلقه فيطعمه النار وقال الفضيل قيل لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها قال "لا خير فيها هي من أهل النار" وقال أبو الدرداء سمعت رسول الله يقول "أول ما يوضع في الميزان حسن الخلق والسخاء ولما خلق الله الإيمان قال اللهم قوني فقواه بحسن الخلق والسخاء، ولما خلق الله الكفر قال اللهم قوني فقواه بالبخل وسوء الخلق وقال إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما وقال عليه السلام "حسن الخلق خلق الله الأعظم وقيل: "يا رسول الله أي المؤمنين أفضل إيماناً؟ قال "أحسنهم خلقاً" وقال "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق وقال أيضاً "سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل" وعن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله إنك امرؤ قد حسن الله خلقك فحسن خلقك وعن البراء بن عازب قال: كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً وعن أبي مسعود البدري قال: كان رسول الله ﭬ يقول في دعائه "اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال" كان رسول الله يكثر الدعاء فيقول "اللهم إني أسألك الصحة والعافية وحسن الخلق وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال "كرم المؤمن دينه، وحسبه حسن خلقه، ومروءته عقله وعن أسامة بن شريك قال: شهدت الأعاريب يسألون النبي يقولون" ما خير ما أعطى العبد؟ قال "خلق حسن" وقال "إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله "ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فلا تعتدوا بشيء من عمله تقوى تحجزه عن معاصي الله أو حلم يكف به السفيه أو خلق يعيش به بين الناس" وكان من دعائه في افتتاح الصلاة "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت وقال أنس: بينما نحن مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوماً إذ قال "إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد وقال من سعادة المرء حسن الخلق وقال "اليمن حسن الخلق" وقال لأبي ذر: "يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا حسب كحسن الخلق وعن أنس قال: قالت أم حبيبة لرسول الله أرأيت الْمَرْأَةَ مِنَّا تَكُونُ لَهَا زَوْجَانِ فِي الدُّنْيَا فَتَمُوتُ وَيَمُوتَانِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، لأَيِّهِمَا تَكُونُ ، لِلآخِرِ أَوْ لِلأَوَّلِ ؟ قَالَ : " لأَحْسَنِهِمَا خُلُقًا كَانَ مَعَهَا فِي الدُّنْيَا يَا أُمَّ حَبِيبَةَ ، ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ صدق رسول الله لقد وجتها سانحه ان اقدم على طبق من ذهب بعض الاقوال والاحاديث الذهبيه في حسن الخلق وكيف اعتنى به الاسلام وحث عليه رسولنا الامين ولا شك ان في كثير من العرب في الجاهليه كانو على خلق طيب كريم تميز به العرب حتى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعثت لاتمم مكارم الاخلاق كما اوردناه سابقا ولهذا فان كثير من خصال العرب ابقى عليها الاسلام وحسبنا ان نورد امثله مما داب عليه القوم في حياتهم من حسن الخلق ومكارمها وحتى المتاخرون كان لهم نفس التوجه في الحث على حسن الخلق وهذا حافظ ابراهيم شاعر النيل يتغنى بالخلق في رائعته التي اتحناها هنا لمن يرغب في تتبع تلك القصيده الغراء ومنها قوله (نّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً= طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي)(وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
= بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ) (ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها=وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ) (وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي=وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي)(بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ= قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ)(فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً = فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ)  (فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا=عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ)(وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً =ِ بالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ)(وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ = تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ)(لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ = ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ) والقصيده جميله ننصح بتتبعها في الرابط ادناه-


ومما قيل في حسن الأخلاق (و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت = فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا )

 ويقول أحمد شوقي (و إذا أصيب القوم في أخلاقهم = فأقم عليهم مأتما و عويلا ) ويقول ايضا
(صلاح أمرك للأخلاق مرجعه = فقوّم النفس بالأخلاق تستقم)( و ما الحسن في وجه الفتى شرفا له = إذا لم يكن في فعله و الخلائق ) ونعود للسوال هل تتمتع بحسن الخلق في تعاملك مع الغير هل اهلك وجيرانك واقاربك ومن تعرفهم يتمتعون بحسن الخلق ام ان الامر متصل بالمصلحه فمن كانت مصلحته عندك جئته متذللا ومن كانت مصلحته لديك جاءك بوجه وكلام فيه من حسن الخلق فاذا ما قضيت الحاجه ضاع كل ذلك التكلف والتزلف اين المسلمون من فضيله حسن الخلق في هذا الزمان ( لله المشتكي) ومن خصال العرب الفاضله في الجاهليه  ايضا احترام الجوار وتقرير مبدأ الحماية لمن طلبها، وعدم خفره مهما كانت الأحوال، وفي الحديث : ( أجَرْنا منْ أجَرتْ يا أم هانئ). وأجار المسلمون أبا العاص بن الربيع وهو مشرك حتى دخل المدينة واسترد ودائعه وأمواله وعاد إلى مكة ثم أسلم بعد. وقد جاء الاسلام لكي يقر هذا المبداء فاحترام الجوار من مبادي الاسلام وفي التاريخ نماذج ساميه لجوار المسلمين باليهود والنصارى  قال تعالى (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَالْيتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بَالْجَنبِ وَابْنِ السَّبيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالا فَخُوراً ) [ النساء : 36 ومعلوم لدى بعض المفسرين ان الجار ذوا القربى هو الجار المسلم والجار الجنب هو غير المسلم ومن هنا روعه الاسلام في الحث على حقوق الجيران اما في زماننا هذا فان الدول اصبحت في خوف من الدول المجاوره وغير بعيد غدر جار طاغيه بجاره فانفتحت عليه ابواب الجحيم ولا نزال في وقتنا الراهن نرى اصناف من غدر الجار في مجتمعاتنا الاسلاميه حتى لقد اصبح كثير من الجيران متخاصمين متباعدين وديننا يوصى بحق الجار  عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - (( الجيران ثلاثة , جار له حق واحد , وهو أدنى الجيران حقاً . وجار له حقان , وجار له ثلاثة حقوق وهو أفضل الجيران حقاً . فأما الجار الذي له حق واحد , فجار مشرك لا رحم له , له حق الجوار . وأما الجار الذي له حقان , فجار مسلم , له حق الإسلام ,وحق الجوار . وأما الذي له ثلاثة حقوق , فجار مسلم ذو رحم , له حق الجوار, وحق الإسلام , وحق الرحم - روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه - عن رسول الله - r - قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخرفلا يؤذ جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخرفليكرم ضيفَه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت -وإكرام الجار يشمل الإكرام المادي ,مثل ماروي عن أبي ذر- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ( يا أبا ذر إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها , وتعاهد جيرانك وروى البخاري في صحيحه , عن عائشة- رضي الله عنها - عن النبي  قال ما زال جبريل يوصيني بالجار , حتى ظننت أنَه سيورثه .وروى أيضا : عن أبي شريح أن النبي  قال: (( والله لا يؤمن , والله لا يؤمن , والله لا يؤمن , قيل من يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه-  يقول التغلبي الايهم بن عمرو(ونكرم جارنا كا دام فينا = ونتبعه الكرامه حيث مالا ) وقد روت لنا السيروكتب التاريخ كيف جاور الرسول اليهود وكيف جاور الائمه النصارى وما تروى عن جار ابو حنيفه السكير- ان حق الجار لا يعلى عليه قال تعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (الممتحنة:8)،فما بال بعض المسلمين يؤسسون لاختيار الجيران او هم ربما يؤسسون ليس للاختيار بل للبعد عن الجيران فتراهم لا يقيمون وزنا لحقوق الجار لانهم اساسا لا يتزاورون ولا يتعارفون او هم ممن انفصل بقبيلته او طائفته عن الغير فاصبح التعامل بينه وبين افراد المجتمع تعاملا منقوصا اليس هذا الامر واضح وضوح الشمس في كبد السماء تراه في كثير من المجتمعات الاسلاميه ويكثر في زماننا هذا الا ما استكره عليه الشخص  اذا ما بنى بيتا او ورث بيتا في اوساط جيران لا يرغب في القرب منهم فتراه يبيع البيت  او يبادل به ليكون في اوساط من يختارهم ان المجوره الحقه قد ضاعت في هذا الزمان الاما ندر ولو تعقبنا تفاصيل التفاصيل فيها فاننا نحتاح الى افراد موضوعا خاصا بذلك ولكن يكفي ما اثبتناه للدلاله على ان المجوره فقدت الجيران وان هذا الزمان مشبع بالامثله التي نراها عيانا بيانا في اذيه الجيران ومن الامثله الغير بريئه التي اعتمده بعض اهل الطوائف هي تكثيف السكن في مواقع بعينها وجعل تلك المناطق مخصوصه لسكن ابناء الطائفه الواحده او ابناء القبيله الواحده او ابناء المله الواحده ولا يتم ذلك بالصدفه البحته – انما يتم من خلال التخطيط الطويل المدى بحيث يخلق بعد زمن محدد مجموعه متماثله في الراي والفكر والانتماء تسكن في مناطق محدده هدفها ان تبتعد عن بقيه من لا يشاكلها  اليس هذا الامر واضح في اغلب المجتمعات الاسلاميه وفي كثير من الاحيان يتم اختيار المناطق حتى على اساس المستوى الاجتماعي والمادي بغض النظر هل جارك طيب  وذوا اخلاق  ام غير ذلك المهم البعد عن الفقراء والضعفاء والمساكين فيجدر بالغني ان يسكن مع الاغنياء والفقير مع الفقراء والفلاح مع مالفلاحين وهكذا -والامثله كثيره منها ما نقلته الروايات عن ذلك في الجاهليه ومنها ما نقل عن رجال في الاسلام  ولا نريد الاستفاضة في سلوك هذا الباب ونسال ايضا السؤال الاصعب  هل المسلمين اليوم هم على موقف رجالات العرب في الجاهليه  هل المجتمع الاسلامي اليوم يشبه الصدر الاول من المسلمين هل يمكن ان نقيم المسلمين اليوم تحت أي بند وفي أي فئه نضعهم كيف تقيم جارك او جيرانك وكيف تقيم اهل مجتمعك او بعضهم هل ترى فيهم صفات المسلمين هل ترى فيهم اخوه الاسلام هل ترى فيهم تعاون المسلمين هل ترى فيهم عدل المسلمين هل تراهم ينظرون لك باحترام ام ان بعضهم يعتقد انك عبدا له فان تنازل اعتقد انك خادما له سواء بسبب نعرة قبليه او تعسف طبقي او فهم مغلوط لحديث  او غرور بالمال او المسوليه او شطح بسبب المهنه او ضعف المعين او نقص الصحه  هل يمكنك الاجابه على هذه الاسئله بكل حياديه وتجرد وهل ستخرج بنتيجه بانك في مجتمعك تعيش وفق هدى الاسلام وهدي رسولنا صلى الله عليه وسلم حسبنا ان نضع السؤال اما الاجابه فانها عليك -




سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد – الكويت الخميس 03/4/2014 ( alenati)








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق