الاثنين، 5 مايو 2014

متابعات الموضوع رقم 27



2ايضا وقد زادها اهل الجهل جهلا وكتبوا الجهلاء ايضا جهلا الي ان وصلتنا في قرننا هذا القرن التعيس19- 
اراجع ما نقلته وما خططته في هذا السانح احاول ان اتلمس هل تركت اصابعي وانا اقوم بطباعه الاحرف اي خطاء مطبعي اما الاملائي فلم اعد انتبه له لكثرته وهذا من اسباب وسائل الاتصالات التي جعلتنا نترك كتابه الرسائل بخط اليد فاضعنا بعض ما تعلمناه في نطق وكتابه بعض الحروف - واتتبع هل مر علي اي قول خططته او روايه نقلتها قد تولم غيري او يفسرها صاحب هوى وفق هواه - اقوم بهذا بالرغم من ان النفس مقبوضة و الفواد ملتاع والعين تحبس دمعات ابت ان تخرج الى العلن فعادت مغصوبه الى الداخل تحرق منابع دمع العيون وتهز كيان النفس - ان ما مررت به يوم الاربعاء غريب فمنذ الصباح الباكر وانا في قلق وحيره من انقباض في الصدر على غير عاده لا اعرف سببه او مصدره وكانني كنت متوقعا وعلى موعد مع خبر مزلزل اتاني عند منتصف النهار ناعيا لي صديق واخا وابا ومعلما ذك هو( ابو عبيد) صالح عبيد سالم بامومن ومن مثلي وقد بلغ من الكبر عتيا يعلم علم اليقين ان الساعات اجال مؤجله وان الموت لا محاله قادم وان طالت الاعمار واعلم ان المنايا تسير خلفنا في انتظار الساعه التي يحين فيها موعد الفراق عن الاحباب واتذكر قول ابن الجوزي وهو يقول( يانفس توبي فان الموت قد حانا = واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا )( اما ترين المنايا كيف تلقطنا= لقطا وتلحق اخرنا باولانا)(في كل يوم لنا ميتا نشيعه = نرى بمصرعه اثار موتانا)او لعلي اتذكر مبتداي مع هذه السلسله من قول ابو العتاهيه حين قال (كم راينا من عزيز طويت منه الكشوح= صاح منه برحيل صائح الدهرالصدوح=سيصير المرؤ يوما جسدا ما فيه روح = بين عيني كل حي علم الموت يلوح=كل نطاح من الدهر له يوم نطوح= نح على نفسك يا مسكين ان كنت تنوح = لست بالباقي ولو عمرت ما عمر نوح= رحمك الله ياصديقا عزيزا في زمن حياته الخيره وسيظل كذلك بعد وفاته ساتذكره وادعي له واترحم عليه وحتى نلتقي انشاء الله لقاء المتقين الذين قال الله تعالى فيهم (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ( 67 ) الزخرف) فوا الله الذي لا اله الا هو لم يكن بيننا الا سعى لمصلحه عامه او لشخص محتاج او مشوره في مصالح المجتمع وما دنسنا انفسنا بما يغضب الله وما اجتمعنا على مضرة احد ولا ازكي نفسي بهذا القول ولكني ازكيك انت يا ر حمك الله وغفر لك - وادعو الله رب العباد ان يتغمدك بفسيح جناته ويلهمني الصبروالسلوان على فراقك ايها العزيز الغالي - واعود لموضوعي فاقول - نلهث خلف الايام التي تتسارع ولكن دون لهثه منها فتاخذ من اعمارنا ونحاول عبثا ان نستفيد من تداول الليل والنهار وان يمر علينا يوم لا نتلبس فيه بمعصيه او بذنب فلا ننجوا ونعترف بالتقصير ونرفع اكف الدعاء للخبير البصير لكي يمسح عنا ما لصق في ابداننا وفي قلوبنا وفي نفوسنا من اردان واثام وليس لنا من ملجاء الى اليه سبحانه قال تعالى(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) الشمس - فهذا زمن يصعب على الانسان ان لا يكتسب السيئات والخطايا فلا بد من التفاته من عين او فكرة من خاطر حتى وانت في طريقك الى بيت الله لتودي فرض من الفروض وكلك ايمان وطمانينه فيلقي الشيطان في دربك بامره كاسيه عاريه او هي عاريه شبه كاسيه فلا تتورع عينيك ولو بالجبر منك ان تنظر فتكتسب اثما وربما كانت النظره بعد خروجك من المسجد مباشره وانت لا زلت في تسبيح وتحميد فتلقى منها ما تلقى وتعود لنفسك سريعا وتستغفر الله ثم تان انين الوجيع لانك تعلم ما انت فيه من كربه البعد عن الزوجه ولربما كان الامر بوجود الزوجه وهي قريبه منك اشد هولا وذنبا ممن كانت زوجته بعيده خصوصا اذا ما كانت النظره نفس النظره والاشتهاء نفس الاشتهاء والفكره نفس الفكره - وتلتقي بصديق او اصدقاء فتدخل معهم في حديث ربما وجدتهم يتداولونه او ربما استحدثوه وانت معهم فلا تلبث بينهم الا قليلا حتى يدخل الشيطان بحبائله فيتم ذكر فلان من الناس فلا مناص من الغيبه والنميمه ان بخير وان بسوء واغلب ما ياتي هو نميمة السوء خصوصا اذا تواجد بعض من يحسن هذا الضرب من الحديث وله فرسانه الذين يحبون ان يجلسون في المواقع المغلقه تراهم متعطشين لاخبار الناس وماذا قال فلان وماذا فعل فلان ومن اين لفلان بتلك السياره وذلك البيت الفاخر ويستسيغ الشيطان هذا الحديث فيحسنه حتى في نفس المتهيب منه فلا يلبث الا ان يشارك فيه – وغالبا ما يتم تغيب فردا او افراد ولربما بهت شخصا او اشخاص وهم غافلين ولكن الله لا يغفل ولربما جلست في سكنك تشاهد التلفاز فيابى القائمون على البرامج الا ان يمرروا لك امراه خليعه او اغنية هابطه والله المستعان وحتى عند استعمالك الهاتف ومعه البرامج الحديثه قد يرسل لك من لا يخاف الله بعض الصور فياثم وياثمك معه ان الحياه بهذا الزخم والسرعه تتطلب من الحصيف ان تكون له ثمرات من الاحسان والبر والعطاء والحسنات لكي يوازن بها ميلان الكفه عند تساقط تلك الحسنات من خلال تلك المعاصي التي تلتصق بالفرد التصاقا ولا يستطيع منها فكاكا مهما حاول بل انه في بعض الاحيان وانت منفردا بنفسك لا تسلم من ان ياتيك الشيطان بفكره او خاطر تاثم عليها – وهذا الامر لمن كان حريصا على البعد عن الذنوب اما من لا يتورع او من يبحث عنها فهو في محنه حقيقيه نسال الله العافيه –ونعود لكي نتابع حسنات وفضائل العرب في الجاهليه ومنها فضيله غض البصر والتعفف والوفاء وهي فضيله من الفضائل التي لا شك انها رشحت من الحنيفيه السمحاء اليهم وربما كان قول عنترة بن شداد أشهر الأمثلة في زمن الجاهلية في واحد من أسماها وأنبلها وهي عف البصر والتعفف وهذا هو البيت الخالد الذي يستشهد به في هذا المقام على الدوام( اغشى فتاه الحي عند حليلها = واذا غزا في الجيش لا اغشاها) ( واغض طرفي انه بدت لي جارتي = حتى يواري جارتي مأواها)(اني امرؤ سمح الخليقة ماجد=لا أتبع النفس اللجوج هواها)(ولئن سألت بذاك عبلة خبرت=أن لا أريد من النساء سواها)(و أجيبها اما دعت لعظيمة = و اعينها و أكف عما ساها) 
http://adab.com/modules.php?name=Sh3...=10773&r=&rc=0
وهو القائل(لئن أكُ أسوداً فالمسكُ لوني = ومَا لِسوادِ جِلدي منْ دواء)(وَلَكِنْ تَبْعُدُ الفَحْشاءُ عَني =كَبُعْدِ الأَرْضِ عَنْ جوِّ السَّماء) هذه اخلاق هذا الفارس المغوار وهو الجاهلي الذي لم يعلم عن الاسلام شيئا ولهذا فأفضل الخلق وسيد المرسلين الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سمع هذا البيت قال (ما ذكر لي أعرابي وددت أن أراه إلا عنترة بن شداد وتكثر هذه التشابيه في شعر عنتره على الخصوص فيقول(انا الأســد الحامي حـمـى من يلـوذ بي = وفعـلي له وصـف إلى الدهر يُذكــرُ)(ألا فــليعـش جـاري عـزيزاً وينثــني=عــدوي ذليــلاً نادمـاً يتحســرُ) وهناك عديد من الامثله والرويات التي يمكن ان نسوقها للتدليل على هذا الامر في الجاهليه وهو امر اقره الاسلام ونزلت فيه ايات بينات قال تعالى ( ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) الآية (النور30-31 – ولهذا فرقوا بين النظره بالشهوه ونظره الفجاة فعن جرير بن عبدالله البجلي قال سَأَلْت رَسُول اللَّه عَنْ نَظْرَة الْفَجْأَة, فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِف بَصَرِي- قال النووي في شرح مسلم وَمَعْنَى نَظَر الْفَجْأَة أَنْ يَقَع بَصَره عَلَى الْأَجْنَبِيَّة مِنْ غَيْر قَصْد فَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِي أَوَّل ذَلِكَ وَيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَصْرِف بَصَره فِي الْحَال فَإِنْ صَرَفَ فِي الْحَال فَلَا إِثْم عَلَيْهِ وَإِنْ اِسْتَدَامَ النَّظَر أَثِمَ لِهَذَا الْحَدِيث فَإِنَّهُ أَمَرَهُ بِأَنْ يَصْرِف بَصَره مَعَ قَوْله تَعَالَى (قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ) والأمر في الآية للوجوب لا صارف له عن محارم الله تعالى وعلى ذلك فمن أفرط بصره ونظر به إلى المحرمات فقد وقع في محاذير كثيرة و من المحاذير الاستهانة بالمنكر المنظور إليه ، فمن تلذذ بالنظر إلى منكرٍ من المنكرات لا يبعد أن يتلذذ بفعله ولو بعد حين لأن أمره هان عنده ، والمؤمن الموحد إجلالاً لله وأمره ، واحتراما لرسول الله وشرعه : لا يقوى قلبه على رؤية ما يبغضه الله ورسوله قال تعالى ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الحجر:88) - قال صلى الله عليه وسلم: )كُتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق وزنا الأذنين الاستماع وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين الخطى والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه )أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود) ومعنى ذلك أنه لا يحلُّ لرجلٍ أن ينظر إلى امرأةٍ غير زوجته أو من محارمه من النساء أما النظرة المفاجئة مرةً واحدةً فلا مؤاخذة عليها ولكن لا يحل إطالة النظر- إذا نظر إلى شيءٍ نظرة مفاجئة وأحسَّ منه اللذة- أن يعود إلى النظر إليه بعد نظرة الفجاءة هذه- عن بريدة بن عبد الله- رضي الله عنه- قال سألت النبي- صلى الله عليه وسلم- عن نظر الفجاءة- فأمرني أن أصرف بصري) (أخرجه مسلم) وفي رواية"أطرق بصرك" أي انظر إلى الأرض- وعن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال- قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- )النظرة سهم من سهام إبليس مسموم من تركها مخافتي أبدلته إيمانًا يجد حلاوته في قلبه) (أخرجه الطبراني والحاكم وصححه وأقره العراقي ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال - ما من مسلمٍ ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغضُّ بصر إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها (أخرجه الإمام أحمد في مسنده- قال ابن عباس رضي الله عنهما ( الشيطان من الرجل في ثلاثة في نظره وقلبه وذَكَره وهو من المرأة في ثلاثة في بصرها وقلبها وعجُزها - وقال مجاهد ( إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزَّينها لمن ينظر فإذا أدبرت جلس على عجُزها فزينها لمن ينظر- وقال سفيان الثوري ( إني مع كل امرأة شيطاناً وأرى مع الشاب الأمر بضعة عشر شيطانا - وفى تفسير قوله تعالى ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19] قال ابن عباس رضي الله عنهما هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم وفيهم المرأة الحسناء أو تمر به وبهم المرأة الحسناء فإذا غفلوا لحظ إليها فإذا فطنوا غض بصره عنها فإذا غفلوا لحظ فإذا فطنوا غض ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال المتزوجين إذا ما تعرضوا لرؤية امرأة جميلة تثير فيهم شهوتهم الجنسية بأن يوقعوا زوجاتهم فإن ذلك يخمد شهوتهم ويعينهم على السيطرة عليها وأشار فى حديثه عن زنا الحواس من السمع والبصر واللسان واليدين والرجلين والنفس والفرج -– اما الشاعر فيقول (كل الحوادث مبداهـا من النظـر = ومعظم النّار من مستصغر الشررِ )(كـم نظرةٍ بلغت من قلبِ صاحبها = كمبلغ السهم بين قوسٍ والوتر )(والعبـد ما دام ذا طـرفٍ يُقلّبـه =في أعين الغيدِ موقوفٌ على الخطرِ )(يسـرُ مقلتَه مـا ضـرَّ مُهجتـَه = لا مرحبًا بسـرورٍ عاد بالضررِ ) ولا يمكننا ان نصرف انظارنا عن قول اشاعر حسين المحضار غفر الله له حين قال(رمش عينه بريد المحبة = بين قلبي وقلبه = باقي الناس ما با يفهمونه =عنب في غصونه = كل تأشير له الف معنى = في فؤاد المعنا = يفتهم من حواجبه وجفونه =عنب في غصونه ) فالامر لاشك داخل في استراق النظر وادامته الا اننا ايضا نعطي للشعراء الحق في ابداء النصح وتقديم الدليل من خلال سرد حكاياتهم الجميله اضافه الى اننا هنا لا نكيل التهم ولكننا نتتبع موضوعا وناتي بما قيل فيه وما قيل فيه كثير قال احد الشعراء (وغض عن المحارم منك طــرفا = طموحا يفتن الرجل اللبيبا ‏)(فخائنة العيـــون كأســد غاب =إذا ما أهملت وثبت وثوبا ‏) وقال اخر(ومن يغضض فضول الطرف عنها = يجد في قلبه روحا وطيبا) ونتذكر قصه قصيده قالها الشاعر جرير نضع الرابط لمن يرغب في معرفه قصه القصيده ولها جمال
http://www.doraksa.com/vb/showthread.php?t=4913
ونأتي بالثمرة منها فقد حكي أن امرأة مرت ببعض مجالس بني نمير فأداموا النظر إليها (وبنو نمير التي قيلت فيها قصيده الشاعر جرير قبيله من كبرى قبائل العرب وهم بنو نمير بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وينتمون الى قبيله تميم وهي قبيله الشاعرين جرير والفرزدق وقد قيل انه اذا ورد ذم لاي قبيله من أي شاعر فان ذلك لا يضع ولا ينتقص من القبيله ولا المنتسبين اليها بل هو ضرب من ضروب الشعر داب عليه الشعراء اذا تخاصمت قبيلتين فيسود الهجاء بينهم ويظهر الفخر من شعرائهم ولعل هذا الامر يعطي لهم مبررا لعدم الغزو والهجوم الحربي بين القبائل فتتحارب القبيلتين بالشعر والمدح والفخر والهجاء ومن كان شاعره اقوى واقدر كسب جوله ونعود لقصه المراه التي مرت ببعض مجالس بني نمير في يوم عاصف وكان الهواء يضرب خلفيتها او عجيزتها وكان اولائك القوم على عادات الشباب ينتظرون مرور النساء ويلاحظون ما يبرز من جسد المراه وخصوصا عجيزتها اذا ضربها الهواء فتتوضح لهم تفاصيلها فقد جاء في كتاب «الأكم في الأمثال والحكم» أن امرأة مرت في يوم ريح بقوم من بني نمير فأخذوا ينظرون إليها ويتواصفونها (بمعنى التحرش) ويطيلون النظر اليها مقبله مدبره، فقال رجل منهم دعوها إنها لرشحاء او هو قال رسحاء (أي قليلة لحم العجز والفخذين) فقالت قبحكم الله يا بني نمير، ما امتثلتم واحدة من اثنتين لا قول الله تعالى حيث يقول «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم» (النور: 30)، ولا قول جريرفغض الطرف إنك من نمير= فلا كعب بلغت ولا كلابا )( ومن ضمن فوائد البحث انني اذا مرت على كلمه من الكلمات ولم استبن معناها بحثت عنه فتاتيني الاجوبه وينفتح امامي باب اخر من الروايات المرتبطه وكنت مزمعا ان اضع قصه هند بنت عتبه زوج ابو سفيان ابن حرب وام معاويه ابن ابي سفيان رضي الله عنهم جميعا في باب قادم تتطلع اليه مخيلتي الا ان بحثي عن هذه الكلمه وهي رشحاء او رسخاء غير مسارا كنت اود ان اسير فيه لاحقا -ووجدت ان هذه الكلمه قد اوصلني الى استدلاله وردت في تلك الروايه وفي تلك القصه ارويها ليس كما وردت ولكن بتصرف وتلخيص لاني موردها باذن الله عندما يحين وقتها كامله والقصه تتلخص كما جاءت في كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر- ان هند بنت عتبه كانت متزوجه من الفاكه ابن مغيره المخزومي وكان من فتيان قريش وله دار للضيافه يدخل اليها من يحتاج في أي وقت - وفي يوم حار خلا المنزل من الضيوف فنام الفاكه وزوجته هند في الدار ثم استيقظ الفاكه وخرج لبعض شانه ودخل البيت رجلا ممن تعود الدخول اليه فلما راى المراه نائمه ولى هاربا وراه الفاكه فاقبل الى هند وركلها برجله وقال لها من الذي كان عندك فقالت له والله ما رايته ولا انتبهت الى حين انبهتني فقال لها اذهبي لبيت ابيك - ثم تكلم الناس في الامر حتى قال لها ابوها اصدقيني القول ان كنت فعلت امرا واحدث حدثا فسوف ارسل للفاكه من يقتله وتنتهي الامور وان كنت لم تفعلي ذلك تخاصمت مع الفاكه عند بعض كهان اليمن (وكان كهان اليمن اصحاب شهره عظيمه ومنهما الكاهنان شق وسطيح وهما من مشاهير ذلك الزمان ) فحلفت له هند كما يحلف اهل الجاهليه انها بريئه مما الصق بها فقال عتبه للفاكه امام معشر من القوم انك قد رميت ابنتي بتهمه شنيعه فحاكمنى الى بعض كهان اليمن فوافق الفاكه على ذلك وخرجو في قافلتين قافله لعتبه ومعه جماعه من بني عبد مناف وقافله للفاكه ومعه جماعه من بني مخزوم وتوجهوا نحو اليمن وقبل الوصول بيوم شاهد عتبه تبدل احوال بنته هند وتغير في سحنة وجهها فقال لها ان ما انت فيه الا بسبب فلماذا لم تخبريني قبل السفر وقبل ان يشتهر خبرنا بين الناس فردت عليه والله يا ابتي ما ذلك لمكروه ولكني اعرف انكم تذهبون الى بشر يخطئ ويصيب ولا امنه ان يسمنى ميسما يكون علي سبه في العرب قال لها ابوها ساختبره قبل ان ينظر في امرك فدعى بحصان له وصفر له حتى ادلى أي قام ذكره واتي بحبه شعير او بر او حنطه فادخلها في احليله اي في ذكر الحصان ثم عصب عليه بوكاء او سير فوكاه او ربطه بيسر - ثم دخلوا على الكاهن الذي أكرمهم ونحر لهم فلما قعدوا قال له عتبة إنا قد جئناك في أمر وإني قد خبأت لك خبأ أختبرك به فانظر ما هو( قال ثمرة في كمرة) قال أريد أبين من هذا قال (حبة من بر في أحليل مهر) قال صدقت انظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يدنو من إحداهن فيضرب كتفها ويقول انهضي حتى دنا من هند فضرب كتفها قال انهضي غير رسحاء ولا زانية ولتلدن ملكا يقال له معاوية فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها فنثرت يدها من يده وقالت إليك فوا لله لأحرصن على أن يكون ذاك من غيرك فتزوجها أبو سفيان فجاءت بمعاوية وكلمه رشحاء بالشين المعجمة تصحيف والصواب ما أقيل انه رسحاء بالسين المهملة والرسحاء من النساء هي القبيحة أو القليلة لحم العجز والفخذين كما جاء في كتاب تاج العروس واللسان : رسح (وحتما لا يمكن ان توسم هند بانها قبيحه ولكن يصح ان يقال عنها انها قليله لحم العجزين) واعتقد ان القصه فيها غلو او هي موضوعه لان فيها كثير من جوانب الشك اولها موضوع الالهام الذي يتلبس بالكاهن فهو هنا يعلم ما غيب عنه في الماضي ويعلم ايضا غيب المستقبل وهي امور لا يعلمها غير الله – الا ان للاحتياط جانبا نضع بعين الحسبان اذ يقال ان الكهان كانو يعلمون علم الغيب من الجن او الشياطين التي تسترق السمع من الملاء الاعلى قال تعالى( {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً }الجن9 )على ان موضوع الكشف والالهام اعتمدت عليه بعض الفئات من فصائل المسلمين واصبح اساس من اسس تعاملهم وحياتهم وممارسه شعائرهم فكثير من الامور والمواقع والروايت التي لم يتم التعرف اليها وتتوضح لهم كما يقولون عبر الالهام والكشف والنفث والروع وليس هذا موضوعنا - وقيل في روايه اخرى ان كلمه رشحاء بمعنى كثيره العرق وهو من عيوب النساء الا ان هذا لا ينطبق على تلك المراه فقد كان ذلك اليوم عاصفا أي كثير الهواء فلا عرق في مثل ذلك اليوم ثم انهم كانو ينظرون الى ما يبرز منها من خلال التصاق ملابسها الخارجيه ببدنها وليس الامر لكثره رشح العرق فلا يمكن ان يعلموا بذلك في مثل موقفهم ولكن الكلمه حورت من رسحاء الى رشحاء ونعود الى المراه التي مرت امام بعض قوم بني نمير وما قالوه فيها فوقفت وقالت لهم مقالتها التي اثبتناها سابقا فتشاغلوا بأنفسهم عنها و لم يعودوا لمثلها والقصيده في الرابط التالي مع التاكيد على ان كثير من ابيات تلك قصيده جرير لم تثبت ولم توضع ضمنها بسبب فحشها -
http://adab.com/modules.php?name=Sh3...=16367&r=&rc=9
وللقصديده جوانب لا بد من الاشاره اليها اولا ان الخصومه بين جرير والفرزدق والاخطل لم تكن خصومه كره بل هي خصومه مصلحه لكي يشتهر شعرهم والا فقد كانو اصحاب واحباب وهذا الضرب من تحسين الشعر من خلال السب والشتم والذم والقدح عرفه القدماء كما يعرفه اهل الصناعه في الوقت الراهن هل نضرب امثله – لا باس فمن مصر كنت قد اوردت بعض الابيات في هذا المنتدى سابقا - والقصه ان هناك صداقه بين الشاعر العوضي الوكيل وصاحب له غاب عني اسمه واشير عليه باسم زيد فكانو يتهاجون ويتشاتمون بالشعر لكي يحسنوه وليس لكي يمتلؤ النفوس بالكراهيه - وفي يوم ارسل العوضي الوكيل بيتين من الشعر نسيت البيت الاول منهما ولكي اقص القصه كان لا بد لي من ان اضع بيتا بديلا من تأليفي واخترت اسم زيد وصاحب العوضي لم يكن اسمه زيد بل قد يكون اسمه أي اسم اخر وما اختياري لاسم زيد الا لكي انتصر لعمرؤ على زيد مقابل ما ضرب عمرا (فنحن دائما نقول ضرب زيد عمرا) ولهذا انتصرت له فقد كانت الابيات كما يلي ( وما زيد سوى نذل خبيث = وما عرف النجابة والثباتا) هذا البيت من تاليفي ( له راس حماري كبير = قلانسه تفصل عند باتا) هذا البيت للعوضي والقلونسه هي اللجام وباتا شركه احذيه شهير في الهند وكانت منتجاتها من الاحذيه منتشره في الكويت وشهيره ومطلوبه – فماذا كان الرد ارسل الصديق لصديقه العوضي الوكيل البيتين التاليين ( وما العوضي الا جنس كلب = ولست اريد رويته بتاتا)( سالعنه صباحا او مساء = وافرح فيه يوم يقال ماتا) وهذا مثال اخر ففي حواري مصر اشتهر مقهى واسموه من يرتادونه مقهي الحشاشين كان مرتاديه لا يتوقفون عن القهقة والضحك طوال الوقت بسبب وجود جماعه من اصحاب النكته والقفشات وحضور الذهن والبديهة وكان الواحد منهم يقول لصاحبه مثلا – ما رايك بهذا الجوز ويريه جزمته او حذائه فيرد عليه الاخر – ايش معني – فيقول له مش احسن من جوز امك --فتتعالى الضحكات من الجميع ويستمر مسلسل القفشات حتى ينغلق فكر احدهم فيتوقف عن القول اذا حان دوره ولا يغلب في الامر فانه يجد بقيه الشله يساعدونه ويخبرونه ما يقول وكيف يرد وذلك حتى تستمر القفشات والنكات والضحكات ولا تتوقف – وهذا مثل اخر جمعت صداقه بين امير الشعراء احمد شوقي وشاعر النيل حافظ ابراهيم الا انهم يتهاجون كلما عن لاحدهم ان يتحرش بصاحبه وقد اراد حافظ ان يتحرش بشوقي وهو يتوقع ردا مقذعا فارسل له ببيتين يقول فيهم (يقولون إن الشوق نار ولوعة= فما بال شوقي أصبح اليوم باردا) يعرض فيها باحمد شوقي وان شعره اصبح باردا وليس فيه قوه او حراره فردد عليه شوقي قائلا (وأودعت إنسانا وكلبا وديعة= فضيّعها الإنسان والكلب حافظ) والمعنى واضح من خلال تشبيه حافظ بالكلب – ولا شك ان شعراء المداره كامثال باحريز وابو سراجين والحباني وحسن باحارثه وكل من دخل ميدان شعر المداره يعلمون ان في جوانب اختلافهم ومهاجمتهم بعضهم لبعض فيها اعجاب من قبل المستمعين بل ان الشعر لا يطيب الا متى ما حصل الخلاف والاختلاف بينهم ولو كان ظاهريا لانني اعلم علم اليقين انهم يتفقون على هذا الامر ولا يجوز لاي منهم ان يحنق مما قد يقال والعرب تناقلت منذ القديم عباره ان اصدق الشعر اكذبه( ويقال اجمل او اعذب الشعر اكذبه وعلا أي وجه اردت لا ينفصل المعنى) وهو امر نراه ايضا في برامج مثل الراي والراي الاخر تجتذب الناس من خلال الاختلاف بين شخصين او اكثر وكلما زاد الخلاف وكثر السب والشتم زاد الناس في المتابعه – في ما مضى كان بعض خطباء المساعد في بعض البلدان من اصحاب الالسن اللاذعه وكانو في كل خطبه يسبون ويشتمون واكثر ما يقولونه في السب والشتم فكانت المساجد التي يخطبون فيها تمتلى ولا يجد المصلي موقعا الا في الخارج وامثال هذا كثير ففي رياضه المصارعه مثلا يتم الاتفاق بين المتصارعين وهم من الممثلين ممن يجيدون الحركات الخطيره فتجد المصارع يتلقى اللكم والضرب طوال نصف ساعه ثم يفوز ان كانت الجماهير معه وقد يحبذ المخططون رايا اخر الا ان هذا الامر لا يتوفر لرياضه الملاكمه التي قد تنتهي في اللحظات الاولى كما حدث في احدى بطولات العالم بين محمد على كلاي ومع سوني ليستون كما اظن والتي انتهت بعدة لكمات في اللحظات الاولى من المباراه وفي الجوله الاولى لماذا لان الضرب فيها حقيقي وليس تمثيلا اذا فان هذا الضرب من الاتفاق موجود وليس بغريب والشعر لا يطيب والقول لا يتحسن الا من خلال السب والشتم والغيبه والنميمه والكذب والمبالغه حتى قال بعضهم وقد سمعته باذني وهو يقول (ان حديث الغيبه لذيذ جدا -– ونعود للاصحاب جرير والفرزدق والاخطل ولا بد هنا من التعريف ببعض سيره الشعراء المشهورين في العهد الاموي وناتي للاخطل وهو لقب لقب به قيل في معنى الاخطل انه كبير الاذنين وقيل ايضا انه الذي في كلامه خطل أي اعوجاج او فساد واضطراب والاخطل هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم وهم جرير والفرزدق والأخطل نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة – الرابط التالي لشعر الاخطل -
http://www.adab.com/modules.php?name...id=199&start=0
على انه في القرن العشرين تسمى شاعر اخر من اهم شعراء لبنان باسم الاخطل وسما نفسه بالاخطل الصغير وهو الشاعر بشارة بن عبدالله بن الخوري شاعر مجدي يحب العرب والمسلمين وهو مثل كثيرون من اللبنانيين ممن كانت ديانتهم المسيحيه الا انهم غير متعصبين وبعضهم سمى ابنه محمد كتعبير ومحبه لنبي الاسلام - انظر لترجمته وشعره في الرابط التالي 
http://www.lebarmy.gov.lb/ar/news/?4281#.U1Ydk6KG9uA
http://www.poetsgate.com/poet_549.html
والثاني هو جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم 
أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم وقيل انه ناضل اكثر من ثمانين شاعرا فغلبهم ولم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل وكان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً -
http://www.adab.com/modules.php?name...id=240&start=0
والثالث هو الفرزدق والفرزدق لقب ومعناه الرغيف الساقط في التنور وهو همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس. شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة
يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه حتى انهم قالو ان وجهه مثل الخبزه التي سقطت في التنور وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة
http://www.adab.com/modules.php?name...id=118&start=0
هولاء الشعراء الثلاثه كانت بينهم مهاجاة قائمه وكانوا شعراء وقتهم وقد تحامى شعراء زمانهم ان يتدخلو بينهم او يتعرضون لهم خوف من قوه شعرهم ونفاذه وانتشاره وهو امر يمكن ان تلحظه حتى في الوقت الراهن فهناك مثلا بعض الصحف او بعض القنوات التلفزيونيه او حتى الراديو لها شهره عظيمه في نفوس الناس تجد الكثيرون يتابعونها ولربما كان يوجد من هو افضل وانفس واصدق منها فلا يشتهر الا ما ورد عن تلك المواقع - وقصه هذه القصيده بما فيها من جماليات نود شرحها كما اسلفنا ( وهو أن عرادة النميري – نديم الفرزدق خصم جرير– اتخذ طعاما و شرابا و دعا إليه الراعي عبيد ابن حصين ( ابا جندل) احد افراد قبيله بني نمير حين قدومه البصرة ، و جلس يؤاكله و يشاربه ، و في خلال ذلك قال عرادة النميري يا أبا جندل ، انك من شعراء الناس ، أمرك ضخم بينهم ، فقل شعرا تفضل به الفرزدق على جرير فامتنع الراعي بادئ الأمر ، غير أن صاحبه ما زال يزين له ذلك حتى قال عبيد (يا صاحبي دنا الأصيل فسيرا = غلب الفرزدق في الهجاء جريرا) فطار عرادة لذلك فرحا ، و عدا بهذا الشعر إلى الفرزدق و أنشده إياه . فترامى الخبر بعد أيام إلى جرير و قد بلغه خبر أقامه و أقعده فتحسب أنه مغلب للفرزدق ، و قد شهد بذلك عبيد ابن حصين شاعر مضر و ذو سنها .فذهب جرير وخاطب أبا جندل قائلا يا أبا جندل ، إنك شيخ مضر و شاعرها ، وقد أتى بي إليك أني و ابن عمي نستب صباح مساء ( يقصد انه هو والفرزدق يتسابون ويتهاجون) ، و ما عليك غلبة المغلوب ، و لا لك غلبة الغالب . فإما أن تدعني و صاحبي ، و يكفيك إذا ذكرنا أن تقول : كلاهما شاعر كريم . و لا تحتمل مني و لا منه لائمة .و إما أن يكون وجه منك إلي إن تغلبني عليه : لمدحي قومك و ذبي عنهم ، و حطبي في حبلهم( ويعني ان تغير قولك وتمدحنى او تعتذر عن مقالتك) فقال له ابا جندل صدقت ، أنا لا أبعدك من خير ، ميعادك و ميعاد قومك غدا ، فسأعتذر عما قلت - بَكر جرير ثاني الأيام إلى حلقة قومه بني يربوع في المسجد ، و قص عليهم القصص ، فلما انتظمت حلقتهم بعد صلاة العصر من يوم الجمعة حتى وقف عليهم رجل من بني أُسيد له علم بالأمر فقال له بنو يربوع اذهب إلى حلقة بني نمير فتعرض لراعي الإبل و اذكر مجلسنا ، لعله نسي الذي قال لنا بالأمس - فأتاه فقال يا أبا جندل ، هذه بنو يربوع تنضح جباههم العرق ، ينظرون ميعادك اليوم فذكر الراعي ذلك ، فقام ليعتذر ، و لكن قومه أدركوه و تمسكوا بأطراف ثوبه و قالوا له اجلس فوالله لأن ينضح قبرك غدوة في الجبانة أحب إلينا أن يراك الناس تعتذر لهذه الكلاب - فسمع الرجل ذلك ،فنقله إلى بني يربوع ثار ثائر جرير و جن جنونه و جعل القوم يكلمونه فلا يجيب ، حتى ترك المجلس غضبان ، و انتظر أبا جندل في الطريق ليراه و يزجره .و انه لهنالك إذ ألفى عبيداً راكباً بغلته ، فتعرض له قائلاً يا أبا جندل ، إني قد أقمت بهذا المصر سبع سنين لا أكسب أهلي دنيا و لا آخرة ، إلا أن أسب من سبهم ، فلا يقع منك بيني و بين هذا الرجل – يعني الفرزدق- ما أكره قال هذا بلهجة مترعةٍ إرادةً حديدية ، و أردف ذلك بقوله :أنت شيخ مضر و شاعرهم ، و قولك مسموع فيهم ، فمهلاً أبا جندل مهلا فقال هذا و كان عاقلا : معاذ الله أن أفعل ما تكره قال جرير ، و قد ألفى مجالا للإفصاح عما يكنه صدره بعد أن قويت حجته و مع ذلك فأنت ترفع الفرزدق و قومه حتى لو تقدر أن تجعلهم في السماء لفعلت ، و تقع في بني يربوع حتى تصير إلي في رحلي - و إنهما لفي هذا الحديث ، و قد وضع جرير شماله على بغلة أبي جندل ، إذ أقبل جندل راكباً بغلته ، فسأل عن محدث أبيه فلما علمه رفع عصاً كرمانية كانت في يده و ضرب عجز بغلة أبيه قائلا( ألم تَر أنّ كلبَ بَني كُليبٍ= أراد حِياضَ دِجلةَ ثم هابا ) لا أراك يا أبتاه واقفاً على كلب من بني كليب كأنك تخشى منه شراً أو ترجو منه خيراً فاندفعت البغلة مسرعة و قد رمحت جريراً فسقطت قلنسوته سقطة مشئومة و تبعها هو إلى الأرض فقال في نفسه و هو واقف ينظفها و ينظر إلى الفتى و أبيه و قد أوشكا أن يتواريا في السواد وقال جرير ليعلمن شأنه و شأن أبيه و قومه بعد حين نعم يا جرير ، لقد حان الوقت الذي تطفأ فيه آخر جمرات العرب الثلاث ، و ليقل بعد إن جريراً وحده هو الذي أخمدها وكان لجرير راويةٌ هو مولى لبني كليب كان يبيع الرطب بالبصرة ، و كان يحب شعر جرير و يجمع قصائده ليحفظها و يرويها في الناس ، و قد تمكن حب جرير من قلب حسين راويته هذ - و ذهب جرير إلى راويته و أعلمه بما جرى و قال إني آتيك الليلة فأعد لي شواءً و فراشاً و نبيذاً محشفاً (تمر ينبذ في وعاء فيه ماء ) ثم تركه و قصد إلى الشوارع يطوفها و نفسه وثابة لا يستطيع أن يكبح جماحها ، و لما أقبل الليل بجيوشه ولى وجهه شطر البيت ، و في خواطره من الثورة ما لو كان بأمة جامدة لحركها و دخل جرير في المساء على راويته فقال - هل هيأت كل شئ ؟قال : - أجل فعلام عولت قال- أما والله لأوقرنَّ رواحله بما يثقلها خزياً ينقلب به إلى أهله ، و لتكونن قصيدتي فيهم دمَّاغة فاضحة ، تسير مع الدهر و تطويه ، و لألحقن بني نمير بجمرتي العرب الخامدتين (ويقال ان جمرات العرب الثلاث أي اكبر قبائل العرب ثلاث- بنو الحارث بن كعب و قد خمدت بمحالفتها مذحج ، و بنو ضبة بن أد و قد خمدت بمحالفتها الرباب ، و بنو نمير و قد خمدت بعد هذه الليلة بقصيدة جرير ( وسوف ناتي بمثل اخر في كيف يضع الشعر وبرفع بعد الانتهاء من هذه القصه ) وبعد صمت قليل قال :- هلم عشاءك فأحضر له العشاء ، و حانت صلاة العشاء فقام و صلاها ثم قال ارفعوا لي باطية من نبيذ ، و أسرجوا لي أي اشعلو السراج ففعلوا فشرب ، ثم قال هات دواةً و كتفا أي قرطاسا فأتاه بما أراد ، فجعل جرير يهمهم و يحبو و يقول :- اكتب ، و ابتدأ بقصيدته فكان مطلعها (أقلِّي اللوم عاذلَ و العتابا =و قولي إن أصبت لقد أصابا)و بينا هو في تمتمته إذ سمعت صوته عجوز في الدار فاطلعت من الدرجة حتى نظرت فإذا هو على تلك الحال يحبو على الفراش ، فانحدرت و قد خشيت مغبة ما رأت و قالت ضيفكم مجنون رأيت منه كذا و كذا فقالوا اذهبي لطيتك ، نحن أعلم به و بما يمارس أدرك السَحَر الشاعر و هو على تلك الحال ، حتى وصل إلى شطره الذي يقول فيه (فغض الطرف إنك من نُمَيْر ) فازدادت تمتمته و نشوته ، و استعصى عليه الشطر الثاني ، فقال لراويته : ويحك أطفئ السراج فأطفأ السراج ، ثم تناول منديلاً كبيراً غطى به رأسه زيادة في طلب الخلوة ، و فتر برهة طويلة و الراوية ينتظره حتى عيل صبره ، و كان للنوم عليه حكم فانقاد إليه ، و مازال كذلك حتى أماله الكرى على صدر جرير ، فوثب جرير وثبة انتبه منها الراوية مذعوراً ، فإذا بالشاعر يكبر و يصيح لقد أخزيته و رب الكعبة .... اكتب اكتب ( فلا كعباً بلغت و لا كلابا ) غضضته و قدمت إخوته عليه ، و الله لا يفلح ، و لن يفلح نميري بعدها أبداً وانقضى الليل و ابن الخطفى يهذب قصيدته و يزيد فيها ، حتى خرجت آية في فن الشعر ، و مصيبة في الهجاء ثم نام و هو يقول : - لقد أخزيته والله آخر الدهر ، فلن يرفعوا رأساً بعدها إلا نكس بهذا البيت .و جعل يردده)فغض الطرف إنك من نمير = فلا كعباً بلغت و لا كلابا)أصبح جرير و هو على مثل جمر الغضى ، و ما علم أن الناس أخذوا مجالسهم في المربد – و بينهم أبو جندل و ابنه و الفرزدق – حتى دعا بدهن فأدهن ، و كف رأسه ، و كان حسن الشَعر ،ثم قال : يا غلام أسرج لي حصاناً فأسرج له ، ثم قصد مجلسهم يستحث جواده ، فبلغ المكان فقال بصوت عال سمعه كل من كان هناك : يا غلام ، قل لعبيد أبعثك نسوتك تكسبهن المال بالعراق أما و الذي نفس جرير بيده لترجعن إليهم بمَيْرٍ يسوءهن و لا يسرهن . و البيت الحرام إن لكم لمعاد سوء و ذلة و لأ وقرنَّ رواحلكم بما يثقلها خزياً و عارا قال قوله هذا و الأعناق مشرئبة إليه . ثم قصد صاحباً له ، قريباً مجلسه من أبي جندل ،فأخذ بتلابيب الراعي و قال : إنكم لن تعودوا شم الأنوف جحاجح بين العرب بعد الساعة و في تلك اللحظة لم يكن الجالس يسمع إلا وجيباً و همساً ،ثم تركه و وقف منشداً قصيدته (أقلي اللوم عازل و العتابا = و قولي إن أصبت لقد أصابا ) أما الفرزدق فقد كان يصغي إلى جرير بكل جوارحه ، لعلمه بإقذاعه إن هجا ، و انطلق جرير يقول ، و الناس آذان تصغي إليه حتى بلغ قوله أجندل ما تقول بنو نمير= اذا ما (....) في است ابيك غاصا ) في موقع النقط كلمه اسم احليل الرجل او الته الجنسيه او ذكره) فرد جندل عليه قائلا يقولون شراً أتيتنا ، فبئس و الله ما كسبنا قومنا ، و لما انتهى إلى قوله (فغض الطرف إنك من نمير = فلا كعباً بلغت و لا كلابا) أقبل الفرزدق على راويته يقول غضَّه و الله ، فلا يجيبه ، و لا يفلح بعدها أبداً.و قال عبيد : أخزيتَهم ، أخزاك الله آخر الدهر- بل ان بعض الروايات تقول انه لما قال فغض الطرف انك من نمير قال قائل منهم لا تكمل والا وصمتهم الى اخر الدهر لكونهم يترقبون الشطر الثاني ويعلمون انه سيكون غطاء قويا للشطر الاول - و لما وصل إلى قوله ( بها برص بأسفل إسكَتَيْها) او كما قيل في روايه اخرى ( ترى برصا يلوح بإسكتيها = كعنفقة الفرزدق حين شابا )وعندما قال جرير الشطر الاول وضع الفرزدق يده على عنفقته يسترها عن عيني جرير الذي كان يرعاه و يرعى حركاته ، فأتم الشاعر قوله (بها برص بأسفل إسكَتَيْها = كَعَنْفقةِ الفَرَزْدق حينَ شَابا ) و لعله استعاض عن شطر لا ندري ما هو بشطر قصد به الفرزدق ارتجالا عندما رآه يستر عنفقته وعند ذلك نكس الفرزدق رأسه و التفت إلى راويته يقول : اللهم أخزه ، و الله لقد علمت حين بدأ صدر البيت أنه لا يقول غير هذا ، و لكني طمعت في غفلته فغطيت وجهي فما أغناني ذلك شيئاً ، فأنا الجاني على نفسي الساعة إذ نبهته إلى ما لعله كان غافلا عنه . ألم أقل لك أن شيطاننا واحد- ثم قال الفرزدق يخاطب جرير قائلا أخزاك الله والله لقد علمت أنك لا تقول غيرها قال فسمع رجل كان حاضرا أبا عبيدة يحدث بها فحلف يمينا جزما أن الفرزدق لقن جريرا هذا المصراع بتغطية عنفقته ولو لم يفعل لما انتبه لذلك وما كان هذا بيتا قاله متقدما وإنما انتبه لذلك (والعَنْفَقَةُ شُعيراتٌ بين الشَّفةِ السفلى والذَّقَنِ لخفَّةِ شعرِها قال بعض اهل العلم انها ليست من اللحيه فيجوز الاخذ منها )اما ما جاء في معنى إسكتيها فانهما شفراها إذا أوعبتا ديتها 
http://library.islamweb.net/newlibra..._no=94&ID=1537
والإسكتان بكسر الهمزة : جانبا الفرج وهما قذتاه ، وطرفاه الشفران ; قال شمر : الإسك جانب الاست - والأسكتان شفرا الرحم ، وقيل : جانباه مما يلي شفريه والجمع إسك وأسك وإسك ، وأنشد ابن الأعرابي : (قبح الإله ، ولا أقبح غيرهم = إسك الإماء بني الأسك مكدم ) ، قال ابن سيده كذا رواه إسك ، بالإسكان ، وقيل الإسك جانب الاست - هنا شبههم بجوانب الحياء في نتنهم - ويقال للإنسان إذا وصف بالنتن إنما هو إسك أمة ( ويقول اهلنا في حضرموت للدلاله على سواد ليله من الليالي خصوصا اصحاب مسرى القنيص اذا كان المسرى بالليل الحالك يقولون ان هذا السواد كبوسه العبد ويقصدون ان سواد هذه الليله كاست شخص اسود والاست دائما ما يكون اسود لضرورات خروج الفضلات ويضاف عليه ان يضاف السواد الى شخص اسود اللون بالاساس) ، وإنما هو عطينة ; وقال مزرد (إذا شفتاه ذاقتا حر طعمه = ترمزتا للحر كالإسك الشعر ) وامرأة مأسوكة : أخطأت خافضتها فأصابت غير موضع الخفض ، وفي التهذيب فأصابت شيئا من أسكتيها . وآسك : موضع وبرغم ما في القول من فحش حتى ان كثيرا من الرواه حينما يذكرون هذه القصيده التي تسمى (الدامغه) كانو يتجنبون ذكر بعض الابيات لما فيها من فحش وتهتك والواقع ان التاريخ ورواياته مملوءه بمثل هذا الحديث سواء في الشعر او في في النثر وواذا اغفلنا ذكر البعض فلا يعني ذلك انه غير موجود - ولهذا يجب التنبه الى ذلك وكثيرا مما سار وانتشر موضوع لغرض التسليه تماما كما تتم التسليه في هذا الوقت عبر العاب لا تمت للواقع بصله او عبر المسلسلات والافلام في كل نواحي ما ترغبه النفس البشريه حتى يصل الامر الى استعراض ما لا يجب ان يستعرض انها عادات البشر في الاستمتاع – ونتوقف هنا بعد ان بلغنا حدودنا التي رسمناها لانفسننا لا نزيد عليها لكي نتابع ما انقطع هنا في الاسبوع القادم بمشيئة المولى الذي قال (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) (سورة الشعراء)
سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد – الكويت الجمعه 02/5/2014 ( alenati)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق