الخميس، 17 أبريل 2014

متابعات الموضوع رقم 25


2ايضا وقد زادها اهل الجهل جهلا وكتبوا الجهلاء ايضا جهلا الي ان وصلتنا في قرننا هذا القرن التعيس17
نعود سراعا لنكمل ما انقطع والواقع الؤلم لنا اننا اصبحنا في سباق مع الوقت بحيث ان الاسبوع يمر سراعا دون ان ندرك ان سبعه ايام مضت وان ما مضى من اعمارنا ونؤشر له باسبوع واحد فقط ونقول هو سبعه ايام كامله وبلغة الارقام فان الاسبوع يمثل 168 ساعه و10080 دقيقه و604800 ثانيه ونستذكر بيتين من قصيده امير الشعراء احمد شوقي في رثاء للسياسي مصطفي كامل يقول فيهما (دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له= إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني )(فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها = فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني) واذا ضربنا الرقم 604800 في 70 مره هي عدد ضربات القلب في الدقيقه فالجواب لدى الاله الحاسبه هذا اذا لم يدق القلب 72 دقه في الدقيقه – اذا فالوقت يمضي سراعا وعلينا ان نتنبه الى ذلك وما يمضي لا يعود وفي كل دقيقه يمكن للانسان ان يفعل معروفا وان يكتسب حسنه او حسنات كما انه يمكن ان يكتسب اثم او سيه او سيئات فيها فهل من مدكر – وكما اسلفنا فان من محاسن العرب استكمالا لما سبق هو( الصبر والتحمل و الشجاعة من جهه والبطوله والكرم من جهة اخرى)وقد يرجع هذا الجمع بين الكرم وبين الشجاعة وبذل النفس أن كليهما عطاء : الأول عطاء مال ، والثاني جود بالنفس ، على حد قول الشاعر (ولولم يكن في كفه غير روحه = لجاد بها فليتق الله سائله) وكانت النزعه الابيه العربيه مع التوحيد الصادق في نفوس العرب وراء ظهور عدد من أبطال المسلمين شدوا أنظار العالم ، ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه : كخالد بن الوليد ، وسعد بن أبي وقاص ، والمثنى الشيباني والقعقاع ابن عمرو التميمي ، وكان من الطبيعي أن تظهر بصمات الإسلام على شعر البطولة أو شعر الجهاد ، كما نرى في الرجز التالي لخالد بن الوليد يقول فيه (لا ترعبونا بالسيوف المبرقة = إن السهام بالردى مفوقه)(والحرب دونها العقال مطلقة = وخالد من دينه على ثقة)ولم تكن الشجاعه في يوم من الايام حصرا على الرجال بل هي فضيله تتلبس بالطفل وبالشاب وبالمراه ايضا ومن التاريخ الذي يحدثنا أن البطولة لم تكن مقصورة على الرجال ناخذ بعض الثمار، ففي تاريخنا الإسلامي نساء مجاهدات أبدين شجاعة فائقة في القتال ونذكر منهن على سبيل المثال لا على سبيل الحصرمن كن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن أشهرهن ام عماره نسيبة بنت كعب المازنيه الأنصارية وماذا عن أم عمارة لقد اشتركت في غزوة أحد، وبيعة الرضوان، ويوم اليمامة، وكانت تقاتل في تلك المعركة مع ابنها عبد الله حتى قطعت يدها، وجرحت اثنا عشر جرحا. أما موقفها الباسل في غزوة أحد فكان إكليل غار توجت به رؤوس بنات جنسها. فلما تناولت سيوف المشركين بعض أصحاب النبي فولوا الأدبار كانت بين العشرة الذين وقفوا يدافعون عنه، فانتضت سيفها، وذهبت تصول وتجول بين يدي الرسول حتى كانت من أظهر القوم أثرا، وأعظمهم في نجاته.وقد رآها الرسول يومئذ تعصب جرحا ينزف دما في ذراع ابنها عمارة، فما انتهت منه حتى دفعته للكفاح. ويرمقها الرسول بنظرة حانية قائلا لها : « ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة – والثانيه اختها في الاسلام أم عطية، نسيبة بنت الحارث الأنصارية فأم عطية شهدت مع الرسول سبع غزوات، أبلت فيها بلاء حسنا.وعن سيرة جهادها مع الرسول صلى الله عليه وسلم تقول الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث) غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات فكنت أصنع لهم طعاما، وأخلفهم في رحالهم وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى ونفهم من ذلك أنه كان لهذه الصحابية دوركبير ومؤثر في المعارك العسكرية التي خاضها المسلمون ضد الكفر والمشركين وأهل الضلال، حيث إن أم عطية كانت تشارك في الجهاد، وكانت تقوم بأعمال التمريض واعداد الطعام للجنود، ولم تكتف بذلك بل كانت تقوم بدور الحارس الأمين على امتعة الجيش. ولم يتوقف دور تلك الصحابية الجليلة عند هذا الحد، بل انها كانت تقوم بتطبيب الجرحى وأيضا كانت تسهر على المرضى وتقوم بخدمتهم، ولا شك أن تلك الخدمات مهمة وجليلة في ميدان المعركة ولا يمكن الاستغناء عنها. وفي غزوة خيبر كانت أم عطية رضي الله عنها،من بين عشرين امرأة خرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتغين أجر الجهاد واشتهرت ايضا بتغسيل الموتى في مدينة الرسول - وأما في حرب العراق فكانت خزامة بنت خالد بن الوليد بن جعفر بن قرط، في جيش سعيد بن أبي وقاص، وذَكَرَ الرواة أخبار نسوة لا يُحْصَيْنَ، كانت لهن في الشجاعة مواقف مشهودة، منهن خولة بنت الأزور، في جيش ابن الوليد. فقد حضرت، فيما حضرت، فتح الحيرة، وأبرزت فيها من الشجاعة ما لا يوصف واستبسالها في وقعة أجنادين، وقد أُسر أخوها ضرار بن الأزور. فتزيت بزي الفرسان، وشقت صفوف العدو، حتى أذهلت المسلمين قبل الروم، وظلت تناضل حتى استُنْقِذَ أخوها من الأسر لقد كانت فارسه تركب الخيل في ذلك الزمان وكانت الخيل بمثابه السياره في هذا الوقت فانظر والى سعه مدارك صحابه رسول الله والتابعين وكيف تعاملهم في كل مطالب الحياه والمعيشه .وهذه قصه بطله اخرى هي أم الحرام التي يقال لها الرميصاء ام سليم بنت ملحان،(المؤمنة الداعية المبشرة بالجنة) أقل من غيرها شجاعة في جيش الأمير معاوية بن أبي سفيان، فقد ركبت البحر معه، يوم كان ركوبه كدود على عود، ومضت لفتح قبرص حتى كان البر لم يعد متسعا لجهادها، واستشهدت في عهد هذا الفتح، ودفنت في مدينه بيروت انها الرميصاء أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية الخزرجية، وكان من أوائل من وقف في وجهها زوجها مالك( والد ابنها انس)وكان مالك قد غضب وثار عندما رجع من غيبته وعلم بإسلامها وزاد في غيض مالك بن النضر لما سمع زوجته تردد بعزيمة أقوى من الصخر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، خرج من البيت غاضبا فلقيه عدو له فقتله، ومضى الناس يتحدثون عن ام سليم ام انس بإعجاب وتقدير ويسمع أبو طلحة بالخبر فيتقدم للزواج من أم سليم. ويعرض عليها مهرا غاليا. فترده لأنها لا تتزوج مشركا تقول: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا. أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها آل فلان. وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت. فعندما عاود لخطبتها قالت: (يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك). فقالت إن مهرها الإسلام. فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم ويتشهد بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم - فتزوجت منه - وهكذا دخل أبو طلحة الإسلام على يد زوجته. ودخل عليها أبو طلحة وكان له غلام تركه مريضاً فسألها عن أحواله فقالت: (إنه بخير) وكان قد مات وتزينت ونال منها ما ينال الرجل من امرأته ثم قالت: (إن الله قد استرد وديعته وأن ابننا قد لقي ربه) فغضب وعجب كيف تمكنه من نفسها وولدها ميت، وخرج يشكوها لأهلها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبله النبي باسماً وقال: (لقد بارك الله لكما في ليلتكما) فحملت الرميصاء بولدها (عبد الله بن أبي طلحة) من كبار التابعين وكان له عشرة بنين كلهم قد ختم القرآن وكلهم حمل منه العلم.ولم يكف أم سليم أن تؤدي دورها في نشر دعوة الإسلام بل حرصت على أن تشارك في الجهاد ففي صحيح مسلم وابن سعد- الطبقات بسند صحيح أن أم سليم اتخذت خنجراً يوم حنين فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر. فقالت: يا رسول الله إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه. ويقول أنس- رضي الله عنه-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى. فقد بشرها عليه الصلاة والسلام بالجنة حين قال: (دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت من هذا قالوا هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك هذا الصبي الذي قدمته لرسول الله لكي يخدمه فعندما قدم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ذهبت أم سليم مع أهل المدينة لإستقباله ثم قامت إليه فقالت يا رسول الله أن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري ولم أجد ما أتحفك إلا ابني هذا فاقبل مني يخدمك ما بدا لك وخدم أنس بن مالك الرسول محمد مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، فما عاتبه على شئ أبدا ولا قال لشئ فعله لم فعلته ولا لشئ لم يفعله ألا فعلته فمن مثل ام سليم ام انس ابن مالك خادم رسول الله )
http://al-hakawati.net/arabic/arabpers/women31.asp
ومنهن صفية بنت عبدالمطلب الهاشمية القرشية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم شاركت صفيه رضي الله عنها في غزوة أحد . وذلك بقتال الأعداء بالرمح. وقد جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوه الناس وتقول: انهزمتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان أخوها حمزة بن عبد المطلب قد قتل ومثل به.. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة قال لابنها الزبير: أرجعها لكي لا ترى أخيها. فذهب إليها الزبير بن العوام وقال: يا أماه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي . فقالت صفية بنت عبد المطلب: ولم؟ لقد بلغني أن أخي مات ، وذلك في الله، لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله. فلما جاء الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول أمه صفية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خل سبيلها، فأتت صفية فنظرت إلى أخيها حمزة، وقد بقرت بطنه، فاسترجعت واستغفرت له.وشهدت غزوة أحد الخندق، وكان لصفية {رضي الله عنها} موقف لا مثيل له في تاريخ نساء البشر. فحين خرج الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقتال عدوة في معركة الأحزاب (الخندق) ...وقام بوضع الصبيان ونساء المسلمين وأزواجه في (فارع) حصن حسان بن ثابت، قالت صفية:" فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) والمسلمون في غور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إن أتانا آت، قالت: فقلت يا حسان، إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود، وقد شُغل عنا رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) وأصحابه، فانزل إليه فاقتله. قال: والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت: فاحتجزت ثم أخذت عموداً، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن، وقلت: يا حسان، انزل إليه فاسلبه. فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل. قال: ما لي بسلبه من حاجة. وقد كان لهذا الفعل المجيد من عمة رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أثر عميق في حفظ ذراري المسلمين ونسائهم، ويبدو أن اليهود ظنوا أن هذه الآطام والحصون في منعة من الجيش الإسلامي -مع أنها كانت خالية عنهم تماماً- فلم يجترئوا مرة ثانية للقيام بمثل هذا العمل، إلا أنهم أخذوا يمدون الغزاة الوثنيين بالمؤن كدليل عملي على انضمامهم إليهم ضد المسلمين، حتى أخذ المسلمون من مؤنهم عشرين جملاً. وهي بذلك تكون اول امراه مسلمه تقتل رجلا في سبيل الله -وغزالة وقصتها مع الحجاج ومن منا لا يسمع بالحجاج الثقفي الذي خاطب العراقيين الثائرين بقوله : (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا= متى أضع العمامة تعرفوني)لقد هزمت غزالة هذا الجبار المشهور ببطشه. وما هزمته لكثرة عصابتها بالنسبة لأجناد الدولة، وإنما بالشجاعة التي أبدتها في تلك المعركة حيث شكته بسنانها بين كتفيه فهلع قلبه، وولى الأدبار. وقد عيره بذلك عمران بن حطان إذ لج الحجاج في طلبه وقال: (أسد علي وفي الحروب نعامة = فتخاء تنفر من صفير الصافر)(هلا برزت إلى غزالة في الضحى = بل كان قلبك في جناحي طائر)(صدعت غزالة قلبه بعساكر=تركت كتائبه كأمس الدابر)وقد وصفت غَزَالة الحرورية، بالشجاعة من النساء، وكانت من الخوارج، وقد دوخت الحجاج بن يوسف، وملأت قلوب أتباعه خوفاً، وهي على ذلك كانت شاعرة. وبلغ من جَسَارتها أنها أقسمت، لتُصَلِّيَنْ في مسجد الكوفة ـ معقل الحجاج ـ ركعتين تقرأ في الأولى سورة البقرة، وفي الثانية آل عمران. وقد بَرَّت غزالة بقسمها، ودخلت مسجد الكوفة هي وزوجها ولبثت تصلي ركعتين تستنفدان نصف النهار، ولمّا علم الحجاج بها تحصّن في قصره واستوثق من رتاج داره. وعلى الرغم مما أوقعه الخوارج في قلب الحجاج، من الرعب والفزع، إلاّ أنه كان متى استمكن منهم، استأصل شأفتهم، ولم تكن تأخذه بهم رحمة. فعندما أُسِرَتْ أم علقمة الخارجية، وأُتِيَ بها إلى الحجاج، قِيل لها وافقيه في المذهب، حتى تَسْلَمي فقالت: قد ضَلَلْتُ إذن، وما أنا من المهتدين. فقال لها الحجاج: قد خبطت الناس بسيفك يا عدوة الله خبط العشواء. فقالت: لقد خِفْتُ الله خوفاً صيّرك في عيني أصغر من ذباب ـ وكانت منكّسة رأسها ـ فقال: ارفعي رأسك وانظري إليّ، فقالت أكره أن اُنظر إلى من لا ينظر الله إليه، فقتلها. والشجاعه متنوعه متعدده الاشكال والالوان فهناك شجاعه الميدان وهناك شجاعه الراي وتسمى الشجاعه الادبيه وتكثر صنوف الشجاعه لدى الامم وتبرز في بعض العصور بكثرة حتى يزاحم بعضها بعضا. ومن هنا لم يكن نساء العرب في صدر الإسلام متلبسات بشجاعه الفروسيه والعمل والجهاد فحسب، بل إلى جانب شجاعتهن، واعتمادهن على أنفسهن، كن متحليات بخلال أخرى حميدة، وعلى رأسها الشجاعة الأدبية.إن موقف تلك المرأة في المسجد حينما أراد عمر بن الخطاب تحديد مهور النساء كان مثالا حيا على هذه الشجاعة الأدبية. عمر بن الخطاب أمير المؤمنين المهاب لا تتورع امرأة عن معارضته والقول له : بماذا يحل لك هذا والله يقول : « {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً }النساء20على أن الروعة كانت أبلغ حينما أنصت لها الخليفة، ثم قال : امرأة أصابت، ورجل أخطأ او قال كما تروي بعض المصادر اصابت امراه واخطاء عمر - وهذا الحوار الذي جرى بين عمر بن الخطاب وبين تلك المرأة العجوز لم يدل على شدة الجرأة الأدبية فحسب، بل كان، في نفس الوقت، يدل على شدة الجرأة الأدبية فحسب، بل كان، في نفس الوقت، يدل على أثر الإسلام في تهذيب الأخلاق. فعمر رضي الله عنه كان، قبل الخلافة، على شدة في الأخلاق ترهبها الناس، فإذا به، بعد إسلامه فتوليه الخلافة، يشتهر بالتواضع والتقشف والرحمة بالمؤمنين. ومن قصه اخرى نخلص الى ان العصر الاول للاسلام ورجاله ونسائه كانو من القوه والشجاعه والجراءه بحيث يقفون في وجه الخلفاء والسلاطين بقوه جنان وقلوب لا تخاب ولا ترتهب وفي قصه ابن الخطاب مع سلمان الفارسي على خلاف بين المفسرين في صحة الروياه او كونها من وضع الرواه والوضاعون الا ان الروايه شهير وملخصاه ان عمر ابن الخطاب قام يخطب بعد اتته برود ( نوع الملابس ) وقسمها بين المسلمين وككان نصيب كل فردد برد وما ان تبادر ابن الخطاب قائلا ايها المسلمون اسمعوا قال له سلمان لا نسمع فرد عليه ولم يا ابا عبد الله قال لانك قسمت علينا كل فرد بردا وانت رجل طويل وعليك بردان فمن اين لك بالثاني فقال لله لا تعجل يا ابا عبد الله ثم نادى عمر ابنه عبد الله ابن عمر مرتين وقال له ناشدتك الله هل الثوب الذي اتزرت به هو نصيبك فقال له نعم يا امير المؤمنين فقال سلمان الفارسي اما الان فنعم نسمع ونطيع - وبرغم ان الخلافه اصبحت حكما وراثيا وملكا عائليا وكان من المفروض أن تسد النوافذ أمام الجرأة الأدبية ، ولكن أصالة البداوة في الأمويين بالإضافة إلى حلم معاوية بن أبي سفيان أمد في أجلها. وفي الجزء الأول من العقد الفريد لابن عبد ربه وغيره أمثلة كثيرة عليها. وحسبنا أن نقرأ فيه أخبار الوافدات تباعا على معاوية من نصيرات الإمام على، كاروى بنت عبد المطلب، وسودة بنت عمارة، وأم سنان بنت جشمة، ودرامية الحجونية لنرى الدليل أثر الدليل على توفر تلك الجرأة بين نساء ذلك العصر.على أن حلم معاوية وسع أيضا اللواتي حملن السيوف في صف علي وقاتلنه كالزرقاء بنت عدي وأم الخير بنت حريش فلما استتب له الأمر استقدمهما إليه وحاورهما فكان حواره معهما مثالا حيا على الجرأة النسائية وعلى الوفاء لقد استقدم معاوية الزرقاء عزيزة مكرمة فرحب بها وهش لها وقال كيف حالك يا خالدة وكيف رأيت مسيرك قالت خير مسير كأني كنت ربيبة بيت أو طفلا ممهدا قال بذلك أمرتهم فهل تعلمين لم بعثت إليك قالت سبحان الله أنى لي بعلم ما لم أعلم قال بعثت إليك لأسألك ألست راكبة الجمل الأحمر بصفين بين الصفين توقدين الحرب وتحثين على القتال فما حملك على ذلك قالت يا أمير المؤمنين إنه مات الرأس وبتر الذنب والدهر ذو غير ومن تذكر أبصر والأمر يحدث بعده الأمر قال لها صدقت فهل تحفظين كلامك يوم صفين قالت ما أحفظه قال ولكني والله أحفظه لله أبوك لقد سمعتك تقولين وذكر مقالتها ثم قال والله يا زرقاء لقد شركت عليا في كل دم سفكه فقالت أحسن الله بشارتك يا أمير المؤمنين وأدام سلامتك مثلك من بشر بالخير وسر جليسه قال وقد سرك ذلك قالت نعم لقد سرني قولك فإني بصديق الفعل قال والله لوفاؤكم له بعد موته أحب إلي من حبكم له في حياته اذكري ما حاجتك قالت يا أمير أعلنت عليه شيئا أبدا ومثلك أعطى من غير مسألة وجاد من غير طلب قال صدقتك فأقطعها ضيعة غلتها في أول سنة عشرة آلاف درهم وردها والذين معها مكرمين وقد مات معاوية بعد ذلك ولكن الجرأة الأدبية لم تمت بموته بل الحلم واستقطاب القلوب وهذه قصته مع عبد الله ابن الزبير كان لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما وفي ذات يوم دخل عمّال مزرعة معاوية إلى مزرعة إبن الزبير وقد تكرر منهم ذلك في أيام سابقة فغضب إبن الزبير وكتب لمعاوية في دمشق من عبدالله إبن الزبير إلى معاوية ( إبن هند آكلة الأكباد ) أما بعد فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي فمرهم بالخروج منها أو فوالذي لا إله إلا هو ليكوننّ لي معك شأن فوصلت الرسالة لمعاوية وكان من أحلم الناس فقرأها ثم قال لإبنه يزيد ما رأيك في إبن الزبير أرسل لي يهددني فقال له إبنه يزيد إرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه فقال معاوية بل خيرٌ من ذلك زكاة وأقرب رحما فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير يقول فيها من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير (ابن أسماء ذات النطاقين) أما بعد فوالله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلمتها إليك ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك فإن جنّة الله عرضها السموات والأرض فلما قرأ إبن الزبير الرسالة بكى حتى بللها بالدموع وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه وقال له لا أعدمك الله حلماً أحلك في قريش هذا المحل- ان قصص الشجاعه تاتي حتى في حلم الحليم القادر على انفاذ امر فيختار خير الامور ويبتعد عن شرها رغم ان النفس اماره بالسوء قال تعالى ({وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53-وعلى رغم ما استفاض من أنباء شدة عبد الملك بن مروان القائل في أحدى خطبه : والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه وعلى رغم محاولته إخفات صوت الجرأة الأدبية فإن محاورته مع عزة كثير وبثينة جميل تشير إلى عجزه عن إخفات صوت الحرية في جزيرة العرب روى ابن حجة الحموي في كتابه « ثمرات الأوراق » هذا الحوار فقال دخلت عليه بثينة وعزة فانحرف إلى عزة وقال « أنت عزة كثير » فقالت « لست لكثير بعزة ولكني أم بكر » قال وقد أراد التلميح بسلو محبته لها - أو تروين قول كثير (وقد زعمت أني تغيرت بعدها =ومن ذا الذي يا عز لا يتغير)فأجابته وهي تريد إنكار ذلك على عشيقها والتنويه بشغفه بها لست أروي هذا ولكنني أروي قوله ( كأني أنادي أو أكلم صخرة =من الصم أو تمشي بها العصم زلت )
http://islamport.com/w/trj/Web/1000/475.htm
ثم انحرف عبد الملك إلى بثينة وقال أنت بثينة جميل قالت نعم يا أمير المؤمنين قال ما الذي رأى فيك جميل حتى لهج بذكرك بين نساء العالمين قالت الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم فضحك عبد الملك حتى بدا له ضرس أسود ولم ير قبل ذلك وفضلها على عزة بالجائزة فقد كان الخلفاء يحبون الردود الذكيه التي تاتي على البديهة او التشابيه الجميله ففي روايه لعبد الملك مع الشاعر جرير حينما وفد على عبد الملك فانشده قصيدته التي يقول في اولها ( اتصحو ام فوادك غير صاحي – يقول بعض الرواه ان عبد الملك عندما سمع هذا الشطر قال له بل فوادك يابن الفاعله وكلمه الفاعله هنا تعني من ترتكب الزنى – واستمر جرير حتى قال ( الستم خير من ركب المطايا = واندى العالمين بطون راح) وهنا اعتدل عبد الملك وكان مضطجعا ثم قال من اراد ان يمدحنا فبمثل هذا وبعد ان انتهى جرير اعطاه عبد الملك ما مفاه والقصيده في الرابط التالي
