الخميس، 24 أبريل 2014

متابعات الموضوع رقم 26


2ايضا وقد زادها اهل الجهل جهلا وكتبوا الجهلاء ايضا جهلا الي ان وصلتنا في قرننا هذا القرن التعيس18
لازلنا في سياق متصل منذ بضعه اسابيع لايضاح ما لدى العرب في الجاهليه من محاسن واخلاقيات اغلبها اكد عليه الاسلام واقرها   وفي متابعاتي وقراءاتي لفت نظري بعض الكتابات التي تزعم ان كثير من عبادات الاسلام هي عادات جاهليه وهو قول يتصف بالنذاله والخسه ليس لمجرد اختلافنا معه او اختلافه معنا بل لان فيه من التجني والكذب ما يوجب ان نوصفه باقذع الصفات ولا بد لمن لديه قريحه واستدراك ولو بسيط ان يعلم بان كل ما نتكلم عنه من اخلاق العرب في الجاهليه وايضا مما اثبته الاسلام من عادات او محاسن واخلاقيات وبعض ما اقره الاسلام مما كانت تقوم به العرب في الجاهليه الكثير من القواعد التي سرت في سياق عباداتنا الاسلاميه وسارت في مدار حركتنا الاجتماعيه والثقافيه وتشبع بها الجميع ولا بد ان يعلم من يرغب في العلم بان  العرب قد ورثوا هذه الاخلاق والعبادات وشعائرها من دين إبراهيم - عليه السلام – فابراهيم الخليل  عليه السلام يسمى ابو الانبياء وقد ورد ذكره في القران قال تعالى
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161 وقال تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم30 وقال تعالى{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل123 فالامر باتباع مله ابراهيم من الله وقد كانت العرب ومنهم القرشيين قد ورثو مله ابراهيم المله الحنيفيه وقد برز منهم رجالا حافظوا على اغلب سماتها حتى في زمن الشرك والكفر ثم إن العرب انحرفوا عن الحنيفية دين إبراهيم  عليه السلام - واستبدلوا بدين الله تعالى مبتدعات أتوا بها من عند أنفسهم، فجاء الإسلام فأقر ما كان من دين إبراهيم - عليه السلام - وأبطل مبتدعات المشركين،كما ان الاسلام عندما جاء لم ياتي ليلغي الديانات السابقه بل جاء ليوكد على صحيحها ويلغي ما ادخل فيها من بدع وخرافات وهو  ما يؤكد عدم تأثر الإسلام بما كان من شعائر عند العرب قبل الإسلام، فالإسلام جاء مهيمنا على ما سبقه من الشرائع والأديان، ومصححا لانحرافات أتباع هذه الأديان وبالتالي فما كان من عند الله في الديانات السابقه فالاسلام ثبته . انظر الروابط ادناه
 ومن هنا يجب ان تفهم اي محاوله من اي متصيد بانها محاوله خائره لا تستحق حتى الوقوف عندها - ولا يعني تقديمنا للمحاسن على طبق من ذهب باننا ايضا نسير في دروب العنصريه باظهار تميزنا الاخلاقي كما نعتقده وكما وصل الينا من صفحات التاريح ولكننا كما يتابعنا الاحباب الذين لهم موقع في القلوب ومتابعتهم منسجمه عن ثقتهم بنا ورغبتهم في الاطلاع على بعض الحوادث والروايات التي يعلمون اننا لا نبخل بها عليهم  ونعتقد او قد نظن ايضا بان هناك متابعا او اكثر لنا من المتربصين الذين يتنظرون منا هفوه او سبق قلم او جمله قد يفسرونها على حسب اهويتهم ونوكد للجميع من احبنا فاحببناه دون معرفه ومن كرهنا او تربص بنا دون معرفه عذرناه ونحن نعذره في سوء فهمه ونسامحه  فيما وقر في قلبه علينا بل اننا نسامح كل من تقول علينا بقول لم يصل الى مسامعنا مسامحة نبتغى بها رضى الله ونقول اننا في مسارنا لا نتربص باحد ولا نبتغي ان نشعل عداوه مع اي فرد او جماعه  وليست لنا خصومات وقرت في النفوس واشتعلت في  القلوب مع احد من الناس بما يستوج الفجور في الخصومه او الكره الاعمى الذي يجعل صاحبه يتمنى الشر لخصومه فما بالك لاعدائه فلسنا كذلك ونتمنى للجميع اهلنا في عينات وحضرموت واليمن واحبابنا في الاسلام واصدقائنا في الانسانيه نتمنى للجميع الخير - نعم هناك بعض العتب وبعض المراره في النفوس وفي القلوب قد تطفوا احيانا على النفوس وهي من صفاة البشر الا انها تتلاشا سريعا وتنطفي جذوتها ولا تتوقد الا اذا جاء سبب له من الحجيه ما يجعل تلك الجذوه تشتعل مره اخرى ولكنها تنطفي عن قرب واي خصومه او تنافس   لا توصلنا الى العداوه او الى الجنوح والشطط واذا ما سطرنا بعض الاحرف فاننا لا نوجهها الى فرد او افراد بل نوجهها الى فعل من الافعال فنوصم الفعل ولا نذكر الفاعل او نمسه اذا فان كل المتابعين  على حد سواء لهم تقدير وسوف نحرص على عدم وضع الاسماء واسقاطها على الافعال او ردود الافعال حسبنا التنبيه على المعلومه والفعل اما من قام به ولماذا قام به فهو امر ليس من شاننا ان نخوض فيه وبالتالي فان هناك بعض الافعال التي تستوجب ان نبرزها ضمن هذا المسار وسوف نضع ما نرى انه يخدم الموضوع دون التطرق الى الاشخاص الا ما تعلق بمدح او اشاده هذا بالنسبه للمواضيع التي ترتبط باهلنا ومجتمعاتنا في حضرموت عموما وفي عينات خصوصا ولكننا منفتحين على ما يكتب في كتب التاريخ وسوف ننشر ما يمكن نشره دون حواجز وما لا يمكن نشره اذا احتجنا الى الاستدلال به فاننا سوف نعيد صياغته بحيث يلائم الزمن والوقت حتى لو تعدينا على الحقوق في سبيل الحفاظ على مبادئ اكبر واغلى فبعض النصوص قد تكون فاضحه ولا يمكن نشرها مثلا  وبعضها قد يتلبس بذم او مشر فكر منحرف – وعوده الى  ما بداناه فاننا ونحن نقدم بعضا من محاسن واخلاقيات العرب في الجاهليه وفي الصدر الاول للاسلام مستندين الى ما جاء في الكتب واغلب ما نسوقه ونورده نستطيع التدليل عليه من خلال اسقاط الروايه على المصدر اضافه الى ان سوالنا الذي ياتي في ختام الموضوع يطرح ويفضح قصدنا في هل ما وضعناه مدحا للعرب او بعض العرب في الوقت الراهن ام هو ذما لبعضهم متحرزين من ان  الدنيا في كل زمان ومكان ومن كل فئه وامه  وشعوب  لاتخلو من الاخيار ولا المصلحين وطرحنا للسوال واسقاطه على وضع العرب الحالي بعد استعراض طبيعه واخلاق الاسلاف وترك الاجابه للمتلقي يقولها في نفسه ولا يمكن للانسان ان يخدع نفسه فهو سيكون امينا  في الرد وعندها نكون قد ضربنا عصفورين بحجر الاول تركيزنا على فضائل العرب في الجاهليه وفي الصدر الاول من الاسلام والثانيه معرفه اين موقعنا من اولائك هل نحن سائرين على الدرب او اننا ركبنا موجه اخرى فذهبت بنا الى مسالك جديده ومن هنا يجب ان يفهم تركيزنا على فضائل العرب بانه اسلوب المدح والذم في ان واحد قال الراوي ذهب شخص بقماش الى خياط اسمه زيد وكانت عينه اليسرى عوراء وقال له اصنع لي قباء  ( والقباء ثوب يلبس فوق الملابس ثم يوضع الحزام او السبته عليه ) فلما انتهى الخياط من عمله واستلم صاحب القباء قبائه قيل له هل احسن الخياط صناعته ام لا فقال لهم سوف اقول فيه بيتين من الشعر وانتم الحكام في ما اقصده- وقال فيه (خاط لي زيد قباء = ليت عينيه سواء)(فاسألوا الناس أشعري = فيه مدح أم هجاء) فما يعلمون اهو تمنى ان تشفى عينه العمياء ليكون صحيح العينين او هو تمنى ان تعمى عينه الثانيه ليكون اعمى العينين  ) فهل ترانا نسوق المديح ام نحن نسطر الهجاء والذم  - ونعود الى محاسن العرب ونرجوا ان ننتهي منها سراعا وهو امر مرتبط بعدم انسياقي لاي تفاصيل قد تاخذ بلبابي فاسرح معها ثم اثبتها ولكن مهما حصل فاننا لسنا في عجله من الامر كما قلنا في السابق وما في الجدر ( الصفريه ) يطلعه الملاس ( المغرفه)ومن المحاسن  الصدق والنجدة والأنفه وعدم قبول الذل والمهانة وهي خصال امتاز بها العرب نساءً ورجالاً، وفي أشعارهم وأقاصيصهم شواهد ذلك.وربما يكون غالب ما نتحدث عنه يصب في هذا المسار مسار عدم قبول الذل والمهانه فالعربي متحفز ولا يقبل الذل الا الذليل او الطامح في امر محدد ما ان يتحصل عليه حتى تعود نفسه الابيه  الى معاقلها ولا اريد ان انساق في شرح لمعاني الشجاعه والنجده وعدم قبول الذل والمهانه لانني ان بدات في تسجيل ما في الخاطر فاعتقد ان دربي طويل وانا محاول ان اقصر الدرب لانني في بدايه المشوار وقد اصبحت في تعب ونصب من هذا الموضوع بما يتطلبه مني من بحث وقراءات واستطلاع وكتابه ملاحظات واراء وافكار وخلجات  لقد تميز العرب في الجاهليه بالصدق والصدق نقيض الكذب وقد حث رب العباد على الصدق قال تعالى {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }الزمر33 وقال تعالى{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ }الزمر32 وقال تعالى {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ }الأحقاف16 اما ماورد في الحديث فانه كثير نقدم منه ما يلي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان الصدق يهدي الى البر و ان البر يهدي الى الجنة و ان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا و ان الكذب يهدي الى الفجور و ان الفجور يهدي الى النار و ان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا - متفق عليه وعن أبي الحوراء السعدي قال قلت للحسن بن علي ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى مالا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة وفي الحديث قصة قال وأبو الحوراء السعدي اسمه ربيعة بن شيبان قال وهذا حديث حسن صحيح حدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر المخرمي حدثنا شعبة عن بريدة فذكر نحوه عن بلاد بن عصمة قال  سمعت عبد الله بن مسعود يقول وكان إذا كان عشية ليلة الجمعة قام فقال  إن أصدق القول قول الله  وإن أحسن الهدي هدي محمد  والشقي من شقي في بطن أمه  وإن شر الروايات روايات الكذب  وشر الأمور محدثاتها وكل ما هو آت قريب - وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً  ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً – والصدق مما عني به العرب الاوائل وعرفوا قيمته وموقعه وان الفرد منهم ليقول الصدق حتى في حق عدوه او خصمه عند من لا يعرف خصمه وهذه قصه ابو سفيان قبل ان يسلم وكان في عداء مع رسول الله انظروا الى تجمله بفضيله الصدق حتى وهو مشرك كافر يخاف ان يوثر عنه  أي يقال عنه انه كاذب وقصته شهيره مع  عظيم الروم هرقل - فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن أبا سفيان أخبره أن هرقلَ أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارًا في الشام  في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مهادنًا فيها أبا سفيان وكفار قريش  فأتوه وهم بإيلياء  فدعاهم في مجلسه  وحوله عظماء الروم  ثم دعاهم ودعا بتَرجمانه فقال  أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي  فقال أبو سفيان  فقلت  أنا أقربهم نسبًا  فقال  أدنوه مني  وقرِّبوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره  ثم قال لترجمانه  قل لهم إني سائلٌ هذا عن هذا الرجل  فإن كذَبني فكذِّبوه  فوالله لولا الحياء من أن يؤثروا علي كذبًا لكذبتُ عليه  ثم كان أول ما سألني عنه أن قال  كيف نسبه فيكم  قلت  هو فينا ذو نَسَب  قال  فهل قال هذا القولَ منكم أحدٌ قط قبله  قلت  لا  قال  فهل كان من آبائه مِن ملك قلت  لا  قال  فأشرافُ الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم  فقلت  بل ضعفاؤُهم  قال  أيزيدون أم ينقصون  قلت  بل يزيدون  قال  فهل يرتدُّ أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه  قلت  لا  قال  فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقولَ ما قال  قلت  لا  قال  فهل يغدِرُ  قلت  لا  ونحن منه في مدةٍ لا ندري ما هو فاعل فيها  قال  ولم يمكِنِّي كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة  قال  فهل قاتلتموه  قلت  نعم  قال  فكيف كان قتالكم إياه  قلت  الحرب بيننا وبينه سِجال ينال منا  وننال منه قال  ماذا يأمركم  قلت  يقول  اعبدوا اللهَ وحده  ولا تشركوا به شيئًا واتركوا ما يقول آباؤكم  ويأمرنا بالصلاة والصِّدق، والعفاف والصِّلة
قال احد الحكماء الصِّدق يُنْجِى  والكَذب يُرْدِي  ومَن غَلب لِسانه أمّرَه قومُه  ومن أكثر الكذب لم يترك لنفسه شيئا يُصَدّق به  ولا يكذب إلا مَن هَانت عليه نَفسه-  وومرت علي روايه عن ان صحابيا طلب منه شهاده بصدق فقال والله انني لم اكذب في الجاهليه فكيف اكذب في الاسلام - وخُلِّد ذِكْر رجل يسمى  ربعي بن حراش لأنه ما كَذَب كذبة قال وكيع  لم يَكذب ربعي بن حراش في الإسلام كِذبة  رواه الترمذي - وروى أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة قال  كان يُقال  إن ربعي بن حراش رضي الله عنه لم يكذب كذبا قط ، فأقبل ابناءه من خراسان قد تأجّلا فجاء العَريف إلى الحجاج فقال   أيها الأمير إن الناس يَزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب قط   وقد قدم ابناه من خراسان وهما عاصيان  فقال الحجاج عَليّ به  فلما جاء قال  أيها الشيخ  قال ما تشاء  قال  ما فَعل ابناك  قال  المستعان الله خَلّفتُهما في البيت قال  لا جَرَم  والله لا أسوؤك فيهما  هما لك - لقد صدق القول وهو يعلم ان الحجاج يطلب ابنائه ليقتلهما فلما صدقه عفى عنهم -  انه امر الله  بالصدق قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). وقال تعالى  (وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ )(الأحزاب/7 ، 8) ويتسال احد اهل العلم قائلا إذا كان أهل الصدق سيُسألون فيكف يكون السؤال والحساب لأهل الكذب والنفاق ومعلوم ان المنافق هو الذي يظهر خلاف ما يبطن ويكذب في القول ليناسب قوله ما ابطنه ولهذا كان عقاب المنافقين شديد انهم في الدرك الاسفل من النار - يقول الحارث المحاسبي واعلم - رحمك الله - أن الصدق والإخلاص  أصل كل حال  فمن الصدق يتشعب الصبر  والقناعة  والزهد والرضا  قال تعالى : (لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِين..َ)الآية (الأحزاب/24) اذا فالصادق سيجزيه الله جزاء اوفى بصدقه اما المنافق فان قسمته العذاب - وللصدق ارتباط شديد بالايمان فقد جوّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقع من المؤمن ما لا يُحمد من الصفات غير أنه نفى أن يكون المؤمن مظنه الوقوع في الكذب لاستبعاد ذلك منه وقد سأله الصحابة فقالوا (يا رسول الله أيكون المؤمن جبانـًا  قال  نعم فقيل له أيكون المؤمن بخيلاً  قال نعم  قيل له  أيكون المؤمن كذَّابـًا  قال  لا رواه الإمام مالك- وقال ابن حبان لو لم يكن للكذب من الشَّين إلاَّ إنزاله صاحبه بحيث أن صَدَق لم يُصدّق  لكان الواجب على الْخَلْق كافَّة لزوم التثبت بالصدق الدائم  وإن من آفة الكذب أن يكون صاحبه نسيا لان الكذاب الذي ينسى يفتضح امره قريبا ولهذا قالو اذا كنت كذوبا فكن ذكورا وكثيرا ما ينفضح امر بعض من نعرفهم اذا حدثونا بحديث ثم اذا اعادوه في لقاء اخر رايت ان الحديث اختلف والروايه تغيرت فتحكم بكذب قائلها وتشك بعد ذلك بكل ما يرويه لك ولو كان اقرب الناس اليك - فإذا كان كذلك أي يكذب وينسى كذبته كان كالمنادي على نفسه بالْخِزْي في كل لحظة واكذب الجميع من يعلم الجميع كذبه وهذا قد تلجئه الظروره في مجلس عام للحديث بصدق ردا على سوال او استفسار او لتبرير موقف فتجده لا يتحرج  وتخرج الكذبه من فيه كريحة الخراء بالرغم من ان كذبته هذه يعلمها اغلب الحاضرين ورغم ذلك لم يتورع ان يلقي بالكذبه الداله على خساسته حتى ان بعض الحاضرين بعدها يقولون اننا نعرف عنه كذا وكذا من اوصاف غير حميده ثم يقولون الا اننا لم نكن نعرف قبل اليوم انه كذاب اشر- لانه ربط مع كذبته جوانب اخرى من الخلق الذميم امثال هولاء هم شرار الناس لانهم يعلمون في قراره انفسهم كذب وخساسه قولهم على من ابتلي بهم ان يبتعد عنهم والله انه لرابح من فعل ذلك  - قال  وأنشدني محمد بن عبد الله البغدادي  (إذا ما المرء أخطأه ثلاث = فَبِعْه ولو بِكَفّ مِن رَماد )(سلامة صدره والصدق منه = وكتمان السرائر في الفؤاد) وقال أنشدني الأبرش (الكِذْبُ مُرديك  وإن لم تخف = والصِّدْقُ منجيك على كل حال)(وقال يوسف بن أسباط  يُرْزَق العبد بالصِّدْق ثلاث خِصال  الْحَلاوة والْمَلاحَة والْمَهَابة قيل لِلُقْمان الحكيم الحكيم  ألست عبد بني فلان  قال بلى قيل فما بَلَغَ بك ما نَرى قال تقوى الله عز وجل  و صِدْق الحديث وأداء الأمانة  وتَرْك ما لا يَعْنِيني   قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه  زِين الحديث الصِّدق وقال ايضا من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث   من إذا حدثهم صدقهم   وإذا ائتمنوه لم يخنهم    وإذا وعدهم وفى لهم وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم   وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم   وتظهر له معونتهم اليس هذا تفسير للحديث  الصحيح ايه المنافق ثلاث - لقد أوصى الخلفاء مُعلّمي أبنائهم بتعليمهم الصِّدْق   قال أسعد بن عبيد الله المخزومي   أمَرَني عبد الملك بن مروان أنْ أُعَلِّم بَنِيه الصِّدق كما أُعَلّمُهم القرآن  وقال مطر الوراق   خَصلتان إذا كانتا في عبدٍ كان سائر عمله تَبَعًا لهما   حُسْن الصلاة  وصِدْق الحديث   وقال الفضيل   لم يَتَزَيّن الناس بشيء أفضل مِن الصدق وطَلَب الحلال وقال عمر بن عبد العزيز   ما كَذَبْتُ منذ عَلِمْتُ أن الكَذِب يَضُرّ أهله    وقال الغازي بن قيس   ما كَذَبْتُ منذ احْتَلَمْتُ  وقال   والله ما كَذَبْتُ كِذبة قَطّ منذ اغتسلت   ولولا أن عمر بن عبد العزيز قَالَه ما قُلْتُه وإذا كان الكذب بِضاعة شيطانية  فإن الصِّدْق مَنْجَاة  وهو بِضاعة أهل الإيمان  قال كعب بن مالك رضي الله عنه وهو يُحدِّث بِخبر توبة الله عليه   فو الله ما علمت أن أحدًا من المسلمين أبْلاه الله في صِدق الحديث منذ ذَكَرْتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا أحسن مما أبلاني الله به  والله ما تعمدت كِذبة منذ قلتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا   وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي   رواه البخاري ومسلم  وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في خطبته   ليس فيما دون الصدق من الحديث خير  مَن يَكذب يَفْجُر   ومَن يَفْجُر يَهلك   وقال عمر ايضا لا تَنْظُروا إلى صلاة أحَدٍ ولا إلى صيامه  ولكن انْظُرُوا إلى مَن إذا حَدّث صَدق  وإذا ائتمن أدَى   وإذا أشْفَى وَرِع وقال بعضهم  من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت قيل  وما الفرض الدائم  قال  الصدق  فنسأل الله الكريم أن يرزقنا الصدق وأن ينزلنا منازل الصديقين وقد ورد في بيت شعر لحسان بن ثابت ذكر للصدق يقول فيه ( وإن الشعر لب المرء يعرضه = على المجالس إن كَيسًا وإن حُمُقًا )(وإن أشعر بيت انت قائلـه = بيت يقال إذا أنشدته صدقا )و قيل ان زهير ابن ابي سلمى الشاعر الجاهلي عرف عنه الصدق حتى  في مدح الرجال مع العلم ان في باب المدح وباب المدح والفخر باب واسع وضرب فسيح من ضروب الشعر  يمكن للشاعر فيه ان يتجوز وان يتاول  ويتوسع فيه الى الحد الذي يصل اليه ويبدع فيه الا ان زهير شذ عن ذلك ذلك بانه لا يمدح الرجل إلا بما فيه) فهو يرى الالتجاء إلى الخيال والتمثيل واختراع الصور والمبالغة هو كذب – وكما هو معلوم بان الصدق هو النقيض للكذب وان من يعير باسم الكذاب فان مصيبته كبيره في دنياه قبل اخرته ولا شك ان من عير باسم الكذاب وسرى الاسم عليه وسيسري حتى يرث الله الارض ومن عليها هو مسيلمة بن ثمامة ابن كثير بن حبيب بن الحارث بن عبد الحارث بن هماز بن ذهل بن الزول بن حنيفة ويكنى أبا ثمامة، والذي غلب عليه اسم (مسيلمه الكذاب ) وهو لقب اطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق  وقد كان مسيلمة بن حبيب كتب إلى رسول الله من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك فإن لنا نصف الأمر ولقريش نصف الأمر ولكن قريشا قوم لا يعتدون( وفي روايه –   ولكن قريشاً قومُ يظلمون) فقدم عليه رسولان بهذا الكتاب فكتب إليه رسول الله «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين- فاقْتَرَن اسمه بِوصْفِ الْكَذِب   فلا يُذكَر إلا ويُعَرّف بالكَذّاب -  قال شاعر(الصِّـدق أوْلَى مَا بِهِ = دَانَ امرؤ فاجْعَلْه دِينا  )(ودع النّفاق فما رَأيْـ = ـتُ مُنافِقًا إلاَّ مَهينا) وقال الكريزي (كذبــتَ ومن يَـكذِب فإنَّ جــزَاءَهُ = إذا مـَـا أَتـَـى بالـصــِّدْقِ أَلاَّ يُـصـدَّقــَا)(إذَا عُرِفَ الكَذَّابُ بالكَذِبِ لَمْ يَزَلْ = لدَى الناسِ كَذَّابًا و إِن كَان صـَادقًا)(وَمِن آفــةِ الـــكَذَّاب نِسْــيان كَذِبِهِ = وَتَلَقَّـــاهُ ذَا فِــقْهٍ إذَا كــــانَ حَـــــاذِقًا) وقال اخر (كَمْ من حسيبٍ كَرِيم كَانَ ذا شَرفٍ = قَدْ شَانَهُ الكَذِبُ وَسَطَ الحَيِّ إنْ عمدا)(و آخر كان صـُـعْـلـُـوكــًا فـَشـَرَّفـَهُ = صـدْقُ الحدِيثِ و قَولٌ جَانَـبَ الفَنَدَا)(فصـَار هــذا شَرِيفًا فَــوقَ صـَاحِبِهِ = وَ صَــار هَذَا وَضِــيعًا تَحْــتَهُ أَبـَدًا) قال طرف بن طريف رحمه الله : (مايسرُّنِي أني كذبتُ، و أنَّي لي الدنيا وما فيها-  و قال السمّاك رحمه الله ما أحسبُني أُؤْجرُ على ترك الكذب  لأنّي أتركه أَنَفَـةً - و قال الشعبي رحمه الله عليك بالصدق حيثُ ترى أنّه يضرُّك  فإنّه ينفعك  و اجتنب الكذبَ حيثُ ترى أنّه ينفعك ؛ فإنّه يضرك -قال تعالى : (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ)(محمد/21) ، وفي قصة توبة كعب بن مالك يقول كعب بعد أن نزلت توبة الله على الثلاثة الذين خلفوا   يا رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق  وإن من توبتي أن لا أحدّث إلا صدقـًا ما بقيت  ويقول كذلك  فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط  بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبته ، فأهلك كما هلك الذين كذبوا- رواه البخاري - وروى ابن الجوزي في مناقب أحمد أنه قيل له كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق قال : لو وُضِع الصدق على جرح لبرأ " ويوم القيامة يقال للناس ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم)(المائدة/119) . قال شاعر( إذا مـــَا المَـــرْءُ أخــطأه ثلاثٌ = فبعه ولو بكــفٍّ مــن رمـــادِ)(سَلامَةُ صَدْرِهِ و الصِّدقُ منهُ = و كِتمان السرائر في الفـُؤاد) وقد روي عن صدق شخص لقب بجهينه والقصه شهيره ومتوفره بقليل من البحث وخلاصتها ان نفرين الاول جهينة وأسمه الأخنس ابن كعب  والثاني حصين بن عمرو الكلابي التقيا وكلاهما من الخارجين عن القبيله واتفقا على نهب وقتل من يلاقونه فالتقوا بشخص اطعمهم وبينما الاخنس في معزل قتل حصين الرجل فاتي الاخنس ووجد الرجل مقتولا فعاتبه وقال له كيف تقتل رجلا اطعمنا  ثم لا حت فرصه فقتل الاخنس ابن كعب حصين بن عمرو  حتى يسلبه ما معه ومر على زوجة الحصين وهي تسال عنه فقال له لقد قتلته فلم تصدقه وقالت له ما مثلك يقتل مثله  أما لو لم يكن الحي خلوا ما تكلمت بهذا  فانصرف إلى قومه فأصلح أمرهم ثم جاءهم فوقف حيث يسمعهم وقال )وكم من ضيغم ورد هموس = أبي شبلين مسكنه العريـن)(علوت بياض مفرقه بعضب = فأضحى في الفلاة له سكون(وأضحت عرسه ولها عليه = بعيد هـدوء ليلتهـا رنيـن)(وكم من فارس لا تزدريـه = إذا شخصت لموقعه العيون)(كصخرة إذ تسائل فيمـراح = وإنمـار وعلمهمـا ظنـون(تسائل عن حصين كل ركب = وعند جهينة الخبر اليقيـن)(فمن متسائلاً عنـه فعنـدي = لصاحبه البيـان المستبيـن) )جهينة معشري وهم ملـوك = إذا طلبوا المعالي لم يهونوا( وقد ذهب شطر البيت الذي يقول فيه وعند جهينه الخبر اليقين  مثلا- كما يروى ايضا عن صدق امراه وهي حذام  ولا يعرف اسمها ويقال لها حذام بنت الريان بن خسر ابن تميم ويضرب بها المثل في الصدق و الرأي السدي وسميت حذام لان ضرتها حذمت يدها بشفره  فصبت عليها حذام جمرا فبرشت، فسميت البرشاء في لونها نُقط مختلفة وقد روي أن عاطس بن الجلاح الحميري صار إلى قومها ( أي قوم حذام) في جموع فاقتتلوا ثم رجع الحميري إلى معسكره وهرب قومُها  فساروا ليلتهم ويومهم إلى الغد ونزلوا الليلة الثانية فلما أصبح الحميري ورأى جلاءهم اتبعهم فانتبه القطا من وقع دوابهم فمرت على قوم حذامِ قِطَعا قِطعا فخرجت حذامِ إلى قومها فقالت(ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا =  فلو ترك القطا ليلا لناما ) وهنا يبرز العقل والمنطق والفكر السديد فقد عرفت ان هيجان القطاء بسبب فاعل اصلي هو تحرك جيش بخيوله وجماله فقامت تحذر قومها  فكان ردهم بالقول  (إذا قالت حذام فصدقوها = فلب القول ما قالت حذام ) واصبح البيث مثلا وقيل ان قائل هذا البيت هو زوجها  لجيم بن مصعب او[ صعب ] بن علي بن بكر بن وائل، والد حنيفة وعجل ابني سحيم، وحذامِ امرأته، ويروى البيتين على صيغه اخرى  على النحو التالي (فلولا المزعجات من الليالي = لما ترك القطا طيب المنام)إذا قالت حذام فصدقوها  = فإن القول ما قالت حذامِ)فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل ويئس منهم أصحاب عاطس فرجعوا ولعلنا قبل ان نستزيد في موضوع الصدق ودلالاته لدى عرب الجاهليه ثم مشروعيته والزاميته لدى المسلمين والشواهد كثيره والروايات متوفره ولا يمنعننا منها الا خوف الاطاله وهو امر وقعنا فيه منذ البدايه وشجهنا عليه ان راينا احبابنا يتابعوننا ولا نعلم كبر هممهم على الاستمراري هالا ان ذلك يعطي مثالا حيا على ان الشباب يحبون القراء وانهم يتابعون المطولات ونحن اذا ناسف لما نكبده احبابا في المتابعه فاننا ايضا سعداء بما نراه من ان هناك من يتابعنا ومتابعته لنا ليست مجامله او نفاقا فمن يتابعنا لا تعلم عنه ولا ندري من هو ولهذا فان التقييم فيه تقييم صادق لا لبس فيه وينسجم مع موضوع الصدق الذي سطر اعلاه ولكن السوال الذي يطرح نفسه كلما انتهينا من قيمه اخلاقيه من قيم العرب في الجاهليه والمسلمون كما امروا ان يعملوا هل ان الصدق فضيله يعمل بها العرب والمسلمون في الوقت الراهن هل ما نقراءه ونسمعه ونراه في الفضائيات والصحف والمذياع نصفه صحيح اوم اكثر او اقل هل من تعاشرهم من الاقارب والاصدقاء والاخوان صادقين معك ام هم مجامليم لك اذا علموا عنك ما يسيئك سكتوا ولم يخبرونك هل هم اذا سمعوا بقصه نقلوها كما سمعوها ام هم من الذين يضعون فوق الكلام كلام مثل قول المحضار رحمه الله (ماحد يجيب الخبر نفس الخبر=لازم يحطون للصافي غشر)(وإن كانوا شافوا سحب فوق القمر= فقعوا بطيرانهم والقوا البطيل)(الصدق والكذب من صنع البشر= لكن لي يصنعون الصدق منهم قليل) سوال لن يجيب عنه غيرك ولن تستطيع ان تكذب على نفسك - فالسوال والجواب منك واليك -كما ان من الخصال الحميده لدى عرب الجاهليه والنجدة والأنفه وعدم قبول الذل والمهانة وهي خصال مكنتهم بعد ان اشرق الاسلام في قلوبهم ونفسهم  على ان ينالوا نعيم الدنيا ونعيم الاخره فطوبى لهم ان من أبرزِ صفات مجتمع الجاهلية، النَّجدة والمروءة والأرْيَحية؛ يدلُّ على ذلك قصة حلف الفضول، وتتلخص القصة - كما روتها كتب السيرة - في أن قبائلَ من قريش هي بنو هاشم وبنو المطلب وأسد بن عبدالعزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة  تداعَتْ إلى حِلف، فاجتمعوا له في دار عبدالله بن جدعان  لشرَفِه وسنِّه، فصنع لهم طعامًا  فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكةَ مظلومًا من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس، إلا قاموا معه، وكانوا على مَن ظلمه حتى تُرَد عليه مظلمتُه  فسمَّت ذلك حلف الفضول -  وسبب عقد الحلف أن العاصَ بن وائل اشترى بضاعة من  زبيدي   وماطله في ثمنها  وامتنع عن الدفع  فاستعدى عليه بعضَ الناس فلم ينصروه  لشرف العاص  ومكانه فيهم  فوقف الرجلُ على جبل أبي قُبَيس مطلع الشمس  وقريش في أنديتهم حول الكعبة  وأنشد شعرًا يعرِضُ فيه أمرَه ومظلمته  ويدعو الناس لنصره  فهب الزبير بن عبدالمطلب وقال  ما لهذا مترك  ثم كان الحِلف في دار عبدالله بن جدعان وسمَّت قريش ذلك الحِلف حلف الفضول  لأنهم قالوا  لقد دخل هؤلاء في فضلٍ من الأمر وقد شهِد النبي محمد عليه السلام الحِلف في شبابه  وعن طلحة بن عبدالله بن عوف الزهري قال  سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول  ((لقد شهدتُ في دار عبدالله بن جدعان حِلفًا ما أحب أن لي به حُمْر النَّعَم  ولو أدعى به في الإسلام لأجبتُ- وقد ظهر ذلك ايضا في تصرفات بعض القريشيين - على كفرهم - تجاه النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين  لقد قاومت قريش دعوةَ الرسول عليه السلام، وطاردوه وضيّقوا عليه الخناق وعذَّبوا أصحابه، وقتَلوا بعضهم، ولكن كان أشد ألوان القهر ما عُرِف باسم   صحيفة المقاطعة  فقد كتب القريشيون صحيفة تعاقدوا فيها ألا يناكحوا بني هاشم وبني المطلب  ولا يبايعوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يُسلِموا إليهم محمدًا عليه السلام  وكتبوا بذلك صحيفة وعلَّقوها في سقف الكعبة- وانحازت بنو هاشم وبنو المطلب مؤمُنهم وكافرهم - إلا أبا لهب وولده  فإنهم ظاهَروا قريشًا على بني هاشم - فصاروا في شِعب أبي طالب محصورين مضيقًا عليهم أشد التضييق نحوًا من ثلاث سنوات وقد قطعوا عنهم الميرة والمادة فكانوا لا يخرجون إلا من موسم إلى موسم حتى بلغهم الجَهد وكانت أيام هذا  العزل الاجتماعي أشدَّ الأيام على نفس الرسول والمسلمين، ولكن من خلال ظلام هذه المحنة  ومن خلال ركامات الضيق والجوع والأسى ظهرت صورٌ من الرجولة والمروءة والشهامة بعضها مستتر، وبعضها ظاهرٌ للعيان لا يبالي بعنجهية أبي جهل وأبي لهب وأمثالهما ممن تولَّوا كِبْرَ هذه الجريمة الفادحة ولكن كان هناك من اهل النخوه حكيم بن حزام تأتيه العير تحملُ الحِنطة من الشام، فيوجه بعضها - تحت ستار الظلام - إلى الشِّعْب، ويضرب أعجازَها  فتدخل الشعب  فيأخذ المحصورون ما عليها من الحنطة ومثله كان هشام بن عمرو يوقر البعير طعامًا  حتى إذا أقبل به فمَ الشعب خلَع خطامه من رأسه  ثم ضرب على جنبه فيدخل الشِّعب عليهم  ثم يأتي به قد أوقره بزًّا أو بُرًّا فيفعل به مثل ذلك - ولم يكتفِ الرجل بذلك  بل سعى إلى كرام القوم لنقض الصحيفة  واستجاب له زهير بن أبي أمية  ومُطعِم بن عدي وأبو البَخْتري بن هشام وزمعة بن الأسود بن عبدالمطلب  ونجح الرجل في مسعاه  وشقت الصحيفة  وانتهت بذلك أشقُّ محنة واجهت المسلمين – ويقال ايضا ان عبد المطلب كان نديمه في الجاهلية حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف والد أبي سفيان و كان في جوار عبد المطلب يهودي فأغلظ ذلك اليهودي القول على حرب في سوق من أسواق تهامة فأغرى عليه حرب مَن قتله فلما علم عبد المطلب بذلك ترك منادمة حرب ولم يعد لمنادمته حتى أخذ منه مائة ناقة دفعها لابن عم اليهودي حفظا لجواره ثم نادم عبد الله بن جُدعان التيمي بعدها  - نعم لم يعدم المجتمع الجاهلي هذا  الصوت الآخر  الذي قد ينتصر علانية على رؤوس الأشهاد وقد لا يُكتَب له النصر  وقد يستتر أصحابه  ولكنهم - على أية حال - يؤدون دورًا في صالح الفضيلة والمروءة والأريحية بقدر ما يستطيعون  وكان العرب لا يقدمون شيئا على العز وصيانة العرض  وحماية الحريم  واسترخصوا في سبيل ذلك نفوسهم ومنهم  عنترة ابن شداد العبسيّ فارس العرب الأوّل في الجاهلية    وصاحب النخوة والحميّة والإباء  وأحدُ أهمّ الشعراء من أصحاب المعلّقات وشاعر الفروسيه والكرامه والعزه والانفه ومن مثله يعرف الانفه وقد اهين بسبب الكبر الكاذب يقول عنتره (بَكَرَت تخوفني الحُتوف كأنني = أصبحت عن غرض الحتوف بمعزلِ)(فأجبتها إن المنية منهل =لا بد أن أُسْقى بكأس المنهلِ)(فأقني حياءك لا أبا لك واعلمي= أني امرؤ سأموت إن لم أقتل)وقال ايضا(لا تسقني ماء الحياة بذلة= بل فاسقني بالعز كأس الحنظل)(ماء الحياة بذلة كجهنم =وجهنم بالعز أطيب منزل) ونحن نخالفه في موضوع ان جهنم بالعز اطيب منزل لان في الدين الحق واتباعه هو العز في الدنيا والنعيم في الاخره بالفوز بالجنه – وحتى الشاعر الحضرمي في هذا الزمان نراه يردد القول( خلع السقيفه ماطعمونا خريفه =قالوا نصيفه منه لقوها وقيفه=نفسى عفيفه ماتقبل الغش والموقوف)  فالنفس العزيزه العفيفه ميراث يتوارثه العرب الابناء من ابائهم  يدخل في جيناتهم الوراثيه فى يستطيعوم منه فكاكا الا من جاء شاذا والشذوذ امر موجود في كل الامور  – اما المتنبي فيقول (عش عزيزا أو مت و أنت كريم = بين طعن القنا و خفق البنود ) ويقول(لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى = حتى يراق على جوانبه الدم )ويقول( يهون علينا أن تصاب جسومنا = و تسلم أعراض لنا و عقول )ومن انفتهم ان اغلب حروبهم كانت بسبب لا يبتعد عن هذه الامور ) قال هبة الله بن سناء الملك المتوفى سنة 235 هـ (سواي يخاف الدهر أو يرهب الردى = وغيري يهوى أن يكون مخلدا )(ولكنني لا أرهب الدهر إن سطا = ولا أحذر الموت الزؤام إذا عدا )(ولو مد نحوي حادث الدهر طرفه = لحدثت نفسي أن أمد له يدا )(توقد عزم يترك الماء جمرة =وحلية حلم تترك السيف مبردا )(وفرط احتقار للأنام فإننيأرى كل عار من حلا سؤددي سدى )(وأظمأ أن أبدي إلى الماء منة =ولو كان لي نهر المجرة موردا )ولو كان إدراك الهدى بتذلل = رأيت الهدى أن لا أميل إلى الهدى )(وقدما بغيري أصبح الدهر أشيبا = وبي بل بفضلي أصبح الدهر أمردا )(وإنك عبدي يا زمان وإنني = على الكره مني أن أرى لك سيدا )(وما أنا راض أنني واطئ الثرى= ولي همة لا ترتضي الأفق مقعدا )(ولو علمت زهر النجوم مكانتي = لخرت جميعا نحو وجهي سجدا )(وبذل نوالي زاد حتى لقد غدا= من الغيظ منه ساكن البحر مزبدا )(ولي قلم في أنملي إن هززته = فما ضرني أن لا أهز المهندا )(إذا جال فوق الطرس وقع صريره = فإن صليل المشرفي له صدا )على ان التحفظ واجب من أي قول يخالف الدين ومنه  قوله ولوكان إدراك بتذلل-  او القول لخرت جميعا نحو وجهي سجدا- فليس في اتباع الهدى من ذلة ولا تخر النجوم سجدا الا لخالقها ولكنها مبالغة الشعراء في المديح والفخر وقد يوصلهم ذلك الى شبه الكفر او الشرك وكثيرون من الشعراء غلو غلوا ذميما بما قالوه - بعضهم قال ما قال افتخارا جرته اليه القافيه وعادات توارثوها فاصبح الفخر عندهم حتى على المرض  - وقد تعوذ رسول الله من بعض الامراض فقال عليه الصلاة والسلام (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ  وَالْجُنُونِ  وَالْجُذَامِ  وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ) يقول ابن الحبناء وقد ابتلي بمرض البرص وهو من الامراض المنفره التي تنفر الناس عن الشخص المصاب بها ولكن العربي وخصوصا الشعراء منهم واصحاب السياده منهم فانه اذا ابتلي بذلك الشيء افتخر وليس في ذلك تناقض إذا علمنا أن لكل أمر إلا وله وجهان فإذا مدحوا ذكروا أحسنَ الوجهين وإذا ذموا ذكروا أقبح الوجهين وهذا ما يُسمى الفخر المصنوع لذلك لا نستغرب من ابن الحبناء هذا ان  يفخر ببرصه وهو يقول(ولا تحسينَّ بياضاً فيَّ منقصة ً= إن اللهاميم في أقرابها بلقُ) فهو يوكد - أنا لست بالناقص بسبب هذا البرص بل إن اللهاميم  وهي أفضل الخيل  تجد في خاصرتها تداخل البياض بالسواد واذا توغلنا في قراءة بعض الكتب فان كثير من المشاهير الذين يشير الناس اليهم بالبنان ويفتخر ابنائهم ومتبعيهم بهم كانو مبتلين بمثل هذا المرض - وبعضهم كانت مقالته تعبيرا عما في قلبه من افكار خاصه بفكر الحلول والاتحاد - وفكروحدة الوجود وهما فكران ربما سنتعرض لهما في المستقبل ضمن هذه السلسله – وفي الانفه قال المتنبي (اِذا كنتَ ترضى أن تعيشَ بذلةٍ = فلا تسعدن الحُسامَ اليمانيا)(فلا ينفعُ الأسدَ الحياءُ من الطَّوى = ولا تُتقى حتى تكونَ ضواريا)وقال أسامة بن منقذ(علامَ أخضعُ في الدنيا لمن رفعتْ = وما بأيديهم رزقي ولا أجلي)(ما قدرَ اللَّهُ لا أستطيعُ أدفعهُ =وما لهم في سوى المقدور من عمل)وقال الرصافي النابلسي(صونُ الفتى وجههُ أبقى لهمتهِ= والرزقُ جارٍ على حدٍ ومِقْدار)وقال (كلُّ الفضائلِ بعدَ العز ضائعةٌ = أمانةُ الكلبِ لم تشفَعْ بذلته) وقال الشريف العقيلي(المرءُ يرفعُ نفسَهُ ويهينُها = ويزينُها بفعالِه ويشينهُا)(فإذا أهانَ المرءُ عندَكَ نفسَه = فارغبْ بنفسِكَ أن يهانَ مصونُها)وقال شاعر(نفسَكَ أكرمها فإِنك إن تهُنْ = عليكَ فلن تلقى لها الدهرَ مكرما)وقال القروي(إِذا ما أهان امرؤٌ نفسَهُ = فلا أكرمَ اللَّهُ من يكرمهُ)وقال أيضا  (لا ترضَ صَفْعاً ولو من كفَّ والدةٍ = ما قالَ ربُّكَ أن يُستعبدَ الولدُ)(ما أبعدَ العزَّ عن بيتٍ وعن وطنٍ = بالذلِّ فيه تربي الأمُّ من تلدُ)(أسمى التعاليمِ ما ترضى العقولُ به = ويطمئنُّ إِليه الروحُ والجسدُ)(إِذا استمرَّ على حملِ الأذى أسدٌ= تنسى الكلابُ ويُنسى أنه الأسدُ ) وقال علي بن مقرب(وللموتُ أحلى من حياةٍ ببلدةٍ = يرى الحُرُّ فيها الغبنَ ممن يشاكلهْ)وقال ايضا(لا يقبلُ الضيمَ إِلا عاجزٌ ضَرِعٌ = إِذا رأى الشرَّ يغلي قدرُه وجما))وذو النباهةِ لا يرضى بمنقصةٍ = لو لم يجدْ غير أطرافِ القنا عصما)(وذو الدناءةِ لو مَزَّقْتَ جلدتَه  بشفرةِ الضيمِ لم يحسسْ لها ألما)وقال شاعر مداهن  (رضيتُ ببعضِ الذلِّ خوفَ جميعِه = كذلك بعضُ الشرِّ أهونُ من بعض)وقال المتنبي )(من يهنْ يسهلِ الهوانُ عليه = ما لجرحٍ بميتٍ إِيلامُ) وقال عبد القدوس)(ِذا ما أهنتَ النفسَ لم تلق مكرماً = لها بعد ما عرَّضتها لهوان)
لقد كان العرب في الجاهلية يحذرون أن يؤثر عليهم الكذب وهو امر مثبوت عن اصحاب الراي والمنعه والسياده وجاء الاسلام لكي يثبث هذه الفضيله في نفوس المسلمين ويضعها في موضعها المناسب بها باعتبارها واحده من اهم الصفاه التي يتزين بها المسلم  ونعود لكي نضع السوال المر هل العرب اليوم والمسلمين هم على مسار الصدق ولو على انفسهم او الاقربين ام ان  المجتمع العربي اضاع فضيله الصدق التي تميز بها جدوده القدماء والمسلمين ضيعوا هذه القيمه العظيمه فترى الجميع يكذبون الا من رحم الله وارتبط الكذب بالمصلحه والفائده فتداخلت الامور بحيث لا تعلم الكذاب من الصادق واصبح الناس يرددون اكاذيب رفعت لهم عبر التلفاز او المذياع او عبر الصحف وبرامج التواصل الاجتماعي واذا كنا قد طرحنا السوال حول الصدق فان السوال حول النجده وعدم قبول الذل والمهانه امر منه فهل وضع العرب منذ عشرات السنين او مئات السنين كما هو وضع ابائهم الذين كانو يرفضون الاذلال والمهانه ولو على ارواحهم وذهاب انفسهم ام ان الذل قد تلبس بهم بسبب غلوهم وبسبب ابتعادهم عن تعاليم الاسلام ووفق الايه الكريمه ({مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29 فهل اشاعوا الرحمه فيما بينهم والغلظه على الكفار ام هم عكسوا الامرفاصبحوا  رحماء مع الكفار واشداء على المسلمين من ابناء جلدتهم يسومونهم غطرسه وتكبرا واستصغار عبر نظام القبيله  الكبيره التي تغزوا القبيله الصغيره وعبر نظام الفصل العنصري من اين اتى ان كان من منظور ديني حول نسب الانسان الذي ليس للفرد فيه أي دور في صناعته ويحصل الكبر فيه  بسبب تاويل وتفسير مكلوم بحيث  يستصغر بعض المسلمين البعض الاخر تحت ظله  ويفرقون بين المومنين  بسببه فيتسببون في مليء القلوب بالغيره والغضب والبغضاء ويكرهون بعضهم بعضا دون مبرر او كان بسبب مسؤليه ومكانه في مجتمع بسبب علم  تعلمه الانسان او مال اكتسبه الانسان او ورثه ولم يتعب فيه وحصل عليه غنيمه بارده  او ولايه كوظيفه ربما وصلت اليه بطريق الواسطه والقرابه والمعرفه وربما غيره يستحقها بما يملك من مؤهلات  او ما شابهها وبدلا من ان يكون هذا العلم سببا في التواضع ووالمال دليلا على البذل والعطاء والولايه مرتبطه بالعدل والانصاف والنسب مشتمل بالاخلاق والمحبه والقبيله متمسكه بالشجاعه والنجده نجد ان كل بما لديه فرح وكل بما ورثه متشبث ومتمسك حتى لو اتضح له ان الفكره غير سليمه (وهي غير سليمه بالطبع )فانه يتمسك بها لانها تعطيه ميزه على الاخرين ولو كانت ميزه كاذبه كالطفل يعطيه اللعبه فيفرح بها -ولهذا فان الله سلط علينا باسنا بيننا تتحارب دولنا مع بعضها البعض وتتخاصم وتنفق البلايين والشعوب فقيره ومريضه وجاهله  ومتخلفه -  بل ان الله سلط علينا منذ عشرات السنين دوله اليهود تسومنا سوء العذاب وتدس انوفنا في التراب وكلما زادت تعنتا علينا جميعا زاد بعضنا تعنتا على بعضنا وتغطرسنا وتجبرنا وتكبرنا على المستضعفين منا نسومهم بالمقابل المهانه والكبر والغلو ولن نسال  السوال المعتاد هل العرب والمسلمين يحملون انفه وعزت الجدود من عر ب الجاهليه او من المسلمين الاوائل لن نطرح السوال لان الجواب لا يحتاج الى فكر فقد حكم الله بين العباد وقال عز من قائل({لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11

سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد – الكويت الجمعه 25/4/2014 ( alenati)



الخميس، 17 أبريل 2014

متابعات الموضوع رقم 25


2ايضا وقد زادها اهل الجهل جهلا وكتبوا الجهلاء ايضا جهلا الي ان وصلتنا في قرننا هذا القرن التعيس17
نعود سراعا لنكمل ما انقطع والواقع الؤلم لنا اننا اصبحنا في سباق مع الوقت بحيث ان الاسبوع يمر سراعا دون ان ندرك ان سبعه ايام مضت وان ما مضى من اعمارنا ونؤشر له باسبوع واحد فقط ونقول هو سبعه ايام كامله وبلغة الارقام فان الاسبوع يمثل 168 ساعه و10080 دقيقه و604800 ثانيه ونستذكر بيتين من قصيده امير الشعراء احمد شوقي في رثاء للسياسي مصطفي كامل يقول فيهما (دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له= إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني )(فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها = فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني) واذا ضربنا الرقم 604800 في 70 مره هي عدد ضربات القلب في الدقيقه فالجواب لدى الاله الحاسبه هذا اذا لم يدق القلب 72 دقه في الدقيقه – اذا فالوقت يمضي سراعا وعلينا ان نتنبه الى ذلك وما يمضي لا يعود وفي كل دقيقه يمكن للانسان ان يفعل معروفا وان يكتسب حسنه او حسنات كما انه يمكن ان يكتسب اثم او سيه او سيئات فيها فهل من مدكر – وكما اسلفنا فان من محاسن العرب استكمالا لما سبق هو( الصبر والتحمل و الشجاعة من جهه والبطوله والكرم من جهة اخرى)وقد يرجع هذا الجمع بين الكرم وبين الشجاعة وبذل النفس أن كليهما عطاء : الأول عطاء مال ، والثاني جود بالنفس ، على حد قول الشاعر (ولولم يكن في كفه غير روحه = لجاد بها فليتق الله سائله) وكانت النزعه الابيه العربيه مع التوحيد الصادق في نفوس العرب وراء ظهور عدد من أبطال المسلمين شدوا أنظار العالم ، ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه : كخالد بن الوليد ، وسعد بن أبي وقاص ، والمثنى الشيباني والقعقاع ابن عمرو التميمي ، وكان من الطبيعي أن تظهر بصمات الإسلام على شعر البطولة أو شعر الجهاد ، كما نرى في الرجز التالي لخالد بن الوليد يقول فيه (لا ترعبونا بالسيوف المبرقة = إن السهام بالردى مفوقه)(والحرب دونها العقال مطلقة = وخالد من دينه على ثقة)ولم تكن الشجاعه في يوم من الايام حصرا على الرجال بل هي فضيله تتلبس بالطفل وبالشاب وبالمراه ايضا ومن التاريخ الذي يحدثنا أن البطولة لم تكن مقصورة على الرجال ناخذ بعض الثمار، ففي تاريخنا الإسلامي نساء مجاهدات أبدين شجاعة فائقة في القتال ونذكر منهن على سبيل المثال لا على سبيل الحصرمن كن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن أشهرهن ام عماره نسيبة بنت كعب المازنيه الأنصارية وماذا عن أم عمارة لقد اشتركت في غزوة أحد، وبيعة الرضوان، ويوم اليمامة، وكانت تقاتل في تلك المعركة مع ابنها عبد الله حتى قطعت يدها، وجرحت اثنا عشر جرحا. أما موقفها الباسل في غزوة أحد فكان إكليل غار توجت به رؤوس بنات جنسها. فلما تناولت سيوف المشركين بعض أصحاب النبي فولوا الأدبار كانت بين العشرة الذين وقفوا يدافعون عنه، فانتضت سيفها، وذهبت تصول وتجول بين يدي الرسول حتى كانت من أظهر القوم أثرا، وأعظمهم في نجاته.وقد رآها الرسول يومئذ تعصب جرحا ينزف دما في ذراع ابنها عمارة، فما انتهت منه حتى دفعته للكفاح. ويرمقها الرسول بنظرة حانية قائلا لها : « ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة – والثانيه اختها في الاسلام أم عطية، نسيبة بنت الحارث الأنصارية فأم عطية شهدت مع الرسول سبع غزوات، أبلت فيها بلاء حسنا.وعن سيرة جهادها مع الرسول صلى الله عليه وسلم تقول الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث) غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات فكنت أصنع لهم طعاما، وأخلفهم في رحالهم وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى ونفهم من ذلك أنه كان لهذه الصحابية دوركبير ومؤثر في المعارك العسكرية التي خاضها المسلمون ضد الكفر والمشركين وأهل الضلال، حيث إن أم عطية كانت تشارك في الجهاد، وكانت تقوم بأعمال التمريض واعداد الطعام للجنود، ولم تكتف بذلك بل كانت تقوم بدور الحارس الأمين على امتعة الجيش. ولم يتوقف دور تلك الصحابية الجليلة عند هذا الحد، بل انها كانت تقوم بتطبيب الجرحى وأيضا كانت تسهر على المرضى وتقوم بخدمتهم، ولا شك أن تلك الخدمات مهمة وجليلة في ميدان المعركة ولا يمكن الاستغناء عنها. وفي غزوة خيبر كانت أم عطية رضي الله عنها،من بين عشرين امرأة خرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتغين أجر الجهاد واشتهرت ايضا بتغسيل الموتى في مدينة الرسول - وأما في حرب العراق فكانت خزامة بنت خالد بن الوليد بن جعفر بن قرط، في جيش سعيد بن أبي وقاص، وذَكَرَ الرواة أخبار نسوة لا يُحْصَيْنَ، كانت لهن في الشجاعة مواقف مشهودة، منهن خولة بنت الأزور، في جيش ابن الوليد. فقد حضرت، فيما حضرت، فتح الحيرة، وأبرزت فيها من الشجاعة ما لا يوصف واستبسالها في وقعة أجنادين، وقد أُسر أخوها ضرار بن الأزور. فتزيت بزي الفرسان، وشقت صفوف العدو، حتى أذهلت المسلمين قبل الروم، وظلت تناضل حتى استُنْقِذَ أخوها من الأسر لقد كانت فارسه تركب الخيل في ذلك الزمان وكانت الخيل بمثابه السياره في هذا الوقت فانظر والى سعه مدارك صحابه رسول الله والتابعين وكيف تعاملهم في كل مطالب الحياه والمعيشه .وهذه قصه بطله اخرى هي أم الحرام التي يقال لها الرميصاء ام سليم بنت ملحان،(المؤمنة الداعية المبشرة بالجنة) أقل من غيرها شجاعة في جيش الأمير معاوية بن أبي سفيان، فقد ركبت البحر معه، يوم كان ركوبه كدود على عود، ومضت لفتح قبرص حتى كان البر لم يعد متسعا لجهادها، واستشهدت في عهد هذا الفتح، ودفنت في مدينه بيروت انها الرميصاء أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية الخزرجية، وكان من أوائل من وقف في وجهها زوجها مالك( والد ابنها انس)وكان مالك قد غضب وثار عندما رجع من غيبته وعلم بإسلامها وزاد في غيض مالك بن النضر لما سمع زوجته تردد بعزيمة أقوى من الصخر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، خرج من البيت غاضبا فلقيه عدو له فقتله، ومضى الناس يتحدثون عن ام سليم ام انس بإعجاب وتقدير ويسمع أبو طلحة بالخبر فيتقدم للزواج من أم سليم. ويعرض عليها مهرا غاليا. فترده لأنها لا تتزوج مشركا تقول: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا. أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها آل فلان. وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت. فعندما عاود لخطبتها قالت: (يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك). فقالت إن مهرها الإسلام. فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم ويتشهد بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم - فتزوجت منه - وهكذا دخل أبو طلحة الإسلام على يد زوجته. ودخل عليها أبو طلحة وكان له غلام تركه مريضاً فسألها عن أحواله فقالت: (إنه بخير) وكان قد مات وتزينت ونال منها ما ينال الرجل من امرأته ثم قالت: (إن الله قد استرد وديعته وأن ابننا قد لقي ربه) فغضب وعجب كيف تمكنه من نفسها وولدها ميت، وخرج يشكوها لأهلها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبله النبي باسماً وقال: (لقد بارك الله لكما في ليلتكما) فحملت الرميصاء بولدها (عبد الله بن أبي طلحة) من كبار التابعين وكان له عشرة بنين كلهم قد ختم القرآن وكلهم حمل منه العلم.ولم يكف أم سليم أن تؤدي دورها في نشر دعوة الإسلام بل حرصت على أن تشارك في الجهاد ففي صحيح مسلم وابن سعد- الطبقات بسند صحيح أن أم سليم اتخذت خنجراً يوم حنين فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر. فقالت: يا رسول الله إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه. ويقول أنس- رضي الله عنه-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى. فقد بشرها عليه الصلاة والسلام بالجنة حين قال: (دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت من هذا قالوا هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك هذا الصبي الذي قدمته لرسول الله لكي يخدمه فعندما قدم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ذهبت أم سليم مع أهل المدينة لإستقباله ثم قامت إليه فقالت يا رسول الله أن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري ولم أجد ما أتحفك إلا ابني هذا فاقبل مني يخدمك ما بدا لك وخدم أنس بن مالك الرسول محمد مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، فما عاتبه على شئ أبدا ولا قال لشئ فعله لم فعلته ولا لشئ لم يفعله ألا فعلته فمن مثل ام سليم ام انس ابن مالك خادم رسول الله )
http://al-hakawati.net/arabic/arabpers/women31.asp
ومنهن صفية بنت عبدالمطلب الهاشمية القرشية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم شاركت صفيه رضي الله عنها في غزوة أحد . وذلك بقتال الأعداء بالرمح. وقد جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوه الناس وتقول: انهزمتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان أخوها حمزة بن عبد المطلب قد قتل ومثل به.. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة قال لابنها الزبير: أرجعها لكي لا ترى أخيها. فذهب إليها الزبير بن العوام وقال: يا أماه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي . فقالت صفية بنت عبد المطلب: ولم؟ لقد بلغني أن أخي مات ، وذلك في الله، لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله. فلما جاء الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول أمه صفية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خل سبيلها، فأتت صفية فنظرت إلى أخيها حمزة، وقد بقرت بطنه، فاسترجعت واستغفرت له.وشهدت غزوة أحد الخندق، وكان لصفية {رضي الله عنها} موقف لا مثيل له في تاريخ نساء البشر. فحين خرج الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقتال عدوة في معركة الأحزاب (الخندق) ...وقام بوضع الصبيان ونساء المسلمين وأزواجه في (فارع) حصن حسان بن ثابت، قالت صفية:" فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) والمسلمون في غور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إن أتانا آت، قالت: فقلت يا حسان، إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود، وقد شُغل عنا رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) وأصحابه، فانزل إليه فاقتله. قال: والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت: فاحتجزت ثم أخذت عموداً، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن، وقلت: يا حسان، انزل إليه فاسلبه. فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل. قال: ما لي بسلبه من حاجة. وقد كان لهذا الفعل المجيد من عمة رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أثر عميق في حفظ ذراري المسلمين ونسائهم، ويبدو أن اليهود ظنوا أن هذه الآطام والحصون في منعة من الجيش الإسلامي -مع أنها كانت خالية عنهم تماماً- فلم يجترئوا مرة ثانية للقيام بمثل هذا العمل، إلا أنهم أخذوا يمدون الغزاة الوثنيين بالمؤن كدليل عملي على انضمامهم إليهم ضد المسلمين، حتى أخذ المسلمون من مؤنهم عشرين جملاً. وهي بذلك تكون اول امراه مسلمه تقتل رجلا في سبيل الله -وغزالة وقصتها مع الحجاج ومن منا لا يسمع بالحجاج الثقفي الذي خاطب العراقيين الثائرين بقوله : (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا= متى أضع العمامة تعرفوني)لقد هزمت غزالة هذا الجبار المشهور ببطشه. وما هزمته لكثرة عصابتها بالنسبة لأجناد الدولة، وإنما بالشجاعة التي أبدتها في تلك المعركة حيث شكته بسنانها بين كتفيه فهلع قلبه، وولى الأدبار. وقد عيره بذلك عمران بن حطان إذ لج الحجاج في طلبه وقال: (أسد علي وفي الحروب نعامة = فتخاء تنفر من صفير الصافر)(هلا برزت إلى غزالة في الضحى = بل كان قلبك في جناحي طائر)(صدعت غزالة قلبه بعساكر=تركت كتائبه كأمس الدابر)وقد وصفت غَزَالة الحرورية، بالشجاعة من النساء، وكانت من الخوارج، وقد دوخت الحجاج بن يوسف، وملأت قلوب أتباعه خوفاً، وهي على ذلك كانت شاعرة. وبلغ من جَسَارتها أنها أقسمت، لتُصَلِّيَنْ في مسجد الكوفة ـ معقل الحجاج ـ ركعتين تقرأ في الأولى سورة البقرة، وفي الثانية آل عمران. وقد بَرَّت غزالة بقسمها، ودخلت مسجد الكوفة هي وزوجها ولبثت تصلي ركعتين تستنفدان نصف النهار، ولمّا علم الحجاج بها تحصّن في قصره واستوثق من رتاج داره. وعلى الرغم مما أوقعه الخوارج في قلب الحجاج، من الرعب والفزع، إلاّ أنه كان متى استمكن منهم، استأصل شأفتهم، ولم تكن تأخذه بهم رحمة. فعندما أُسِرَتْ أم علقمة الخارجية، وأُتِيَ بها إلى الحجاج، قِيل لها وافقيه في المذهب، حتى تَسْلَمي فقالت: قد ضَلَلْتُ إذن، وما أنا من المهتدين. فقال لها الحجاج: قد خبطت الناس بسيفك يا عدوة الله خبط العشواء. فقالت: لقد خِفْتُ الله خوفاً صيّرك في عيني أصغر من ذباب ـ وكانت منكّسة رأسها ـ فقال: ارفعي رأسك وانظري إليّ، فقالت أكره أن اُنظر إلى من لا ينظر الله إليه، فقتلها. والشجاعه متنوعه متعدده الاشكال والالوان فهناك شجاعه الميدان وهناك شجاعه الراي وتسمى الشجاعه الادبيه وتكثر صنوف الشجاعه لدى الامم وتبرز في بعض العصور بكثرة حتى يزاحم بعضها بعضا. ومن هنا لم يكن نساء العرب في صدر الإسلام متلبسات بشجاعه الفروسيه والعمل والجهاد فحسب، بل إلى جانب شجاعتهن، واعتمادهن على أنفسهن، كن متحليات بخلال أخرى حميدة، وعلى رأسها الشجاعة الأدبية.إن موقف تلك المرأة في المسجد حينما أراد عمر بن الخطاب تحديد مهور النساء كان مثالا حيا على هذه الشجاعة الأدبية. عمر بن الخطاب أمير المؤمنين المهاب لا تتورع امرأة عن معارضته والقول له : بماذا يحل لك هذا والله يقول : « {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً }النساء20على أن الروعة كانت أبلغ حينما أنصت لها الخليفة، ثم قال : امرأة أصابت، ورجل أخطأ او قال كما تروي بعض المصادر اصابت امراه واخطاء عمر - وهذا الحوار الذي جرى بين عمر بن الخطاب وبين تلك المرأة العجوز لم يدل على شدة الجرأة الأدبية فحسب، بل كان، في نفس الوقت، يدل على شدة الجرأة الأدبية فحسب، بل كان، في نفس الوقت، يدل على أثر الإسلام في تهذيب الأخلاق. فعمر رضي الله عنه كان، قبل الخلافة، على شدة في الأخلاق ترهبها الناس، فإذا به، بعد إسلامه فتوليه الخلافة، يشتهر بالتواضع والتقشف والرحمة بالمؤمنين. ومن قصه اخرى نخلص الى ان العصر الاول للاسلام ورجاله ونسائه كانو من القوه والشجاعه والجراءه بحيث يقفون في وجه الخلفاء والسلاطين بقوه جنان وقلوب لا تخاب ولا ترتهب وفي قصه ابن الخطاب مع سلمان الفارسي على خلاف بين المفسرين في صحة الروياه او كونها من وضع الرواه والوضاعون الا ان الروايه شهير وملخصاه ان عمر ابن الخطاب قام يخطب بعد اتته برود ( نوع الملابس ) وقسمها بين المسلمين وككان نصيب كل فردد برد وما ان تبادر ابن الخطاب قائلا ايها المسلمون اسمعوا قال له سلمان لا نسمع فرد عليه ولم يا ابا عبد الله قال لانك قسمت علينا كل فرد بردا وانت رجل طويل وعليك بردان فمن اين لك بالثاني فقال لله لا تعجل يا ابا عبد الله ثم نادى عمر ابنه عبد الله ابن عمر مرتين وقال له ناشدتك الله هل الثوب الذي اتزرت به هو نصيبك فقال له نعم يا امير المؤمنين فقال سلمان الفارسي اما الان فنعم نسمع ونطيع - وبرغم ان الخلافه اصبحت حكما وراثيا وملكا عائليا وكان من المفروض أن تسد النوافذ أمام الجرأة الأدبية ، ولكن أصالة البداوة في الأمويين بالإضافة إلى حلم معاوية بن أبي سفيان أمد في أجلها. وفي الجزء الأول من العقد الفريد لابن عبد ربه وغيره أمثلة كثيرة عليها. وحسبنا أن نقرأ فيه أخبار الوافدات تباعا على معاوية من نصيرات الإمام على، كاروى بنت عبد المطلب، وسودة بنت عمارة، وأم سنان بنت جشمة، ودرامية الحجونية لنرى الدليل أثر الدليل على توفر تلك الجرأة بين نساء ذلك العصر.على أن حلم معاوية وسع أيضا اللواتي حملن السيوف في صف علي وقاتلنه كالزرقاء بنت عدي وأم الخير بنت حريش فلما استتب له الأمر استقدمهما إليه وحاورهما فكان حواره معهما مثالا حيا على الجرأة النسائية وعلى الوفاء لقد استقدم معاوية الزرقاء عزيزة مكرمة فرحب بها وهش لها وقال كيف حالك يا خالدة وكيف رأيت مسيرك قالت خير مسير كأني كنت ربيبة بيت أو طفلا ممهدا قال بذلك أمرتهم فهل تعلمين لم بعثت إليك قالت سبحان الله أنى لي بعلم ما لم أعلم قال بعثت إليك لأسألك ألست راكبة الجمل الأحمر بصفين بين الصفين توقدين الحرب وتحثين على القتال فما حملك على ذلك قالت يا أمير المؤمنين إنه مات الرأس وبتر الذنب والدهر ذو غير ومن تذكر أبصر والأمر يحدث بعده الأمر قال لها صدقت فهل تحفظين كلامك يوم صفين قالت ما أحفظه قال ولكني والله أحفظه لله أبوك لقد سمعتك تقولين وذكر مقالتها ثم قال والله يا زرقاء لقد شركت عليا في كل دم سفكه فقالت أحسن الله بشارتك يا أمير المؤمنين وأدام سلامتك مثلك من بشر بالخير وسر جليسه قال وقد سرك ذلك قالت نعم لقد سرني قولك فإني بصديق الفعل قال والله لوفاؤكم له بعد موته أحب إلي من حبكم له في حياته اذكري ما حاجتك قالت يا أمير أعلنت عليه شيئا أبدا ومثلك أعطى من غير مسألة وجاد من غير طلب قال صدقتك فأقطعها ضيعة غلتها في أول سنة عشرة آلاف درهم وردها والذين معها مكرمين وقد مات معاوية بعد ذلك ولكن الجرأة الأدبية لم تمت بموته بل الحلم واستقطاب القلوب وهذه قصته مع عبد الله ابن الزبير كان لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما وفي ذات يوم دخل عمّال مزرعة معاوية إلى مزرعة إبن الزبير وقد تكرر منهم ذلك في أيام سابقة فغضب إبن الزبير وكتب لمعاوية في دمشق من عبدالله إبن الزبير إلى معاوية ( إبن هند آكلة الأكباد ) أما بعد فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي فمرهم بالخروج منها أو فوالذي لا إله إلا هو ليكوننّ لي معك شأن فوصلت الرسالة لمعاوية وكان من أحلم الناس فقرأها ثم قال لإبنه يزيد ما رأيك في إبن الزبير أرسل لي يهددني فقال له إبنه يزيد إرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه فقال معاوية بل خيرٌ من ذلك زكاة وأقرب رحما فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير يقول فيها من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير (ابن أسماء ذات النطاقين) أما بعد فوالله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلمتها إليك ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك فإن جنّة الله عرضها السموات والأرض فلما قرأ إبن الزبير الرسالة بكى حتى بللها بالدموع وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه وقال له لا أعدمك الله حلماً أحلك في قريش هذا المحل- ان قصص الشجاعه تاتي حتى في حلم الحليم القادر على انفاذ امر فيختار خير الامور ويبتعد عن شرها رغم ان النفس اماره بالسوء قال تعالى ({وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53-وعلى رغم ما استفاض من أنباء شدة عبد الملك بن مروان القائل في أحدى خطبه : والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه وعلى رغم محاولته إخفات صوت الجرأة الأدبية فإن محاورته مع عزة كثير وبثينة جميل تشير إلى عجزه عن إخفات صوت الحرية في جزيرة العرب روى ابن حجة الحموي في كتابه « ثمرات الأوراق » هذا الحوار فقال دخلت عليه بثينة وعزة فانحرف إلى عزة وقال « أنت عزة كثير » فقالت « لست لكثير بعزة ولكني أم بكر » قال وقد أراد التلميح بسلو محبته لها - أو تروين قول كثير (وقد زعمت أني تغيرت بعدها =ومن ذا الذي يا عز لا يتغير)فأجابته وهي تريد إنكار ذلك على عشيقها والتنويه بشغفه بها لست أروي هذا ولكنني أروي قوله ( كأني أنادي أو أكلم صخرة =من الصم أو تمشي بها العصم زلت )
http://islamport.com/w/trj/Web/1000/475.htm
ثم انحرف عبد الملك إلى بثينة وقال أنت بثينة جميل قالت نعم يا أمير المؤمنين قال ما الذي رأى فيك جميل حتى لهج بذكرك بين نساء العالمين قالت الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم فضحك عبد الملك حتى بدا له ضرس أسود ولم ير قبل ذلك وفضلها على عزة بالجائزة فقد كان الخلفاء يحبون الردود الذكيه التي تاتي على البديهة او التشابيه الجميله ففي روايه لعبد الملك مع الشاعر جرير حينما وفد على عبد الملك فانشده قصيدته التي يقول في اولها ( اتصحو ام فوادك غير صاحي – يقول بعض الرواه ان عبد الملك عندما سمع هذا الشطر قال له بل فوادك يابن الفاعله وكلمه الفاعله هنا تعني من ترتكب الزنى – واستمر جرير حتى قال ( الستم خير من ركب المطايا = واندى العالمين بطون راح) وهنا اعتدل عبد الملك وكان مضطجعا ثم قال من اراد ان يمدحنا فبمثل هذا وبعد ان انتهى جرير اعطاه عبد الملك ما مفاه والقصيده في الرابط التالي
http://www.adab.com/modules.php?name...hqas&qid=16379
ولكن لكل بداية نهاية فهذه الشمائل التي حملها العرب معهم من شبه جزيرتهم إلى أنحاء العالم لم تلبث أن اصطدمت بالأخلاق الأخرى الأعجمية، وانتهى التفاعل بينها وبينهن إلى غلبة الكثرة على القلة ثم تبخرت بعد أن دالت دولة العرب وأمسوا وقتئذ رعية للأعاجم وتلك الأيام نداولها بين الناس. على اننا نعاود ذكر بعض النساء من اهل الشجاعه وقد بلغت بعض النساء في الشجاعة حداً بعيداً. فمنهن من عُذِّبن بقطع أطرافهن عضواً عضواً، كما فعل عبيد الله بن زياد بالبلجاء، (وهي امرأة خارجية من بني تميم، كانت تثير الخوارج في العراق). فعندما ظفر بها عُبيدالله، قطع يديها، ورجليها، وأمر بإلقائها جُثةً في السوق، فلبثت ما شاء الله لها أن تلبث، لم تُسْمع لها آهة ولا أنّة، إلاّ أن تذكر الله وتشكره. وقد ساق الجاحظ من أخبارهن ما يذهل العقول، ويُظْهِر أثر الإسلام واحتكامه في نفوس النساء، حتى كانت هذه الاستهانة النادرة بالدم والروح في سبيله.واذا كنا قد روينا بعضا من قصص الشجاعه لدى نساء العرب فان المراه الحضرميه وهي من نساء العرب لها موقعا مشرفا من مواقع الشجاعه وللاسف الشديد فان تاريخنا الحضرمي الذي لم يدون وفق اصول التدوين واتجه في تدوين قضيايا محدده واغفل المؤرخون اغلب القضايا التي لا تهمهم من حيث الرويه والفكر والتوجه الطبقي وغير ذلك اهمل ايما اهمال تدوين تاريخ الخضارم رجالا ونساء الا ما ندر بل ان المراه وقد فرض عليها ليس الحجاب بل الحجب حتى من نطق اسمها واعتبر اسمها عوره لا يجوز ان يقول فرد لفرد عن اسم ابنته او زوجته او امه وكانت النساء حتى وقت قريب يمتنعن عن نطق اسماء ازواجهن متابعه لذلك الموروث المتاخر واذا اردنا ان نضع اطارا للمراه الحضرميه فاننا نضعها بين اكثر النساء المجاهدات الشجعان ويمكن لم هو في مثل عمري او اكبر مني قليلا ان يستوثق من معلوماته التي راها رؤيا العين وسمعها سمع الاذن من ان هناك نساء ابطالا في كل مجتمع وقريه وعزله من قرى حضرموت قمن على تربيه اولاد واسر عندما ضربت المجاعه والفقر حضرموت واضطر كثير من الرجال للهرب الى الساحل والى شرق افريقيا منهم من تواصل وعاد ومنهم من غيبته الايام حتى وقتنا ولكن قيض الله للاسر المكلومه بنساء حفرن الصخور وقمن على تربيه الابناء فانشئن من بعد ذلك اسر وربين رجالا وكان كل افعال تلك النسوه اذا ما فصلتها وفسرتها ووضحتها كل فعل او تفصيل يعتبر بحد ذاته بطوله تستحق ان نشيد فيها وان نبرزها ولا نستثني احدا من كل الطبقات فالام هي الام قد يترك الاب احيانا الاسره الا ان الام لا تتركها الا عند الموت ويحدثنا د/جاسم المطوع من اهل الكويت العاملين على الصدقات ويقول( كان في امرأة حضرمية ولكنها مقيمة في ممباسا في كينيا وهي تاجرة تتاجر في جوز الهند وعندها سيارة تمر على القرى الفقيرة وتشتري منهم جوز الهند ثم تبيعه في السوق وقد كثر مالها وصارت تاجرة مميزة في كينيا ، وفي يوم من الأيام ذهبت إلى قرية لشراء جوز الهند فعلمت أنه فيها مسلم ولكن لا يوجد له مكان للصلاة وممارسة الدعوة فتبرعت ببناء مسجد وقد زرت المسجد وحسب تقدير د.السميط لقيمته فإنه أكثر 25000 دولار ، وبعد ما بنت المسجد بدأ أهل القرية يدخلون بالإسلام ثم عين الدكتور السميط داعية متميز هناك فازداد عدد المسلمين ، فزرناهم وألقينا كلمه عندهم ورأينا الجهد المميز في القرية ، وقد أهدينا الداعية مجموعة من الكتب تساعده في تعليم أهل القرية وكل ذلك في ميزان حسنات المرأة الحضرمية) انتهت قصه الدكتور المطوع ولكن قصص مثل هذه كثيره وهناك كثير من المساجد التي بنتها نساء حضرميات تنتشر في كثير من المناطق ومن قصص الشجاعه للمراه الحضرميه ننقل قصة امرأة حضرمية من ال العمودي وللا سف كما اسلفنا فان التاريخ لم يسعف بذكر اسمها للسبب المتقدم ذكره غير انها من اسره البطل المغوار الشيخ أحمد بن حسين بن محمد بن سعيد العمودي وهو معروف وشهير في بلدة ( تولبه ) و هي قرية متوسطة تقع في سفح جبل بوادي ليسر في وادي دوعن ، بينها وبين ضريح الشيخ عمر مولى خضم العمودي نحو ساعة ، وبها غيل يغرسون فيه بعض البقول ذكر هذه الأسرة المؤرخ السيد علوي بن طاهر الحداد : وقال وهذه الأسرة معروفة بالبطولة ؛ حتى إنَّ عقيلة من عقائلهم كَسَرَت جيشاً بأكمله من تحت هذه المصنعة وقتلت قائده ( ومعنى كلمة المصنعة مفرد جمعه مصانع وهي قلاع ومراكز حربية هامة محصَّنة جيداً ومنتشرة في حضرموت ، وعموم اليمن ومن أشهرها مصنعة عورة بدوعن ( يقول المحضار في ذكر المصنعه في اوبريت الضحيه حين يقول على لسان ابن العم (وانتي يامصنعه اليوم بيدي قفالك = صار لي حق جيلك من علاك او سفالك = ان بطى وان سرع لا بد لي من حلالك) فمثل البنت بانها مصنعه او حصن وان بيده قفولها ومفاتيحها وانه بيده الحق على ان يحكمها وانه سوف يستحلها اسرع الزمان او بطئ وهو اسلوب الشعراء الحضارم في الاستدلال على النساء بالمصنعه والحصن والمديني والعيلمان وغيرها من الاسماء)(ويكمل المحقق السيد الحداد عن قصة هذه العقيلة العمودية وهذه السيدة العمودية الشجاعة عاشت في القرن الرابع عشر هجري ، وعاشت بعد عام 1328 هـ حيث قال ( ولا بأس بذكر قصة هذه العقيلة التي زادت على الرجال وقاومت الأبطال كان أحد الاشخاص ( وذكر المحقق صفته واسمه ) قد واطئ قوماً من البادية على مهاجمة هذه المصنعة في يوم عيّنه لهم ؛ لأنه علم أنَّ أهلها سيذهبون إلى الحيد الجزيل (وحيد الجزيل قرية عجيبة الشكل على جبل مرتفع مقطوع الرأس من جهاته كلها يتم الوصول اليه بتسلق عقبه قصيره تصل الى راس الجبل الصغير حيث تنتشر المباني المحصنه ، وهي على مقربة من ضريح الشيخ عمر مولى خضم العمودي بوادي ليسر ، وهي مشهورة بجودة العسل على مستوى حضرموت وهي قرية المشايخ العموديين من آل محمد بن سعيد وآل باموسى وقد انتعشت في وقتنا الحالي كمعلم سياحي فاستحدثت بها مشاريع سياحية - ويكمل السيد الحداد قائلا( بان المهاجمين علموا ان اهل الحصن سيذهبون لحضور عرس عند أخوالهم آل محمد بن سعيد ( العموديين ) هناك ، فلما كان ذلك اليوم المعلوم هجم بجيشه يريد امتلاك المصنعة وليس فيها إلا هذه العقيلة بنت أبيها حقاً وعندها (عبدٌ) أي مولى لهم استرقوه لهم به العروق ( العرق المديني ) في رجليه كلتيهما ( والعرق المديني مرض يصيب المجتمعات الريفيه المعزوله والبعيده عن مناطق التحضر والمحرومه من مصادر مياه الشرب النقيه هو أن يحدث على بعض الأعضاء من البدن بثرة فتنتفخ ثم تتنقط ثم تتثقب ثم يخرج منها شيء أحمر إلى السواد ولا يزال يطول ويطول وربما كانت له حركة دودية تحت الجلد كأنها حركة الحيوان وكأنه بالحقيقة دود حتى ظن بعضهم أنه حيوان يتولد وظن بعضهم أنه شبة من ليف العصب فسد وغلظ وقد يصل طوله احيانا الى المتر وقطره حوالي مليمترين وأكثر ما يعرض في الساقين وقد رأيته على اليدين وعلى الجنب ويكثر في الصبيان على الجنبين وإذا مد فانقطع عظم فيه الخطب والألم بل يوجع مدة وإن لم ينقطع) ويكمل السيد الحداد قائل انه لا يقدر على القيام فضلاً عن القتال فقرَّبت إليه البنادق والرصاص والباروت ،وأمرته أن يستمر في حشو كل ما استطاع منها ؛ قائلة له : إني لا أُحسن حشوها ، ولكن سأحامي حتى يدرك أسيادك ، وجعلت تأخذها وترمي القوم تارة من الناحية وتارة من الأخرى لتوهمهم أنَّ في المصنعة حُماة وأوصلت القوم إلى جدار المصنعة وأخذوا يحفرون الجدار فرمتهم برحى كانت عندها فدمغت أحدهم فمات وتقهقروا وأخذ (رئيس القوم) يذمرهم واستقدم يحمل المخشب ( المخشب اداه كهيئة الفأس إلا أنه أضخم منه يستعمل لتشقيق الخشب العظام وأخذ يضرب به سدة المصنعة فأشرفت عليه مــن المرداة فوق السدة ورمته ببندق فشقَّ بطنه شقَّاً من أعلاه إلى أسفله وخارت عزائم القوم وأخذوا يتسللون لواذاً وجاء الصريخ إلى رجالها فجاءوا مسرعين لا ليدفعوا القوم عن بلدهم ولكن ليضعوا تاج النصر على رأس هذه الشجاعة ذات المحاماة والثبات )القصه مبذوله في كتاب ( الشامل في تاريخ حضرموت ومخاليفها - لعلوي بن طاهر الحداد)ان الشجاعه مرهونه بقول المتنبي ( لولا المشقه ساد الناس كلهم = الجود يفقر والاقدام قتال ) او قوله (إذا غامرت في شرف مروم = فلا تقنع بما دون النجوم)(فطعم الموت في أمر حقير =كطعم الموت في أمر عظيم) ولا يعرف الشجاع الا عند الملمات واعظم ملمه قد يقف امامها الانسان هي ساعه الموت وخصوصا ان كان هذا الموقف في وجه عدو او مهاجم او سلطان او قاضي ولهذا قال المتنبي ينصح من يتعرض لمثل هذا بالقول(و إذا لم يكن من الموت بدّ فمن العار أن تموت جبانا ) ان من لا يعرف معاني ان يكون في مرحله توقع الموت قتلا او صبرا او قصاصا لا يمكن له ان يعرف معاني ان يكون الرجل متماسكا رابط الجاش وهذا الامر لا يقتصر على المسلمين بل كان في اهل الجاهليه من العرب وهو حادث في كثير من المجرمين الذين يموتون رابطي الجاش غير خوافين ولا هيابين من حبل مشنقه او من سيف مصلت على الرقبه ليحزها او بنادق كتيبه الاعدام او من رجل محارب سلب السلاح ورفع السيف فاصبحت تحت رحمته وتعلم انه لن يرحمك فيكون ظنك بقرب الساعة ويقينك بالموت وقربه اليك في هذه اللحظات فقط عندما يبلغ الخوف مداه من الرجال العاديين فيخورون وينشف ريق افواههم ياتي لنا امثال (ابوجهل عمرؤا ابن هشام او عبد الله بن خازم) ليقدم لنا مثلا للرجل الذي لا يخاف بل يقوم بقذف نخامه ملو الفم على وجه من سيحز راسه فتصيبه ان الفارق بين الشجاعه والبساله هي في مثل هذه اللحظات الفارقه فالموت قد يصيب الانسان وهو عابر طريقا فتدهمه سياره فيموت ولا يحس بالموت وقد يكون حتف الانف وهو متوجع مريض منسدح على سرير ابيض او غير ابيض في مصح او في بيته فياتيه الموت ولا يحس به بل قد يكون هذا الامر احد مطالبه يقول المتنبي (كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا = وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا)(تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى = صَديقاً فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا)(إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ= فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا)(وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ= وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا)(فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى= وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا)لقد كان العرب يتمادحون بالموت قتلاً، ويتهاجون بالموت على الفراش قال أحدهم لما بلغه قتل أخيه إن يقتل فقد قتل أبوه وأخوه وعمه إنا والله لا نموت حتفًا ولكن قطعًا بأطراف الرماح وموتًا تحت ظلال السيوف (وما مات منا سيد حتف أنفه = ولا طُلّ منا حيث كان قتيل)(تسيل على حد الظباة نفوسنا = وليست على غير الظباة تسيل) ان الم الموت في ترقب قدومه وليس في الموت نفسه فالمحكوم بالاعدام يتالم الم الانتظار والترقب اما بعد ان تنفتح كوه الاعدام وينجذب الى اسفلها والحبل معلق في عنقه فان الامر يصبح بعد ذلك ليس تفكير في الموت بل في محاوله الجسم ايجاد طريق للنجاه فتتحرك الارجل للبحث عن رقعة من الارض تقف عليها فلا تجد وربما يكون الهلاك في لحظة الانخراط والتدلي فتتحطم رقبه المحكوم ويموت في نفس اللحظه وقد يكون في الدقيقه التاليه عندما ينقطع النفس فلا يصل الهواء الى رئتيه والى دماغه فينساق الدماغ لا خلف فكره الموت او الالم بل في ايجاد طريقه لوصول الهواء للرئه حتى يفقد الدماغ كميه الهواء فيه فيغمى على الفرد ويموت وهو لا يعلم عن موته شيئا فلا يوجد الم في الموت انما الالم الم الترقب والانتظار ولهذا فان العرب اخترعوا طريقه لمعرف المتهم وذلك من خلال تسخين شفره او حديده ويطلبون منه ان يلحسها بلسانه( تمريرها على اللسان بسرعه) فان احرقت لسانه فهو مدان وان لم تحرقها فهو بري ومثل ذلك قبائل يطلب من المتهم اكل نوع من الطحين فان استطاع بلعه فهو بريء وان لم يستطع فهو مجرم والامر متصل بما يعتمل في الانسان عند الخوف عند زياده هرمون الادرالين فلا تستطيع الغدد المسؤله عن افراز البصاق او الريق من افرازه فيجف الحلق لهذا اذا وجدنا من لا يجف ريقه عند اقتراب الموت منه نقول عنه شجاعا مهما كانت صفته مسلم او كافر مجرم او برئ فقد راينا مجرمين يساقون الى الموت وبعضهم ينطق بكلمة الحق رغم جرائمه التي يشهد عليها الناس وراينا بعضهم يصعد جريا درجات السلم المودي الى حبل المشنقه لا يهاب من الموت رغم انه قتل عدة اشخاص وصنف على انه وحش قاتل - فيما بعضهم وان تظاهروا بالقوه والمنعه في حياتهم يخورون ولا تستطيع ارجلهم ان تحملهم من شده الهلع والخوف فيساقون محمولين لتنفيذ امر الاعدام فيهم - فالشجاعه والصبر امر مامور به المومن والمسلم الا ان كثير من المجرمين والكفار تبقى جذوه الشجاعه والصبر في نفوسهم حتى اخر لحظات حياتهم وكثير من الناس يجد فسحه من الوقت قبل الموت للندم والتوبه والاعتبار فينطق بالشهادتين وبعضهم ينطقها عند الموت المفاجي ولا يعلم هل نطقها خوفا او عن ايمان ففي الروايه الشهيره ( أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية وكان معهم الصحابي البطل الذي يحبه النبي صلى الله عليه وسلم حبا عظيما وهو اسامه بن زيد رضي الله عنهما .. ابن الشهيد زيد بن حارثة ، وبينما المعركة دائرة هجم عليهم أحد الكفار و أخذ يقتل في المسلمين ..فأنبرى له أسامة ، ففر منه الكفار واختبأ خلف شجرة ، ولما رفع اسامة سيفه ليضربه قال الكافر ( أشهد أن لا إله إلا الله ) ..فهوى أسامه عليه بالسيف والرمح فقتله ، ظنا منه أنه يريد أن ينجو بنفسه ..فعاتبه الصحابة عل ذلك ، ولاموه على فعله ، فقال لهم: ( لقد قالها تهربا من القتل )..وعندما وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بما فعل أسامة ، فناداه فقال :يا أسامة قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ فقال : ( يا رسول الله إنما قالها لينجو بها من القتل ) ..فقال صلى الله عليه وسلم وهو غضبان : ( هلا شققت عن قلبه ) (يعني هل فتحت قلبه لتعرف إن كان قالها صدقا أو كذبا )ثم قالها لأسامه وهو يكررها كثيرا ، ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامة حتى قال أسامة من شدة خوفه لما فعل : فما زال رسول الله يكررها علي حتى وددت لو انني أسلمت الآن لماذا لأن الإسلام يجب ما قبله على ان من اجرم وقتل وعذب وارتكب المناكر حسابه عند ربه العادل الذي لا يظلم مثقال ذره والذي سيقتص حتى من الشاه القرناء التي نطحت شاه غير قرناء ولكن البهائم حسابهم يسير قال تعالى {إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }النبأ40 قال اهل التفسير ان الله تعالى يقول للبهائم بعد الاقتصاص من بعضها البعض كوني ترابا –هكذا بكل بساطه تعود البهائم ترابا ولكن بني ادم له موقفا اخر({فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ }الزلزلة7 {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }الزلزلة8- ونعود للسوال الذي نطرحه على الدوام هل العرب الان والمسلمون منهم على الخصوص لديهم خاصيه الصبر والشجاعه ام انهم لم يحفظو شيئا من شجاعه العرب في الجاهليه ولم يستقيموا لامر الله لهم بالصبر هل يمكن التدليل على فقدان البطوله والشجاعه في هذا الزمان الذي يلتبس فيه بعض من فقدا عقولهم حينما يتدثرون بلباسهم المحشوا بالديناميت ويدخلون بين اوساط البشر من خلق الله ثم تجد هذا المتفجر الراغب في الشهاده وفق تخيله المريض ويرغب في معانقه الحور العين وفي دخول الجنه يضغط باصبعه على زر ولعله تشهد بالشهادتين او قال الله اكبر قبل ان يضغط على الزر فتنفجر الشحنه التي تلبس بها وتقطعه اشلاء ولكنها ايضا تقطع اشلاء البشر ممن حانت ساعتهم من الابرياء بسبب فساد في الفهم الصحيح للاسلام وهل هناك شجاعه في مثل ذلك او في مثل من يفخخ سيارته ويسير بها حتى اذا وصل الى موقع ركنها وخرج منها او لعله يسير بها متجها بتعمد بين الابرياء ثم يفجرها وربما يكون فيها وربما خرج منها وفجرها عن بعد بواسطه جهازا اخترعه الكفار كما يدعي وهو المسلم المحارب لهم ويموت من ذلك التفجير بشر لا دخل لهم وليسوا محاربين ولا يعرفهم ولا يعرفونه بل الامر اكبر من ذلك عندما نرى ونسمع عبر التلفازات بعض الاشخاص وهم يوجهون بنادقهم الرشاشه او راجمات صواريخهم او راجمات قنابلهم في اتجاه معين ثم تسمع صوت من يطلق النار قائلا بسم الله والله اكبر وقد يقول الله اكبر فقط وتذهب رصاصته او صاروخه اوقذيفته لا يعلم عنها من ستقتل ومن سترمل ومن ستقطعه اشلاء ومن ستقلب حياته راسا على عقب او ان يوتى بالرجل او المراه فيوثق ويذبح كما تذبح النعجه من الوريد الى الوريد وقد يوضع راس الضحيه على بدنه البارد ويكون هذا الامر باسم الاسلام الذي نهى عن القتل انها والله قمة التناقض فاين الشجاعه في القتل وانت مستتر ولا تعلم من تقتله مقاتل او طفل شيخ او امراه ان هذا الزمان هو زمان الخوار والجبن فاذا ما خاصمت شخص واختلفت معه حتى في الامور البسيطه فانه يجبن ان يرد عليك وان يقارع الحجه بالحجه وربما هو معذور في ذلك ان كانت ثقافته لا تتعدى قراءه اخبار بعض الصحف او بعض الماثورات مما اعتاد سماعه من فئته او اقاربه او طبقته او مجتمعه ولهذا فانه يلجاء للكيد والفجور في الخصومه ويستدعي العصبيه في قومه ليكونو معه على الحق او على الباطل لا فرق المهم انهم كما يقول الشاعر( واحيانا على بكر اخانا = اذا ما لم نجد الا اخانا ) او قول الشاعر (امرتهم امري بمنعــــــــرج اللوى= فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد)( وهل انا الا من غزية ان غوت = غويت وان ترشـــــــــــد غزية ارشد )او القول المشهور انا واخوي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب انها الشوفينيه التي يتلبس بها البعض وللاسف الشديد الكثير من اعراب هذا الزمان ترى بعضهم في المساجد يودون الصلاه الا انهم لا يتورعون عن اذيه مسلم واكل مال يتيم وظلم ضعيف والاستقواء بالعصبيه على عالم او مصلح او مفكر انهم كما يقول الشاعر( قد بلينا بأميرظلم الناس و سبح = فهو كالجزار فينا يذكر الله و يذبح) نهدي اليكم كتاب موسوعة شهيرات النساء في الرابط التالي-

https://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/p.../77/nesaa1.pdf
ان للصبر والشجاعه فصولا كثيره ارتئينا ان لا نخوض في بحرها لانه مدى يعجز عنه من يخوض فيه وليس له من شاطئ ولا مرفاء وقد جمعنا كثير من الرويات والاشعار والحكم حول هذا الموضوع ولو اردنا الاستمرار فربما اخذ منا ذلك اسابيع متواليه ولهذا فاننا سوف نكتفي بما سقناه في هذا الباب مما مر علينا واقتطفناه ونعلم ان نهايه الصبر هو الفرج وان مع العسر يسر اتت الايه الكريمه مكرره لتاكيد اليسر بعد العسر غير ان الانسان بطبيعته لا يستسيغ الصبر اذا لم تجبل نفسه عليه واحيانا يصل الصبر الى مداه في قلب الانسان ونفسه حتى يقول كما قال الشاعر عبد الوهاب محمد في رائعته للصبر حدود نضعها هنا لكي نخرج عن رتابه اللغه العربيه الفصحى او لغه العصر لنضع كلمات باللهجه المصريه الجميله لهذا الشاعر الهمام في القصيده التي يقول فيها (ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهود=انا يا ما صبرت زمان على نار وعذاب وهوان= واهي غلطة ومش ح تعود=ولو ان الشوق موجود وحنيني إليك موجود =إنما للصبر حدود يا حبيبي)(صبرني الحب كتير وداريت في القلب كتير= ورضيت عن ظلمك لكن كل ده كان له تأثير = والقرب أساه وراني البعد أرحم بكتير = ولقيتني وانا بهواك خلصت الصبر معاك = وبأملي أعيش ولو أنه ضيع لي سنين في هواك =واهي غلطه ومش ح تعود)(أكتر من مره عاتبتك واديت لك وقت تفكر= كان قلبي كبير بيسامحك إنما كان غدرك أكبر = أكبر من طيبة قلبي أكبر من طولة بالي = أكبر من قوة حبي مع كل الماضي الغالي = ولقيتني وانا باهواك خلصت الصبر معاك= وبأملي با أعيش ولو أنه ضيع لي سنين في هواك = واهي غلطه ومش ح تعود)(ما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيه ومليت= بين لي انت الإخلاص وانا أضحي مهما قاسيت = دا ما فيش في الدنيا غرام بيعيش كده ع الأوهام = والحب الصادق عمره ما يحتاج لكلام = ولقيتني وانا باهواك خلصت الصبر معاك = وبأملي باعيش ولو انه ضيع لي سنين في هواك = واهي غلطه ومش ح تعود= ولو ان الشوق موجود وحنيني إليك موجود
إنما للصبر حدود يا حبيبي)هذا مع العشاق انما المسلم فليس لصبره حدود قال تعالى( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(البقرة155-157)
سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد –
الكويت الجمعه 18/4/2014 ( alenati)

الجمعة، 11 أبريل 2014

متابعات الموضوع رقم 24



2ايضا وقد زادها اهل الجهل جهلا وكتبوا الجهلاء ايضا جهلا الي ان وصلتنا في قرننا هذا القرن التعيس16
دار في خاطري ظن ولهذا وضعت نصب عيني قول المولى عز وجل({وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم 28 وما ظننته في تفكيري ينسحب على من يتابعني هنا من القله الاعزاء الذين اراهم كثرا من خلال ظني الجميل بهم واعتبر متابعتهم لي بمثابه التكليف لا التشريف وما دار في خلدي انه ربما دار في خلد بعض من يتابعني بانني حطاب ليل وانني اخبط خبط عشوائي كما في قول زهير ابن ابي سلماء في معلقته الحميله اتيح رابطها هنا لمن يتذوق للشعر ويحبه -
http://www.adab.com/modules.php?name...hqas&qid=19474
ومنها هذه الابيات(رايت المنايا خبط عشواء من تصب = تمته ومن تخطى يعمر فيهرم)( واعلم علم اليوم والامس قبله = ولكنني عن علم ما في غد عم)(ومن لم يصانع في امور كثيرة = يضرس بانياب ويوطأ بمنسم)( ومن يجعل المعروف من دون عرضه = يفره ومن لا يتق الشتم يشتم)( ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله = على قومه يستغن عنه ويذمم)( ومن هاب اسباب المنايا ينلنه = وان يرق اسباب السماء بسلم)(ومن يجعل المعروف في غير اهله = يكن حمده ذما عليه ويندم) لسان الفتى نصف ونصف فواده = ولم يبق الا صوره اللحم والدم ) وهذه الابيات مما اتوكاء عليها واتمثل بها في كثير من الاحوال -عدى البيت الاول الذي فيه توجه نحو الفكر الجاهلي في عدم الايمان برب يسيس الكون ويقدر الموت والحياه ولكن لكون من قاله شاعر جاهلي لم يومن ايمان التوحدي فان ما اتى منه منسجم مع تفكيره ولهذاكان اعتقاده بان الموت ياتي خبط عشواء وليس بتقدير قادر اما بقيه الابيات فانها من البديع ومنها البيت الذي يقول فيه( ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله = على قومه يستغن عنه ويذمم) ومن هنا فقد خط لنا حافز للمطاوله والمتابعه اما البيت الذي يقول فيه (ومن يجعل المعروف في غير اهله = يكن حمده ذما عليه ويندم) ووالله ان اقواله ما جاوزت عين الواقع قيد انمله ولهذا فانني اتوجه الى من اعتقد و ظن بانني اتي بمعلومه من هنا ومعلومه من هناك واطيل وامط المواضيع بدون دواعي فانني ارد على هذا الشخص الافتراضي وفق ما جال في خاطري فاقول بانني لست كذلك وانني متعمدا البحث واصطياد المعلومات اغرف من بحر التاريخ بما حواه من صدق وكذب وحقيق ووضع وانني ملقي بدلوي في البحر فاختار مما جاءني به مسترشدا بما نسب للامام علي ابن ابي طالب او كما قيل انه لابو الاسود الدولي (وليس الرزق عن طلب حثيث =ولكن ألق دلوك في الدلاء)( تجئك بملئها طورا وطورا = تجئك بحمأة وقليل ماء) واقول انني اسير على هدى من خارطه طريق اعلم مبتداي واعلم ختام الموضوع ولكن الطرق قد تتفرع فاذهب في فرع ما يلبث ان يلقي بي على المسار وليس ذلك بمبعدى عن هدفي وانمايهديني حدسي وتفكيري لتتبعي لتفاصيل جديده اذا ما تقاطعت مع خاطره او معلومه خزنت في الذاكره منذ مده وما اكثر ما تختزنه الذاكره ويبرز عند اللزوم - ولانني لا استحث النفس للانتهاء من هذه المنظومة لسببين السبب الاول انني اعتقد بان كتاباتي هنا وبمن يتابعني من الاحبه تتعبر كالرئه من ظمن الرئات القليله المتبقيه التي تمد المنتدى بالحياه والاستمراريه قبل ان يطلق عليه رصاصه الرحمهكما توقع وارجوا ان يخيب توقعي فقد تركه اهله وحلانه واصبحت يوميا والمنتدى عندى صفحه رئيسيه تنفتح مباشره مع فتح الجهاز والدخول على الانترنت فانظر بعيني هل طرق طارق باب البيت في هذا النهار فانظر من هو وماذا كتب فلا اجد في القريب شيئ ولكنني اتابع بعض من يحب الديار وهو يتصفح في القديم من المواضيع متذكرا ما قاله الشاعر قيس ابن الملوح حين قال ( أمر على الديــــــار ديار ليـلى= أقبل ذا الـــــــجدار وذا الجـدارا)(وما حب الديار شـــــغفن قلبي = ولكن حب من ســـــــكن الديارا) ولهذا انا مستمر في الكتابه الى ان يكتب الله بالمنتدى امر كان مفعولا فان لم يتوقف بسبب هجران المشاركين ( وفي هذا عتاب لابنائي اهل عينات وشبابها بالخصوص الذين يتعبون في شق طريق ورصفه ثم هم يسلكون بعد ذلك طريق اخر ويهجرون ما تعبوا فيه ) واعتقد انه ولا بد لهذا الامر من ان يكون سببا من اسباب غلق المنتى الا اذا كان هناك من يهمه ان يغلق المنتدى وهو امر سمعت اطراف الحديث به ولكن اذا كانت جهة او جهات يهمها اغلاق المنتدى فما بال الشباب يرضون بذلك وكاني بهم ينفذون اماني الاخرين فيهم دون مقاومه او جهد – هذا اولا ثم انني مع افتقار المنتدى الى النشطاء فان الامر القادم هو من سيدفع رسوم الاشتراك لمنتدى شبه ميت كل تلك الافكار تراودني ولهذا فانني استدركت وانا على جهد لاستخراج ما سطرته وما شاركت به لاضعه على مدونتي التي اهملتها ولي فيها متابعين بالالوف ينتظرون ان امدها بما استطيعه ولهذا فانني احيتاطيا اضع رابط مدونتي هنا حتى اذا اراد شخص ما متابعه ما اكتبه في هذا المنتدى او ما كتبته سابقا فان الامر يكون متاحا له
http://alenatiyh.blogspot.com/
وسوف استمر في وضع المشاركات في المنتدى بالتزامن مع المدونه طالما استمر المنتدى واتمنى له الاستمراريه وعوده لاصل الموضوع حتى لا اتيه وتضيع بوصلتي في ميدان اخر غير ما اسعى اليه فاعود الى محاسن العرب في الجاهليه ومنها ( الصبر والتحمل و الشجاعة والبطوله) والصبر والتحمل والشجاعه والبطوله في مفهومنا يعتبران وجهان لعمله واحده فاذا خضر الصبر حضرت الشجاعه واذا وجدت الشجاعه رافقها الصبر فهما قرينان لا ينفكان عن مرافقة بعضهما البعض بتاتا وهما من سمات العربي في الجاهليه وكثيرون منا قروا في مصادر التاريخ كثيرا من قصص الصبر والتحمل والشجاعه والنجده وعدم قبول المهانه والذل - فمن اقدر على الصبر والتحمل من العربي الذي عاش في ظروف بالغه الصعوبه من حيث المناخ وقسوته صيفا وشتاء وطبيعه الارض وشحة الموارد لقد كان العربي والعربيه على حد سواء يتمتعون بالجديه والقوة الجسمانيه التي تاصلت فيهم بسبب قسوة حياتهم فمنذ ان يشب الفتى والفتاه يجدون انفسهم منغمسين في اعمال هي اكبر من سنهم بالنسبه لاضرابهم في الامم الاخرى الا ما ندر فيتعلمون بسرعه كيف يحافظون على حياتهم بدرجه اساسيه من غوائل القحط ومن جريان السيول ومن هجوم الضواري ومن غدرات الاعداء ثم هم عمال نشطين في ما يوفر لهم قوتهم حتى ولو كان الامر في جانب الغزو والاعتداء ولو قارنا حياتنا بحياتهم لكانت حياتنا الان وما نعمله او نعانيه حياه نعيم بالنسبه لهم ولن نذهب بعيدا ولكننا سوف ناتي بالامثله القريبه من مجتمعنا في حضرموت الذي ورث تلك الصفاه عن جدوده خصوصا اذا اسقطنا ما كان يقوم به وتقوم به امهاتنا وجداتنا قبل اقل من خمسين عاما من رعي ورعايه للبهايم واعتناء بالطبخ وسقي الماء ورعايه الاطفال والمنزل وشونه المختلفه فلا تكاد المراه تجد من الوقت للراحه الا ما تحايلت عليه من تخطيط الحناء في اليدين والرجلين وفي مواسم الزواجات والاحتفالات التي يتم فيها دعوتها او في ضروب من الامور التي لا عمل لها فيها كالحبل والمرض والولاده وغيرذلك وللرجل ضروبا شتى في سبيل تجميع نفقات ليسد بها افواه اسرته المفتوحه المحتاجه والاشاره للامر يطيله - و للصبر مفاتيح للفرج من الشده حتى قيل ( ان الصبر مفتاح الفرج)وقد اوصانا الله بالصبر وحث عليه كل الرسل والمصلحين باعتباره الاساس والسابق فبدون صبر فلا شجاعه ولا اقدام ولا بطوله ولعل صبر المسلم على كيد الشيطان وعلى لجم نفسه الاماره بالسوء وعلى اتباع طريق الحق والرشاد وترك طرق الغوايه والفساد من اكبر واعظم ما يصبر المسلم عليه وفي قول رسولنا صلى الله عليه وسلم عبره حين قال (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) ويدخل في المكاره الجد في العبادة والصبر على مشاقها وكظم الغيظ والصبر على الشهوات ويدخل في الشهوات جميع المحرمات كالزنا وشرب الخمر والغيبة وأمثاله- والعربي في جاهليته صبورا شجاعا وبعد اسلامه شد الله عزيمته بالشجاعه وبالصبر بل امره ان يصبر على الحوادث كلها ومنشاء حوادث الصبر امران حادث ياتيك به القدر كتبه الله عليك لا قدرة لك على رده فهو قضاء مبرم قدره الله عليك وهنا يامرك الله بالصبر فان الصبر من العزم قال تعالى{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }لقمان17وحادث ياتيك من البشر وبامكانك رد الفعل عليه ولكن الله يامرك بالصبر وبالغفران وخصوصا مع اللمم والامور البسيطه قال تعالى{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }الشورى43 وهنا تاكيد على ان الامر لمن عزم الامور بزياده اللام لان الصبر هنا على شخص او اشخاص اذوك فصبرت ثم عفوت فاستحققت اجر الصبر واجر المغفره - ومن اخبار الصابرين الابطال نقتطف هذه القصه لفتى كان من ارفه ابناء قريش حيات ومعيشه ثم من اجل دينه اصبح من اشظفهم عيشا ولعل قصته تعطي المثل في موضوع بر الوالدين وفق ما قدره المولى في قوله{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }العنكبوت8 فقد كان ابر الناس بوالده ووالدته الا انه لم يطاوعها في ان يترك دين الحق حتى بعد ان عذبت امه نفسها استعطافا له والقصه شهيره معلومه - و قصه هذا الصابر الشجاع البطل معلومه ومنها انه في السنة الثالثة من الهجرة دفع النبي صلى الله عليه وسلم راية المسلمين في غزوة أحد إلى مصعب بن عمير رضي الله عنه ، فما اهتزت في يده رغم شدة القتال ، ثم لما شاع في الناس مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وانكشف منهم من انكشف، ثبت مصعب مع القلة المؤمنة التي أحاطت بالنبي صلى الله عليه وسلم ودفعت المشركين عنه، وأقبل رضي الله عنه يحمل الراية ويهتف مرددا قول الحق عز شأنه " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزئ الله الشاكرين " فتقدم إليه عدو الله ابن القمئة فشد عليه ، فضرب يده اليمنى فقطعها ، ثم أخذ رضي الله عنه اللواء بيده اليسرى حتى لا يقع فضرب ابن القمئة يده اليسرى فقطعها ، فانحنى على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره ، فحمل عليه عدو الله الثالثة فأهوى بالرمح على جسده الطاهر، فخر رضي الله عنه على الأرض صريعاً . ومن هو مصعب ابن عمير انه سليل المجد كان لا يسير في طرقات مكه الا عرفه الناس انه قد مر منها من ريحة العطر والمسك والاطياب التي كان يتطيب بها انه ناعم المسكن والثياب ، ولذيذ المطعم والشراب يكسى أحسن الثياب ، ويلبس أجمل اللباس شهد له بذلك أصدق الخلق صلى الله عليه وسلم حين قال :" ما رأيت بمكة أحسن لمة وأرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير ولكنه طلق تلك المغريات واتجه الى طريق الجنه لقد آثر رضي الله عنه الآخرة على الدنيا ، مع علمه بأنه سيسلب النعيم الذي هو فيه ، وسوف تتبدل حاله في الحياه الدنيا من العز إلى الذل ، ومن السعة في نظر الناس إلى الضيق ، ومن النعيم إلى الجحيم ، ومن الراحة إلى التعب، ولكنه ربح الاخره وما اعظمها من فائده وثمره باع دنياه لاجلها وقصته مثلا من مثل الصبر والشجاعه والاخلاص وعهد اليه بامر من افضل الاعمال حينما وحهه رسول الله الى المدينه معلما وداعيا واماما فكافاه الله في وقت قصير بايمان اغلب اهل المدينه على يده واستشهد وعمره اربعين سنه فهل هناك شجاعه او صبر اكبر من هذا – يقول الشاعر ابن الوردي في لا ميته الشهيره التي يقول فيها(واتق الله فتقوى الله ما = جاوزت قلب امرئ إلاّ وصل)
(ليس من يقطع طرقاً بطلاً = إنما من يتقي الله البطل)
http://www.nawiseh.com/anasheed/Ibn_al_Wardi_raeah.htm
ولولا ان يطول الامر لجئت بالامثله الجمه ولكني مقتصد قليلا لانني اعلم علم اليقين ان رويات التحمل والصبر لدى العرب كثيره - لان العرب كانت لهم قدرة عجيبة على تحمل المكاره والصبر في الشدائد، وربما اكتسبوا ذلك من طبيعة بلادهم الصحراوية الجافة، قليلة الزرع والماء، فألفوا اقتحام الجبال الوعرة، والسير في حر الظهيرة في الرمضاء، ولم يتأثروا بالحر ولا بالبرد في السبره، ولا وعورة الطريق، ولا بعد المسافة ، ولا الجوع، ولا الظمأ وكانو صبورين حتى في اشد الامور احتملا ولا يجزعون ولو راو الموت بام اعينهم يقول المتنبي ( واذا لم يكن من الموت بد = فمن العار ان تموت جبانا) ومن قصص اولائك الشجعان الصابرون حتى على احتمال قدوم الموت وهو امر عظيم ونعلم ان الصبر فضيله امر المسلمون بها اكثر من غيرهم بل جاء الامر فيها في كل الاديان ولدينا استشهادات عديده من كتاب الله سبحانه الا ان الامر بالنسبه للعربي وطبيعه حياته يعتبر من المسلمات التي لا مراء فيها واذا اردنا اعطاء امثله لذلك فان اولها مثال للصبر والشجاعه في نفس امرو جبار اصر على الكفر وكان له شان في قومه حتى تمنى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسلم ودعا ربه ان يسلم فقال اللهم انصر الاسلام باحد العمرين عمر ابن الخطاب او عمرو ابن هشام وهو شيخ من كبار شيوخ ورجالات قريش وله مجلس ملتصق بالكعبه لشدة سطوته وهيبته وهو خال لسيف الله المسلول خالد ابن الوليد وخال لعمر ابن الخطاب ولكن لا عزه لمن كفر ولذلك اطلق عليه رسولنا اسم ابو جهل ومن مقومات صبره وشجاعته وهو في الرمق الاخير ينتظر الموت القادم اليه تروي لنا كتب التاريخ هذه الروايه (ولما انتهت معركة بدر قال رسول الإسلام‏‏ ‏(‏من ينظر ما صنع أبو جهل‏‏)‏ فتفرق الناس في طلبه، فوجده عبد الله بن مسعود وبه آخر رمق، فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه، وقال‏ هل أخزاك الله يا عدو الله‏؟‏ قال‏‏ وبماذا أخزاني‏ أأعمد من رجل قتلتموه‏‏ أو هل فوق رجل قتلتموه‏‏ وقال‏‏ فلو غير أكَّار قتلنى ثم قال‏‏ أخبرني لمن الدائرة اليوم‏‏ قال‏‏ لله ورسوله ثم قال لابن مسعود وكان قد وضع رجله على عنقه‏‏ لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم ، وكان ابن مسعود من رعاة الاغنام في مكة‏.‏ وبعد أن دار بينهما هذا الكلام احتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الإسلام، فقال‏:‏ يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال‏:‏ ‏(‏الله الذي لا إله إلا هو‏)‏ فرددها ثلاثًا، ثم قال‏:‏ ‏(‏الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه‏)‏، فانطلقنا فأريته إياه، فقال‏:‏ ‏(‏هذا فرعون هذه الأمة‏)‏‏. وهنا تبرز عده جوانب تحتاج توضيح في موقف ابو جهل عليه من الله ما يستحقه الاول انه كان عنصريا حتى النخاع فقد كان يتمنى ان يقتله رجلا من الاشراف وليس راعي اغنام ولم يعلم بان راعي الغنم ذلك هو سيد من سادتنا نترضى عليه قائلين على الدوام رضي الله عنه فقد اعزه الله بالاسلام بينما اذل الله ابو جهل وكل من يشرك بالله الثاني الشجاعه والصبر الذي يحملهما ذلك الرجل وهي شجاعه لا يتلبس بها بمفرده بل يتشاطرها مع اغلب العرب ولهذا فانه برغم يقينه بان الموت لا محالة نازل به فانه يجادل جلاده ويسال عن اخبار المعركه وهو مغادر الدنيا باسرها ثم يقول غير خواف ومرتهب قولته الشهيره ومثله في الشجاعه ما روته ايضا كتب التاريخ عن عبد الله بن خازم (توقل القصه بانه قد كتب عبد الملك ابن مروان إلى عبد الله بن خازم أمير خراسان يدعوه إلى بيعته ، ويقطعه خراسان سبع سنين ، فلما وصل إليه الكتاب قال للرسول : بعثك أبو الذبان ( كان عبد الملك ابن مروان يلقب من اعدائه بابي الذبان ) والله لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتك ، ولكن كل كتابه . فأكله ، وبعث عبد الملك إلى بكير بن وشاح نائب ابن خازم على مرو يعده بإمرة خراسان إن هو خلع عبد الله بن خازم ، فخلعه ، فجاءه ابن خازم فقاتله فقتل في المعركة عبد الله بن خازم ، قتله رجل يقال له : وكيع بن عميرة ، لكن كان قد ساعده غيره ، فجلس وكيع على صدره وفيه رمق ، فذهب لينوء فلم يتمكن من ذلك ، وجعل وكيع يقول : يا ثارات دويلة - يعني أخاه - وكان دويلة قد قتله ابن خازم ، ثم إن ابن خازم تنخم في وجه وكيع ، قال وكيع : لم أر أحدا أكثر ريقا منه في تلك الحال . وكان أبو هبيرة إذا ذكر هذا يقول : هذه والله البسالة . وقال له ابن خازم : ويحك ، أتقتلني بأخيك ؟ لعنك الله ، أتقتل كبش مضر بأخيك العلج ( وربما سخر البعض من تكرار الوزير العراقي عندما كان يذكر الامريكان فيقول عنهم العلوج فهو لم ياتي بشيئ جديد بل كلمة داله من اعماق اللغه العربيه) وكان لا يساوي كفا من تراب ؟ أو قال : من نوى ( أي عجم التمر)قالوا : فاحتز رأسه ، وأقبل بكير بن وشاح فأراد أخذ الرأس فمنعه منه بحير بن ورقاء ، فضربه بكير بن وشاح بعمود وقيده ، ثم أخذ الرأس ، ثم بعثه إلى عبد الملك ابن مروان ، وكتب إليه بالنصر والظفر ، ومقتل عبد الله بن خازم ، فسر بذلك سرورا كثيرا ، وكتب إلى بكير بن وشاح فأقره على نيابة خراسان .ولمثل هذا يقول المتنبي البيت التالي( وَلَـوْ أَنَّ الحَيَـاةَ تَبْقَـى لِحَـيٍّ = لَعَـدَدْنَـا أَضَلَّنَـا الشُّجْعَـانَـا)(وإِذَا لَمْ يَكُـنْ مِنَ المَـوْتِ بُـدٌّ = فَمِنَ العَـارِ أَنْ تَمُـوتَ جَبَانَـا)وهذا خبيب بن عدي وقف على المشنقة و جسمه يُقطع و هو ينشد قائلاً (و لست أبالي حين أقتل مسلماً =على أي جنب كان في الله مصرعي)(و ذلك في ذات الإله و إن يشأ= يبارك على أشلاء شلو ممزع)وهذا حبيب بن زيد الأنصاري قطع جسمه مسيلمة الكذاب قطعة قطعة و صمد حتى آخر قطرة من دمه - وكان شبيب بن يزيد الخارجي من أشجع الناس كان معه ستون مقاتل من الخوارج هزم الحجاج الذي معه ثلاثة الآف ثم تتبع الحجاج في كل غزوة ، وكان من شجاعته ينام على البغلة في المعركة قال ابن كثير في ذلك : من قوة قلبه(وقفت و ما في الموت شك لواقف -= كأنك في جفن الردى و هونائم)(تمر بك الأبطال سلمى هزيمة = و وجهك وضاح و ثغرك باسم)وكاد شبيب أن ينتصر على الحجاج لكن فرسه رأى بغلة (عشق بغلة ) فاقتحم نهر دجلة من على الجسر فوقع على النهر و كان شبيب مربوط على الفرس فغطس به الفرس و ارتفع و غطس و ارتفع و أخذ يقول لله الأمر من قبل و من بعد ثم مات فلما تأكد الحجاج من موته شق بطنه وأخذ قلبه فوجده كالكرة ضرب به في الجدار فقفز قلبه ، و امرأته غزالة شجاعة مثله حضرت الحجاج و قاتلت الحجاج و دخلت بيت الأمارة فهرب الحجاج من الباب الآخر فدخلت المنبر و أخذت السيف و خطبت في الناس فيقول أحد المسلمين ممن سجنهم الحجاج : يا مجرم يا حجاج سجتنا و عذبتنا و فررت من غزالة.(أسد عليّ و في الحروب نعامة = فذخاء تنفر من صفير الصافر)(هلاّ برزت إلى غزالة في الوغى = إذ كان قلبك في جناحي طائر)وان كان في نفسي شيئ من شجاعة غزاله وهروب الحجاج واعتقد ان القصه غير منطقه لعلمي بما يضعه الوضاعون ان نقموا على شخص من الاشخاص وعلى كل حال القصه شهيره ومكرره في كثير من كتب التاريخ كالاغاني للاصفهاني ومروج الذهب للمسعودي ووفيات الاعيان لابن خلكان واعلام النساء لعمر كحاله وغيرها من الكتب والسير وان كانت صحيحه فاننا لا بد هنا ان نشيد بدور غزاله الحروريه زوجه ابى الضحاك شبيب بن يزيد بن نعيم الشيبانى الخارجى بطل الخوارج المشهور على ما بيننا من اختلاف في المنهج والرويه فالخوارج لهم مذهب مخالف منذ القدم وهذا شان اخر انما نتكلم هنا عن الشجاعه والصبر – ولم تقتصر الشجاعه على العرب بل خالطت حتى من جاوروهم من اليهود
وهذا مرحب اليهودي قتل سبعة من المسلمين آخرهم عامر بن سنان بن الأكوع ، الا ان لكل شجاع من يبزه ويتفوق عليه فخرج له علي بن أبي طالب يبارزه فقطع رأسه كأنه لم يُخلق له رأس فكان فتحاً من الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم و من معه . يقول مرحب قبل المبارزة يرتجز (أنا الذي سمتني أمي مرحب= شاكي السلاح بطل مجرب =إذا الحروب أقبلت تلهب ) فقال عليه علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه مرتجزا (أنا الذي سمتني أمي حيدرة = كليث غابات كريه المنظرة = أكيلكم بالسيف كيل السندرة)وهذا عمير بن أبي وقاص - شقيق سعد بن أبي وقاص الصغير، الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره - يوم بدر، يذهب إلى حيث المعركة ويختبئ من الرسول صلى الله عليه وسلم خشية أن يَرُدَّه، فلما علم الرسول الكريم، رغبته وإصراره على القتال أجازه، وقاتل وقتل في سبيل الله. اما ربيعة بن مكدم الفراسي الكناني فارس عربي من قبيلة كنانه وأحد فرسان العرب المعدودين في الجاهلية وصاحب الفرس: اللطيم . اشتهر بلقب حامي الظعائن حيا وميتا وضربت به العرب المثل في الشجاعة والنجدة فقالوا: أشجع من ربيعة بن مكدم وأحمى من مجير الظعن وكان يعقر على قبره في الجاهليه ولم يعقر على قبر أحد في الجاهلية غيره.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%...A7%D9%86%D9%8A
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الشجاعة غريزة يضعها الله فيمن
يشاء من عباده، إن الله يحب الشجاع ولو على قتل حية". وقالوا: حد الشجاعة سعة الصدر بالإقدام على الأمور المتلفة. وسئل بعضهم عن الشجاعة فقال: جبلة نفس أبية، قيل له: فما النجدة؟ قال: ثقة النفس عند استرسالها إلى الموت، حتى تحمد بفعلها دون خوف. وقيل لبعضهم: ما الشجاعة؟ فقال: صبر ساعة. وقال بعض أهل التجارب: الرجال ثلاثة: فارس، وشجاع، وبطل، فالفارس: الذي يشد إذا شدوا، والشجاع: الداعي إلى البرازوالمجيب داعيه، والبطل: الحامي لظهور القوم إذا ولوا.قال يعقوب بن السكيت في كتاب الألفاظ: العرب تجعل الشجاعة في أربع طبقات، تقول: رجلٌ شجاعٌ، فإذا كان فوق ذلك، وقالوا: بطلٌ، فإذا كان فوق ذلك، قالوا: بهمةٌ، فإذا كان فوق ذلك، قالوا: اليس. وقال بعض الحكماء: جسم الحرب: الشجاعة، وقلبها، التدبير، ولسانها: المكيدة، وجناحها: الطاعة، وقائدها: الرفق، وسائقها: النصر. وقالوا: لما ظفر المهلب بن أبي صفرة بالخوارج، وجه كعب بن معدان إلى الحجاج، فسأله عن بني المهلب، فقال: المغيرة فارسهم وسيدهم، وكفى بيزيد فارسا شجاعا، وجوادهم وشيخهم: قبيصةٌ، ولا يستحي الشجاع أن يفر من مدرك، وعبد الملك: سمٌ نافعٌ، وحبيبٌ: موتٌ زعافٌ، ومحمدٌ: ليث غابٍ، وكفاك بالمفضل نجدة، قال: فكيف خلفت جماعة الناس؟ قال: خلفتهم بخير، قد أدركوا ما أملوا، وأمنوا ما خافوا، قال: فكيف كان بنو المهلب فيهم؟ قال: كانوا حماة السرج نهارا، فإذا أليلوا ففرسان البيات، قال: فأيهم كان أنجد؟ قال: كانوا كالحلقة المفرغة، لا يدري أين طرفها، قال: فكيف كنتم أنتم وعدوكم؟
قال: كنا إذا أخذنا، عفونا، وإذا اجتهدوا، اجتهدنا فيهم، فقال الحجاج: إن العاقبة للمتقين
https://sites.google.com/site/oldara.../human/courage
وفي أدبنا العربي نجد أن البطولة لا تقتصر على طبقة النبلاء بل إنها تتسرب إلى الطبقات الدنيا من المجتمع،بل ويتشربها كل المخالطين للعرب سواء من الموالي او العبيد مهما كان اعتقادهم او ديانتهم فالشجاعه والبطوله مرتبطه بقساوة المعيشه وقساوة ظروف الحياه في جو الجزيره العربيه الشحيحه في ذلك الزمن ونعطي امثله عن البطوله من زمن الجاهليه فعنترة ابن شداد العبسي اشتهر بالبطولة رغم أن قومه كانوا يعتبرونه عبدا ويفخر بنفسه وببطولته فيقول(يخبرك من شهد الوقيعة أنني = أغشى الوغى وأعف عند المغنم) بل هو اكثر من شجاع حين يكون في المعركه وبين صهيل الخيول وقرع السيوف ثم يرسم لنا صوره لتخيله الجميل وشغفه بمحبوبته فيقول في معلقته الشهيره (ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني=وبيض الهند تقطر من دمي)(فوددت تقبيل السيوف لأنها = لمعت كبارق ثغرك المتبسم )
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article3761
والابطال في زمن الاسلام كثر ومنهم من عذب حتى قتل كال عمار رضي الله عنهم فقد صبروا ليس على التعذيب بل على الموت في سبيل دينهم ومعتقدهم الصحيح وقد سبقهم اصحاب الاخدود
وقد حدثت في اليمن في عهد ملك يقال له ذو نواس من التتابعه قوم تبع كما نراها ونسمعها من قول الله في سوره البروج وكما روتها قصص التاريخ وهي تمثل اقصى مثل الشجاعه والصبر والتضحيه بالنفس في سبيل العقيده وملخصاها في هذا الرابط
http://www.yabeyrouth.com/pages/index821.htm
والحديث عن " البطولة والأبطال في " ديوان الشعر العربي وفي قصص التاريخ " يدفعنا إلى التساؤل : هل تتحقق البطولة للبطل بقوة السلاح الذي يحمله ام ان الشجاعة والبطوله عنوان لمن ملك السلاح ؟ إن الجواب نجده في يقول الشاعر إن السلاح جميع الناس تحمله = وليس يثبت إلا في يديْ بطلِ)ولا شك ان ما سقناه من امثله تدل على البطوله كان اصحابها عزل وكانو يقفون بين من يملك الاسلحه والعتداد والقوه والمنعه الا ان ثبت جنانهم وروح البطوله في نفوسهم جعلتهم الاقواياء المنتصرون والسوال الذي يطرح نفسه هل كل من حقق النصر يعد بطلا ومتصرا والاجابه لاشك ان لها دروبا مختلفه إن الشاعر الفارس سعد ابن أحمد القيرواني يجيب على هذا التساؤل وبعد ان انتصر في معاركه فيقول (قالوا انتصرت هنيئا قلت ويحكمو = إن انتصاري عليهم لا يشرفني)(فليس بالنصر نصر الأسد ضاريةً = على الكلاب وسربِ الأضبع النتن) فالنصر لا يكون نصر الا اذا انتصرت على ند مثلك او انتصرت على من يفوقك قوه وايضا فالنصر لا يعرفه غير من فكر في العواقب قيل لمجرم الحرب الصربي لقد انتصرت في حربك ضد المسلمين في البوسنه والهرسك فرد عليهم قائلا هل افنينا كل المسلمين فقيل له لا - فقال اذا لم انتصر- انه العلم بان المسلمين قد يخسرون معركه ولكن روح الاسلام في قلوبهم شعله يخاف منها كل الظلمه والمتكبرين - إن البطولة في أصلها اللغوي تعني بصفة أساسية ، الشجاعة والاستبسال ، وقيل ما وصف بها الرجل إلا لأنه يبطل" حياة أعدائه عند ملاقاته ، أو لأنه يواجه الخطوب والعظائم بقوة ، فيبطل آثارها ، واتسع مفهوم البطولة ليصبح صفة إنسانية جامعة للشجاعة والقوة والنجدة والصبر عند اللقاء . فمن بطولة القوة ما قاله بكر بن النطاح فى أبي دلف قالوا وينظم فارسين بطعنة = يوم للقاء ولا يراه جليلا )(لاتعجبوا لو كان مد قناته = ميلا إذن نظم الفوارس ميلا)ولا شك أن إحراز النصر مظهر من مظاهر البطولة ، ولكن بشرط أن تكون الغلبة على عدو قوي فيه الأبطال والشجعان الصناديد ، وصورة هذا النصر يعرضها المتنبي في أبياته التالية التي يخاطب بها سيف الدولة ، بعد أن كسر أعداءه ، وهزمهم هزيمة ساحقة في موقعة " قلعة الحدث " يقول المتنبي وقفت وما فى الموت شك لواقف= كأنك في عين الردى وهونائم)(تمر بك الأبطال كلمي هزيمة = و ووجهك وضاح وثغرك باسم)وزيادة على القوة والشجاعة ، لابد أن يتصف البطل الحقيقي بقوة الشخصية التي تجعل له الهيمنة على النفوس والقلوب ، وكذلك بالرأي الثاقب ، والحلم الثابت ، والطمأنينة الدائمة ، قال تعالى في الصبر، (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)(النحل:127) . وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(آل عمران:200) ، وقال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)(السجدة:24)..وقال جل شأنه: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)(العصر:1 - 3) . وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(البقرة:155) ، وقال تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)(الشورى:43) . وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(البقرة:153) ، وقال سبحانه: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)(محمد:31)، وقال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(آل عمران:142) وقال تعالى في قول. لقمان لابنه وهو يعظه ويحثه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر في ذلك: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)(لقمان:17).والآيات والأحاديث في فضل الصبر وثماره كثيرة، فالصابرون على الحق وتبليغه والثابتون أمام العقبات الصعاب قد نالوا أجورًا عظيمة، فقد نجوا من الخسارة والحسرات، ونالوا البشائر من رب الأرضين والسماوات،ووعدوا بمعية الله لهم، وذلك في قوله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(البقرة: 153)، ووصفُوا بأنهم هم المجاهدون حقًّا، ووعدوا بأن يُوفَّوا أجورهم بغير حساب، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(الزمر:10) .فما أعظمها من نعمة إذا حصلت، وما أكبرها من حسرة إذا مُنعت وما حيزت، فمن صبر ظفر، ومن استعجل خسر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ان المعلوم أن إسداء النصيحة والصبر على الأذى في سبيلها هو أعظم معين ـ بعد الله تعالى ـ في تبليغ دينه وإعلاء كلمته، وأنه لا حظَّ في النصيحة لمن لا يتحمل الأذى الناجم عن قيامه بأدائها، واستمع لقوله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)(المدثر: 1 - 7). وقال سبحانه: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)(العنكبوت:1- 3) وقال تعالى : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) (الأحقاف: من الآية35) . وقال تعالى عن مواقف بعض الرسل صلوات الله وسلامه عليهم إذ قالوا لأقوامهم لما آذوهم: (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (إبراهيم:12) . قال حكيم(والصبر وإن كان فيه مرارة =ولكن عواقبه كلها خيرٌ )وقال شاعرالصبر مثلُ اسمه مرٌ مذاقتهُ = لكن عواقبهُ أحلى من العسل)وتأمل حديث أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه ،حيث قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، فقلنا: ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو لنا ؟ فقال: " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط من حديد من دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون " . رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم : " الصبر ضياء " . رواه الترمذي وحسنه. وللبخاري ومسلم مرفوعًا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : " وما أُعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر " .وقال عمر رضي الله عنه : وجدنا خير عيشنا بالصبر .وقال علي رضي الله عنه : إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد . ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له . فلا تكن أيها الناصح عجلاً فتخسر ولا ترتكب ما يسبب لك النقد، وذلك بسبب التهور أو العجلة ويكون الحق عليك، أما إن انتقدك ناقد وأنت على الحق المبين فلا تعبأ بقوله، فقد قال تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)(الروم:60) . وكن كما قيلكن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا = يؤذى فيعطي أفضل الثمر) أما إن حدت عن الطريق فتحمل نتائج فعلك، والله المستعان. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).وقول النبي صلى الله علية وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )مسلم ويقول احد الشعراء (ألا بالصبر تبلغ ما تريد =وبالتقوى يلين لك الحديد) وقال محمد بن بشر : (إن الأمور إذا استدت مسالكهـا=فالصبر يفتح منها كـل مرتجـا)(لا تيأسن وإن طالـت مطالبـة=اذا استعنت بصبر أن ترى فرجا) وقال اخر (الدهر أدبني والصبر ربانـي=والقوت أقنعني واليأس أغناني)(وحنكتني من الأيـام تجربـة=
حتى نهيت الذي قد كان ينهاني)وقال اخر(إذا ما أتاك الدهـر يومـا بنكبـة=فافرغ لها صبرا ووسع لها صدرا)(فإن تصاريـف الزمـان عجيبـة= فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا)وقال آخر : (ما أحسن الصبر في الدنيا وأجمله=عند الإله وانجـاه مـن الجـزع)(من شد بالصبر كفا عند مؤلمـة=ألوت يداه بحبـل غيـر منقطـع)(وقال زهير بن أبي سلمة : (ثلاث يعز الصبر عند حلولهـا = ويذهل عنها عقل كل لبيب )(خروج اضطرار من بلاد يحبها = وفرقة إخـوان وفقد حبيب )وانني هنا ارجوا لاخواني المغتربين الذين فارقوا بلدانهم وديارهم واخوانهم واولادهم وابائهم واحبتهم تركوهم وهم صابرون مرابطون في سبيل لقمه العيش الكريم لهم مضحيين باجمل سنين العمر تمضي بين اغتراب وغربه وبعد وكربه ارجوا ان يحشرهم الله متجاوزا عن كل ذنوبهم بما وقر في نفوسهم من الايمان الصادق بكلمة التوحيد وبما زرعوه وسقوه ونموه من فضائل الصبر والنجده والنكران للذات من اجل اسرهم واولادهم فعسى الله ان يجعل دعائي مقبولا وان يتقبلني معهم ومنهم فانني ارى ان اكثر الصابرون في هذا الزمان هم المغتربون الذين فارقوا وهم في جهاد مع النفس بعيدين عن الام والاب والابناء والبنات والاخوان والاقارب والعشريه والقبيله والديار والارض وعن السكن الذي تحن له النفس وهي الزوجه - كل ذلك من اجل تحسين مستوى معيشه الاسره في بلد كتب الله عليها ان لا توفق بزعيم او حاكم يسوسها سياسه يخرجها من امراض الفقر والجهل والتخلف التي عاشته في ازمان مضت ولا زالت تعيشه في هذا القرن الذي يقولون انه القرن الواحد والعشرون ولكنني اعتقد اننا في اليمن وفي حضرموت لا زلنا نعييش في القرن الثامن عشر او ما قاربه بسبب تخلف كل امورنا وبرغم ان المؤمن مستعينا بالله سبحانه والمسلم يعلم ان الامور مقدره بقدر وان ما لنا سياتينا وان ما هو لغيرنا ذاهب اليهم الا اننا نشعر شعورا صادقا بان من سلمنا اليهم قيادنا لم يكونوا امناء واننا نرى في كل يوم امثله على الفساد والكذب والخيانه نراها ويراها غيرنا ويعلم من يجترحها ويقوم بفعلها ان الناس كاشفه عمله الا انه لا يابه لذلك ولا يهمه من علم ومن لم يعلم همه ان يكتنز بسوء عمله مالا سيحاسب عليه وفعلا سيسال عنه ولموضوع ( الصبر والتحمل و الشجاعة والبطوله) لدى العرب بقيه سنسبر غورها ونتبين ونستوعب بعض ما حفلت به اخلاق العرب في الجاهليه والاسلام قبل الانطلاق الى النقيض من اخلاقهم مستكملين بعض غلو العرب -

سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد – الكويت الجمعه 11/4/2014 ( alenati)