الخميس، 27 مارس 2014

متابعات رقوم الموضوع 22


2ايضا وقد زادها اهل الجهل جهلا وكتبوا الجهلاء ايضا جهلا الي ان وصلتنا في قرننا هذا القرن التعيس14
ان السوابق في بحوثنا عن العنصريه لدى بعض  الامم المختلفة والأديان السماويه تجعلنا نفتح باب مواربا لنستطلع ما هو موقع  العرب من الغلو والعنصرية وهل نستطيع بكل تجرد وحياديه ان نوضع مدلولات عن عنصريه العرب وغلوهم في الماضي الجاهلي والحاضر الماثل متأملين الغلو الذي كبر وترعرع بين المسلمين بالرغم من ان الدين الاسلامي قد حارب  الغلو والعنصرية والتكبر والتجبر وكان لا بد لنا من الربط بين ألازمنه لنستطلع كيف كانوا والى اين وصلوا بالرغم من كون ألازمنه مختلفة وقد كنا بصدد ان نجزئ الموضوع إلا اننا ارتأينا انه من الافضل لنا وحتى لا تتشتت كتاباتنا وبحوثنا ان نوصلهم بخيط رفيع فنأتي ببعض ما شاع من غلو العرب في الجاهليه والإسلام ونقذف عصفورين بحجر واحد ولا بد من التأكيد على ان الفارق بين المرحلتين مرحله الجاهليه ومرحله الاسلام وما بعده فارق سأشع  ومن المفترض بعد ان دخل الاسلام قلوب كثير من العرب ان يكونوا في اقل الاحوال  اقل حده في عنصريتهم واقل غلوا وتكبرا على غيرهم مع التأكيد هنا على ان الغلو والعنصرية مذاهب هدامة وهناك من العرب والمسلمين من نجى من شرورها وحصنه الله من غوائلها ولهذا فان الاشارة على عدم التعميم مهم جدا هنا حتى لا يظن البعض ان في كلامنا تعميم على الجميع ليس العرب في الجاهليه  او في الاسلام بل ان الامر يتسع ليشمل كل البشرية جمعا ولا بد من استثناءات وان توسعت دائرة الغلو والعنصرية بين مجتمعات بعينها لا بد من استثناءات تدل على ان الخير في النفوس لا ينقطع ولأنه لا بد من تقديم العذر البسيط للعرب في الجاهليه على غلوهم وعنصريتهم فهم في جاهليه إلا ان العذر يأبى ان يحضر بالنسبة للعرب بعد الاسلام فالإسلام من خلال الايات العظيمه العديدة التي تحث على كرامه بني ادم وعلى مساواتهم في الحقوق والواجبات والأحاديث النبوية كثيره في هذا الباب وبرغم ذلك انتشرت الجرثومة البغيضة في نفوس البعض وأصبحت وباء اجتاح مجاميع وقبائل وطوائف وأشخاص قالو لا اله الا الله  وصدقوا وامنوا ولكنهم ايضا مارسوا الغلو والعنصرية  ومما يجعل العذر للقدماء ابسط واقرب للواقع فانه حتى العرب بعد الاسلام قسمو العرب الى قسمين فقامو بتسميه العرب قبل الاسلام باسم الجاهليه ومن مدلول كلمه الجاهليه التي تدل على الجهل في اول معانيها يتضح الامر للمتابع فالجهل هو  الاب الروحي وهو التوئم الشقيق لكل الموبقات ومنها التكبر والغلو ورهاننا هو هل نستطيع فعلا ان نسلط الضوء على غلو وعنصريه العرب فقد كانت كتاباتنا عن امم واديان مختلفه وربما تحاملنا عليهم دون ان نشعر وتحاملنا عليهم ليس بذكر معلومات وتفاصيل كاذبه وانما من خلال الحرص على تجميع كم كبير من تلك التفاصيل للدلاله على ما نود تاكيده فهل سيسعفنا البحث اولا والعقل ثانيا بايراد كم من تفاصيل عن غلو وعنصريه العرب هذا ما اتمناه لكي اخرج نفسي من اطار المتحامل على الغير المجامل لعنصري العربي كوني منهم  - لقد تسربت العنصريه للعرب من خلال  اختلاطهم بالامم السابقه اليونان والفرس وهم اقوى قوتين في العالم في تلك الفتره ثم من الديانات السابقه اليهوديه ثم المسيحيه كديانات سماويه والمجوسيه كديانه مختلف بامرها ولهذا فان العرب كان لهم غلو كبيرا في عباداتهم لقد كان لبعض الامم معبودا واحدا فقط او معبودان الا ان الامر لدى العرب اختلف كثيرا فتعددت الالهه التي كانو يعبدونها وتعددها بتعدد القبائل -  واذا ما فتحنا كتاب العنصريه والغلو والتكبر والتجبر على مصراعيه واطلعنا على كم وسع من تجارب الامم والاديان في عصور مختلفه فاننا سنعجب اشد العجب من تقاطع التفاصيل بعضها ببعض بحيث تشعر ان الامم تستنسخ تجارب الامم الاخرى بحذافيرها مما يلقي بظلال من الشكوك حول اسس وطرق انتشار تلك العادات بين البشر وعبر أي طريق ومسار ولماذا تتكرر كثير من تلك الطقوس والممارسات في اوساط شعوب وامم مختلفه في المعيشه والفكر والدين ولا شك البته لدينا بان كثيرا من الحروب وكم هائل من العداوات التي سجل التاريخ بين صفحاته اسفارا عنها ما بين شعوب او قبائل او امم او افراد انما كانت بذرتها الاساسيه الغلو والعنصريه ارجعو الى تاريخ العالم ستجدون ان الحروب في معظمها كانت بسبب غلو وعنصريه وتكبر وتجبر ونبذ الاخر والتميز عليه واخضاعه واهانته  ولو تجولنا فاننا سناتي بالامثله الحيه الداله الدامغه ولكننا سنتنحى عن هذا المسار وربما طرقناه تحت دفع الظروف لا حقا– ان العرب مثلهم مثل بقيه الامم يؤثرون ويتاثرون الا انهم تميزو عن بقيه الامم بكثير من الصفات  والعادات الحسنه ولعله يجدر بنا ان نضع بعضا منها قبل ان نسير في درب معاكس لكي نتابع غلو وعنصريه العرب وتكبرهم وتجبرهم في الجاهليه والاسلام ذاكرين بعض ما يعاني منه مجتمعنا العربي في وقتنا هذا وفي تحرينا لبعض  الصفاة الحسنه في الانسان العربي لا يعني ابدا ان نهمل ما سجلته كتب التاريخ عن غلو وتعنصر الا اننا ونحن معتقدين ان الغله التي سوف نوردها عن غلو عنصريه العرب ستكون كبيره ولهذا سنبداء بذكر الحسنات حتى اذا وصلنا الى ذكر السيئات لا يلومنا لائم  ولعل من اسباب ذكر الصفات الجسنه لدى عرب الجاهليه والتركيز عليها يحيلنا ايضا الى اسقاط تلك المحاسن على وقتنا الراهن عند العرب والمسلمين في هذا العصر وهل يتميزون بما تميز به ذلك المجتمع الجاهلي القديم من اخلاق وصفات حسنه وهل ثبت الاسلام بمفاهيمه وتعاليمه الساميه في كل مناحى الحياه فيهم بذور الخير ام ان بعضهم لم يستطع ان ياتمر باوامر الاسلام ولم يستطع ان يكون مثالا على الاقل لعرب الجاهليه ولهذا سوف نطرح سؤالا بعد كل تفصيل من تفاصيل حسنات العرب في الجاهليه لكي نتبين هل بعض اهل هذا الزمان لا زالوا يتمتعون ببعض اخلاق الجاهليه الكريمه التي اقرها الاسلام ام انهم لم يحافظوا على تلك الاخلاق ولم يحافظو على اخلاق المسلمين فلا ذا تاتى ولا ذا حصل ونحن هنا نتحدث عن البعض ولا نقول الكل فالخير في امه محمد صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعه  وهناك امم من الناس ديدنها المعروف والاحسان والخير والجود والجميل والمعامله بالحسنى فلا يلفتنا هذا عن ذلك ولا ينسحب عمل الاخرق على الرزين - ومن اهم صفاه العربي الحسنه  الصدق فالعربي القح لا يكذب (وهذا لا يعني التعميم ايضا) وقد عرف هذا الخلق الكريم في الجاهليه فقد كانت اخلاق العربي تمنعه من الكذب وزاد هذا الامر في الاسلام الذي عني بجعل الكذب من اكبر الصفاه المذمومه  قال تعالى {مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً }  الكهف 5   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا - رواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقال عليه الصلاه والسلام (يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ))رواه أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ]وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكذب لايتفق مع الإيمان , وذلك فيما أخرجه الإمام مالك من حديث صفوان بن سليم رضي الله عنه قال: قلنا : يارسول الله أيكون المؤمن جبانا ؟ قال: نعم , قيل له : أيكون بخيلا ؟ قال : نعم , قيل : أيكون المؤمن كذابا ؟ قال : لا-  ولو شئنا ان ناتي بامثله على ان العربي الجاهلي قلما يكذب فان الامر سهل اما وبعد ان دخل الاسلام قلوب العرب في العصر الاول من الاسلام فان الكذب اصبح خطيئه من الخطايا لا يرتكبها  الا منافق وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خانَ".)رواه البخاري (33) ومسلم (59)والكذب ليس من شِيم الأكابر، بل هو من شِيم الأصاغر، الذين هانوا على أنفسهم فهان عليهم الكذب، ولو كانوا كبارًا في أعين أنفسهم لنأوا بها عن الكذب. قال الشاعر:
لا يكذب المرء إلا من مهانته     أو فعله السوء أو من قلة الأدب
لبعض جيفة كلب خير رائحة     من كذبة المرء في جدٍّ وفي لعب
ولا يجوز الكذب في الاسلام الا في مواضع ثلاث في الحرب وفي الاصلاح بين الناس وفي حديث الرجل لزوجته – ويهمنا ان نعرف في زمننا هذا اين المسلم من الكذب انه ليس استبيان بل هو سئوال مطروح عليكم والرد منكم واليكم فهل يمكن القول ان من نصادقهم ومن نعرفهم ومن نرتبط بهم بقرابه او عمل لا يكذبون في حديثهم معنا وهل ما نقراه و نسمعه ونراه من اكاذيب في الكتب وعبر الرويايات وفي الصحف والمجلات وما يصل الينا عبر التلفاز والمحطات والمذياع وكثير من الاخبار تصل الينا مصوره الا ان الخداع والكذب فيها صناعه فهل لا زال المسلمون يمشون على خطاء من جدودهم في الجاهليه وابائهم الكرام في الاسلام بنبذ الكذب ام ان كثيرا منهم اراقوا هذه الفضيله كما يراق الدم على الارض - الاجابه ستكون صادقه اذا طرحها الانسان على نفسه واجاب عليها لنفسه لا يسمعه ولا يعرف عنه احد -)ومن الخلق العربي الكريم  قِرى الضيف وهو إطعام الضيوف الطعام ولم يكن العربي يطعم الطعام فقط بل كان يتحرى الضيوف ويبحث عنهم ويخدمهم وهناك فارق بين ان تكرم ضيفك وبين ان تبحث عن الضيف ثم تكرمه ،وأول من ضيف الضيفان خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام قال الغزالي في الإحياء : كان إبراهيم الخليل عليه السلام إذا أراد الأكل خرج ميلا ، أو ميلين يلتمس من يأكل معه فبصدق نيته دامت ضيافته في مشهده إلى يومنا هذا ، وهو أول من بنى دار الضيافة ، وجعل لها بابين كما أخرجه العسكري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن الله وسع على خليله في المال ، والخدم فاتخذ بيتا للضيافة له بابان ; يدخل الغريب من أحدهما ويخرج من الآخر وجعل في ذلك البيت كسوة الشتاء والصيف ، ومائدة منصوبة عليها طعام فيأكل الضيف ويلبس إن كان عريانا وقد أثنى الله تعالى عليه في كتابه العزيز في إكرام ضيفه من الملائكة حيث يقول سبحانه(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ{24} إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ{25} فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ{26} فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ{27} الذاريات – ولهذا عنى العرب وشعرائهم باكرام الضيف يقول شاعر
إذا المرء وافى منزلا منك طالبا  = قراك وأرمته إليك المسالك  
   فكن باسما في وجهه متهللا = وقل مرحبا أهلا ويوم مبارك
    وقدم له ما تستطيع من القرى = عجولا ولا تبخل بما هو هالك  
   فقد قيل بيتا سالفا متقدما =  تداوله زيد وعمرو ومالك    
 بشاشة وجه المرء خير من القرى =  فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك
والكرم العربي معلوم ومشهور وقصصه متوفره لمن يرغب فيها فالشجاعه والكرم صفتان ملازمتان للعربي القح وهي من الصفات  الموروثه من الجاهليه توارثوها تالدا عن تالد وعرف منهم في كل زمان وموقع اشخاص بلغوا ذروه الكرم واشتهرو بذلك ومن أبرزهم وأشهرهم حاتم الطائي الذي كان مضرب المثل فيهم بالكرم ومما يؤثر عنه في ذلك ما ذكره التنوخي في المستجاد قال : إن رجلاً سأل حاتماً الطائي فقال يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم ؟ قال نعم غلام يتيم وذلك أنى نزلت بفنائه وكان له عشرة أرؤس من الغنم فعمد إلى رأس فذبحه وأصلح لحمه وقدم إلى وكان فيما قدم الدماغ فقلت طيب والله فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً بعد رأس ويقدم الدماغ وأنا لا أعلم فلما رجعت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً فإذا هو قد ذبح الغنم بأسرها فقلت له لم فعلت ذلك ؟ قال يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه وأبخل عليك به إن ذلك لسبه على العرب قبيحة فقيل يا حاتم فبماذا عوضته ؟ قال بثلاثمائة ناقة حمراء وبخمسمائة رأس من الغنم فقيل أنت أكرم منه قال هيهات بل هو والله أكرم لأنه جاد بكل ما ملك وأنا جدت بقليل من كثير ومن شعره في الجود(فلا الجود يفنى المال قبل فنائه = ولا البخل في المال الشحيح يزيد)(فلا تلتمس بخلا بعيش مقتر = لكل غد رزق يعود جديد)(ألم ترى أن الرزق غاد ورائح = وأن الذي يعطيك سوف يعود)وقال (واني لعبد الضيف مادام ثاوياً = وما فيّ الا تلك من شيمة العبد)
قال عروة :(فراشي فراش الضيف والبيت بيته = ولم يلهـــــني عنه غزال مقنع)(احدثه ان الحديــــــث مـــــن القرى= وتعلم نفسي انه سوف يهجع)وقالت الخنساء :(وان صخرا لكافينا وسيدنا=  وان صخرا اذا نشتو لنحار) من نجر الابل- ومن الأجواد المشاهير في الجاهلية أيضاً عبد الله بن جدعان وكانت له جفنة يأكل منها الراكب على بعيره ووقع فيها صغير فغرق وذكر ابن قتيبة أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال [ لقد كنت أستظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان صكة عمَىِّ ] أي وقت الظهيــرة وذكروا أنه كان يطعم التمر والسويق ويسقى اللبن حتى سمع قـول أميــه بــن أبـــى الصلــت (ولقد رأيت الفاعلين وفعلهــــم = فرأيت أكرمهم بنـى الديــــان)
(البر يلبـك بالشهـاد طعامهــــم = لا ما يعللنــا بنــو جدعـــان)فأرسل ابن جدعان إلى الشام ألفي بعير تحمل البر والشهد والسمن وجعل منادياً ينادى كل ليله على ظهر الكعبة أن هلموا إلى جفنه ابن جدعان فقال أميه في ذلك (له داع بمكـة مشمعـــــل = وآخر فـوق كعبتهــا ينـــــادى)(إلى روح مـــن الشيـزى مـلاء = لبــــاب البـــر يلبك بالشهاد)
ولقد أحب العرب الكرم واتخذوا له رموزاً وإشارات فكانت النيران المشتعله هي الدليل على مضارب القبائل حيث يهتدي بها الضيفان وتتبعها في المكانه الكلاب النابحه في جوف الليل  وتسمى الكلب داعي الضمير ومتمم النعم ومشيد الذكر لما يجلب من الأضياف بنباحه وكانوا إذا اشتد البرد وهبت الرياح لم تشب النيران فرقوا الكلاب حوالي الحي وربطوها إلى العتمة لتستوحش فتنبح فتهدى الضلال وتأتى الأضياف على نباحها . يقول شاعر كريم
أيَا ابْنةَ عَبدِ الله وَابنَةَ مَالِكٍ = ويَا ابنَةَ ذِي البُرْدَيْنِ وَالْفرَسِ الْوَرْدِ
إذَا مَا صَنَعْتِ الزَّادَ فالتَمِسِي لَهُ = أكِيلاً فَإِنِّي لَسْتُ آكِلَهُ وَحْدِي
وكانوا يذمون البخل والبخلاء ومن الهجاء الشنيع ماقاله جرير يهجو بني تغلب
قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم = واستوثقوا من رتاج الباب والدار
قوم إذا استنبح الضيفان كلبهم = قالوا لأمهم بولي على النار
فتمنع البول شحا أن تجود به = وما تبول لهم إلا بمقدار
والخبز كالعنبر الهندي عندهم = والقمح خمسون إردبا بدينار
قال الاصمعي وغيره : البيت الأول من هذين البيتين أهجى بيت قالته العرب ، لأنه جمع ضروبا من الهجاء ، لأنه نسبهم إلى البخل ، لكونهم يطفئون نارهم مخافة الضيفان ، وكونهم يبخلون بالماء فيعوضون عنه البول ، وكونهم يبخلون بالحطب فنارهم ضعيفة يطفئها بولة ، وكون تلك البولة بولة عجوز ، وهي أقل من بولة الشابة ، ووصفهم بامتهان أمهم التي تكشف عن عورتها وهي تطفئ النار وذلك للؤمهم ، وأنهم لا خدم لهم .ولو شئنا لاودنا العديد من الامثله مما قاله الشعراء في هذا المجال ما قيل في البخل قول ابن الرومي:
يُقترُ عيسى على نفسهِ = وليسَ بباقٍ ولا خالدِ
فلو يستطيعُ لتقتيرهِ = تنفس من منخر واحد
رضيت لتشتيت أمواله = يدا وارثٍ ليسَ بالحامدِ
وقال اخر(اتقفل مطبخاً لا شيءَ فيهِ = من الدُّنيا تخافُ عليه أكلُ)
فهذا المطبخ استوثقتَ منه = فما بالُ الكنيفِ عليهِ قفلُ
ولكن قد بخلتَ بكلِّ شيءٍ = فحتى السلح منكَ عليك بخل
ومعلوم ان الكنيف هو المختلا او الخلا او الكمبار او المخوال وهو محل تجمع الفضلات اما السلح فالحضرمي يعرف معناه فهو الخراء - ويقول احد الشعراء في ذم البخيل حتى على الذباب ان تصل الى اكله(وإنَّ له لطباخاً وخبزاً = وأنواعَ الفواكهِ والشرابِ)
ولكن دُوَنه حبسٌ وضربٌ = وأبوابٌ تطابقُ دُونَ بابِ
يذودونَ الذُّبابَ يمرُّ عنه = كأمثالِ الملائكةِ الغضابِ
وقال آخر( فتى لرغيفهِ فرط وشغف = واكيلانِ من دُرٍّ وشذرِ )
إذا كسر الرَّغيف بكى عليهِ = بكا الخنساءِ إذا فجعتْ بصخر
ودونَ رغيفهِ قلعُ الثنايا =  وحَرْبٌ مثل وقعةِ يوم بدرِ
وقال اخر (الحابس الرَّوْثَ في أعفاج بغلته = خوفاً على الحبِّ من لقطِ العصافيرِ)على ان هذه الفكره قد نفذها البعض اما رغبه في جمع الروث للاستنفاع به في الزراعه او في الطبخ بدلا ان يسقط ويضيع في الشوارع واما لكي ينفذا امرا الوالى او الحاكم وعدم دفع غرامة من يوسخ الشوارع فيكون الفعل منه لنظافة الشوارع والبيئه -
وأجود ما قيل في البخل قول بعضهم:
يحصنُ زَاده عن كلِّ ضرس= ويعمل ضرسه في كلِّ زادِ
ولا يَرْوِي من الآداب شيئاً = سوى بيتٍ لأبرَهَةَ الأيادي
قليلُ المالِ تُصلحهُ فيبقى = ولا يبقى الكثيرُ مع الفسادِ
إذا بَكْرَّيةٌ وَلدَتْ غُلاَماً = فَيا لُؤْماً لِذلِكَ منْ غُلاَمِ
 
يُزاحِمُ في الْمآدِبِ كلَّ عبْدٍ = وَلبْسَ لَدَى الْحِفاظِ بِذِي زِحامِ
أتى رجل الحطيئة وهو في غنم له فقال له يا صاحب الغنم فرفع الحطيئة العصا وقال إنها عجراء من سلم فقال الرجل إني ضيف فقال للضيفان أعددتها فانصرف عنه قال إسحاق وقال غيرهما إن الرجل قال له السلام عليكم فقال له عجراء من سلم فقال السلام عليكم فقال أعددتها للطراق فأعاد السلام فقال له إن شئت قمت بها إليك فانصرف الرجل عنه
وقيل بخلاء العرب أربعة الحطيئة، وحميد الأرقط، وأبو الأسود الدؤلى، وخالد بن صفوان.
فأما الحطيئة، فمر به إنسان وهو على باب داره وبيده عصا، فقال: أنا ضيف فأشار إلى العصا، وقال لكعاب الضيفان أعددتها.وأما حميد الارقط فكان هجاء للضيفان، فحاشا عليهم نزل به مرة أضياف، فأطعمهم تمرا وهجاهم وذكر أنهم أكلوه بنواه.وأما أبو الأسود، فتصدق على سائل بتمره، فقال له: جعل الله نصيبك من الجنة مثلها، وكان يقول لو أطعنا المساكين في اموالنا كنا أسوأ حالا منهم.وأما خالد بن صفوان، فكان يقول للدرهم إذا دخل عليه: يا عيار كم تعير وكم تطوف وتطير؟ لأطيلن حبسك ثم يطرحه في الصندوق ويقفل عليه، وقيل له: لم لا تنفق ومالك عريض؟ فقال: الدهر أعرض منه."وقد قيل ان الكرم العربي له عدة دوافع وأسباب نستطيع اهمها الطبيعه الجافه والفقيره في الجزيره العربيه حتى لقد قيل لاحدهم ما ذا تاكلون فرد قائلا ما هب ودب ولهذا فان البدوي المترحل باحثا عن الماء والكلاء  في وسط بيئة قاحله ادرك ما له وما عليه تجاه الضيف  عالما انه عاجلا او اجل سوف يمر بتلك التجربه سواء ان يكون مضيفا او ضيفا ولهذا يتمسك العربي بتلك القيم في قرى الضيف  واعانه المحتاج ونصرة المظلوم فتمسكه بها يعني تمسك غيره بها ايضا فتعم الفائده –ايضا فان طبيعه العربي وحبه للفخر والتباهي بخصال السخاء والكرم والاباء دور هام في تثبيت تلك الخصال خصوصا وهم اصحاب حروب وقتال مستمر وسرعان ما ينتشر الفقر والضر والبلاء بينهم فكان لزاما ان يكونو على صفه نقيضه من ذلك ولهذا ترسخت هذه القيمه لدى العرب في الاسلام قال تعالى (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً{7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً{10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً- الانسان)وقال تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنه عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آل عمران 133 - 134 وقال تعالى ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجــون تجارة لن تبور ) فاطر 67 وقال ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم ) آل عمران 92 وقال ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبه أنبتت سبع سنابل في كل سنبله مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) البقرة 261 ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنت لا تظلمون )البقرة 272 ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) الليل 5-10 كما تعددت الأحاديث النبوية لهذه الأمة تدعوا المسلمين للبذل والسخاء وتبين لهم أنه طريق من طرق النجاة فالكرم مكرمه يجلها العرب ويحمد ويثنى على من يقوم بها  فجاء الإسلام بتقريره وتأكيده إذ قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ). البخاري، الفتح،رقم(5672). وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال [ إن الله تعالى جواد يجب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها ] رواة الترمذي وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال [ ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً ] رواة البخاري ، وعن أبى ذر رضى الله عنه قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم [ ما من مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده] رواة أحمد ، وعن على رضى الله عنه قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم [ إن في الجنة غرفاً يرى بطونها من ظهورها وظهورها من بطونها فقال أعرابي لمن هي يا رسول الله قال هي لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام ] رواه الترمذي ،   وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رجل للنبي  صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟ قال [ أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان] رواه مسلم ، كما ثبت عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم أنه قال [ لا يجتمع شح وإيمان في قلب عبد أبداً] صحيح الجامع 7616وفى حديث آخر [ شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع ] رواه أبو داود وفى حديث آخر [ اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ] رواه مسلم  والفارق بين البخل والشح كبير فالبخل هو ان يبخل الانسان على غيره ولكنه ينفق على نفسه وعياله  بعكس الشح فان صاحبه يبخل حتى على الانفاق على نفسه وعياله وقد خذر المولى من الشح قال تعالى  (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الحشر:9  .كما كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم أعظم قدوة عملية للمسلمين في هذا الشأن فعن جوده وكرمه حدث ولا حرج .  فعن جابر رضي الله عنه قال [ ما سئل النبي  صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا] رواة البخاري في الأدب وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال [ كان النبي  صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس] رواه البخاري وعن ابن عباس رضي الله عنه قال [ كان النبي  صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه كل ليله في رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله  صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة ] رواه البخاري
وأتاه رجل فسأله فأعطاه غنماً سدت ما بين جبلين فرجع إلى قومه وقال أسلموا فـإن محمــداً يعطى عطاء من لا يخشى الفقر . وما راينا كرما كالذي قام به الانصار للمهاجرين حين وفدو اليهم فشاطروهم اموالهم ولم يبخلوا بل قاموا بما لم يقم به كريم حين كان الانصاري يقول لا خيه المهاجر هذه زوجاتي فاختر لنفسك ما تطيب به نفسك منهن اطلقها فتتزوجها هل رايتم اكثر من هذا كرما وجودا
لقد كان كرم العربي سجيه ولهذا ارتبط باجتناب المن والاذي وببشاشه الوجه عند العطاء وفي هذا يقول زهير ابن ابي سلماء من قصيده طويله ( تراه اذا ما جئته متهللا = كانك تعطيه الذي هو سائله) وهذا ابو تمام يمدح المعتصم فيقول ( هو اليم من أي النواحي اتيته = فلجته المعروف والجود ساحله )( تعود بسط الكف حتى لو انه = ثناها لقبض لم تطععه انامله)( ولو لم يكن في كفه غير روحه = لجاد بها فليتق الله سائله)( عطاء لو اسطاع الذي يستميحه = لاصبح من بين الورى وهو عاذله)
قيل إن عبد المطلب كان يأمر أولاده بترك الظلم والبغي، ويحثّهم على مكارم الأخلاق، وينهاهم عن دنيّات الأُمور.وكان كثير الكرم، حيث إنّه قد لُقّب بالفيّاض مُطعم الوحش والطير،ولشدّة كرمه أطلقت عليه العرب إبراهيمَ الثاني والواقع ان الشواهد كثيره وطويله ولكننا ايضا نطرح السئوال القاسى على انفسنا ما ذا بقى لنا من كرم العرب  الجاهلي وماذا بقى لنا من كرم المسلمين الاوائل وهل بقى في الناس من كرم وهل لا زال الجيران يتهادون فيما بينهم كما كانو بعض الماكولات البسيطه  وهل يتفقد الغني اصحاب الكفاف في مجتمعهم وهنا ايضا لا نريد ان ننظر ونقول ان الكرم قد انتهى ولم يعد لدى العرب في هذا الزمان  تلك الفضيله ولكننا نقول ان الكرم اختفى واستحى واصبح خجلا لا يطل براسه واصبح الكرام قليلون في العطاء يقول السموأل ابن عادياء(تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا =  فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ) وهذا لا يعني انه ليس هناك كرماء ولكن اين منهم كرم العرب  الجاهليين واين منهم كرم الانصار واين منهم كرم المسلمون في العصر الاول بل اين منهم كرم النصارى واصحاب المال في هذا ازمان ممن لا يدين بدين الاسلام ونحن نسمع عنهم انهم يتبرعون بالمليارات ومئات الملايين تذهب الى محتاجهم ومريضهم بينما تفتك الامراض بالمسلمين ويموت المسلمون في شتى بقاع الارض من المرض والفقر والحروب ولو قيض الله للاغنياء ان يخرجون زكواتهم المستحقه وتذهب في طرقها لتصل الى مستحقيها لكفت ووفت عن مطلب الجود والكرم وهاهي الملايين تذهب لانشاء مراكز اللهو واقتناء اغرب الامور وعمل البرامج الساخره والداعره التي يدغع اليها بالمليارات وشراء المنازل الفاخره في شتى بقاع الارض وربما لا يسكنها شاريها الا يوما او بضع يوم وربما لا يعلم عنها شيئا وتبذل الدول الغنيه المليارات ليس في سبيل تنميه مجتمعات اسلاميه بل في سبيل افقار شعوب اسلاميه فهل يمكننا ان نقول ان هناك بالمطلق كرم عربي بقى ونحن نرى الفقر ينخر في ملايين المسلمين والعرب من الصومال الى جيبوتي الى اليمن الى كافه بقاع العالم الاسلامي ونكرر ايضا السوال المؤلم  المطلوب الاجابه عليه هل تعتقد ان العرب كرماء في وقتنا الحاضر- ولا نود الاسترسال في هذا الموضوع الذي يجهد النفس الكئيبه اصلا ويجعل المسلم يحقد على اخيه المسلم لانه لم يكن كما عرب الجاهليه في كرمهم ولم يكن كما الانصار في جودهم ولا اللمسلمين الاوائل في عطائهم بل عطل حتى حق الله على الغني للفقير -
ومن الحسنات لدى العربي  الوفاء بالعهود وعدم نكثها مهما كلفه ذلك  من ثمن وهو خلق سام شريف وجاء الإسلام بتقريره وتأكيده قال تعالى :{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}(177) سورة البقرة. في بيان صفات المؤمنين من سورة البقرة .ويعتبر الوفاء من أخلاق العرب الأصيلة، حيث إن الرجل منهم كان ينطق بالكلمة فتصبح عهداً، عليه أن يفي به وإلا عرّض شرفه للتجريح، وكان الغدر
معرة يتجافون عنها، وإذا ما غدر أحدهم رفعوا له لواءً بسوق عكاظ ليشهروا به،وفي ذلك يقول الحادرة (قطبة بن محصن) ، إنهم لم يغدروا وإنهم لن يأتوا ما يشكك حليفهم فيهم)
أَسُمَيَّ ويحكِ هل سمعتِ بغَدْرةٍ = رُفع اللواءُ لنا بها في مجمعِ
إنا نَعْفُّ فلا نُريبُ حليفَنا = ونَكُفُّ شُحَّ نفوسِنا في المطمعِ) لقد كان الوفى خلقا تربى عليه الجاهلي من العرب وبه نصروا الحليف وساعدوا المحتاج فكانو يوفون بمن يجاورون وبمن يعاهدون وبمن يحبون ويوفون اكثر بمن يصنع معهم المعروف ويجازونه بالاحسان قال تعالى {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً }الإنسان7 ومن الامثله ما فعله عبد الله بن جُدعان في حرب الفِجَار التي دارت بين كنانة وهوازن، إذ جاء حرب بن أمية إليه وقال له: احتبس قبلك سلاح هوازن، فقال له عبد الله: أبالغدر تأمرني يا حرب؟  والله لو أعلم أنه لا يبقي منها إلا سيف، إلا ضُربت به، ولا رمح إلا طُعنت به ما أمسكت منها شيئاً. وكان من وفائه أن العرب إذا قَدِمت عكاظاً دفعت أسلحتها إلى عبد الله بن جدعان، حتى يفرغوا من أسواقهم وحجهم، ثم يردها عليهم إذا ظعنوا من مكة إلى مضارب قومهم ومن أنواع الوفاء: وفاء العربى لأهل عصبيته، فليس له أن يخالفهم مهما كانت درجة الخلاف معهم لأنه واحد منهم وما يصيبهم يصيبه، وقد عاب الناس الغادر وناكر الجميل والاحسان وناقض العهود  وعيروا به، فإذا شتموا شخصاً، قالوا له: يا غُدَر وبرغم ان الوفاء للعصبيه وفي احيان كثيره يكون الوفاء لها في غير موضوعه حتى انهم كما تحكي الروايه التاليه عن الاحنف بن قيس  وفي أحد الايام كان جالسا في مجلس الخليفة معاويه ابن سفيان  فعاتبه معاوية لوقوفه في صف علي ابن ابي طالب  وخاطبه بـيا احنف، فرد عليه الاحنف بيا معاوية, فلما ترفق معه معاوية وقال له عهدتك حليما يا أبا صخر, فرد عليه الاحنف ليس على الند يا أمير المؤمنين, وكانت ابنة معاوية تسمع حوارهما وتتعجب من هذا الرجل الذي يرد على الخليفة بهذا الأسلوب فقال لها معاوية: هذا الذي إذا غضب, غضب لغضبه مئة الف فارس من بني تميم لا يسألونه فيما غضبوا هذه المزيه تكون في احيان كثيره علامه على الغلو والتخلف فكم من شخص استطاع تجميع ابناء قبيلته او طائفته  على باطل لم يتبنوه بل كانو تابعين له دون ان يمحصون الامور .  إن قصص الوفاء فريدة عند أهل الجاهلية، وممن ضُرب بوفائه المثل:عمير بن سلمى الحنفي، إذ استجار به رجل من بني عامر بن كلاب، وكانت معه امرأة جميلة، فرآها (قرين بن سلمى الحنفي) أخو عمير، وصار يتحدث إليها، فنهاها زوجها بعد أن علم فانتهت فلما رأى قرين ذلك وثب على زوجها فقتله، وعمير غائب، فأتى أخو المقتول قبر سلمى وعاذ به، فلما قدم عمير أخذ أخاه وأبى إلا قتله أو أن يعفو عنه جاره، وأبى أخو المقتول أخذ الدية ولو ضوعفت، فأخذ عندئذ عمير أخاه وقتله لغدره وفاءً لجاره [.كان الجاهلي إذا قال كلمة وفى بها، ولو أدت به إلى القتل، أو إلى قتل قريب عزيز عليه، فالرجل الحنفي قتل أخاه، كل ذلك وفاءً بالعهود والمواثيق، وأين من هذا الوفاء ما يحصل من غدر في أيامنا هذه؟ وما بال الوفاء يئن جريحاً عند كثير من الناس حتى الطيبين منهم؟ ! فكثرت الشكوى وعم البلاء؟ ! على أن هذا الخلق وإن اتصف به أكثر العرب إلا أن لكل قاعدة شواذ والأمور نسبية، إذ كان الغدر (كذلك) منتشراً معروفاً، يقول امرؤ القيس ذاكراً انتشار الغدر بين بعض القوم (إذا قلت هذا صاحب قد رضيته .= وقرَّت به العينان بدلت آخرا)(كذلك جدي ما أصاحب صاحباً = من الناس إلا خانني وتغيرا)ويقول أوس بن حجر (وإنى رأيت الناس إلا أقلهم =  خفاف العهود يكثرون التنقُّلا) ان العربي لا يغدر ولا ينكر المعروف ويجازي على الاحسان ولكن لا بد من استثناءات لقله من الانذال لا تكتفي بنكران الجميل بل وتفجر في الخصومه وتنسى الجميل ويكون رد الجميل بجزاء سنمار ولهذا التفصيل بقيه-ان الطريق صعب مرتقاه كثيره عوائقه طويله مساراته ونحن اذا نقتطف من هنا وهناك ونضع بعض خربشاتنا تجميلا وتفصيلا وتحسينا ونربط هذا بذلك  من اجل اخراج موضوع مترابط بقدر الامكان ولاننا في دائره واطار العرب وما فيهم من فضائل وقد وجدنا اننا نغوص في البحار نلتقط اللالئ فاننا نرصف مسارا اخر لكي نكشف عن غلو وعنصريه وتكبر وتجبر واخلاق سئيه لدى العرب واذا اطلنا في وصف المحاسن فاننا نعتذر وقد كان باستطاعتنا ان نجزء المواضيع بشكل حلقات من صفحتين او اقل  ونوردهن بشكل يومي او يوم بعد اخر الا اننا ارتئينا ان يكون الموعد كل اسبوع في حد معين لا نزيد عليه وبغير هذا ا نرى ان الامر سيطول اطاله لا يمكنني انا شخصيا ان اتحملها لما فيها من تبعات لا يعلمها الا من عرف قيمه البحث والقراءه والكتابه والتمحيص والتدقيق وربط التفاصيل بعضها ببعض ولا ادعي انني عالم بذلك ولكن لي فضول في هذا الجانب واسير على جانب شاطي البحر لا اخوض فيه ولا اغوص فلست من فرسانه -وللموضوع بقيه فاننا كما افضنا في وصف المحاسن فاننا سنطيل في وصف الاضداد وهو الامر الذي لم نتبعه مع الامم التي شرحنا بعضا من غلوائها وغلوها والسبب اننا من العرب وان اهل مكه ادرى بشعابها –

سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد – الكويت الخميس 27/3/2014 ( alenati)



الثلاثاء، 25 مارس 2014

متابعات رقم الموضوع 1

خوفا من ان يضيع ما كتبته وما جمعته وما قراته وما شاركت بع في شبكه منتدى عينات العلمي الثقافي الاجتماعي  والخوف من ان ينتهي بالمنتدى الى الاضمحلال نتيجه العزوف التام عنه من قبل ابناء عينات خصوصا ومن متابعي المنتدى السابقين وهم اقله في الاساس هذا اولا وربما يكون غروب المنتدى قائما بسبب الجانب المالي فهو ولا شك مطلوب منه دفع رسوم اشتراك سنوي ولا اعلم هل بالامكان توفير هذه الرسوم في ضل هذا التدني من المشاركات والعزوف ربما تكون الاجابه لدى الاداريين في القروب ولكني اخاف ان يذهب جهدي سدى ولهذا فانني احصنه هنا على صفحات مدونتي  اضع رابط لمنتدى عينات  والذي سجلت مشاركاتي التاليه فيه
http://www.inatforum.com/vb/showthread.php?t=9435

الشاعر ابو العتاهيه
بالامس تصفحت ديوان الشاعر ابو العتاهيه وقرات بعض قصائده واغلبها في الزهد وكان لا بد لي من التعرف عليه وعلى شخصيته فطفقت ابحث حتى وجد بعض المعلومات التي يمكن ان نقول انها مفاتيح لتلك الشخصيه وقد اتهم ابو العتاهيه بالزندقه والزندقه لفظه فارسيه تعني( زند كرد) بمعنى ابطان الكفر والالحاد وتلك التهمه انما هي اللاطار الذي تحرك فيه المجتمع انذاك فقد كثر الزنادقه وكان المهدي من الخلفاء الذين قتلو فيهم مقاتل عظيمه حتي انه يقال ان قتلهم يتم على التهمه دون التاكد وقد الف ابو العتاهيه قصائد في التوحيد تدلل بها على انه غير زنديق الا انه كان من اصحاب اللهو والمجون ومن ثم تحول الى الزهد فكانت اغلب قصائده في الزهد فمن هو ابو العتاهيه انه

إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، أبو إسحاق، ولد في عين التمر سنة 130 هـ/747 م، ثم أنتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، وأتصل بالخلفاء، فمدح المهدي والهادي والرشيد.
أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.
وأبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء وكان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي هارون الرشيد، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه،
________________________________________
اتصاله بالخلفاء: كان أبو العتاهيه قد قدم من الكوفه إلى بغدادمع إبراهيم الموصلي، ثم افترقا ونزل شاعرنا الحيره، ويظهر انه كان اشتهر في الشعرلان الخليفه المهدي لم يسمع بذكره حتى أقدمه بغداد، فامتدحه أبو العتاهيه ونال جوائز.واتفق ان عرف شاعرناعتبه جاريه مهديه، فاولع بهاوطفق يذكرهابشعرفغضب المهدي وحبسه ولكن الشاعر استعطفه بابياته.فرق له المهدي وخلى سبيله. (وانقطع إلى قول الشعر في الزهد -كما ورد بكتاب الموجز في الشعرالعربي، الشاعرالعراقي المعروففالح الحجية) في الدنيا والتذكير في الاخرة بعد الموت ويتميز شعره بسهولة الألفاظ عجيبة واضح المعاني يمثل روحية شعب بائس فقير هجرالحياة وملذاتها وسلك طريق الاخرة وتوفي في بغداد، أختلف في سنة وفاته فقيل سنة 213 هـ، 826وقيل غيرها.
يقال ان عشقه لعتبه هو الذي جعله يتحول من حياه اللهو والمجون الى الزهد فقد كان لأبى العتاهية (1) الشاعر العباسي نوادر لطيفة مع (( عتبة )) جارية المهدي , تدل على كمال ظرفه , ومن ذلك ما ذكره الخطيب في تاريخ بغداد قال :
إن أبا العتاهية لما ألح في أمر (( عتبة )) – لأول دخوله بغداد , ولم ينل منها شيئاً , وجدها يوماً قد جلست في أصحاب الجوهر , فمضى الشاب فلبس ثياب راهب , ورفع ثيابه إلى إنسان كان معه , وسأل عن رجل كبير في السوق , فدّل على شيخ صائغ , فجاء إليه فقال : إنّى قد رغبت في الإسلام على يدي هذه المرأة .. يعني ( عتبة ) .
فقام الشيخ الصائغ وجمع جماعة من أهل السوق , وجاء إلى ( عتبة ) فقال لها : إن الله قد ساق إليك أجراً , هذا هو راهب قد رغب في الإسلام على يديك , فقالت : هاتوه .
فدنا أبو العتاهية منها – وهو في زي الراهب – فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله , ثم قطع الزنارَ , ومال على يدها فقبَّلها .
فلما فعل ذلك , رفعت البرنس عن وجهه , فعرفته وقالت : نَحُّوه , لعنه الله , فقالوا : لا تلعنيه فقد أسلم , فقالت : إنما فعلت ذلك لقَذَره , فعرضوا عليه كسوة , فقال : ليس لي حاجة إلى هذه , وإنما أردت أن أشرف بولائها , فالحمد لله الذي من عليّ بحضوركم
وجلس أبو العتاهية , فجعلوا يعلمونه ( الحمد ) وصلّى معهم العصر , وهو في ذاك ينظر إليها , لا تقدر له على حيلة !
وحدّث المبرّد : أن " ريطة " بنت أبي العباس السفاح . وجهت إلى عبد الله بن مالك الخزاعى في شراء رقيق للعتق , وأمرت جاريتها ( عتبة ) – وكانت لها ثم صحبت ( الخيزران ) بعدها – أن تحضر ذلك , فإنها لجالسة إذ جاء ( أبو العتاهية ) في زي متنسك فقال لها : جعلني الله فداك , شيخ ضعيف لا يقوى على الخدمة , فإن رأيت – أعزك الله – شرائي وعتقي , فعلتِ مأجورة , فأقبلتْ على عبد الله فقالت : إني لأرى هيئة جميلة , وضعفاً ظاهراً , ولساناً فصيحاً , ورجلاً بليغاً , فاشتره وأعتقه , فقال : نعم أفعل , ثم قال لها أبو العتاهية : أتأذنين لي – أصلحك الله – في تقبيل يدك ؟ فأذنت له , فقبّل يدها وانصرف .
فضحك عبد الله بن مالك وقال لها : أتدرين من هذا ! فقالت : لا , قال : هذا أبو العتاهية , وإنما احتال عليك حتّى قبَّل يدكِ !
بين الحب والمال
وكان أبو العتاهية قد قصد بغداد من الكوفة , مع زميلين له , ليستفيد بشعره عند أمرائها , ولم يكن لهم في بغداد من يقصدونه , فنزلوا غرفة بالقرب من الجسر , وكانوا يبكرون فيجلسون بالمسجد الذي بباب الجسر , في كل غداة , فمرّت بهم يوماً امرأة راكبة , معها خدم سودان , فقالوا : من هذه ؟ قالوا : خالصة . فقال أحدهم : قد عشقت خالصة , وعمل فيها شعراً أعانوه عليه .
ثم مرّت بهم أخرى , راكبة أيضاً , معها خدم بيضان , فقالوا من هذه ؟ قالوا : هذه ( عتبة ) فقال أبو العتاهية : قد عشقت عتبة , وعمل فيها شعراً .
ولمم يزالوا كذلك , حتى شاع الشعر المصنوع إلى الجاريتين , تحدث الناس بعشق أبي العتاهية وزميله لهما , فقال صاحبا الجاريتين : نمتحن العاشقين بمال على أن يدعا التعرض للجاريتين , فإن قبلا المال كانا مستأكلين , وإن لم يقبلاه كانا عاشقين .
فلما كان الغد . مرت ( عتبة ) فعرض لها صاحبها , فقال له الخدم : اتبعنا , فتبعهم , فمضت به إلى منزل خليط لها يزار , فلما جلست دعت به فقالت له : يا هذا , إنك شاب وأرى لك أدباً , وأنا حرمة خليفة , وقد تأتينك , فإن أنت كففت وإلا أنهيت ذلك إلى أمير المؤمنين , ثم لم آمن عليك .
فقال أبو العتاهية : فافعلي , بأبي أنت وأمي , فإنك إن سفكت دمي أرحتني , فأسألك بالله إلا فعلت ذلك إذا لم يكن لي فيك نصيب . !! .
فقالت له : أبق على نفسك , وخذ هذه الخمسمئة دينار , واخرج عن هذا البلد , فلما سمع ذكر المال ولّى هارباً , فقالت : ردوه وألحت عليه فيها , فقال لها : جُعلت فداك , ما أصنع بعرضٍ زائلٍ من الدنيا وأنا لا أراك ؟ .. والله إنك لتبطئين يوماً واحداً عن الركوب , فتضيق عليّ الدنيا بما رحبت , فزادت له في الدنانير , ومازالت تلح عليه فلا يزداد إلا رفضاً .
من الحب إلى الزهد
وحدث أبو العباس : أحمد بن يحيى ثعلب , قال :
كان أبو العتاهية قد أكثر مسألة الرشيد في ( عتبة ) – فوعده بتزويجها , وأنه سيسألها في ذلك , فإن أجابت جهّزها له وأعطاه مالاً عظيماً , ثم إن الرشيد سنح له شغل استمر به , فحجب أبو العتاهية عن الوصول إليه , فدفع إلى ( مسرور ) الكبير ثلاث مراوح , فدخل بها على الرشيد , وهو يبتسم , وكانت مجتمعة , فقرأ على واحدة منها مكتوباً :
ولقد تنسّمتِ الرّياحُ لحاجتي
فإذا لها من راحتيكَ شميمُ

فقال الرشيد : أحسن الخبيث , إذن , عليّ بالثانية , وكان مكتوباً عليها :
أعلقتُ نفسي من رجائكِ ماله
عَنَقٌ يحثُّ إليك بي , ورسيم

فقال الرشيد : عليّ بالثالثة , وكان مكتوباً عليها :
ولربّما استيأستُ , ثم أقولُ : لا
إن الذي ضمنَ النجاحَ كريمُ

فقال الرشيد : قاتله الله . ما أحسن ما قال , ثم دعابه , وقال له : قد ضمنت لك يا أبا العتاهية , وفي غدٍ نقضي حاجتك إن شاء الله , وبعث إلى ( عتبة ) وقال لها : إن لي إليك حاجة , فانتظريني الليلة في منزلك .
فأكبرت ( عتبة ) ذلك وأعظمته , وصارت إليه تستعفيه , فحلف ألا يذكر لها حاجته إلا في منزلها .
فلمّا كان الليل سار إليها ومعه جماعةٌ من خواص خدمه , فقال لها : لست أذكر حاجتي أو تضمنين قضاءها ؟ قالت : أنا أمَتُكَ , وأمرك نافذٌ .. فيما خلا أمر أبي العتاهية , فإنّي حلفت لأبيك  – بكل يمين يحلف بها برٌّ وفاجر , وبالمشي إلى بيت الله الحرام حافية , كلمّا انقضت عنى حجّة وجبت علىّ أخرى , لا أقتصر على الكفارة , وكلما أفدت شيئاً تصدقت به , إلا ما أصلّى فيه .
وبكت بين يديه , فرق لها ورحمها , وانصرف عنها .
وغداً عليه أبو العتاهية , فقال له الرشيد : والله ما قصرت في امرك , ومسرور وحسين ورشيد وغيرهم شهود لي بذلك , وشرح له الخبر .
قال أبو العتاهية : فلما أخبرني الرشيد بذلك , مكثت مليّاً لا أدرى أين أنا قائم أو قاعد ؟ , قلت : الآن يئست منها إذ ردّتك , وعلمت أنها لا تجيب أحداً بعدك .
ثم لبس أبو العتاهية الصوف , وتزهد , وقال في ذلك شعراً كثيراً ,
اخبرنا صاحب الاغاني قال حدث الصولي عن ابي صالح المدوي قال اخبرني ابو العتاهيه قال – كان الرشيد (هارون الرشيد)يعجبه غناء الملاّحين في الزلالات اذا ركبها وكان يتاذى بفساد كلامهم ولحنهم فقال . قولوا لمن معنا من الشعراء يعملوا لهولاء شعرا يغنون به فقيل له ليس احد اقدر في هذا من ابو العتاهيه ( وهو في الحبس ) قال فوجه اليّ الرشيد قل شعرا حتى اسمعه منهم ولم يامر باطلاق سراحي فغاظني ذلك وقلت والله لاقولن شعرا يحزنه ولا يسر به فعملت شعرا ودفعته الى من حفظه من الملاحين فلما ركب الحراقه سمعه وهو من مجزوء الرمل
خانك الطرف الطموح ايها القلب الجموح
لدواعي الخير والشر دنو ونزوح
هل لمطلوب بذنب توبه منه نصوح
كيف اصلاح قلوب انما هن قروح
احسن الله بنا ان الخطايا لا تفوح
فاذا المستور منا بين ثوبيه فضوح
كم راينا من عزيز طويت منه الكشوح
صاح منه برحيل صائح الدهرالصدوح
موت بعض الناس في الارض على البعض فتوح
سيصير المرؤ يوما جسدا ما فيه روح
بين عيني كل حي علم الموت يلوح
كل نطاح من الدهر له يوم نطوح
نح على نفسك يا مسكين ان كنت تنوح
لست بالباقي ولو عمرت ما عمر نوح
قال فلما سمح الرشيد جعل يبكي وينتحب وكان الرشيد من اغزر الناس دموعا في وقت الموعظه وشدهم عسفا في وقت الغضب والغلظه فلما راى الفضل ابن الربيع كثره بكائه اومأ الى الملاحين ان يسكتوا – القصيده الاخيره منقوله من ديوان ابو العتاهيه صفحه رقم 66و67

سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد – الكويت الخميس 28/11/2013 ( alenati)

مداخله طلال

كل نطاح من الدهر له يوم نطوح
نح على نفسك يا مسكين ان كنت تنوح
لست بالباقي ولو عمرت ما عمر نوح

العيناتي كل الشكر علي مانقلت لنا عن الشاعر الكبير الفذ (ابوالعتاهية ) .

وعن قيل ماقيل عنه من الردة والفجور ولكن تبقي لة هناك بصمة واضحة وصريحة في الشعر العربي الاسلامي . ولم يسلم احد في هذه الحقبة باعتقادي من الذم وذكر الشوائب وغض النظر عن المحاسن ..


كل الود ،،

talal157


أضافة تقييم إلى talal157 تقرير بمشاركة سيئة  
 توقيع : talal157

إن كنتُ بينكم فبالخير والتوفيق ادعو لي ...
وإن غبت عنكم طويلا فاسئلو لي الرحمة والغفران




إزرَعْ جَميلاً ولو في غَيرِ مَوضِعِهِ -- فَلا يَضيعُ جَميلٌ أينَما زُرِعا
إنَّ الجَميلَ ولَو طالَ الزَّمانُ بِهِ -- فَلَن يَحصُدُه إلّا الذي زَرَعا

متابعات رقم الموضوع 2

العزيز ( talal157 ) تفكرت مليا في ردك خصوصا القول( ولم يسلم احد في هذه الحقبة باعتقادي من الذم وذكر الشوائب وغض النظر عن المحاسن ..) وهي مقوله حفزتني اكثر للبحث والتحري فشكرا لك على الهامي للولوج في لجج ومساحات واسعه اكدت لي كم انني جاهل وفقير الى المعارف والتعلم – ان الحقبه التي وجد فيها الشاعر ابو العتاهيه هي حقبة غروب الدوله الامويه - او كما يقال عنها الدوله العروبيه التي فضلت العرب وجعلتهم الاسياد وخلقت الاعداء لها من قبل الموالي وخصوصا من الفرس وقد نشاء كما يقول الباحثون صراع حضاري بسبب الانتصارات التي احدثها المسلمون العرب جراء الفتوحات الاسلاميه فتكونت طبقات ثريه جدا من القبائل العربيه واستشعر الفرد العربي قوته وتفوقه بالقياس مع الشعوب التي فتحها وخضعت له واستقر بشكل متنامي في روع كثير من العرب بان العربي خلق ليسود وان غيره خلق لخدمته مما خلق طبقات اخرى منهم طبقات الموالي من غير العرب وكان عدد الموالي يزداد كلما فتحت بلاد او دخل في دين الله جماعات من غير العرب وكثير منهم كانت لهم اقدام راسخه في العلوم والادب والفنون وبرغم ذلك كانت النظره لهم نظره ازدراء واحتقار من قبل العرب حتى لقد لقد جرى العرف على التمييز البغيض بين المقاتلين في تعاملهم اثناء الجهاد والفتوحات فكان العربي يقاتل على الخيل بينما الموالي يقاتلون راجلين وفي الصفوف الخلفيه كما يقول د عز الدين اسماعيل في كتابه( الادب العباسي الرؤيه والفن)كما يقول ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد بان العرب في تلك الفتره كانو يقولون ( لا يقطع الصلاة الا ثلاثه حمار او كلب او مولى ) بل بلغ الامر الى منع زواح الموالي من العربيات وتطليق من تزوجت بالفعل وكثير من تلك الممارسات التي تنافي صحيح الدين الداعيه للمساواه كما ذكرت في ايات القران او في احاديث المصطفى –فهل تذكر كيف يقول اهلنا في حضرموت مثلا معرضين بالمولدين وهم ما يطلق عليهم من ولدو في بلد افريقيا حيث نسميه مولّد فالمثل الحضرمي يقول( ذولا ثلاثه ما يجون باليد الكلب والخنزير والمولّد) او القول الاخر ( ثلاثه لا تقاويهم الماء او السيل الجاري والثور والعبد) والعبد هنا معناه المولى يفسر هذا البيت الاخير من قصيدة سترد ادناه - فلا يوجد عبوديه ازليه الا لرب العباد الذي قال ({مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }فصلت46 ) وانما دخلت عبودية الفرد لغيره من الناس بسبب الحروب والفاقه والاستعداء على حقوق البشر ولا بد ان ان اهل حضرموت قد اتخذو حذرهم من الماء والثور والعبد كدليل على قوة الثلاثه وهذا قد يكون فيه مدح الا ان الهدف لم يكن المدح بل كان الاستعلاء والحط من قيمه بعض الافراد على ان الماء قد اوجدو له السدود والضمر لتخفيف قوته اما الثيران فانهم يقصدون بها الثيران النطاحه ولا بد انهم وجدو طرق شتى للحد من خطورتها سمعت احد الظرفاء وهو يحكي قصه حمار لدى اسره ما الا انه حمار شرير رفاس رماح لا يترك احد يمر من قربه الاب بادره بالرمح والرفس فاراد ان يبيعه بارخص الاثمان فلم يجد من يشتريه فوصفو له شخص يجيد تربيه الحمير فاستقدمه وقد قام هذا الجبير بربطه في ممر به منزلين لكل منزل ساس من الحصى والحجر على ارتفاع كبير واستمر هذا الخبير بعد ربط الحمار على نخسه والنخس هو طعن الدابه بالمنخاس او باي شيئ كالعصى مثلا في موخرتها او بين رجليها لكي تنشط – فكلما نخس الحمار بارد الحمار بالرفس الشديد فتصطدم رجليه بحصى الساس اينما وجه رفسته واستمر على هذا المنوال حتى تاذى الحمار فاصبح اذا نخسه نخسة قويه انتفض الحمار وهو في محله خوف ما يلاقيه من الرفس وصلح حال الحمار واصبح يخاف من الرفس ظنا منه ان الرفس سيؤدي الى ارتطام ارجله بالحصى-وعوده الى الموضوع فان امر التعالي يؤكد انها نفس النظره البغيضة والاستعلاء على الاخر ولا يشفع في تلك المقوله لمن يرغب في شرحها ويقول ان المولد هنا ليس القصد منه الشخص المولود في غير بلاد العرب بل المقصود هو المولود من الكلب والخنزير اي ابن الاثنين فهذا قول لا ينسجم مع ما رسخ في اذهان العامه - وللاسف فقد تفشت تلك الظاهره واستشرت حتى وصلت الى تفاضل العرب بينهم وبين بعضهم فاصبحو يمارسونها على الضعيف من قبائلهم والشواهد لا زالت محسوسه ومشاهده هذا التمايز هو ما اوغر القلوب على العرب ويقال ان احد من الموالي قد تزوج باعرابيه من بني سليم فعلم الشاعر محمد ابن بشير الخارجي بالامر فركب الى المدينه والى واليها ابراهيم بن هاشم ابن المغيره فاستعداه على المولى فارسل الوالي الى المولى واستقدمه ثم فرق بينه وبين زوجته وضربه مائتي صوت وحلق لحيته وشاربيه فقال الشاعر محمد ابن بشير في ذلك
شهدت غداة خصم بني سليم = وجوها من قضائك غير سود
قضيت بسنة وحكمت عدلا = ولم ترث الحكومة من بعيد
اذا غمز القنا وجدت لعمري = قناتك حين تغمز خير عود
اذا عض الثقاف بها اشمازت = اباء النفس بائنه الصعود
حمى جدبا لحوم بنات قوم = وهم تحت التراب ابو الوليد
وفي المئتين للمولى نكال = وفي سلب الحواجب والخدود
اذا كافئتهم ببنات كسرى = فهل يجد الموالي من مزيد
فاي الحق انصف للموالي = من اصهار العبيد الى العبيد
ولهذا الشاعر اشعار في الحط من شان الموالي مما يعني ان المزاج العام استمراها فهي تعبر عن نظره الفرد العادي والحكام ايضا وانظر اليه يقول
اذا افتقر المولى سعى لك جاهدا = لترضى وان نال الغنى عنك ادبرا
اليس هذا هو المثل الذي لا يزال يردده الغني على الفقير في ارضنا العربيه ( جوع كلبك يتبعك) فانظر الى المعنى في كلمة كلبك ان المعنى واضح في انها تدل على المولى المحتاج العامل العبد الفقير ولا تعني الكلب بتاتا فالكلب يسرح في ارض الله اذا جاع ولا ينتظر احسان بخيل متعالي- ولهذا فما ان يتغير الحال وتغيب دولة الاموين وتشرق شمس دوله العباسين على يد الرجل القوي ابو مسلم الخراساني وهو على حسب بعض الرويات احد احفاد اخر اكاسره الفرس وقد التف حوله الفرس والموالي بسبب ظلم الدوله الامويه لهم كافراد اضافة الى انكسار دوله الفرس العظيمه وما خلفه ذلك في نفوسهم من غل وحنق- وكان الخلفاء العباسيون ابتداء من الخليفه السفاح الى الخليفه المستعصم وعددهم 37 خليفه واغلب زوجاتهم وامهاتهم غير عربيات منهن 3 فقط عربيات هن اولا زوجه السفاح وهي ريطه بنت عبد الله الحارثي والثانيه زوجه المهدي وهي اروى بنت منصور الحميري والثالثه زوجه الرشيد وهي زبيده بنت جعفر العباسي – وفي هذا دلاله كبرى على تبدل الوضع فقد قرب الموالي واغلبهم من الفرس واصبحت امور الدوله بيدهم تقريبا فحصل انقلاب عكسي تبوء فيه الموالي امور الحكم فاصبحوا هم الفئه الاعلى والاكثر حظا وصارت لهم الغلبه فاستحقرو العرب ويرتبط هذا الامر بروابط ثقافيه ودينيه تختص بالفرس وحضارتهم واديانهم ولهذا فقد تاثر الجو العام بالحضاره الفارسيه وبذخها وفخامه قصورها وكل ما يتعلق بالطعام والملابس وغير ذلك بل لقد دخلت الثقافه الفارسيه بقوه على واقع الدوله العباسيه فانتشرت الشعوبيه (وهي تعظيم الفرس وتحقير العرب) والزندقه والديانات الفارسيه كالزردتشيه والمانويه والمزدكيه التي اتضح انها كانت متاصله في قلوب الكثيرون منهم كما يقال وانتشر اللهو والمجون والزندقه والكفر ومع كل ذلك نشطت ايضا حركة العلم والثقافه وانفتاحها على كل الحضارات فازدهرت اغلب العلوم في ذلك الزمن ومنها الشعر والادب لقد افاضت كتب التاريخ باخبار العصر العباسي وما جرى فيه وخصوصا ما يتعلق بموضوعنا وهو موضوع الزندقه وهي التهمه التي طالت العديد من كبار الشخصيات وتبارى المحققين قسما تولى نفي التهم او على الاقل تخفيفها على من شملتهم تلك التهمه والقسم الاخر تشدد والصقها بهم وكل ياتي بقرائنه والامر يطول وحسبنا ان ناخذ منه خلاصات لكي نوضح القصد ونلقي الضوء على هذا الامر – فما ن فشىت الدعوات الشعوبيه والقوميه وزادت النعرات التي دعمت الزندقه للكيد للاسلام بسبب بلوغها اقصى قوتها في ذلك العصر بسبب ان اغلب السلطات كانت بايدي الموالي والفرس واغلبهم تسترو باظهارالاسلام وهم يحاولون هدمه ومنهم فرقا سميت بالرونديه وهم من اتباع ابو مسلم وظهر منهم كبيرهم ابن الراوندي وهو شخصيه ملحده كافره غير سويه وله عدة كتب وفرقه اخرى سميت بالمقنعيه وفرقه اخرى تسمى بالخرميه وتعود اصولها الى ديانه فارسيه تسمى المزدكيه وهي ديانه تقوم على الاباحيه عدم وجود تكاليف والمشاركه في كل شيئ في النساء والمال ومن اشهر رجالها بابك الخرمي هو الذي ذكره الشاعر البردوني في قصيدته الشهيره ( فضيع جهل ما يجري = وافضع منه ان تدري ) حيث يقول فيها
شعاري اليوم يا مولاي = نحن نبات إخصابك
لأن غناك أركعنا = على أقدام أحبابك
فألهناك قلنا: الشمس = من أقباس أحسابك
فنم يا (بابك الخرمي) = على (بلقيس ) يا (بابك)
ذوائبها سرير هواك = بعض ذيول أربابك
وبسم الله جل الله = نحسو كأس أنخابك
وقد خرج على الخليفه المعتصم فارسل له قائد جيشه الافشين الذي قضى عليه ومن عجيب الامور ان يقتل الافشين بتهمه الزندقه ايضا وتعتبر الباطنيه هي الاطار العام للعديد من الفرق الهدامه مثل الطبيعيين والدهريين وغيرها والتي تقوم على ابطال الشريعه والتحلل من كل الاعراف والقيم ومنا المانويه وهي من الديانات التي تقوم على معتقد ان العالم مركب من اصلين قديمين هما النور والظلام - واستمر تصاعد تلك الحركات وغيرها مما حدى بالخليفه المهدي ان يتصدى لها وينشي ديوان الزنادقة، وجعل عليه شريك القاضي وعثمان بن نُهيك، وعمر الكَلْواذاني، ومحمد بن عيسى بن حمدويه وايضا فان شريك القاضي وهو من حكم على الكثيرون بالزندقه فقتلو فقد ذاق نفس السم على يد الهدي حين اتهمه بالزندقه على اساس حلم راه في نومه ولهذا قصه اخرى- ثم اوصى المهدي ابنه الخليفه الهادي من بعده بتتبع الزنادقه والفتك بهم –وقد كان لبعض الزنادقه دور هدام حتى في وضع الحديث عن رسول الله يقول حمدا بن زيد وضعت الزنادقه ما يزيد عن 12 الف حديث كذبا على رسول الله فقال له عبد الله ابن المبارك يرد عليها الجهابذه وقد أقر كثيراً من الزنادقه بوضع الأحاديث مثل قول عبدالكريم بن أبي العوجاء لما أراد محمد بن سليمان أن يضرب عنقه فقال: «والله لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث، أحرم فيها الحلال، وأحل فيها الحرام ولقد فطرتكم في يوم صومكم وصومتكم في يوم فطركم. وهذا المهدي يقول: أقر عندي رجل من الزنادقة أنه وضع أربعمائة حديث فهي تجول في أيدي الناس- ومن وقتها بداء علم الحديث واقسامه ومنها قسم الجرح والتعديل وهو علم عظيم واسع ومن هنا يحق لنا ان نتفهم ما حاق ببعض الزنادقه من تهم عوقب بعضهم عليها بالموت ونذكر ممن اتهم بالزندقه اواستنادا الى كتاب عبد الرحمن البدري الذي استند بدوره على بعض الكتب ومنها كتاب الفهرست لابن النديم وغيرها من كتب التاريخ الاخرى فان طايفه المانويه كان منهم ابو العوجاء السابق ذكره ومنهم ايضا صالح ابن عبد القدوس الذي له كثير من الاشعار نستخلص هنا ان الزنادقه افسدوا الا اننا نعود لكي نمحص مستدلين بما قام به المحققين من ان كثيرا من التهم كانت بسبب تغييب وازاحة الخصوم وهو امر لا زال متصلا حتى اليوم فاذا ما اردنا ازاحة خصم بسبب حقد او حسد رميناه بتهمه نحرك فيها عليه السلطات او الجهال او جمع القرابه والطبقه فيصيبه من ذلك ما يصيبه وقد قال الامام الشافعي شعر
(كل العداوات قد ترجى مودتها = إلا عداوة من عاداك عن حسد )
وهذا ليس دفاعا عن الزنادقه انما هو تدليل على فساد بعض النوايا ولان السير في هذا الطريق طويله فحسبنا ما تقدم من شرح لنشرح في هذا الباب عن بعض الزاندقه ولماذا وصمو بهذه الوصمه وخصوصا الشاعر ابو العتاهيه الذي كان سبب هذه المداخلات وهذا له باب اخر سوف استتبعه بهذا في القريب ان قدر الله وشاء
ملاحظه الماده ليست منقوله انما هي مقروئه من كتب التاريخ
سعيد كرامه عوض احمد بن عبيد بن عبد – الكويت الثلاثاء 10/12/2013 ( alenati)