http://www.adab.com/modules.php?name...hqas&qid=16379
ولكن لكل بداية نهاية فهذه الشمائل التي حملها العرب معهم من شبه جزيرتهم إلى أنحاء العالم لم تلبث أن اصطدمت بالأخلاق الأخرى الأعجمية، وانتهى التفاعل بينها وبينهن إلى غلبة الكثرة على القلة ثم تبخرت بعد أن دالت دولة العرب وأمسوا وقتئذ رعية للأعاجم وتلك الأيام نداولها بين الناس. على اننا نعاود ذكر بعض النساء من اهل الشجاعه وقد بلغت بعض النساء في الشجاعة حداً بعيداً. فمنهن من عُذِّبن بقطع أطرافهن عضواً عضواً، كما فعل عبيد الله بن زياد بالبلجاء، (وهي امرأة خارجية من بني تميم، كانت تثير الخوارج في العراق). فعندما ظفر بها عُبيدالله، قطع يديها، ورجليها، وأمر بإلقائها جُثةً في السوق، فلبثت ما شاء الله لها أن تلبث، لم تُسْمع لها آهة ولا أنّة، إلاّ أن تذكر الله وتشكره. وقد ساق الجاحظ من أخبارهن ما يذهل العقول، ويُظْهِر أثر الإسلام واحتكامه في نفوس النساء، حتى كانت هذه الاستهانة النادرة بالدم والروح في سبيله.واذا كنا قد روينا بعضا من قصص الشجاعه لدى نساء العرب فان المراه الحضرميه وهي من نساء العرب لها موقعا مشرفا من مواقع الشجاعه وللاسف الشديد فان تاريخنا الحضرمي الذي لم يدون وفق اصول التدوين واتجه في تدوين قضيايا محدده واغفل المؤرخون اغلب القضايا التي لا تهمهم من حيث الرويه والفكر والتوجه الطبقي وغير ذلك اهمل ايما اهمال تدوين تاريخ الخضارم رجالا ونساء الا ما ندر بل ان المراه وقد فرض عليها ليس الحجاب بل الحجب حتى من نطق اسمها واعتبر اسمها عوره لا يجوز ان يقول فرد لفرد عن اسم ابنته او زوجته او امه وكانت النساء حتى وقت قريب يمتنعن عن نطق اسماء ازواجهن متابعه لذلك الموروث المتاخر واذا اردنا ان نضع اطارا للمراه الحضرميه فاننا نضعها بين اكثر النساء المجاهدات الشجعان ويمكن لم هو في مثل عمري او اكبر مني قليلا ان يستوثق من معلوماته التي راها رؤيا العين وسمعها سمع الاذن من ان هناك نساء ابطالا في كل مجتمع وقريه وعزله من قرى حضرموت قمن على تربيه اولاد واسر عندما ضربت المجاعه والفقر حضرموت واضطر كثير من الرجال للهرب الى الساحل والى شرق افريقيا منهم من تواصل وعاد ومنهم من غيبته الايام حتى وقتنا ولكن قيض الله للاسر المكلومه بنساء حفرن الصخور وقمن على تربيه الابناء فانشئن من بعد ذلك اسر وربين رجالا وكان كل افعال تلك النسوه اذا ما فصلتها وفسرتها ووضحتها كل فعل او تفصيل يعتبر بحد ذاته بطوله تستحق ان نشيد فيها وان نبرزها ولا نستثني احدا من كل الطبقات فالام هي الام قد يترك الاب احيانا الاسره الا ان الام لا تتركها الا عند الموت ويحدثنا د/جاسم المطوع من اهل الكويت العاملين على الصدقات ويقول( كان في امرأة حضرمية ولكنها مقيمة في ممباسا في كينيا وهي تاجرة تتاجر في جوز الهند وعندها سيارة تمر على القرى الفقيرة وتشتري منهم جوز الهند ثم تبيعه في السوق وقد كثر مالها وصارت تاجرة مميزة في كينيا ، وفي يوم من الأيام ذهبت إلى قرية لشراء جوز الهند فعلمت أنه فيها مسلم ولكن لا يوجد له مكان للصلاة وممارسة الدعوة فتبرعت ببناء مسجد وقد زرت المسجد وحسب تقدير د.السميط لقيمته فإنه أكثر 25000 دولار ، وبعد ما بنت المسجد بدأ أهل القرية يدخلون بالإسلام ثم عين الدكتور السميط داعية متميز هناك فازداد عدد المسلمين ، فزرناهم وألقينا كلمه عندهم ورأينا الجهد المميز في القرية ، وقد أهدينا الداعية مجموعة من الكتب تساعده في تعليم أهل القرية وكل ذلك في ميزان حسنات المرأة الحضرمية) انتهت قصه الدكتور المطوع ولكن قصص مثل هذه كثيره وهناك كثير من المساجد التي بنتها نساء حضرميات تنتشر في كثير من المناطق ومن قصص الشجاعه للمراه الحضرميه ننقل قصة امرأة حضرمية من ال العمودي وللا سف كما اسلفنا فان التاريخ لم يسعف بذكر اسمها للسبب المتقدم ذكره غير انها من اسره البطل المغوار الشيخ أحمد بن حسين بن محمد بن سعيد العمودي وهو معروف وشهير في بلدة ( تولبه ) و هي قرية متوسطة تقع في سفح جبل بوادي ليسر في وادي دوعن ، بينها وبين ضريح الشيخ عمر مولى خضم العمودي نحو ساعة ، وبها غيل يغرسون فيه بعض البقول ذكر هذه الأسرة المؤرخ السيد علوي بن طاهر الحداد : وقال وهذه الأسرة معروفة بالبطولة ؛ حتى إنَّ عقيلة من عقائلهم كَسَرَت جيشاً بأكمله من تحت هذه المصنعة وقتلت قائده ( ومعنى كلمة المصنعة مفرد جمعه مصانع وهي قلاع ومراكز حربية هامة محصَّنة جيداً ومنتشرة في حضرموت ، وعموم اليمن ومن أشهرها مصنعة عورة بدوعن ( يقول المحضار في ذكر المصنعه في اوبريت الضحيه حين يقول على لسان ابن العم (وانتي يامصنعه اليوم بيدي قفالك = صار لي حق جيلك من علاك او سفالك = ان بطى وان سرع لا بد لي من حلالك) فمثل البنت بانها مصنعه او حصن وان بيده قفولها ومفاتيحها وانه بيده الحق على ان يحكمها وانه سوف يستحلها اسرع الزمان او بطئ وهو اسلوب الشعراء الحضارم في الاستدلال على النساء بالمصنعه والحصن والمديني والعيلمان وغيرها من الاسماء)(ويكمل المحقق السيد الحداد عن قصة هذه العقيلة العمودية وهذه السيدة العمودية الشجاعة عاشت في القرن الرابع عشر هجري ، وعاشت بعد عام 1328 هـ حيث قال ( ولا بأس بذكر قصة هذه العقيلة التي زادت على الرجال وقاومت الأبطال كان أحد الاشخاص ( وذكر المحقق صفته واسمه ) قد واطئ قوماً من البادية على مهاجمة هذه المصنعة في يوم عيّنه لهم ؛ لأنه علم أنَّ أهلها سيذهبون إلى الحيد الجزيل (وحيد الجزيل قرية عجيبة الشكل على جبل مرتفع مقطوع الرأس من جهاته كلها يتم الوصول اليه بتسلق عقبه قصيره تصل الى راس الجبل الصغير حيث تنتشر المباني المحصنه ، وهي على مقربة من ضريح الشيخ عمر مولى خضم العمودي بوادي ليسر ، وهي مشهورة بجودة العسل على مستوى حضرموت وهي قرية المشايخ العموديين من آل محمد بن سعيد وآل باموسى وقد انتعشت في وقتنا الحالي كمعلم سياحي فاستحدثت بها مشاريع سياحية - ويكمل السيد الحداد قائلا( بان المهاجمين علموا ان اهل الحصن سيذهبون لحضور عرس عند أخوالهم آل محمد بن سعيد ( العموديين ) هناك ، فلما كان ذلك اليوم المعلوم هجم بجيشه يريد امتلاك المصنعة وليس فيها إلا هذه العقيلة بنت أبيها حقاً وعندها (عبدٌ) أي مولى لهم استرقوه لهم به العروق ( العرق المديني ) في رجليه كلتيهما ( والعرق المديني مرض يصيب المجتمعات الريفيه المعزوله والبعيده عن مناطق التحضر والمحرومه من مصادر مياه الشرب النقيه هو أن يحدث على بعض الأعضاء من البدن بثرة فتنتفخ ثم تتنقط ثم تتثقب ثم يخرج منها شيء أحمر إلى السواد ولا يزال يطول ويطول وربما كانت له حركة دودية تحت الجلد كأنها حركة الحيوان وكأنه بالحقيقة دود حتى ظن بعضهم أنه حيوان يتولد وظن بعضهم أنه شبة من ليف العصب فسد وغلظ وقد يصل طوله احيانا الى المتر وقطره حوالي مليمترين وأكثر ما يعرض في الساقين وقد رأيته على اليدين وعلى الجنب ويكثر في الصبيان على الجنبين وإذا مد فانقطع عظم فيه الخطب والألم بل يوجع مدة وإن لم ينقطع) ويكمل السيد الحداد قائل انه لا يقدر على القيام فضلاً عن القتال فقرَّبت إليه البنادق والرصاص والباروت ،وأمرته أن يستمر في حشو كل ما استطاع منها ؛ قائلة له : إني لا أُحسن حشوها ، ولكن سأحامي حتى يدرك أسيادك ، وجعلت تأخذها وترمي القوم تارة من الناحية وتارة من الأخرى لتوهمهم أنَّ في المصنعة حُماة وأوصلت القوم إلى جدار المصنعة وأخذوا يحفرون الجدار فرمتهم برحى كانت عندها فدمغت أحدهم فمات وتقهقروا وأخذ (رئيس القوم) يذمرهم واستقدم يحمل المخشب ( المخشب اداه كهيئة الفأس إلا أنه أضخم منه يستعمل لتشقيق الخشب العظام وأخذ يضرب به سدة المصنعة فأشرفت عليه مــن المرداة فوق السدة ورمته ببندق فشقَّ بطنه شقَّاً من أعلاه إلى أسفله وخارت عزائم القوم وأخذوا يتسللون لواذاً وجاء الصريخ إلى رجالها فجاءوا مسرعين لا ليدفعوا القوم عن بلدهم ولكن ليضعوا تاج النصر على رأس هذه الشجاعة ذات المحاماة والثبات )القصه مبذوله في كتاب ( الشامل في تاريخ حضرموت ومخاليفها - لعلوي بن طاهر الحداد)ان الشجاعه مرهونه بقول المتنبي ( لولا المشقه ساد الناس كلهم = الجود يفقر والاقدام قتال ) او قوله (إذا غامرت في شرف مروم = فلا تقنع بما دون النجوم)(فطعم الموت في أمر حقير =كطعم الموت في أمر عظيم) ولا يعرف الشجاع الا عند الملمات واعظم ملمه قد يقف امامها الانسان هي ساعه الموت وخصوصا ان كان هذا الموقف في وجه عدو او مهاجم او سلطان او قاضي ولهذا قال المتنبي ينصح من يتعرض لمثل هذا بالقول(و إذا لم يكن من الموت بدّ فمن العار أن تموت جبانا ) ان من لا يعرف معاني ان يكون في مرحله توقع الموت قتلا او صبرا او قصاصا لا يمكن له ان يعرف معاني ان يكون الرجل متماسكا رابط الجاش وهذا الامر لا يقتصر على المسلمين بل كان في اهل الجاهليه من العرب وهو حادث في كثير من المجرمين الذين يموتون رابطي الجاش غير خوافين ولا هيابين من حبل مشنقه او من سيف مصلت على الرقبه ليحزها او بنادق كتيبه الاعدام او من رجل محارب سلب السلاح ورفع السيف فاصبحت تحت رحمته وتعلم انه لن يرحمك فيكون ظنك بقرب الساعة ويقينك بالموت وقربه اليك في هذه اللحظات فقط عندما يبلغ الخوف مداه من الرجال العاديين فيخورون وينشف ريق افواههم ياتي لنا امثال (ابوجهل عمرؤا ابن هشام او عبد الله بن خازم) ليقدم لنا مثلا للرجل الذي لا يخاف بل يقوم بقذف نخامه ملو الفم على وجه من سيحز راسه فتصيبه ان الفارق بين الشجاعه والبساله هي في مثل هذه اللحظات الفارقه فالموت قد يصيب الانسان وهو عابر طريقا فتدهمه سياره فيموت ولا يحس بالموت وقد يكون حتف الانف وهو متوجع مريض منسدح على سرير ابيض او غير ابيض في مصح او في بيته فياتيه الموت ولا يحس به بل قد يكون هذا الامر احد مطالبه يقول المتنبي (كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا = وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا)(تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى = صَديقاً فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا)(إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ= فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا)(وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ= وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا)(فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى= وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا)لقد كان العرب يتمادحون بالموت قتلاً، ويتهاجون بالموت على الفراش قال أحدهم لما بلغه قتل أخيه إن يقتل فقد قتل أبوه وأخوه وعمه إنا والله لا نموت حتفًا ولكن قطعًا بأطراف الرماح وموتًا تحت ظلال السيوف (وما مات منا سيد حتف أنفه = ولا طُلّ منا حيث كان قتيل)(تسيل على حد الظباة نفوسنا = وليست على غير الظباة تسيل) ان الم الموت في ترقب قدومه وليس في الموت نفسه فالمحكوم بالاعدام يتالم الم الانتظار والترقب اما بعد ان تنفتح كوه الاعدام وينجذب الى اسفلها والحبل معلق في عنقه فان الامر يصبح بعد ذلك ليس تفكير في الموت بل في محاوله الجسم ايجاد طريق للنجاه فتتحرك الارجل للبحث عن رقعة من الارض تقف عليها فلا تجد وربما يكون الهلاك في لحظة الانخراط والتدلي فتتحطم رقبه المحكوم ويموت في نفس اللحظه وقد يكون في الدقيقه التاليه عندما ينقطع النفس فلا يصل الهواء الى رئتيه والى دماغه فينساق الدماغ لا خلف فكره الموت او الالم بل في ايجاد طريقه لوصول الهواء للرئه حتى يفقد الدماغ كميه الهواء فيه فيغمى على الفرد ويموت وهو لا يعلم عن موته شيئا فلا يوجد الم في الموت انما الالم الم الترقب والانتظار ولهذا فان العرب اخترعوا طريقه لمعرف المتهم وذلك من خلال تسخين شفره او حديده ويطلبون منه ان يلحسها بلسانه( تمريرها على اللسان بسرعه) فان احرقت لسانه فهو مدان وان لم تحرقها فهو بري ومثل ذلك قبائل يطلب من المتهم اكل نوع من الطحين فان استطاع بلعه فهو بريء وان لم يستطع فهو مجرم والامر متصل بما يعتمل في الانسان عند الخوف عند زياده هرمون الادرالين فلا تستطيع الغدد المسؤله عن افراز البصاق او الريق من افرازه فيجف الحلق لهذا اذا وجدنا من لا يجف ريقه عند اقتراب الموت منه نقول عنه شجاعا مهما كانت صفته مسلم او كافر مجرم او برئ فقد راينا مجرمين يساقون الى الموت وبعضهم ينطق بكلمة الحق رغم جرائمه التي يشهد عليها الناس وراينا بعضهم يصعد جريا درجات السلم المودي الى حبل المشنقه لا يهاب من الموت رغم انه قتل عدة اشخاص وصنف على انه وحش قاتل - فيما بعضهم وان تظاهروا بالقوه والمنعه في حياتهم يخورون ولا تستطيع ارجلهم ان تحملهم من شده الهلع والخوف فيساقون محمولين لتنفيذ امر الاعدام فيهم - فالشجاعه والصبر امر مامور به المومن والمسلم الا ان كثير من المجرمين والكفار تبقى جذوه الشجاعه والصبر في نفوسهم حتى اخر لحظات حياتهم وكثير من الناس يجد فسحه من الوقت قبل الموت للندم والتوبه والاعتبار فينطق بالشهادتين وبعضهم ينطقها عند الموت المفاجي ولا يعلم هل نطقها خوفا او عن ايمان ففي الروايه الشهيره ( أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية وكان معهم الصحابي البطل الذي يحبه النبي صلى الله عليه وسلم حبا عظيما وهو اسامه بن زيد رضي الله عنهما .. ابن الشهيد زيد بن حارثة ، وبينما المعركة دائرة هجم عليهم أحد الكفار و أخذ يقتل في المسلمين ..فأنبرى له أسامة ، ففر منه الكفار واختبأ خلف شجرة ، ولما رفع اسامة سيفه ليضربه قال الكافر ( أشهد أن لا إله إلا الله ) ..فهوى أسامه عليه بالسيف والرمح فقتله ، ظنا منه أنه يريد أن ينجو بنفسه ..فعاتبه الصحابة عل ذلك ، ولاموه على فعله ، فقال لهم: ( لقد قالها تهربا من القتل )..وعندما وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بما فعل أسامة ، فناداه فقال :يا أسامة قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ فقال : ( يا رسول الله إنما قالها لينجو بها من القتل ) ..فقال صلى الله عليه وسلم وهو غضبان : ( هلا شققت عن قلبه ) (يعني هل فتحت قلبه لتعرف إن كان قالها صدقا أو كذبا )ثم قالها لأسامه وهو يكررها كثيرا ، ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامة حتى قال أسامة من شدة خوفه لما فعل : فما زال رسول الله يكررها علي حتى وددت لو انني أسلمت الآن لماذا لأن الإسلام يجب ما قبله على ان من اجرم وقتل وعذب وارتكب المناكر حسابه عند ربه العادل الذي لا يظلم مثقال ذره والذي سيقتص حتى من الشاه القرناء التي نطحت شاه غير قرناء ولكن البهائم حسابهم يسير قال تعالى {إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }النبأ40 قال اهل التفسير ان الله تعالى يقول للبهائم بعد الاقتصاص من بعضها البعض كوني ترابا –هكذا بكل بساطه تعود البهائم ترابا ولكن بني ادم له موقفا اخر({فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ }الزلزلة7 {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }الزلزلة8- ونعود للسوال الذي نطرحه على الدوام هل العرب الان والمسلمون منهم على الخصوص لديهم خاصيه الصبر والشجاعه ام انهم لم يحفظو شيئا من شجاعه العرب في الجاهليه ولم يستقيموا لامر الله لهم بالصبر هل يمكن التدليل على فقدان البطوله والشجاعه في هذا الزمان الذي يلتبس فيه بعض من فقدا عقولهم حينما يتدثرون بلباسهم المحشوا بالديناميت ويدخلون بين اوساط البشر من خلق الله ثم تجد هذا المتفجر الراغب في الشهاده وفق تخيله المريض ويرغب في معانقه الحور العين وفي دخول الجنه يضغط باصبعه على زر ولعله تشهد بالشهادتين او قال الله اكبر قبل ان يضغط على الزر فتنفجر الشحنه التي تلبس بها وتقطعه اشلاء ولكنها ايضا تقطع اشلاء البشر ممن حانت ساعتهم من الابرياء بسبب فساد في الفهم الصحيح للاسلام وهل هناك شجاعه في مثل ذلك او في مثل من يفخخ سيارته ويسير بها حتى اذا وصل الى موقع ركنها وخرج منها او لعله يسير بها متجها بتعمد بين الابرياء ثم يفجرها وربما يكون فيها وربما خرج منها وفجرها عن بعد بواسطه جهازا اخترعه الكفار كما يدعي وهو المسلم المحارب لهم ويموت من ذلك التفجير بشر لا دخل لهم وليسوا محاربين ولا يعرفهم ولا يعرفونه بل الامر اكبر من ذلك عندما نرى ونسمع عبر التلفازات بعض الاشخاص وهم يوجهون بنادقهم الرشاشه او راجمات صواريخهم او راجمات قنابلهم في اتجاه معين ثم تسمع صوت من يطلق النار قائلا بسم الله والله اكبر وقد يقول الله اكبر فقط وتذهب رصاصته او صاروخه اوقذيفته لا يعلم عنها من ستقتل ومن سترمل ومن ستقطعه اشلاء ومن ستقلب حياته راسا على عقب او ان يوتى بالرجل او المراه فيوثق ويذبح كما تذبح النعجه من الوريد الى الوريد وقد يوضع راس الضحيه على بدنه البارد ويكون هذا الامر باسم الاسلام الذي نهى عن القتل انها والله قمة التناقض فاين الشجاعه في القتل وانت مستتر ولا تعلم من تقتله مقاتل او طفل شيخ او امراه ان هذا الزمان هو زمان الخوار والجبن فاذا ما خاصمت شخص واختلفت معه حتى في الامور البسيطه فانه يجبن ان يرد عليك وان يقارع الحجه بالحجه وربما هو معذور في ذلك ان كانت ثقافته لا تتعدى قراءه اخبار بعض الصحف او بعض الماثورات مما اعتاد سماعه من فئته او اقاربه او طبقته او مجتمعه ولهذا فانه يلجاء للكيد والفجور في الخصومه ويستدعي العصبيه في قومه ليكونو معه على الحق او على الباطل لا فرق المهم انهم كما يقول الشاعر( واحيانا على بكر اخانا = اذا ما لم نجد الا اخانا ) او قول الشاعر (امرتهم امري بمنعــــــــرج اللوى= فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد)( وهل انا الا من غزية ان غوت = غويت وان ترشـــــــــــد غزية ارشد )او القول المشهور انا واخوي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب انها الشوفينيه التي يتلبس بها البعض وللاسف الشديد الكثير من اعراب هذا الزمان ترى بعضهم في المساجد يودون الصلاه الا انهم لا يتورعون عن اذيه مسلم واكل مال يتيم وظلم ضعيف والاستقواء بالعصبيه على عالم او مصلح او مفكر انهم كما يقول الشاعر( قد بلينا بأميرظلم الناس و سبح = فهو كالجزار فينا يذكر الله و يذبح) نهدي اليكم كتاب موسوعة شهيرات النساء في الرابط التالي-

https://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/p.../77/nesaa1.pdf
ان للصبر والشجاعه فصولا كثيره ارتئينا ان لا نخوض في بحرها لانه مدى يعجز عنه من يخوض فيه وليس له من شاطئ ولا مرفاء وقد جمعنا كثير من الرويات والاشعار والحكم حول هذا الموضوع ولو اردنا الاستمرار فربما اخذ منا ذلك اسابيع متواليه ولهذا فاننا سوف نكتفي بما سقناه في هذا الباب مما مر علينا واقتطفناه ونعلم ان نهايه الصبر هو الفرج وان مع العسر يسر اتت الايه الكريمه مكرره لتاكيد اليسر بعد العسر غير ان الانسان بطبيعته لا يستسيغ الصبر اذا لم تجبل نفسه عليه واحيانا يصل الصبر الى مداه في قلب الانسان ونفسه حتى يقول كما قال الشاعر عبد الوهاب محمد في رائعته للصبر حدود نضعها هنا لكي نخرج عن رتابه اللغه العربيه الفصحى او لغه العصر لنضع كلمات باللهجه المصريه الجميله لهذا الشاعر الهمام في القصيده التي يقول فيها (ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهود=انا يا ما صبرت زمان على نار وعذاب وهوان= واهي غلطة ومش ح تعود=ولو ان الشوق موجود وحنيني إليك موجود =إنما للصبر حدود يا حبيبي)(صبرني الحب كتير وداريت في القلب كتير= ورضيت عن ظلمك لكن كل ده كان له تأثير = والقرب أساه وراني البعد أرحم بكتير = ولقيتني وانا بهواك خلصت الصبر معاك = وبأملي أعيش ولو أنه ضيع لي سنين في هواك =واهي غلطه ومش ح تعود)(أكتر من مره عاتبتك واديت لك وقت تفكر= كان قلبي كبير بيسامحك إنما كان غدرك أكبر = أكبر من طيبة قلبي أكبر من طولة بالي = أكبر من قوة حبي مع كل الماضي الغالي = ولقيتني وانا باهواك خلصت الصبر معاك= وبأملي با أعيش ولو أنه ضيع لي سنين في هواك = واهي غلطه ومش ح تعود)(ما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيه ومليت= بين لي انت الإخلاص وانا أضحي مهما قاسيت = دا ما فيش في الدنيا غرام بيعيش كده ع الأوهام = والحب الصادق عمره ما يحتاج لكلام = ولقيتني وانا باهواك خلصت الصبر معاك = وبأملي باعيش ولو انه ضيع لي سنين في هواك = واهي غلطه ومش ح تعود= ولو ان الشوق موجود وحنيني إليك موجود
إنما للصبر حدود يا حبيبي)هذا مع العشاق انما المسلم فليس لصبره حدود قال تعالى( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(البقرة155-157)
سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد –
الكويت الجمعه 18/4/2014 ( alenati)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق