الثلاثاء، 2 فبراير 2016

(6)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع

(6)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع
نتابع ما انقطع - وفي تكملة عن شرح الناب متصل بما سبق يقول الشاعر العراقي جبار الياسري ( مزق خصومك بالاظافر لا الخطاب = فاذا فقدت الظفر مزقهم بناب=ويقول الاديب الشاعر ايليا ابو ماضي (صنت عنها حر وجهي فتصدت لثيابي= كلما افلت من ناب تلقتني بناب ) والباب مشرع للاخذ من اقوال الشعراء سواء شعراء العاميه او الفصحى -- ان التنصورة تعني التفاخر بالكلام المفهوم بإعلان النصر وذكر اسم من اشتهر به ويرسخ هذا التفاخراقوال الشعراء بقول الرجز الذي يدل على القبيله او الجماعه بشكل عام - واهل عينات والمناطق القريبه يقولون ( الغلابه كم من قبيلي كسرنا نابه واللوم بهم واللوم بهم ويييييه) واعتقد غير جازم بان الذي منع اهل عينات من الارتكاز
على اسم قبيله معينه اوذكر اسم منطقتهم على الاقل قبل التنصوره اسباب عديده منها ان اهل عينات خليط من قبائل حضرموت واليمن فهناك الساده والمشائخ وهناك خليط من القبائل امثال الهمداني و التميمي و اليافعي والنهدي والجعيدي ونوح وسيبان وغيرهم هذا الخليط المختلط من القبائل اليمنيه والحضرميه التي ارتضت العيش في مكان واحد وتناست الخصومات والقتل والثارات بينها بل ان الامر تصاعد الى الحد الذي جعل اغلبهم يشطبون ويمسحون اسم القبيله من مسرد اسمائهم العليا وبعضهم وضع له اسما مختلفا عن اسم قبيلته الاصليه خوفا من ثارات قديمه قد تنشاء وفتحوا صفحه جديده بببعضهم البعض والقوا اسلحتهم عن قصدوعاشوا مع سبق الاصرار والترصد دون وضع الجذر القبلي القديم خوفا على ابنائهم واحفادهم من تلك الثارات والقتل والغارات التي كانت تسوق فلذات اكبادهم الى شفير الموت اما بحق عند الدفاع عن النفس والمال والعرض واما بظلم عند القتل الغادر او الغزوالجائر او النهب والسلب الذي كان منتشرا اما بسبب العنجهيه والعنصريه واما بسبب الجهل والبعد عن الدين واما بسبب الفقر وكلها اسباب لا تعطى المبررات ولا يجيزها لا الدين ولا شروع القبوله الاصليه النظيفه التي اعتمد فيها العرب على صفاء النفس ونصرة المظلوم والترحيب بالضيوف وغيرها من الامثله الحميده - وقد استكانوا ونظموا انفسهم في عينات على اسس راسخه قد يراها البعض مجحفه له ولا شك ان بعضها مجحف فعلا لانه في غفله من الزمن تناسى هذا الخليط جذور بعضهم البعض وبداوا في التمايز على اساس النسب او الجاه او العلم او المال وصنف الانسان على اساس عمله واصبحت اشرف الاعمال في ادنى السلم الاجتماعي ولو عادوا الى الماضي لوجدوا ان اغلبهم من اصول قبليه معتبره بل لا يحتاجون لذلك لان رب العزه قد حكم بين الناس فقال عز من قال(ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) فلا حاجة لاي شخص ان يمتحنك ويقول لك ما هو جذرك القبلي فقد حكم الله بين الناس جميعا بانهم شعوبا في دائره كبيره وانهم قبائل في دوائر اصغر ووضع لهم اسباب التمايز الوحيد وهو بالتقوى فقط –
ولا يمكن للانسان ان يتخبط ان قلت له ان ابي وابيك ادم وامي وامك حواء سبحنا ما شاء الله لنا ان نسبح في صلب ابينا ادم ادم وكلنا خرجنا للنور مرتين بامر المولى الاولى ونحن في علم الغيب والثانيه حين ولدتنا امهاتنا وسنخرج في الثالثه حين يقوم الناس لرب العالمين يقول رب العزه(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ) الأعراف/ 172، 173 . ) لقد اختار ابائنا غفر الله لهم ولنا ان يعيشوا حياه الامن والامان على طريقه العمل والانتاج فقد اصبحت عينات مدينه منتجه تصدر منتجات عده منها المشغولات الفضيه والذهبيه والمشغولات الجلديه وكثيرا من اعمال الحياكه والمشغولات الخوصيه التي تعمل من خوص النخيل او من ليفها والمشغولات النحاسيه وادوات الحداده وكانت قبله التجار للمواد الغذائيه ولبيع الاغنام والاسماك المجففه عاشوا على اساس القبوله بدون حمل السلاح حتى تناسوا انتمائاتهم وجذورهم القبليه فلم يعودوا بحاجه للقبيله لكي تحميهم من شرور القبائل الاخرى ولهذا عاشوا في راحة وانسجام لا يعكر صفوهم ثار استجد اوخصومة نبتت من سراديب الماضي السحيق الذي تركوه خلف ظهورهم ولهذا هم يقولون فقط ( الغلابه كم من قبيلي كسرنا نابه واللوم بهم) وهناك تنصوره اخرى يقولها اهل صعده من وادي حضرموت وصعده تعني الصعود الى الاعلى باتجاه الجانب الغربي من وادي حضرموت ومن في الجانب الغربي دائما ما يشيرون على المناطق الشرقيه بانها حدرى من الانحدار واصحاب المناطق الشرقيه ينظرون للمناطق الغربيه بانها صعده او علوه من العلو وهو امر لم يقررونه بانفسهم بل خطته لهم طبيعة الارض حين اختارت المياه وفقا وللارض وانحداراتها ان تنساب متجهه من اعلى وادي حضرموت في القبله او في الجانب الغربي كما يشار اليها نزولا الى المناطق الشرقيه حتى يصب ماء السيول في قشن بمحافظة المهره وكلها صعده وعلوه من ناحية قشن وحدره نزولا الى جهة قشن – اما تنصورتهم اهل صعده الوادي فهم يقولون (نحن من صعد الوادي مسكنا الصيد في الأحقافيي صم صي) والاحقافي تعني جمع حقف وقد وردت الاحقاف في القران في سوره باسم الاحقاف ثم في قول المولى عز وجل(وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )والحقف هو ما استطال واعوجَّ من الرَّمْلِ)وهي ديار قوم عاد وموقعهم في شبه الجزيره العربيه على خلاف في المكان – ان الهوكه والتنصوره بعد ان اعطيناها بعض ما تستحق من شرح هي بادئه لموضوع اكبر وهو الرجز او الزف او قول الشعر – ولهذا فان الاستهلال يكاد يكون موحدا في اوساط كل قبيله فلكل قبيله زامل اختارته من قول احد شعرائها فاصبح ذلك الزامل شهيرا يمثل السطوه والقوه ويدل على كل قبيله بمعزل عن الاخرى ومن شروط مثل هذا الزامل ان يكون فيه مدح للقبيله وذم للقبيله الاخرى وهم هنا يرتكزون على الانجازات الموقته فهم يعلمون بان الحروب سجال واليوم قد تكون القبيله( أ ) هي الفائزه ولها الحق في الاحتفال والنشوه وغدا قد تكون الخاسره ولخصمها الحق في الاحتفال والنشوه وفي بعض الاحيان تجر الزوامل عندما تتداخل القبائل وشعرائهم في اطار ضيق الى قتال وخصومات وقطاع بين الارحام والزملاء والاخوان كل ينتصر لجماعته تماما كما هو حالنا اليوم في التعصب لكرة القدم – ان الغرور والتعصب الاعمى في كثير من الاحيان قد جر على القبائل شرا مستطير نتيجه لقول قاله شاعر بسبب شيطان شعره الذي لم يراعى حساسيه المواقف فانطلق بيت من الشعر وكان له بعد ذلك نتائج مدمره انها نتائج لثقافه اجتماعيه وقبليه كانت سائده واظنها لم تدفن بل ان جمراتها تحت الرماد فما نشاهده اليوم من قتال بين الشعوب انما هو قتال بين قبائل يجرها التعصب والحميّه الجاهليه التي منع رسول الله عنها ولا شك ان قولته عندما - حاول اليهودـ تمزيق وحدة المسلمين بإيجاد الشقاق بين المهاجرين والأنصار- وإعادة النعرة الجاهلية - فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال (كسع - ضرب) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار- فقال الأنصاري- يا للأنصار- وقال المهاجري- يا للمهاجرين- فاستثمر المنافقون - وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول هذا الموقف - وحرضوا الأنصار على المهاجرين- فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم- فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم- فقال (يا معشر المسلمين- الله- الله - أبدعوى الجاهلية- وأنا بين أظهركم- بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام- وأكرمكم به- وقطع به عنكم أمر الجاهلية- واستنقذكم به من الكفر-
وألَّف به بينكم- ترجعون إلى ما كنتم عليه كفاراً (دعوها فانها منتنه))
ولهذا كان يفتخر بعض صحابة رسول الله بهذا البيت ( أبي الإسلام لا أب لي سواه =إذا افتخروا بقيس أو تميم) وبالنسبه لتطور المجتمعات فلا نملك لما مضى من احداث جرت سوى التمعن واخذ الدروس في ان يعصمنا الله من الكبر والغطرسه واذكاء العصبيات المقيته التي تفرق ولا تجمع وتهدم ولا تبني وانظرو الى حال المسلمين فما من نكبة قصمت ظهورهم الا وكان خلفها عصبيه ودعوى استكبار والمطلع على حال اليمن اليوم ينظر للامر نظرة عيان ولا يطيش نظره عن اسباب هذا العوار الا انه بسبب عصبية اقوام تدعي بالحق الالاهي ليس لكي يحكمون ويمسكون بالسلطه والمال والمكانه ولكن في الرغبه في استعباد البشر وسوقهم سوق الموالي والعبيد تعتقد حفنة ظاله كذبت على الله وعلى رسوله وصدقوا انفسهم بان الله قد خلقهم ليكونو هم المنار وهم الساده وغيرهم العبيد والموالي فاذكوا بهذه الروح شر مستطيرا– لقد تفتحت ذهنيات القبائل من خلال التمييز والعصبيه والفئويه والسلاليه فانتجت لنا اشخاصا مشوهين كل يدعي انه الاكمل والافضل ولم يلتفت الا من عصمه الله الى قول المول حين خاطب الناس وحدد لهم دستورهم من خلال من افضلهم ومن اعلمهم وحدد التفاضل بينهم بالتقوى – لقد اخذت اغلب القبائل من اقوال بعض شعرائها زملة او شعار يرددونه باستمرار وقد يكون بادئا عند الزوامل فيقال هذا الرجز مقدما على غيره – واعتبروا ان تلك المقولات اساس لتجمعها وسلطتها تماما كما هو الحال مع النشيد الوطني لكل دوله ولا بد ان يجتمع لهذا الشعار امرين هامين الاول ان يكون القول قويا سهلا جميلا والثاني ان يمدح قبيلته بما فيها او بما ليس فيها لا يهم والثالث ان يهجوا القبيله او القبائل المنافسه وهكذا تمضي الامورفي ثقافه اجتماعيه سادت ولا لازال يتردد صداها حين يظن كل فريق انه على عز ومنعه اكثر من غيره وانه بهذا الكبر يحمي شرف القبيله وعزتها وسلطتها وحدود اراضيها - والادهى ان يظن البعض بان من لا يرتبط بقبيله او مارس اعمالا لا ترها القبيله مشرفه هو في اسفل مراتب المجتمع وان علا شانه بمال او علم او خلق والاخير اشرفها واجملها يقول حافظ ابراهيم(فـــَإِذا رُزِقـتَ خَليقَـةً مَحمـودَةً = فَقَدِ اِصطَفـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرزاقِ * فالناس هذا حظه مال وذا = علم وذاك مكارم الاخلاق* والمال ان لم تدخره محصنا = بالعلم كان نهايه الاملاق / والعلم ان لم تكتنفه شمائل = تعليه كان مطية الاخفاق * لا تحسبن اللعلم ينفع وحده = ما لم يتوج ربه بخلاق)
ان ارتباط الزامل بالهوكه والتنصوره امر حيوي وهام فلا بد بعد التنصوره والهوكه من وقفه ودخول شاعر يقوم بطرح رجز يتزمل فيه المجتمعون وتشراب اعين الحاضرون وتشنف اذانهم استماعا لما يقال فربما يصبح القول بعد ذلك مثالا سارحا يردده الناس وهذا لا يكون الا في اشراقات محدوده يهديها الزمن لشاعر محظوظ – وفي القناصه يكون الزف كما شرحنا لاسباب بدايه الموسم او عند السمر او عند الذهاب للقنص وغير ذلك ويصطف المجتمعون في صفوف بين الخمسه والعشره اشخاص صف خلف صف ينقسمون الى قسمين القسم الاول يتلقى الشطر او البيت الاول من الشاعر ويردده والقسم الثاني يتلقى الشطر اوالبيت الثاني من الشاعر ويردده ولكل قسم منهم هوكه وتنصوره وتبداء بعض الاحتفالات بترديد بيت معروف يتزملون به في البدايه لجزالته وخوفا من مداخله غير مرغوبه- وفي القناصه كانو يرددون بيتا قديما ثم تصاغ الابيات التاليه على وزنه حتى ياتي شاعر يبدل القافيه او الوزن وقد يكون تبديل القافيه والوزن مرتبط بوصول الجمع الى نقطة محدده والبيت المشهور هو(طلبت الله لي ما نجود الا بجوده = كريم الوجه لي ما يخالف في وعوده)او بالبيت التالي (في زمان الوقت حاف الشبك ردوه لحاف بايغطون به الزقور= عادنا خيل خيال وأنت راسك ما يناف لا تعكين الوشور )او بالبيت التالي( قال بداع القوافي عادنا وديت حج = يوم سودان المناحر دمهن ضلا يعج )وفي عينات يرتبط هذا الاسلوب باحتفالات الفرنجله وهي احتفال يقام سنويا في اليوم الرابع من ايام عيد الاضحى من بعد صلاة المغرب يحتفل اهل عينات بالفرنجله حيث يتبارى الشعراء على ايقاعات المرافع والهاجر والطويس وعلى اصوات وزملة الشباب والشياب وعلى اقوال وجزالة الشعراء وقد راج في وقت من الاوقات ان يكون البدء ببيت شعر اتذكر الشطر الثاني منه وضاع من تفكيري الان الشطر الاول واضع مثالا له لكي تكتمل الصوره واتمنى ممن يتذكر الشطر المنقوص ان يوافينا به مشكورا البيت الذي اذكره هو ( يالله على سبيه من كل وادي سيل) واكملت من عندي(ونشاهد العوى والمشتري وسهيل) واود من احبابنا الشباب ان ينتبهو الى مثل هذه الامور ويضعوا البادءات التي كان جدودنا يقومون بها حتى لا نفاجئ بترديد بيت جاء في تناطح او تبادل للشعر بين الشعراء فراج بيت منها وفيه تعريض لبعض اهلنا واحبتنا – ومن الامثله الحيه القويه الجزله على بعض الرجز المتمكن الذي يحتوي الشروط التي ذكرناها ما يقوله العوالق حين يقولون في زملتهم (نحنا عوالق من علق نحنا مسامير الذلق= نحنا شراره من جهنم من دخل فيها احترق ) وفي اقول اليوافع وما اكثرها مشاهد جميله ولكن المقام لا يحتمل اكثر من مثال او اثنين ولعلنا نستزيد في قادم الايام ان راينا مبررا لذلك يقول الشاعر اليافعي(أهل النِّصَلْ والسَّلب باروتهم والع = لااهتانت الارض ما من يافعي يهتان)او بالقول(ماشي بقش ما شيئ بقش من لي يهزون اللمش = يافع كما ناب الحنش = من عضته ماله طبيب)او بالقول(قال ابن هيثم محل السلطنه = لاهتانت الارض يافع ما يهون = من ساس حمير عمد بالميمنه = نصرة على حل كسّار القرون)
سنتابع السير بعد ان ناخذ فتره من السكينه لنرى الى اين نصل وبالله التوفيق
سعيد كرامه بن عبيد بن عبد – الكويت – الاثنين 1 فبراير 2016م

(5)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع

(5)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع
لا زلنا في سعينا لفك التشابك واظهار الفوارق بين الهوكه والتنصوره وارتباطهما بالزفوف والزوامل وارتباط كل ذلك بالقبوله وبالحروب والغارات – ولا بد من ايضاح لفك هذه الطلاسم التي قد لا يفهم صغار السن اهدافها او مراميها ومن البديهي القول بان الحضارم امة ذات تاريخ عريق يشهد على ذلك تنوع الموروث الشعبي والفني والثقافي ففي حضرموت على وجه التحديد ستجد ان لكل قريه موروث متميز ولكل قبيله اسلوب مختلف ولكل عمل فنه ورقصاته واغانيه وهو امر اعتقد جازما انه لا يوجد سوى في حضرموت الفن والثقافه والانسان اذا فان الهوكه جمعها (هوك)ويهوك الشخص اي يصرخ عاليا والشاعر محفوظ العطيشي يقول ( كنت في القصر وحدي حال ما حد درى بي = انما اليوم هاكوا فيه صيعر وهمدان)اما للنداء فرحا ويتم ذلك على راس العريس عند القيام برقصه الحناء او في عند القيام بغسل العريس قبل الحراوه وهي عاده انتهت ولم يعد احدا يمارسها وكان العريس يغسل في موقع مكشوف وتقوم النساء بالزغاريد او بالحجير كما يقال له عند نساء الحضارم - ويتم غسل العريس بالحتيكه والسدر والصابون ويحضر اقارب واصدقاء العريس واهل المنطقه ويرقصون على اصوات الهاجر والمراويس من خلال فرقه ال طبيق المشهوره ومن العادات ان الذي يقوم بغسل العريس ياخذا معوز او صاروم العريس بعد غسله وفي ليله الحناء تجد اصدقاء العريس يدورون به دورات على وقع الموسيقى والات الطرب وعلى اغاني محدده وبين فينه واخرى يقومون بالهوكه على راسه مرددين الصرخات المعتاده ويعقبونها بالتنصوره وهي ما سبق ان شرحناه( يالله غليبه يالله مبارك واالا كهب ويه)وتقوم الهوكه او الصياح في حالات التشجيع والدفع للحرب او للغزو او للقنص من خلال استحثاث القوه والشجاعه في نفوس المشاركين وبين جموعهم وهي ايضا علامه الوقف والفصل بين اقوال الشعراء وكما اسفلنا في بيت المعلم عبد الحق ولا نعلم هل استنسخ الانسان الهوكه من حركة الاشياء والحيوانات حوله فالصراخ قضيه يحسها كل فرد منا تبداء من صياح الديكه قرب الفجر فاذا ما بداء ديك بالصراخ تبعته بقيه الديكه - يقول المحضار في ذلك (قدمتهم وبقيت تالي = وسهرت وسليت الليالي = ياريتهم رثيوا لحالي = سهران لمّا يصرخ الديك = ياغصن من شجره دنى = يا بخيت من يسقي ويجنيك ) او اخذوه من هديل العول والحمام وما ان تهدل عوله او حمامه حتى يردد خلفها بقيه السرب الهديل الجماعي في تناغم جميل - وقد كانت عينات في وقت مضى مرتع للعول والحمام وكانت مواقع تجمعهم معلومه وكنا نشاهد اسرابهم الكثيره تحط من كوده الى كوده للاسف انقرضت تلك الصور من وقتنا الحالي - او لعلهم اخذوه من نهيق الحمير ايضا كانت عينات مكتظه بالحمير لكونها تمثل وسيله النقل في تلك الحقبه فكل بيت تقريبا تحته حمار ومن الغريب انه عندما ينهق احد الحمير فان اصوات النهيق تتجلجل من انحاء البلده وكانما هي تحيي او تخاطب او تشتكي لبعضها من ظلم الانسان او لعلها تردد هوكه او تنصوره من خلال لغتها الخاصه- او لعلهم اخذوه من نباح الكلب وايضا كان في عينات كلاب كثيره بعضها مستانسه وبعضها عقوره ويسمونها مسلع وبعضها للحراسه وايضا فانه ما ان ينبح احد الكلاب حتى تتردد في انحاء المنطقه نباح الكلاب وهكذا ايضا عند عواء الكلاب او الذئاب بالليل فان عوى كلب او ذئب فان البقيه تتبعه ويحاول اهل المنازل القريبه منه اثنائه ولو برميه او رميهم بالحصى ليسكتوهم لان الناس كانو يتطيرون من الكلاب او الذئاب العاويه وغالبا لا يكون العواء الا في عتيم الليليقول احد الشعراء ( لو كل كلب عوى القمته حجرا = لاصبح الصخر مثقالا بدينار) – او هل هو من نقيق الضفادع والتي كانت متوفره بكثيره بسبب هطول الامطار وجريان السيول واحيانا الذين يسكنون قرب مجاري السيول والامطار ربما لا ينعمون بالنوم الهانئ فاذا ما بدات ضفدعه بالنقيق تتبعها اخواتها – ايضا القرود لهم تصرف مشابه فيكثر صياحهم من على روس الاشجار وكانها تحذر بعضها بعضا من خطر داهم – وهل زار احدكم عدن وهي مدينه تفشى فيها وجود الغربان حتى اصبحت عند بعض الناس تسمى مدينه الغربان وهل استمع احدكم للغربان وهي تنعق اثناء طيرانها وتردد السماء نعيقها –ونعيق الغراب مشئوم كذلك كما هو عواء الكلب يقول المحضار( يا حصن مولى البناقل محلى ركونك = خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب = الحب فيه المزله والعفو عين الصواب =لي خربو دار بصعر بايخربونك خذ عشر خذ خمسة عشر لا بد لك من خراب = ما حد من الناس راضي والله بهونك =ولا حكم قط قاضي ذالا فتن او سباب )لا نود الاستفاظه اكثر مما شرحنا في جانب اصوات الحيوانات والطيور الا انه لابد لنا من التفكر في كيفيه ممارسه البشر للهوكه والتنصوره وتحت اي اسم وباي لغه كانت - اذا فالهوكه هي اطلاق اصوات النصر اما لاخافة العدو او لتشجيع الجمع وكيفيتها ادائها مختلفه الا ان الصوت العالي هو الاساس - وقد تفكرت في موضوع الهوكه التي هي اطلاق صوت طويل من الفم كان يقال (( اييييي او اووووواو صييييي اوييييييه) واظن ان هذا التصرف غارق في البعد الزماني ومن الماضي السحيق– ولا نعلم على سبيل التحديد من اين جائت ولا متى كانت الا ان بعض القبائل البدائيه كانت تمارسها ومن اطلع على الافلام الامريكيه يجد ان الهنود الحمر كانو يطلقون الصرخات من الفم غير انهم يقطعون تلك الصرخات الطويله المستمره بوضع الكف على الفم ورفعها بسرعات متفاوته فتنشاء صرخات متقطعه من افواههم وتلك الصرخات هي صرخات الحرب او الاستعداد للحرب او اثناء المعركه بهدف ارباك واخافة الاعداء ويبداءون في رقصات على ايقاعات الطبول مع حركات محدده والقيام بصرخات اشبه ما تكون الى المناجاه اكثر منها للعويل والصياح ولا يمكن البعد عما تفعله نسائنا ونساء العالم في اطلاق الزغاريد او الحجير اوالولولات كما يقال في مصر بان المراه تولول اي تطلق اصوات شبيهه بالزعيق ولهذا يطلقون على المراه اسم الوليه من الولوله – والنساء في العاده تطلق الزغاريد في اثناء الافراح والولاده والزواجات وعودة المسافرين وقد تكون الزعروده صوت مستمر من الفم يطلق هكذا( وييييييه وييييييه) وقد يطلق باسلوب اخر حين تحرك المراه لسانها في فمها اثناء الزعرده فيكون الصوت اشبه بلفظ حرف اللام( لولولولو)اما رجال زف القنيص فان الهوكه عندهم تاتي مره واحده فقط بعد استكمال بيت التنصوره اما بقول ( مصييي ) او بقول ( ويييي)ان الصوت الذي يخرج من الفم يميزه كل فصيل بفهمه الخاص حتى ولو لم نعرف معناه ومع ان الزعرده والولوله او الهوكه او التنصوره امر نقوم بها مع سبق الاصرار والترصد ولا تاتي بسبب فسيولوجي واحيانا سيكلوجي- بعكس الضحك او البكاء الذان يحتاجان الى اسباب – ان ارتباط الهوكه والتنصوره بالحرب والغزو امر موكد وقد شاهدنا تطور رقصة الشبواني على سبيل المثال وهي رقصه حربيه لبدايه المعركه وكانت تنفذ من قبل المحاربين ولا بد انها تحورت وتطورت فبدلا من حمل السيوف استبدلت السيوف بالعصي والهراوات واصبحت العصي تصطك بعضها ببعض ولا بد ان الهوكه والتنصوره قد تحورت وتطورت في لعبه الشبواني الى ما نشاهده اليوم من الفصل بين اقوال الشعراء حيث يرون فقط ( واالا كهب واااالا كهب وااالا كهب- وتعني واللوم بهم واللوم بهمواللوم بهم )ثم يدخل الشاعر الى العظيده او المداره – وعوده للتنصوره فقد سال ابننا احمد الجعيدي عن التنصوره المشهوره وهي( الغلابه كم من قبيلي كسرنا نابه واللوم بهم واللوم بهم) وفي هذا المسار فان موضوع الناب امر يستوجب منا ان نوليه حقه ولو بالاشاره فقد ورد الناب في السنه المطهره قال صلى الله عليه وسلم ( حرم على أمتي كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع ) رواه أبو داود وقد ورد الناب في كثير من الاشعار والمتنبي يقول( اذا رايت نيوب الليث بارزة= فلا تظن بان الليث يبتسم= اعيذها نظرات منك صادقة = ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم )والناب مهم جد للحيوان وللانسان على حد سواء فبدون الناب لا يستطيع الحيوان ان يقتل وينهش اللحم وكذلك الانسان تتعطل عنده كثير من ملذات الحياه فلا يقدر على عضعضة انثاه او نهش اللحوم ولا عض اعدائه عند اللزوم وتصبح ابتسامته غير جميله وتختل بقية اسنانه وتكون عرضه للسقوط وان فتح فاه بداء بشع الشكل وليت هذا هو السبب بالنسبه للعربي القح بل ان النابين واسمهما الثنيتين في العربيه من اهم الامور للشاعر والخطيب والمتكلم فبدون اللثنينين تضيع الحروف ولا يستوي الكلام بل قد يهجر الخطيب الخطابه ان نزعت ثنيتيه لان مخارج الاحرف عنده ستختل وسيصبح عرضه للاستهزاء من السفهاء قبل الحكماء –وكثيرا ما يولد الانسان ولديه عله في اللسان كان يلفظ الراء غاء مثلا الا ان العرب القدماء وما تميزت به اللغه العربيه من الشمول والتعردد تعطي للعربي القح القدره على تجاوز لفظ الراء – يقال ان واصل بن عطاء المخزومي – ابو حذيفه الملقب بالغزال الالثع وهو تلميذ الحسن البصري ومؤسس فرقة المعتزله اللتي كان سبب التسميه فيها قول الحسن البصري عندما اختلف مع تلميذه فانفرد عنه في زازيه من المسجد فقال قولته اعتزلنا واصل فكانت التسميه - كان على ما وهبه الله من فطانة وفصاحة وحسن تصرف في القول كان صاحب عاهة في نطق حرف الراء ولكنه كان من الفطنه بحيث انه يتجنب في حديثه نطق حرف الراء فيحيل البءر الى الجب والبر الى القمح والمطر الى الغيث والفراش الى المضجع والحفر الى النبش وسجل التاريخ له خطبا كثير وطويله لا تجد لحرف الراء فيها اثر – ولكن نزع الثنيتين امر يخيف الرجال ولهذا فان نزع الناب مولم وغاية في الاذلال – ويحكي عن سهيل بن عمرو يكنى أبا يزيد وهو خطيب قريش وفصيحهم، ومن أشرافهم. أسر في معركة بدر، وتأخر إسلامه إلى يوم فتح مكة وهو من أرسلته قريش إلى رسول
الله كمفاوض في صلح الحديبيه والقصة جميله ومشهوره ويحسن بالمسلم ان يطلع عليها ولولا خوف الاطاله لشرحتها وسهيل هو من قال يوم فتح مكه حين قال رسول الله يامعشر قريش ما تظنون اني فاعل بكم فقال سهيل نظن خيرا اخ كريم وابن اخ كريم فاجابه رسول الله اذهبوا فانتم الطلقاء – لقد تم اسر سهيل في في غزوه بدر وطلب عمر ابن الخطاب من الرسول قائل يارسول الله دعني انزع ثنيتي سهيل حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم فاجابه رسول الله لا امثل باحد فيمثل الله بي وان كنت نبيا ثم قال له ياعمر لعل سهيل يقف غدا موقفا يسرك وهذه من كرامات النبوه وقد وقف سهيل عند وفاة النبي بالمدينه و كان بمكه فبلغهم الخبر وحصل هرج ومرج ورده لكثير من الناس وقد وقف سهيل موقفا يقال انه كرر كلام ابو بكر الصديق حين قال ايها الناس من يعبد محمد فان محمد قد مات ومن يعبد الله فان الله حي لا يموت – ان قصه هذا الصحابي واصحاب رسول الله يجب ان لا يغفل عنها ابناء المسلمين – رضي الله عن اصحاب رسول الله اجمعين-وعوده للتنصوره التي يرددها كل فصيل بما يحب وهي ( الغلابه كمن قبيلي كسنا نابه واللوم بهم) وما يرتبط بها من تفاخر للقبيله وذم لخصمها وقد تذهب احيانا للتفاخر والعصبيه المذمومه وهم هنا يربطون بين قبيلتهم الغلابه اي الغالبه لغيرها وبين كسر الناب لخصومهم دليل على اهانته ويرتبط الامر اكثر عند قول الشعر والمراجز والمدح والذم وهو امر سنتعرض له دون توسع لما فيه من المحتوى العظيم والواسع ومن لا يربطه جذر قبيلي معلوم فانه لا يذكر اسم القبيله بل يكتفي بالقول ( الغلابه) او نحنا الاسود الغلابه) او حاره غلابه او دمنه غلابه اوبنقله غلابه او كبس غلابه اوقريه غلابه بينما من يتجذرون بالقبوله فانهم يقولون( سيبان الغلابه* همدان الغلابه * كنده الغلابه * ويقال ان قبيله يافع هي من استحدث هذه التنصوره وهم يقولونها بطريقه اخري ( يافع غلابه كم من قبيلي كسرنابه) فلا يقولون كسرنا نابه بل يقال كسرنابه اي كسرنا القبيله وليس الناب – على ان الامر فيه متسع للخلاف – والحضارم يقولون كسرنا نابه وفي هذا يقول المعلم عبد الحق( تمت لكم ياهل الثناء والجوده = شو من طعن في الخصم علق نابه) وكاني به يستحضر طرق صيادي الوحوش في مجاهل افريقيا عندما يصطادون اسدا او فهد فانهم ينزعون اسنان الطريده ويجعلونها عقودا تعلق على رقاب الحسناوات وقد تقدم كهدايا ثمينه للموسرين – يوكد هذا المبداء قول الشاعر سلامه عوض الكثيري يخاطب البكري حيث قال( وان جيت يالبكري بغيت الوادي = ذه ما يعدي لا التقين اشعابه = كم قوم ذي جاته وانا عامد به = كم من قبيلي قد كسرنا نابه) وفي تخاطب لشعراء المداره بين الشاعرين زحفان و ابو سراجين يقول زحفان( حليلتي تصهل صهيل= منها ذياب الخلا اسها بها= خليت كم من عدو شد الرحيل = والشيخ يعلم وهو داري بها) فيرد عليه ابو سراجين قائل( نحنا قبايل ومنها ما نميل = كم من قبيله كسرنا نابها = وتشهد الشحر سمعون الكحيل = والمصنعه لي فتحنا بابها -
لازال في القوس منزع وفي الكنانه سهام وفي جراب الحاوي محتوى و قول يتردد بين بنات افكاره – سنتابع السير لنرى الى اين نصل وبالله التوفيق-
سعيد كرامه بن عبيد بن عبد – الكويت - الخميس 28 يناير 2016م

(4)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع

(4)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع
التنصوره بتشديد التاء وسكون النون – لم تستطب نفسي ان اترك هذه الكلمه ومعانيها المختلفه خلفي والانتقال الى جانب اخر من جوانب الموضوع - ولا شك بان ما اكتبه هنا وقد وجدت الحافز المؤقت كما هو دابي سيكون ضمن ما اقوم بجمعه من معلومات وحقائق ودقائق في سفر القنيص ذلك الحديث الشيق والطويل – وبالتاكيد فان التنصوره هي جزء اساسي من حوادث وتفاصيل القناصه تقال عند العزم من قبل الابو على فتح باب القناصه ومدخل السنه او عند الهجير في الاوقات الحاسمه التي تتطلب اتخاذ قرار لقنص خطمه في نفس اللحظه والهجير كلمه يرددها ابناء القنيص وهم ذاهبين على عجل الى القناصه فيقولون ( والهجير والهجير) و تعنى اللحاق اللحاق السرعه السرعه فلا مجال للتخلف والتاخر عن ركب الذاهبين اوتاتي التنصوره بعد كلمة (شاكبت شاكبت ) وهي كلمه لا زلت ابحث لها عن معنى تستطيبه نفسي وان كان المعنى العام يؤشر بانها كلمة للدعوه للذهاب للقناصه واستحثاث ابناء القنيص – وتقال التنصوره في كثير من المواضع منها عند الذهاب الى المنصب او الشيخ او المقدم او الابو في جمع من ابناء القنيص لانها تاتي في مرحله بعد تجمع المجاميع في العضيده او في الحلبه او في المداره اوفي الميدان او في اي معنى مرادف لها عند الناس في البلدان والتجمعات والمناطق والقبائل المختلفه – وتقال التنصوره عند بداء التحرك بزف القنيص يشرحها قول المعلم في الابيات التاليه (بني مغراه شوقي لكم ياهل العنيه = ومن مسراحكم يستمع دمعي خويه = مراجزكم تشوق بمن شوقه شويه = قروح اروامكم منها السواد نديه = وكم من جيد عند الدبغ جدد حذيه = ويوم الزف واوجاهكم سمحا بتيه )وعند دخول شاعر يضع بيتا جديد حتى لو كان نفس الشاعر يقول
المعلم عبد الحق (كفانا الزف كلين من شقه يعشر = وقبل الزف مولى المراجز لي يقرر
ويعطيهم ولي جاب مرجز قال نصّر ) ومعنى نصّر بتشديد الصاد اي قم بالتنصوره ) وتقال التنصوره عند قتل الصيد من قبل المجموعه الحاضره ان كان قتله بسبب رصاصه او من قبل اصحاب الشبك ان كان قتله ذبحا في الشبك فيصدحون بالتنصوره بعد ان يقول المكلف بانهاء القنيص قولته المعروفه( والليل ياقنيص) فمن لديه جميله في شبكه يقوم اصحاب الشبك بالتنصوره لكي يعلم اهل القنيص بهم واذا ما تم قتل صيد في الشبك اثناء القنيص او في بدايته وكثيرا ما يتم ذلك فانهم لا ينسون التنصوره بتاتا الا انها تقال بدون رفع الصوت بل غالبا ما تقال بتحريك الشفاه دون نطق الكلمات حتى لا يستشعر الصيد بوجودهم لانه من البديهي ان كل من في القنيص من الرجال والشباب لا يحق لهم الكلام او الحديث او الهمس او تدخين الرشبه وهي المداعه او الارجيله او تدخين السيجاره او كشف النفس بل يجب على الجميع البقاء مختبئين صامتين حتى انتهاء القنيص باستثناء الذين يشنون في اعلى الجبل سواء الذين في الحاجب او في الرقه او في الحجر وكذلك الذين يتجاوزهم اصحاب الشنن وهناك مواضع قليله محدوده يفضل فيها ان يقوم الملكف بالجلوس فيها بعمل ضوضاء والهدف هو ابعاد الصيد عن تلك الناحيه لكي يتجه الى مسرح العمليات حيت الكمائن منصوبه - وتقال التنصوره عند وصول اي جماعه الى المجحاف وهو موقع تجمع ابناء القنيص قرب الخطمه وتقال التنصوره عندما يعنّ لبعض الشباب او الرجال ان يطلقوها اثناء الجميله في اي موقع بعد انتهاء القنيص وتقال التنصوره اثناء الرقص في لعبه بني مغراه حيث لا تتوقف التناصير من قبل اللاعبين في المداره او العضيده وغالبا ما تكون تنصوره قتل الصيد هي ما سبق ان شرحناه( الطوع والاوشار الزهييه نحنا دمار الصيده المربعيه واللو بهم واللوم بهم) ولكن اثناء الرقص على لعبه بني مغراه قد تضاف تناصير اخرى من قبيل (يالا غلابك يلا مبارك يالا مصي وييي= او القول - يالله غليبه يالله مبارك يالله مصي ويييي ) وفي بعض الاحيان يقولون(وادرك على صاحبك وابشر بما يسرك - والالكهم ويه ( واللوم بهم ويه ) وقد تحورت بعض كلمات التناصير الى لغه غير معروفه بسبب قدم المحتوى وطبيعة المشاركات ووقتها لاننا كثيرا ما نسمع المنصرين وهم يطبقون كلمات غير مفهومه الكلمات فتجد الجميع يرددون التنصوره ولا تفهم من اقولهم شيئا الا ان المعنى لا يغيب عن بال الجميع فالذي يقولونه تنصوره - وهناك اشكال اخرى للتنصوره تحتلف باختلاف الناس والمكان وقد يتبعها الشخص بمخاطبه صديق له او عزيز عليه يشجعه فيقول له( يا والثبات يا ابو فلان) او يقول اسمه كاملا فيرد عليه اثناء اثناء الرقصه قائلا( يا بشراك يا ابو فلان يا بشراك) هذه تقال في سبيل تشجيع القانصين لبعضهم البعض وكلمة والثبات كلمه دارجه تعني اثبت في موضعك ولا تتحرك ولا تنبس ببنة شفه – هذه الكلمات قد تسمع اثناء القنيص وقبل ان ينتهي يقولها اصحاب الشنن الذين يرصدون الوادي من الاعلى في تفرعاته وخصوصا اذا وصلو للبقعه التي يقال لها ام التربيط حيث يتوقف اصحاب الشنن عن الحركه ويرابطون كل في موقعه خوفا من حركه ذكيه يقوم بها وعل او صيده متخفيه او جافله قد تشق صفوفهم وتذهب خارجه من الحصار المفروض وكثيرا ما يقع ذلك وغالبا يكون عندما يستشعر الصيد بحركه او حديث او دخان قادم من المسيله او من اصحاب الكمائن فيفضل ان يتجراء على صفوف اهل الشنن ويكسر حصارهم افضل له من الذهاب في الاماكن الضيقه حيث توجد الاشباك والكبائن والصيد كما هو معروف من اذكى الحيوانات في محيطه يقال ان الصيد ( يخسع) اي يختبى من الانسان فيمر عليه ولا ينكره ويعتقد انه صخره من الصخور بسبب لونه القريب من لون الصخور وقد ينقلب على ظهره تاركا بطنه للاعلى وهنا يختفي تماما عن الانظار وعندما يتجاوزه الانسان ينتفض هاربا ويجري باسرع ما لديه حتى يصل الى مسافه الامان بالنسبه اليه بحيث يامن انه لن يصل اليه احد عندها فان الوعل يقف ويلتفت وينظر للشخص او المجموعه نظره فيها سخريه وتهكم وازدراء وكانه يخاطبهم بلسان الحال انني اذكى منكم ولن تستطيعون صيدي والقبض علي ومن المشهور ان الوعل مشهور بالمكابره فلا يهرب او يخاف او ينذعر اذا كانت عينه في عيني الرامي او اذا كان على مسافه الامان بل يقف على اطراف اظافره ويتمخطر تمخطر الغانيات ويسير في ثبات وبخطوات رزينه ومتثاقله هذه الخاصيه يعرفها تماما قدماء اهل القناصه من اصحاب الخبره ولهذا فان تقديرهم للوعل وحبهم له يرتبط اساسا من عنفوانه وكبريائه وقوته الهائله التي لا يمكن للفرد ان يصدقها اذا لم يرى رويا العين لقد رايت وعلا فتحت عليه عشرات المعانق من البنادق والااليات الكلاشنكوف من جهة الغرب وهو يجري كالريح المرسله وكالسهم المنطلق عابرا المسافه في لمح البصر حتى اشرف على الجهه الشرقيه وفيها عشرات الرميان ما ان راوه حتى اطلقوا عليه وابلا من الرصاص من كل معنقه وبندقيه وهو يجري جريا لم اعتقد ان حيوانا يجري مثله واخترق صفوفهم الا ان حياته قد اشرفت على النهايه فدخل الى شحره مقطوعه ليس لها منفذ وواجهناه من مسافه لا تزيد على عشره امتار وصوب احد الرميان رصاصته الاخيره على بطنه فيما كان الوعل يتهياء لوثبة من اعلى الجبل حتى سحيق الوادي على مسافة لاتقل في تصوري عن خمسين متر على الاقل وذلك بتوجيه قرونه الى الاسفل حيث سيحمل القرون قوه السقوط وينهض بعدها كما هو معلوم الا ان الرصاصه الاخيره اصابته في مقتل فسقط من موقعه الى اسفل الوادي على جانبه الايسر – وخرج له الرجال منتشلينه من اسفل حتى
اعلى الرقه وبعد ذبحه ودحس جلده وجدنا انه قد اصيب باكثر من عشرين رصاصه
لقد وصف المحضار مكابرة الوعل بقوله =
(يا أهل الطويلة علينا يدكم طايله = ورماحكم فاتكة وسهامكم قاتله = حتى الظباء عندكم تمشي وهي جــافله = والريم ما ينقنص ويكابرين الوعول) ويقول في موضع اخر(وعل الجبل كل مــــــالقيته يكابر=يوقف مصلب على ا
طراف الأظافر) والوعل يختلف عن الضبى اختلافا شديد فالضبى تكون جافله متوثبه خائفه وتستثار من اقل الاصوات بعكس الوعل الذي تستثيره الاصوات الا انه يعمد الى المكابره والهروب الى مواقع ومن طرق يصعب على غيره الوصول اليها – التنصوره والهوكه موضوع لم ينتهي هنا بل له فصل او فصول لاحقه لا نعلم كم عددها لاننا نبحث عن التفاصيل وقد تجرنا تلك التفاصيل الى دقائق وتفاصيل اخرى فيطول الحديث ولسنا في عجاله لكي ننهي بحثنا لمجرد اننا لا حظنا ان عدد الصفحات التي سودت قد زادت عن الحد الذي يمكن معه نشرها على صفحات الفيس بوك لعلنا نقف عن هذا الحد بقول المحضار وهو يشرح معنى الهوكه والتنصورفي قوله التالي ( هوكه وتنصوره معا كل وقفه = ويمر من عطفه بهم لا عطفه = وكل حد فرحان قلبه سالي = ما بانسيبك يالتراث الغالي - سنتابع السير لنرى
الى اين نصل وبالله التوفيق
سعيد كرامه بن عبيد بن عبد – الكويت - الاثنين 25 يناير 2016م

(3)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع

(3)علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع 
لا نعلم لماذ افتتن ابائنا وجدودنا بالقناصه والقنيص هل لانها تمثل النشاط الرياضي الوحيد في ازمان غابره الا ان تواتر الاخبار يعلمنا ان اللهو البري والانشطه والالعاب كانت كثيره ونذكر ونحن جيل الخمسينات الكثير من تلك العاب والملاهي التي مارسناها صغارا وبعض من تلك العاب كان يمارسها كبار السن ولا مندوحه من القول بان كل من شب وترعرع وصلب عوده اتجه الى مساعدة اسرته وكون اسرته الصغيره في رباط لا ينفصم مع عائلته الاكبر حتى انه قد يكون في البيت الواحد اكثر من عشرين شخص وربما تعدى عدد المتزوجين منهم الخمسه او السته ازواج يسكنون منازل ضيقة ربما لا توجد فيها اكثر من ثلاث غرف وحمام واحد وبرغم ذلك تعايشوا بود واحترام كل منهم يعرف دوره وحدوده وبالرغم من هذا الضيق في المسكن الا ان النساء يحبلن ويلدن في كل عام ولا تدري كيف يتوافقون في ما بينهم لقضاء حاجاتهم الجنسيه وقد كانو ينامون جماعات في ايام الصيف والربيع والخريف في سطوح المنازل ويسمى السطح( الريم) وينامون في ايام الشتاء في الغرف الضيقه وقد كانت الغرف هي الضيقه المزدحمه فقط ولكن قلوبهم كانت اوسع من الفضاء الممتد على مدى العين المجرده – وربما كما قيل لي كانت الاشاره للزوج اذا اراد الخلوه بزوجته ان يقوم في عتيم الليل وكانه ذاهب لقضاء حاجته من بول او غائط ثم يتعمد اثناء قيامه ان يضغط باصبع رجله على رجل زوجته كاشاره لتلحق به – هكذا كانت حياتهم وربما لا يلتقي الزوج بزوجته في النهار فهو مشغول اما في مزرعه طبينه ( الطبين ) هو رب العمل او في انجاز اعمال اخرى كاجير او عامل او غير ذلك من مشاغل الحياه وهي سيشغلها عمل البيت من تنظيف الى الاعتناء بالاطفال والحيوانات والدواجن وتوفير الماء من ابعد الاماكن الى توفير الحطب والفقاش( الفقش هو طمي السيل او ترابه الدقيق بعد مرور السيل يرسب في مجاري الامطار والسيول ويترك لكي يجف ثم باسباب سخونة الجو وحرارةالشمس وتاثير الجفاف يتشقق ويتفلق الى قطع يترواح قطرها بين 20 الى30 سنتي متر مربع ثم يكسر الى قطع كل قطعه كقبظه اليد الواحده او اقل ولان عجينه الطين الدقيقه فيه مختلفه عن ارض المجرى فانه لا يلتصق بل يمكن رفع القطعه مباشره من الارض تقوم النساء بجمع كميات من تلك الطمي او الفقاش في محفر او زنبيل كبير لكي يكون اداه استنجاء يوضع في الطهارات او ما نسميه حاليا الحمامات او مواقع قضاء الحاجات ويساعد استعمال هذه الخاصيه اولا في استشعار النظافه فجسم الانسان الذي هو عباره عن تراب يتمازج مع التراب ثانيا يخفف من استعمال الماء للوضوء والماء عسيس اي صعب المنال يوتى به من اماكن بعيد على ظهور النساء في الغالب – ونعود للتساول لماذا افتتن ابائنا وجدودنا بالقناصه اولا كانت القناصه هي التعبير المباشر والصادق لتحمل المسئوليه ثانيا كانت المؤشر الاول على بلوغ الشباب مبلغ الرجوله الم تسمعوا ان الشباب في ادغال افريقيا اذا تحولوا من طفولتهم الى رجولتهم فانه مطلوب منهم قتل اسد – ان الحضارم كانو يميزون من بلغ سن الرشد بذهابه الى القنيص – ثم ان الافتتان بالقناصه امر عرفه الحضارم منذ غابر التاريخ عرفه ملوكم واقيالهم السابقه بل انهم في غفله من الزمن عبدو الوعل وقدسوه الا انهم كما يفعل العرب في الصحراء حين يصنعون اصنامهم من التمر ويعبدونها ثم اذا جاعو قسموها بينهم واكلوها وكذلك فعل العرب الحضارمه في الماضي السحيق يعبدون الوعل ويقدسونه ولكنهم ينظمون غزوات للامساك به وقتله وذبحه واكل لحمه ينظمون الجماعات ويحيكون الخطط ولا يبقى للوعل من رمزيه التقديس غير الاحتفال بالقشع او بالقرون ويفرحون اذا حصلت جميله بكسر الجيم وفيها وعل كبير يسمى وعل الظفر وفي هذا يقول المعلم عبد الحق(انصاف قسموها وخابرنا بها قانص حضر = قال اربعه ياللي تنشد منهم وعل الظفر ) وكلما ارتفع عدد عروات قرن الوعل زاد التعظيم له وزاد تقدير من قبض عليه ويعتبر الحضارم ان قتل الوعل في الشباك هو اكرم واعز له من قتله على يد قناص برصاصه من بندق ابو فتيله في السابق ويسمى اروم نسبه للروم وهم الاتراك الذين استقدمهم بدر بن عبد الله الكثيري مستعينا بهم في حروبه وكان ذلك في عام 936 هجريه وفي تلك العام عرف الحضارم السلاح الناري وفي اسم الروم يقول سلطان الشعر ابو بكر المحضار في قصيدته العصماء في وادي الحجيرات حيث التقينا = وحيث الصبا هب ريحه علينا = سقى الله وادي الحجيرات وشعوبه
= ياروم تصلح لشاجع سلوبه ) ولحقه البندق المسمى ابو صميل والبعض يسميه ابو ثلاث حلقات حتى ان الحضارم اوجدوا مثل على قله الحيله لبعض الناس فيقولون( ما قدروا ال با بنادق عا دالا ال باصمل ) والواقع ان البنادق هنا تعنى الميازر والصمل تعني بنادق اقل منها درجات الا انه شاع ان الصميل المشار اليه في المثل هو العصى الغليظه وعلى كل حال المعنى لايتغير ان اردنا القول بان الصميل بندقيه اقل من الميزر او اردنا بالصميل العصى الغليظه - و ربما تكونموتته من رصاصه طائشه من سلاح فتاك اخر انتشر بعد ذلك في حضرموت وهو الميزر نسبه الى الالماني باول بيتر موزر وهي سلاح فتاك مضاد للدروع يقول المحضار ايضا (يانا بذا طير عاشجره= لاهو حمامه ولا دره = ما بين سلوى ومن = ولفت بعينين لي حمره = اسرع من الميزر النبوت= مازلت ياطير متعلي ما تعرف الساحل القبلي من حيث يتحصل الياقوت (لفت اي التفت) ويقول (ميزر ابو مقصين حـــن= تعجب قروحــه مثل ضــرب المثـــانى= أحـــلا سلــب شاجـــع لــدن= بلجيــك ما با يسبق الطلقة بتدخين=رامــي وعامــد فـي مكـــن = يضرب علي في وســـط قلبي رماني= عقلي استلب منه وجــــن= راقب وخــاف الله ذي عشرة سنيــن)ويقول ايضا( عــــربي يماني=لا شــــــل ســـــيفه قــــــتل و الــــــعيلماني = من لحظ عينه شعل= خد لي أماني منه ومن سيفه القاطع البتار ‏‎frown‎‏ رمز تعبيري كلمه العيلماني تعني الالماني كما يلفظها افراد الباديه حيث يقال ميزر عيلماني أي الماني) والشاعر حسين عبد الله الكاف يقول (بني مغراه قلبي في العشقه معذب= ودمعي دم فوق الوجن والخد قد صــب= جفا نومي عيوني زعل منها وجنب = بلينا في المحبة يعـــــين الله من حــــــب(شبيه البدر وجهه ارى للحسن ينسب= وجـــــعده ليل داجي على امتانه مكــــثب = بماءالورد يغذيه والعــــود المطيـــب حريري البــــدن وردي الخدين اشنـــــب = لبيب الخصر ميزر ابو مقصين والبب = بطول الهجر قطع عرى كبدي وعــــذب = فلا لي نوم يحلو ولا مطعم ومشرب= حياتي حين يرضى وموتي حين يغضــب) ويقول حداد بن حسن(عيني على ميزر مخرج صنعته ملبوب =زين الحديده والمشط ما يمتسك خصره= ياليتنا با تلبسه بلقيه عمامه لاس=ياخير سلبه شلت الشهره = ولا تستاهل الا السلاطين))او من البندقيه الانجليزيه التي تسمى لي انفليد وفيها يقول المحضار(لازم في الراس به بره = باحط في بطنها عشره = من صنعة الانجلند = لكن نفسي ابت حره = القوت بالغصب ما هو قوت = ما زلت ياطير متعلي ما تعرف الساحل القبلي = من حيث يتحصل الياقوت) 
او من سلاح فتاك جديد غزى الاسواق وهو رشاش الكلاكنشوف نسبه الى صانعه الروسي ميخائيل كلاشنكوف - ولهذا فان مدلول قتل الوعل في الشباك لدى اهل القناصه يدل على سماحه القنيص وانه صافي ليس فيه خطاء ولا باس ولا ذيم بل هو قنيص نقا اي نقى من الخطوب والاخطاء وليس به ذيم اي مذمم - وفي ذيم القناصه يقول المعلم عبد الحق ( يرجع لمن خاطري منّهم مشتقّ = من ذيمهم شفت مقناص السنه بطال)وكانو يخافون من اللوم ومن كلمة يا لوماه - ولهذا عندما يسمعون ان وعلا ذبح في احد الاشباك يقولون –القنيص مسمّح- لقد افتتن ابائنا وجدودنا بالقنيص وبالوعل حتى ان كبار السن من الذين لم يعد في استطاعتهم الصعود للجبل او حتى الوصول الى المجحاف او المسيله تراهم اذا تواجدوا في زف القنيص او في روحته يطلبون القشعه ويتلمسونها بكل شوق وود بل ربما بكي احدهم من الحسفه ومن التوجع على ضعف الحال وعدم القدره على المواصله كما كان في شبته ورجولته وتجدهم وبعضهم قد انطفاء ضوء عينه من العمى وتراه وهو يتلمس القرون ويحسب العجرات حساب المستكشف الضليع ويقول عهوين على ايام الشباب ولعل المعلم عبد الحق الدموني يشرح ما به حين قال في احدى قصائده الجميله عندما قصرت همته عن الطلوع للقناصه مع جمع اهل القنيص (قال انت واجب تصل من قبل ما يوصلون = قبلك تحذو من الغرفه ومن سيئون- نصبوا وقتلوا وزفوا وانت في دمون= ما يحضر الركعه الا من وضوئه تام- عهوين همتي قصرت ذي السنه والعام) والقصيده جميله وهي من ديوان الوقائع – ولا شك ان افتتان الحضارم بالوعول مثل هاجسا كثير الرهبه لكل قانص فكانت الهيبه من ضياع او تسريب او خطاء ولم يقفوا موقف الاكبار بل مدحوا الوعول بما جادت به قرائحهم يقول المعلم في احدى قصائده(ونصبوا في الحقيقه من الله جات وهبه= خذو خمسه و قيدومهن خو فتح ذبه= كبير القوف لي مثل كعب الثور كعبه = ولو شيئ باب يبغا زوافر حل عربه= ضلوع الهشم تصلح زوافر له وعتبه = ولحيه فيه تصلح لصاحب عرس عذبه = قرونه زاد تصلح لمنبص يسل خشبه = وكرعانه لشبريه ايدّا ترتبع به) ولهذا فان المبشر اذا وصل من الجبال لا بد من ان يحمل معه ما يثبت كلامه وغالبا ما يكون معه كراع وعل الزف الذي يستطيع الخبراء ان يقدرون سن وعمر الوعل عبره لانه في الغالب يقوم اهل القنيص بالمبالغه في تحديد عجرات الوعل فاذا كان معهم حامل عشرين قالو معنا وعل يحمل ثلاثين وربما رفعوا الهامش ويقولون حامل اربعين وهذا رغبه في استحثاث الناس للمبادره بالاستقبال وحضور الزف والروحه وقد حصل ان جاء البشير الى سوق عينات حيث يتواجد بعض القناصه القدماء من اهل السوق وهم اهل الخبره ولا ينقص ذلك من ادوار بقيه اهل المنطقه فلكل شخص او حافه دور هام وما ان وصل واستبانوا منه عن قنيصهم وبشرهم بوعل زف حامل ثلاثين فقال له اين الدليل فاظهر له الكراع وهو ساق الوعل والكراع عباره عن عظم وديم وظلف اي ليس ثقيل الوزن حتى وان كبر حجمه -وما ان امسك بالكراع واستشعر كبر الوعل حتى فاضت قريحته فقال للحاضرين نصروا- لانه سوق يقول بيتا من الشعر وعليهم ترديده بطريقه الزف فقال ( قال بداع القوافي) وهي بادئه يستعملها الشعراء بكثره لكونها تعطي الانتباه الى ما سيقوله الشاعر وربما لا تقوم اي جمله اخرى مقام تلك الجمله بالرغم من انها تمثل نصف شطر البيت والشعراء يستعملون مثل هذه الطريقه باستفاظه فمنهم من يقول( قال الفتى الشاعر) ومنهم من يقول (ذا فصل والثاني )او يقول( خرج ذا فصل)ومنهم من يردد اسمه فيقول مثلا ( يحيى عمر قال ) او ( يقول خو علوي) او من يقول( قال ابو سالم) وهكذا حال الشعراء – امسك الشاعر بالكراع وقال بعدان رفع الحاضرون التنصوره - فقال على البديهه ( قال بداع القوافي رطل واربع في الكراع = غير مولى السوق ما حد كلهم بطحا وقاع) 
سنتابع السير لنرى الى اين نصل وبالله التوفيق
(بعض الاشعار ربما استشهدنا بها في مواضيع سابقه لنا فنعتذر عن التكرار)
سعيد كرامه بن عبيد بن عبد – الكويت الخميس 21 يناير 2016م

(علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل)2

(علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل) تابع 2
لا شك ان الهدف ليس سرد طريقه القناصه بتفاصيلها المختلفه لان قناصه الوعول بالخصوص تتيح للمشارك بها بان يصف من الموقف الواحد عشرات القصص كل يروي بحسب موقعه من اطار الرؤيه ومما شاهده ومما قام به هو او من معه فهي ادوار مختلفه وواجبات متعدده لهدف واحد فلو ضربنا مثلا بسيطا عن رامي اطلق الرصاصه على احد وعول الجبل من اسفل الوادي فان القصه عند الرامي تتنتهي عند رصده للوعل ثم تسديد الرصاصه له وبعد ذلك لا يعلم ماذا حصل حتى يتم وصول الغنيمه اليه - ولا بد للقصه من شاهد او شهود اخرين يروون كيف ترنح الوعل وكيف سار او جرى بكل قوته وامعائه تخرج من بطنه او هو يسحب رجله وغير ذلك وكيف سقط مضرجا بدمائه وكيف قاوم من اتى ليحز عنقه وكيف تمت تلك القتله وكيف تمت تنصوره الحاضرين( التنصوره فعل جماعي يقوم به ابناء القنيص فيقولون بشكل جماعي( الطوع والاوشار الزهييه نحنا دمار الصيده المربعيه واالا كهم واالا كهم وييييه) والطوع هو عود السعف الجاف الذي يتم نصبه في الارض ويتم في اعلاه وضع الطرف العلوي من الشبك بحيث يسقط عند اقل حركه وهو واحد من عدة اطواع بحسب طول الشبك- الاوشار تعني شباك الصيد التي يتم نصبها في الجبل – الصيده المربعيه هي الوعول اللتي تكون قشعها او قرونها مرتفعه للخلف دون انفراجه نحو اليمين واليسار بعكس غيره والا كهم هي تحريف لكلمة واللوم بهم اي اللوم على من لم يكن معنا في القناصه - كما اعتقد ) وهذه التنصوره موجوده لدى كافة القبائل وفي كل البلدان وتختلف باختلاف الموقع الا ان الجميع مجمع عليها تقال عند الزف وعند امقارعة الشعراء وعند الزواجات- وكيف تم دحسه وتقطيع لحمه او نقله من قبل ثلاثه او اربعه اشخاص من راس الجبل الى اسفل الوادي مقابل ان يحصل كل فرد منهم على حقه المتفق عليه وهو كراع الوعل مقابل النقل وسيروي الشهود كل من موقعه قصه مختلفه عما راه وشاهده الاخرين وسيتجمع الناس في حلقات لكي يسمعو القصه من فم هذا وذاك دون ان يتسرب اليهم الملل من سرد القصه لانها ببساطه ليس فيها تكرار لما قيل من قبل ذلك الشخص او من قبل هذا القانص - بل احداث جديده تكمل بعضها البعض في سمفونيه جميله اسمها قصص القنيص هذه السمفونيه لا تنتهي بتاتا لان هناك جوانب متعدده ضمن المراحل التاليه في تقسيم لحوم الصيد وجعله رواني( الراني هو قسم من اللحم يدخل فيه كل جزء من اجزاء الصيد) وطرق تقسيمها وتوزيعها ومن له حق فيها ثم في ارسال المبشرين بالجميله( بكرس الجيم) وتعني تبشير الناس بالظفر والحصول على الغنيمه وخصوصا اذا كانت القشعه ( اي قرون الوعل) تتعدى العدد المتفق عليه لجعله يستحق الروحه او حفل القنيص او لا يستحق سوى الدخله وهي زف القنيص عند الوصول وتتحدد ما بين الثمانيه عشر عروه في قرني الوعل او قشعته واكثر – ولهذا يطلق الحضارم على الشخص النبيه والذكي وصاحب الحركه والاجتهاد اسم القشعه فيقولون فلان الفلاني قشعه – وياتي بعد ذلك الدخول في افراح القنيص زفا وروحه وما يتعلق به من مراجز واشعار ورقص لا تكون مقصوره على اهل القناصه بل تشمل كل ساكني القريه او المدينه وما جاورها واحيانا ما بعد منها-
سقت هذا المثل الذي حرصت كما هو دابي ان املاء السطور بالتفاصيل التي يمكن من خلال الخوض فيها ان نسود عشرات الصفحات عن كل تفصيله – ولا اريد ان ادخل في تقديم شرح لكيفيه القناصه فقد سبق لي ان قدمت موضوعا طويلا حول قصه قنصه في خطمة جبليت ( الخطمه ) هي موقع محدد الجوانب في الجبل يتم قناصته واحكام السيطرة عليه واقفال مخارج وطرق الهروب فيه ودفع الصيد الى السير في طرق متعدده معروفه تقوده في النهايه الى مساحات ضيقه توجد فيها رماة ببنادقهم يرمون في اماكن واتجاهات محدده وايضا طرق تودي الى مواقع فيهااشباك منصوبه في اماكن مختاره في طريق عبور الصيد ويقوم اصحاب الشباك بالاختباء في مكامنهم التي تسمى مرابي بحيث لا يراهم الصيد ولا يكون امام الصيد خيارات فهو هارب من الضوضاء التي يثيرونها اصحاب الشنن وهم من يجفلون الصيد من اعالي الجبال باصواتهم المنفره فيقولون ( هوت هوت) او يغنون ويضربون على الدفوف او يتمازحون ويتصايحون ويتبادلون الحديث ما بين جنبه واخرى( الجنبه) تعني جانب من الجبل يقابله الجانب الاخر في الجهه الاخرى ويربط بينهم اشخاص متعددون يصطفون في اعالي الجبل يبدوان من الحجر وهو حز في اعلى الجبل يكون في المعتاد صعب والسير فيه مجهد ولهذا يتم اختيار الرجال او الشباب الاشداء ليمشطونه – ثم فوقهم مجاميع من الرجال يصطفون في صف واحد متوزاي لا يتقدم رجل عن اخر يكون ما بين الرجل وغير حوالي عدة امتار بحسب اعداد الذين ذهبو للقناصه وهذا المسار ما بين الحجر للحجر قد يتعدى الكيلو متر في بعض الاحيان يصطفون ابتداء من الرقه وهو سطح الجبل الادنى ثم يمتد صفهم الى الحاجب وهو مرتفع في الجبل يشكل مع الجبل منحنياته ولا بد من تنظيم السير فلا يجوز ان يسبق رجال الشنن في الرقه والحاجب رجال الشنن في الحجر ويضبظ تلك المساله الشخصين الذين يسمونهم ( مدهقين) اي يشرفون على اصحاب الحجر من اقصى مسافه في الرقه ثم المدهقين من الحاجب من اقصى مسافه في الحجر ولهذا فان اصحاب الشنن في جنبه من الجنب قد يجدون انفسهم مضطرين للجلوس ريثما ينتي اصحاب الحجر من استكشاف الشحر(مفردها شحره وهي حز في الجبل من اعلاه نخرته مياه الامطار وتمثل الشحر الطريق الوحيد امام مياه الامطار للوصول الى الوديان ) بحسب تفرعها واتساعها وهذا لكي لا يفاجئهم الصيد ويهرب منهم بعد ان يتخطونه – انها خطه عسكريه فيها الميمنه والميسره والقلب – يهرب الصيد من اصوات بنادقهم المدويه وهارب من الاشخاص الذين يتواجدون في طرق الهروب التي لا يستطيع غير الوعول الهروب منها بعضها شحر وبعضها معارق - وهارب من اصحاب البنادق التي يطلقونها عليه ايضا في اماكن ومواضع محدده ويتجه الى المخارج التي وضعت بها الشباك حيث يكمن اصحاب الشباك دون حس او حركه حتى اذا تعدتهم الوعول ثارو عليها بالصراح فتجفل اكثر ممن هي جافله فتتجه نحو الشباك ونظرتها الى الخلف نحو الثائرين عليها الحاملين شفراتهم وسكاكينهم فتقع في الشباك متخبطه ويتم ذبحها ثم اعادة نصب الشباك من جديد حتى يتم التاكد وفق نظام القنيص من ان الخطمه خاليه تماما من اي صيد وكلمة الصيد تعني الوعل او الغفر اوالصيده - والوعل القائد او كبير السن والغفر الصغير الذي بداء قرونه في الظهور والصيده هي انثي الوعل- ان هذا السرد لا يمثل الا تلخيصا في غايه القصر لما يحدث فعلا ولا اريد الاسترسال فلدي نية في كتابه قصة القناصه وقد بدات منذ سنتين او اكثر في تجميع الماده والتعليق على بعض الجوانب ولا زال ينقصني الكثير من الجوانب التي يجب علي ان اسد فرجها واكمل نواقصها خصوصا في وجود توثيق بالصوره ومعرفه وتحديد اسماء بعض المناطق ومكوناتها وقد وضعت ملفا متخما بالتفاصيل حول القنيص ان وفقني المولى فانني اعتقد انه سيكون كتابا من عدة اجزاء يحكي قصة القناصه وكيفيتها وما يتعلق بها ولانني لا ارغب في نقل المشاهد كما هي فانني اسير في خطوات لكي اضع في التفاصيل شيئ من نفسي وتفكيري الخاص وتحليلاتي المنبثقه من فهمي ورويتي لكيفيه واسباب كثير من الجوانب التي ترتبط بالقنيص ولا ينتبه لها الناس و ساحرص على وضع جانبا من تلك الرويه في هذا المقالات وسوف اضمها حتما الى ملف القنيص لتصبح جزاء منه بعد ذلك فكثير من الجوانب المتعلقه بالقنيص واهله مرتبطه بحكمه وتفكير اهل الراي والمشوره من جدودنا ولم تاتي نتيجه حظ بل انها وضعت لاسباب واهداف نبيله الا ان الناس في غالبهم لا يتفكرون فيها حسبهم الظواهر والتكرار مما انساهم الاسبا ب القويمه المخفيه في ذات العمل ولهذا فانه ولتقادم السنين ينسى الشباب وهم عماد القنيص بل وقد يتعمدون في تخريب وتجنب السير وفق ما سار عيله ابائهم وجدودهم ظنا منهم بان في بعض الجوانب اقلالا من شانهم او تكريما غير مبرر لبعض الناس ومن هنا تنشاء المشاكل وتختل الامور – والسئوال الذي يطرح نفسه لماذا حرص الجدود على القنيص وكيف جعلو تلك الرياضه الشاقه سبب في اسعاد اهل البلد وسببا في خنق الخلافات وسببا في واد العداوات وسببا في فرض السلم وبين القبائل والافراد المتقاتلين وكيف اخضعوا ابناء الباديه بعدم التعدي على حدود خطماتهم وكيف استطاعو على شظف العيش وقله ذات اليد وشيوع الفقر ان يسيروا القنيص الجماعي في العام الواحد عدة قنصات بعضها يتم التحضير له وبعضها يتم بسبب عيانه وتعني رويه شخص او اشخاص ثقه لجمع وعول في ناحيه من نواحي الجبال فيتم التحضير للقناصه في الموقع المحدد على عجل وكيف استطاعو تحقيق السلم والتعاون بينهم بعيدا عن الانانيه وكيف استطاعو متعاونيين ان يفرضوا هيمنتهم على جزء كبير من الجبال كل منطقه لها حدودها التي لا يحق لغيرهم ان يصطادوا فيها وكيف استطاعو التثبت من المواقع ووضعوا لها مسميات تجعل مرتاد الجبال منهم لا يضيع حسبه ان يتعرف على بعض الشواهد في جزء معين من الوادي او الشعب او في اعالي الجبال فيصبح لديه خارطه لطريق الذهاب او العوده ونحن نتحدث هنا عن مئات او الوف الكيلو مترات وعن مشاهد قد يظنها الغريب متشابهه ولكن اهلنا العظام كانو من دقة الملاحظه بحيث اصبحت الفروقات التي لا تكاد ترى هي رمز الشفره في معرفة طرق الجبال ومخابيها - وعرفوا مداخل ومخارج الخطم حتى وضعوا الخطه التي هي خطه عسكريه اكثر مما هي خطة قناصه – وكيف حددوا مواقيت القنيص ومواعيده وكيف توافقوا بكل جمعهم على تنفيذ القناصه بالرغم من اختلافهم فكريا وطبقيا وقبليا واجتماعيا وماليا وكيف يحتكمون للوثور المكتوبه في اوراق وهي قليله جدا للاسف الشديد فقد كان الحضارم كما هم العرب القدماء يغلب عليهم الاميه فلا يسجلون الاحداث الا ما ندر يقوم بذلك نخبه من القوم المتعلمين والمثقفين ولهذا يغيب عنا كثير من حقائق الماضي بسبب عدم العنايه بالتوثيق المكتوب وقد قيل سابقا ( كل سر جاوز الاثنين شاع – كل علم ليس في القرطاس ضاع) ويضيع كثير من قصص الماضي لانهم كانو يعتمدون على ذاكرة الناس ونقل المعلومه من الاب الى ابنه دون توثيق بل يتم تحكيم العرف وتوثيق الجواب الذي ياتي من كبير السن وللاسف فان عدم التوثيق قد يصاحبه النسيان او التوهم مما يضيع كثيرا من الجوانب الهامه في ثنايا التفاصيل المختلفه وللاسف لم يظهر من التوثيقات الا قله من الكتب خصوصا في موضوع القنيص منه ما كتبه ( هباش) احد افراد اسره ال بدر حيث وثق مواقع بعض الخطم وقد استفاد منها رواد القنيص ايما استفاده خصوصا بعد ان اقفل باب القنيص بقرار من الدوله في جمهوريه اليمن الديمقراطيه الشعبيه حيث توقفت القناصه لفتره زادت عن عشرين عاما منذ عام 1967 حتى بدايه الوحده المشئومه في عام 1990 – وهناك كتاب الوقائع للمعلم عبد الحق يشرح كثيرا من مواقف القنيص من خلال الشعر – واعتقد جازما ان هنك بعض من الوثور والاتفاقيات محفوظه لدى بعض الاشخاص من اصحاب الشان والمكانه ولا يريدون الافصاح عنها – ما يولم هو ان كبار السن بما استحفظوه من حوادث وبما نقله اليهم ابائهم وجدودهم من قبل اصبحوا في طريق الانقراظ دون ان نستفيد من تسجيل رواياتهم وحكاياتهم ونوثقها للمستقبل فلا مستقبلا بلا حاضر ولا حاضر بلا ماضي –
( سنتابع السير لنرى الى اين نصل وبالله التوفيق)
سعيد كرامه بن عبيد بن عبد – الكويت الثلاثاء 19 يناير 2016م

(علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل)1

(علموا اولادكم السباحه والرمايه وركوب الخيل)
أورد هذا الأثر صاحب كتاب كنز العمال عن مكحول أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الشام( أن علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية)
وجاء الحديث عن غير عمر رضي الله عنه ولا شك ان في اقوال رسول الله حول الرمي والسباحه وركوب الخيل احاديث متفرقه –
احاول بقدر الامكان التقليل والدخول الى وسائل التواصل لعدة اسباب احدها بسبب الانشغالات المستمره وثانيها وهو الاهم الخوف من يكون في ما اكتبه مدعاة لغضب او زعل اي شخص بالرغم من حرصي على ان لا اذكر بالسوء اسم اي فرد مهما عرفت من اخطائه وكلنا خطاؤن بل احرص على تبيان محامده وجميل حسناته وفقا وللقول على ما يظن بانه من حديث المصطفى او هو حديث ضعيف على اغلب الاقوال ( اذكروا محاسن موتاكم) وبرغم ذلك فان الظن وهو اكذب الحديث هو الذي غالبا ما يجعل البعض يستوهم ان قولا معينا يستقصدهم وبهذا تنشاء عداوات وبغضاء وكثير لا اتوافق مع طرح بعض الاحباب الا انني اتجاوز عنها فربما يكون فهمي قاصرا عن معرفه مقاصدهم - ان العزيز( خالد سعيد رمضان السليماني) ابو سعيد محب لمجتمعه تلبس برداء المحبه حتى اصبح الرداء متلبس به ولا ينفك عنه بل صار كجلده لا يستطيع خلعه وامثال ابو سعيد حفظه الله كثيرون من اهل بلدنا وابو سعيد وامثاله جعلوا انفسهم في وجه المدفع وكنا مثله في السابق وربما يغضب منه القريب والصديق في سبيل دفاعه ومحبته لمجتمعه وبلده وكنا كما نتصور في نفس موقعه الان ايام كنا في مثل سنه . لقد رايت مقطعا لقناص يحمل بندقيته ويردي بها عددا من وعول الزف من موقعه المشرف وكلما اصاب احد الوعول اتجه نحو الاخر فيصيبه في مقتل ويتدحرج الوعل من عالي الهضاب الى اسفل الوادي ولا اعلم لماذا يقوم امثاله بهذا الامر ان كان من اجل ان يحكم توجيه بندقه فان بامكانه ان يوجهها الى صم الجبال والى اعداء الاوطان وان كان من اجل اللحم فيكفيه واحد ليشبعه ومعه عشره اشخاص اخرين وان كان من اجل الشهره فحسبه ان يختار الاكبر ذوا القرنين فيستحق بذلك ان يتفاضل اما وقد اردى عدد كبير من الوعول فان هذا الامر مستهجن بل ومجرم - لقد رايت المقطع فانتابني الحزن لانني ربطت بين صائد طرائد وبين رجال يصنعون الفرح والسرور في مجتمعاتهم ولهذا فانني لا استحب القناصه الجائرة التي هدفها قتل الصيد مدعاة لاكل لحمه فقط وارى ان ابائنا وجدودنا العظام كانو اهل علم وخلق حتى وان كان اغلبهم لا يحسنون الكتابه والقراءه فقد كانت القناصه عندهم رجوله وشجاعه ومحبه والفه واشعر بكثير من الاسى ان كبار السن ينقرضون واحدا واحدا كاوراق الخريف دون ان ننهل من خبراتهم ونوثق ماضيهم وما سمعوه من ابائهم وجدودهم عن ايام خلت لقد انفصلنا عنهم بعدم معرفة تاريخهم المشرف واسباب تحركهم على بوصله وطرق محدده غلبت عليها حياتهم بعيدا عن التصرف العشوائي والاجتهادات التي لا يحتاجون اليها الا عند الضرورات القصوى فقد كانت حياتهم مبنيه على اسس محكومه – ربما نظرنا لها في وقت من الاوقات على انها قضايا غير سليمه وربما بدّعناها ورمينا اهلنا بالذل والمهانه لسبب انهم حافظوا على مسارات حياتهم وفق ترتيباتها المحكمه – والواقع ان الانسان منذ نعومه اظفاره تتلبسه فكره ان ابوه افضل واعظم واحسن واكمل الناس ويصبح كل عمل يقوم به ابوه في مقام الاعمال البطوليه ويعتبر المثل الاعلى له فيبداء الطفل– الا ان كل تصرف احبه في ابوه في وقت طفولته ينقلب الى النقيض تماما فتصبح المحبه مثلا احراجا 
له ويصبح السئوال تدخلا في حياته ويصبح القلق عليه تقييدا له وهكذا ينظر بعين مختلفه لكل تصرفات والده ويراها غير سليمه ويردد ان ابي ممتاز ولكن خلقه ضيق ثم في اعوام لا حقه يقول ان ابي كان لطيفاعندما كنت صغيرا واصبح اليوم حساسا ولا يتماشا مع الزمن والعصرالحالي ثم يقول ان ابي اصبح اكثر حده وصعوبه وفي بعض الاحيان يتسائل كيف استطاعت امي تحمل ابي ولن اسامحه على تعنيفي وزجري فهو يعترض على كل ما افعله ولا يعجبه شيئ من فعلي ولا يسمح لي باللعب او الذهاب في فسح وسفرات ومن الصعب ان اتفق مع فكره ولا اعلم كيف تعامل جدي مع ابي ويستمر هكذا الا ان يبلغ مبلغ الرجال ويصبح له اولادا فيبداء من جديد في ترتيب الامور وتتغير نظرته ويقول ابي رباني علىالخلق والدين وبكثير من الضوابط ولا بد ان اربي اولادي بنفس الطريقه لانها الطريقه المثلى ثم يصل الى التعجب فيقول كيف استطاع ابي ان يربينا وانا واخواني لانني اجد صعوبه في التحكم بابنائي وعرفت الان كم تكبد ابي من عناء لاجل ان يربينا ويحافظ علينال ولا شك ان ابي ذوا نظره بعيده وخطط لكل امور حياتنا لا شك ان ابي كان مميزا ولطيفا وهو الافضل حتى تتلبسه الفكره الاولى التي تلبسته في صغير من ان ابوه اعظم الناس( عدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) هكذا تنتابني فكره ان جدودنا كانوا من افاضل الناس ومن احسنهم ولم تكن حياتهم لهوابل جهدا وعطاء وتضحيه- بل كان لهوهم مقرونا بالخير ومربوطا بجوانب اخلاقيه واجتماعيه وانسانيه – ولنعد الى القناصه وما فيها من محامد ومحاسن ولنربطها بالاثر الذي وضعناه في بداية هذا الحديث – لقد حرص بدوا الصحراء على الدعوه لتعليم الابناء الرمايه- وركوب الخيل – والسباحه وقد كانوا في بعد شاسع عن البحر – انها دعوات لكي يشب الطفل في مواضع الرجوله ويتعلم مكارم الاخلاق ويشب على شظف العيش وصعوبه الحياه كانو يرسلون ابنائهم في صباهم الى خارج حواضرهم مع الباديه ليتثقفوا ويتعلموا ويترجلوا حتى نبينا ارسل مع حاضنته ووالدته من بعد حليمة السعديه – الا يحق لنا ان نربط القنيص بتلك المثل فقد كان حرص ابائنا على ان يشب ابنائهم رجالا لا مكان في حياتهم لفتره تسمى ( سن المرهقه) بل سن الرجوله وهذا ما يثبته قول ابو العلاء المعري حين قال( وينشاء ناشئ الفتيان منا = على ما كان علمه ابوه) لقد ضع ابائنا وجدودنا لكل عمل جماعي قيم وطرق محكمه ومنه ما وضع للقناصه من اهدافا تتجاوز الرغبه في اللهو والشروع في التسليه والحصول على لحوم وبواقي صيد الجبل والرغبه المستحكه في تقديم الفرح لكل اهل البلده والمناطق المجاوره ولهذا فقد احكموها بقوانين لا يجوز لاحد تجاوزها فسارت سنوات حياتهم جميله وصار قنيصهم كله جميله بكسر الجيم – هل نستطيع ان نضع امثله بالتاكيد يمكننا على رغبة في الايجاز وقد اطلنا ان نضع بعض الامثله – من منا لا يحب ان يمارس ابنه الرياضه ليصح جسمه وقد كان القنيص رياضه الرياضات ( سنتابع السير لنرى الى اين نصل وبالله التوفيق)
سعيد كرامه بن عبيد بن عبد – الكويت الاحد 17 يناير 2016م